مقاربة السيد الحكيم في مصطلحات علم التفسير

tt

بحث شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم 

الباحث: د. حكمت عبيد الخفاجي م.م خولة مهدي شاكر

عميد كلية الشريعة الإسلامية علوم القرآن والتفسير جامعة أهل البيت ـ كربلاء

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على سيد الأنام رسول رب العالمين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المخلصين المنتجبين.

وبعد:

مما لا كلام فيه بين الأوساط العلمية ـ وعلى مدى ألف عام ـ أنّ النجف الاشرف كانت وما تزال تمثل مركزاً لإشعاع الفكر الإسلامي عموماً والامامي خصوصاً، مما حدا بمدرستها أن تُلهم آلاف المفكرين من عطائها الثر وإغنائها ساحة الفكر والثقافة الإسلامية ببحوث أصيلة تشكل محور اعتزاز في المنتديات العلمية الإسلامية، حتى لم يكن غريباً أن تخرّج هذه المدرسة علماء بين الأصالة النجفية الإسلامية والحداثة العصرية، وكان من ألمعهم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم الذي يُعّد بحق من أبرز مرتكزات تلك المدرسة الغنية وإمداداتها، فقد أنتج فكره الثر بحوثاً ومؤلفات كبرى شملت مختلف جوانب الشريعة الإسلامية مواكباً لحداثة العصر بعمق التراكم المعرفي لنظريات التراث الخصب، حتى بان اهتمامه بالقرآن الكريم تدريساً وتنظيراً وتأصيلاً وأبحاثاً سمة من سماته حتى يخيل للباحث بأن السيد الشهيد محمد باقر الحكيم لم تكن لديه مشاغل شعب وهموم أمة.

ورغبةً منا في أستضهار مقاربات السيد الحكيم لآراء الآخرين في البحوث الإسلامية، وبخاصة في مصطلحات علم التفسير وبيان مقدرته العلمية الفذة في استنطاق النصوص، وخاصةً فيما يتعلق بالمصطلحات والتعريفات التفسيرية التي طالما أختلف في تحديدها علماء التفسير منذ القرون الأولى وحتى العصر الحديث، رأينا أن نبحث تلك البصمات المتميزة التي تركها السيد الحكيم في علم التفسير والمفسرين لنستطيع بالتالي الإجابة ـ من خلال البحث ـ عن سؤال نعرضه فيُجيب عليه السيد الحكيم من خلال استعراض أرائه وجهوده في هذا المضمار والسؤال هو: أين السيد الحكيم من علم التفسير ومصطلحاته؟

فكانت خطة البحث بعد أن تقدمتها المقدمة وأعقبتها الخاتمة والمصادر كالأتي:

المبحث الأول: التفسير لغة واصطلاحاً.

 المطلب الأول: التفسير لغةً

 المطلب الثاني: مقاربة السيد الحكيم للتفسير في اللغة

 المطلب الثالث: التفسير في الاصطلاح

 أولاً: القسم الأول

 ثانياً: القسم الثاني

 المطلب الرابع: مقاربة السيد الحكيم للتفسير في الاصطلاح

المبحث الثاني: مقاربة السيد الحكيم لأقوال المفسرين في الاهتمام بعلم التفسير وشروطه.

المبحث الثالث: المفسر وآلياته بين المفسرين والسيد الحكيم.

وأخيراً نسأل الله تعالى إن يفتح علينا في بحوث مستقبلية نلملم فيها شذرات من كوكبة مؤلفات السيد الحكيم نوضح فيه التزامه بمنهج تفسيري أصيل ومبتكر تسير عليه الموسوعات التفسيرية المعاصرة، وما قدمناه أنفا لا يمثل إلا محاولة في هذا الاتجاه لعلها أضاءت بعض بصمات السيد الحكيم لتحاكي قصته مع التفسير.

وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين..

المبحث الأول: التفسير لغةً واصطلاحا

المطلب الأول: التفسير لغةً

لقد ذهب اغلب علماء اللغة إلى إن معنى كلمة (التفسير) إما مأخوذ من (الفسر) أو مشتق من (السفر).

1) التفسير من (ألفسر): وتعني باللفظ نفسه، وكون جذره ألفسر، وتتفرع عن هذا ثلاثة أقول:

أ. ألفسر: بمعنى البيان والكشف ومنه قوله تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)[1]. أي بياناً وتفصيلاً. والفعل منه كضرب ونصر. وفسر الشيء يفسره، بالكسر، وتفسره، بالضم فسراً وفسره: أبانه واستفسرته كذا أي سألته إن يفسره لي[2].

ب. الفسر من التفسرة: وهو ما ينبئ عنه البول، وسمي بها قارورة الماء[3]. أو هو نظر الطبيب إلى الماء، أي القليل من الماء الذي ينظر فيه الأطباء، فيكتشفون به المرض، فكما إن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علة المريض، فكذلك يكشف المفسر عن شأن الآية وقصصها ومعناها[4]. وقد كان الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175ﻫ) السبّاق إلى هذا الرأي بقوله «والتفسرة: اسم للبول الذي ينظر فيه الأطباء، يستدل به على مرض البدن، وكل شيء يعرف به تفسير الشيء فهو التفسرة»[5].

ج. قيل إن (الفسر) من قول العرب: فسرت الدابة وفسرتها إذا ركضتها محصورة لينطبق حصرها. وهذا ما يراه ابن الأنباري[6]
(ت: 577 ﻫ)[7].كذلك أبو حيان الأندلسي (ت: 745 ﻫ) بقوله: «ويطلق التفسير أيضا على التعرية للانطلاق، قال ثعلب: تقول: فسرت الفرس: عريته، لينطلق في حصره، وهو راجع لمعنى الكشف، فكأنه كشف ظهره لهذا الذي يريده منه من الجري»[8].

ودلالة التفسير في هذه الأقوال الثلاثة تنحصر في اللفظ نفسه دون اشتقاق عن جذر آخر، وجميعها تدل في معناها على البيان والإظهار والكشف، وهي معانٍ متقاربة[9].

2) التفسير مشتق من (السفر): وهو مقلوب ألفسر، ويأتي على معنيين:

أ. هو بمعنى الكشف: «وسفره كشطه، وسفرت الريح الغيم عن وجه السماء سفراً فأنسفر: فرقته فتفرق وكشطه عن وجه السماء»[10]. وكذلك يقال للمرأة إذا ألقت نقابها وكشفت عن وجهها: سفرت فهي سافر (ومنه سفرت بين القوم أسفر سفارة أي كشفت بما في قلب هذا وهذا لإصلاح بينهم)[11].

ب. السفر: بمعنى الإشراق والإضاءة، فيقال سفر الصبح، أي أضاء وأشرق لونه، ومنه قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ)[12].

قال الفراء[13]: أي مشرقة[14].

ويضع الراغب الإصفهاني (ت 502 ﻫ) مقارنة سليمة بين ألفسر والسفر فيقول: «ألفسر والسفر يتقارب معنا هما كتقارب لفظيهما لكن جعل ألفسر لإظهار المعنى المعقول ومنه قيل لما ينبئ عن البول تفسرة وتسمى بها قارورة الماء وجعل السفر لإبراز الأعيان للإبصار فقيل سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح وسفرت البيت إذا كنسته)[15]. وقد ذهب إلى هذا الرأي وأيده الأستاذ أمين الخولي حيث يرى إن المادتين (فسر، سفر) تلتقيان في معنى الكشف فيرى السفر الكشف المادي والظاهر، والسفر الكشف المعنوي والباطن[16]. وهناك من يرى إن مادة (فسر) لوحدها تدور حول معنيين هما : الكشف المادي المحسوس، والكشف المعنوي المعقول، واستعماله في الثاني من استعمال في الأول[17]. يذهب ابن عاشور إلى أن التفسير مصدر (فسّر) ـ بتشديد السين ـ مضاعف فسر ـ بتخفيفها ـ والتضعيف فيه ليس للتعدية بل هو للدلالة على التكثير، تنريلاً لما يعانيه المفسر من كد الفكر لتحصيل المعاني الدقيقة[18].

إما قوله : «ثم قيل المصدران والفعلان متساويان في المعنى[19]، وقيل يختص المضاعف بإبانة المعقولات، قاله الراغب وصاحب البصائر، وكأن وجهة ان بيان المعقولات يكلف الذي يبينه كثرة القول…»[20] فهو مخالف لقول الإصفهاني في ما تقدم الذي لم يجعل التقارب بين (المضاعف والمخفف) وإنما جعله بين (الفسر والسفر). نستخلص مما تقدم: انه على أي الاحتمالين في معنى التفسير سواء من (الفسر) او ( السفر)، فأن معنى المادتين هو الكشف والابانة عن شيء غير بين وغير ظاهر ومغطى. وعليه فالتفسير هو الكشف عن معاني القرآن غير الظاهرة، اما حمل اللفظ على ظاهرة فليس تفسيراً ـ بحسب اصل الكلمة ـ الا ان يكون ذلك الظهور من (الظهور المعقد) والذي سنوضحه في (دراسة السيد الحكيم لهذا المطلب)؛ لان التفسير كشف القناع فلا يكون منه حمل اللفظ على ظاهره، لانه ليس بمستور حتى يكشف[21]. ولذا فمن قرأ كتابةً وفهم معناها بحسب ما ظهر منها لا يقال فسرّها. ولكن ومع هذا الاصل وهذا المدلول لكلمة التفسير، فأنها بما يفهم منها اليوم بصفتها اسماً لعلم من علوم القرآن الكريم تشمل ما يفهمه المرء منه مطلقاً، سواء أكان هذا المفهوم ظاهراً منه ام خفياً.

وعليه فجميع المناهج المتبعة في فهم القرآن الكريم هي منهاج تفسير ومفسرون، وان كان بعضها قد نهي عنه[22]، والنهي عن المنهج او عن التفسير لا يخرجه عن كونه منهجاً وتفسيراً، وإنما يخرجه عن حجيته وعن الاعتماد عليه وترتيب الأثر على مفاده.

المطلب الثاني: مقاربة السيد الحكيم للتفسير في اللغة

لقد ذهب السيد الحكيم في المعنى اللغوي لكلمة (التفسير) الى الاحتمال الاول، وهو ان التفسير مأخوذ من مادة (فسر)، وذلك لآنه لم يتطرق في التعريف الى الاحتمال الثاني وهو ( السفر)، وانما اكتفى بذكر الاول[23] ولكن السيد الحكيم يطرح تساؤلاً بصدد هذا التعريف للتفسير وهو: ـ

هل التفسير مختص بإظهار المعنى الخفي للفظ، ام هو عام وشامل لحالة بيان المعنى الظاهر كذلك؟

وقد ذكر السيد الحكيم اتجاهين في الإجابة عن هذا التساؤل:

1) الاتجاه الأول: والذي يرى بأنه لو كان اللفظ عدة محتملات متساوية، فالتفسير هو إظهار احد هذه المحتملات وإثباته بأنه هو المعنى المراد. أو هو إظهار المعنى الخفي غير المتبادر واثبات انه المعنى المراد بدلاً من المعنى الظاهر المتبادر. وإما ذكر المعنى الظاهر المتبادر من اللفظ فلا يعتبر تفسيراً[24].

2) الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي يميل إليه السيد الحكيم، وهو الإتجاه الذي يصنع احتمالات للمعنى الظاهر، فقد يكون ذكر المعنى الظاهر في بعض الحالات تفسيراً أو إظهارا لأمر خفي، وفي حالات أخرى لا يكون تفسيراً لأن المعنى يكون واضحاً وليس فيه خفاء أو غموض[25].

وعلى الاتجاه الثاني فيجب ان نعرف موارد الظهور التي ينطبق عليها معنى التفسير والموارد التي لا ينطبق عليها معنى التفسير، ولذلك فقد قسم الظهور الى قسمين:

أ) الظهور البسيط: «وهو الظهور الواحد المستقل المنفصل عن سائر الظواهر الأخرى كظهور جملة (اذهب إلى البحر في كل يوم) فلا يعتبر ابراز المعنى على اساس هذا الظهور تفسيراً»[26].

ب) الظهور المعقد: وهو الظهور المتكون نتيجة لمجموعة من الظواهر المتفاعلة[27]. كظهور جملة «اذهب إلى البحر في كل يوم واستمع إلى حديثة» فللجملة الأولى «اذهب إلى البحر» ظهور خاص بها، ولجملة «استمع إلى حديثة » ظهور خاص بها أيضا. ولكن هذين الظهورين غير متناسبين لأنه من المعلوم انه لا يوجد للبحر حديث.

إذا يجب عمل دراسة لهذين الظهورين وتفاعلهما للوصول إلى الظهور الناتج، ومعرفة المعنى الذي يريده المتكلم وهو (الذهاب إلى العالم المتبحر في العلم والاستماع إلى حديثه).

وعلى هذا الأساس فأن إبراز الظهور المعقد يعتبر تفسيراً؛ لأنه إبراز لغموض وخفاء ناتج عن تعقيد وتركيب في الكلام، أما الظهور البسيط فلا يعتبر تفسيراً وذلك لأن المعنى واضح وغير خفي[28]. وعلى هذا فأن التفسير وفق الاتجاه الثاني يشتمل على الأتي[29]:

1 ـ بيان المعنى في موارد الظهور المعقد.

2 ـ إظهار احد محتملات اللفظ واثبات انه هو المعنى المراد.

3 ـ إظهار المعنى الخفي غير المتبادر واثبات انه هو المعنى المراد بدلاً من الظاهر المتبادر.

وعلى هذا الأساس فقد توصل كل من السيد الصدر والسيد الحكيم إلى النتائج آلاتية:

1 ـ «ان في صدق التفسير على بيان المعنى في موارد الظهور اتجاهين:

الأول: القائل بعدم صدقه مطلقاً، سواء كان الظهور بسيطاً ام معقداً.

الثاني: القائل بان التفسير ليصدق على بيان المعنى في الموارد الظهور المعقد، دون بعض موارد الظهور البسيط»[30].

2 ـ إن التفسير وفق الاتجاه الثاني يكون معنى أضافيا وذلك لأنه بيان وتوضيح للمعنى وان كان في موارد ظهور اللفظ. وعندئذ فأن المعنى الظاهر ربما يكون بحاجة إلى بيان وكشف لشخص دون آخر، فهو تفسير بإضافته الأول، ولا يكون تفسيراً بإضافة للثاني[31].

3 ـ إن التفسير وفق الاتجاه الأول له معنى موضوعي لا يختلف باختلاف الإفراد، وذلك لأن الملاحظ فيه (اللغة)، فإن كان معنى اللفظ لغة هو المعنى الذي يقتضيه استعماله اللغوي، فلا يكون كشفه تفسيراً وان اكتنفه بعض الخفاء والغموض، وإما إذا كان المعنى معنىً أخراً لا يقتضيه استعماله اللغوي بل عُين بدليل خارجي فيكون كشفه تفسيراً[32].

المطلب الثالث: التفسير في الاصطلاح

انقسم العلماء في تعريف (التفسير) اصطلاحاً إلى قسمين:

أولا: القسم الأول:

يرى بعض العلماء إن التفسير ليس من العلوم التي يتكلف لها حد، لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره من العلوم التي أمكن لها إن تشبه العلوم العقلية، ويكتفي في إيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله، أو انه المبين لألفاظ القرآن ومفهوماتها[33].

وهذه تعريفات بعض من هؤلاء العلماء:

أ ـ ما ورد في تفسير مجمع البيان «فقال بعضهم: هو علم بأحوال تعرف به معاني كلام الله تعالى من الأوامر والنواهي وغيرها»[34].

ب ـ قول الرازي (ت / 606 ﻫ) «هو ما يبحث فيه عن مراد الله تعالى من قرآنه المجيد»[35].

ج ـ قول القرطبي (ت /671ﻫ) التفسير بأنه «بيان كلام الله المبين لألفاظ القرآن ومدلولاتها»[36].

د ـ قول التفتازاني (ت /791ﻫ)[37] «وهو العلم الباحث عن أحوال ألفاظ كلام الله من حيث الدلالة على مراد الله تعالى»[38].

ﻫ ـ قول الفناري (ت: 834 ﻫ)[39]«هو معرفة احوال كلام الله تعالى من حيث القرآنية، ومن حيث دلالته على ما يعلم، أو يظن انه مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية»[40].

و ـ وقد عرفه الشيخ الطريحي (ت /1085 ﻫ) بانه (علم يبحث فيه عن الكلام الله تعالى المنزل للاعجاز من حيث الدلالة على مراده تعالى)[41]. ويقصد بقوله (المنزل للاعجاز) وذلك لاخراج البحث عن الحديث القدسي[42]. فأنه ليس كذلك (أي ليس بمعجز).

ز ـ وقد عرفه الزرقاني: «علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية»[43].

ح ـ وعرفه السيد الطباطبائي (ت /1402 ﻫ): «التفسير هو بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها»[44].

ط ـ وعرفه السيد الخوئي (ت: 1413 ﻫ): «التفسير هو إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز»[45].

ثانياً: القسم الثاني:

الذي يرى فيه بعض العلماء إن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو القواعد الكلية، أو الملكات الناشئة من مزاولة القواعد فيتكيف له التعريف، فيذكر في ذلك علوماً أخرى يحتاج إليها في فهم القرآن، كاللغة، والصرف، والنحو، والقراءات، وغير ذلك[46] وهذه تعريفات بعض من هؤلاء العلماء:

أ ـ إن التفسير عند الشيخ الطوسي (ت: 460 ﻫ) هو علم معاني القرآن، وفنون أغراضه من القراءة، والمعاني، والإعراب، والكلام على المتشابه، والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وانواع المبطلين[47].

ب ـ وقد عرف أبو حيان الاندلسي[48] (ت 754 ﻫ) التفسير: «علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الافرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها التركيب وتتمات لذلك»[49].

وسوف نذكر تخريج التعريف[50] لكي نوضح ما ذهب إليه ابو حيان من ذكر متعلقات علم التفسير:

1 ـ قوله: (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم.

2 ـ قوله: (يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم) فهذا هو علم القراءة ويقول بعضهم: إن ابا حيان قد ادخل علم التجويد في تعريف التفسير[51].

3 ـ قوله: ومدلولها ويعني مدلولات تلك الالفاظ وهو المراد بعلم اللغة.

4 ـ قوله: (واحكامها الافرادية والتركيبية) فهذا يشمل علم التصريف، وعلم الاعراب وعلم البيان، وعلم البديع.

5 ـ وقوله: (ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب) فيشمل ما دلالته عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فان التركيب قد يقتضي بظاهرة شيئاً ويصد عن الحمل على الظاهر صاد فيحتاج لأجل ذلك إن يحمل على الظاهر وهو المجاز.

6 ـ وقوله (وتتمات ذلك) هو معرفة النسخ وسبب النزول، وقصة توضح بعض ما أنبهم في القرآن، ونحو ذلك.

ومن خلال هذا التعريف وتخريجه، نجد أن ابا حيان قد ذهب إلى متعلقات علم التفسير التي يتوصل فيها إليه، فقد اشار إلى علم القراءات، وعلم اللغة، والتصريف، وعلوم البلاغة في المعاني والبيان والبديع، وحالة التركيب في الحقيقة والمجاز، وتتمات ذلك في معرفة الناسخ والمنسوخ واسباب النزول.

إما الزر قاني فقد جعل تعريف أبي حيان لعلم التفسير، تعريفاً وسطاً ما بين تعريفه هو (أي الزرقاني) وتعريفه اخر قد ذكره عن غيره وهو «التفسير: علم يبحث فيه احوال الكتاب العزيز من جهة نزوله وسنده واداءه وألفاظه ومعانيه المتعلقة بالأحكام».

ويقول: من السهل رجوع تعريف ابي حيان إلى تعريفه؛ لأن ما ذكر في تعريف ابي حيان بالتفصيل، يعتبر بياناً لمراد الله من كلامه بقدر الطاقة البشرية في شيء من التفصيل[52].

ج ـ وقد عرف الزركشي (ت: 794 ﻫ) التفسير بانه «علم نزول الاية وشؤونها واقاصيصها، والاسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكّيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد قوم: علم حلالها وحرامها ووعدها ووعيدها، وامرها ونهيها، وعبرها وامثالها»[53]وقد اورد الزركشي تعريفاً آخر للتفسير ونقله عنه السيوطي (ت: 911 ﻫ) وهو «التفسير علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان معانيه، واستخراج احكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف، وعلم البيان واصول الفقه والقراءات؛ ويحتاج لمعرفة اسباب النزول والناسخ والمنسوخ»[54].فالزركشي هنا في التعريف قد ذكر ووضع ما يحتاج إليه علم التفسير، وذكر آداب المفسر وشروطة في التفسير، بل تجاوز إلى مصادر التفسير في اللغة والنحو، وجعل التفسير شاملاً لجملة من علوم القرآن، والأحكام الشرعية، فهو يتكلم عن التفسير ويريد لوازمه من الاحاطة والتخصص، ومعرفة طائفة من العلوم التي يعرف بها التفسير وليست هي التفسير.

المطلب الرابع: مقاربة السيد الحكيم للتفسير في الاصطلاح

يتفق السيد الحكيم (قدس سره) مع أستاذه السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) بتعريف التفسير اصطلاحا، حيث عرفّاه بما يلي :

علم التفسير: (علم يجتمع على جميع البحوث المتعلقة بالقرآن ووصفه كلاماً لله تعالى)[55].

لتوضيح هذا التعريف يجب أن نحدد أولا ما هي الاعتبارات التي يلحظ به القرآن الكريم لأن كل واحد من هذه الاعتبارات يقع موضوعا لعلم يتكون من بحوث خاصة به، ومن ثم نحدد أي من هذه الاعتبارات تعتبر تفسيرا[56].

* الاعتبار الأول: ويلحظ بوصفه حروفاً كتابية ترسم على الورق.

* الاعتبار الثاني: ويلحظ بوصفه اصواتا تقرأ وتردد بالألسنة.

* الاعتبار الثالث: ويلحظ بوصفه كتاباً نزل بشكل تدريجي متفرق وتم جمعه و ترتيبه بعد ذلك[57].

* الاعتبار الرابع: ويحلظ باعتباره كلاماً لله تعالى له معنىً.

وعلى هذا فان القرآن بالنسبة للحاظ الأولى يقع موضوعا لعلم الرسم القرآني الذي يشرح قواعد كتابة النص القرآني.

أما بالنسبة للحاظ الثاني فيقع موضعا لعلم القراءة وعلم التجويد.

وأما بالنسبة للحاظ الثالث فهو يقع موضوعا لعلم جمع القرآن وإثبات نصه.

وهو باللحاظ الرابع يقع موضوعا لعلم التفسير.

إما البحوث التي تدخل ضمن علم لتفسير فهي[58].

* كل بحث يتناول شرح معاني المفردات القرآنية وبيان مضامينها ومفاهيمها، سواء وردت بشكل كلمات أو جمل أو تراكيب.

*بحث (إعجاز القرآن)، فالإعجاز من أوصاف القرآن باعتباره كلاما دالاً على المراد، ولذلك فبحثه يدخل ضمن بحوث علم التفسير.

* بحث (أسباب النزول)، تعتبر (أسباب النزول) قرينة لفهم القرآن بما هو كلام الله[59]، فهي تتناول الاحداث الواقعة والتي يذكرها القرآن ضمن سياق آياته، ومن ثم تبين أسبابها ودواعيها واحيانا علاجها.

* بحث (الناسخ والمنسوخ)، و(الخاص والعام)، و(المقيد والمطلق) لأن هذه البحوث تتناول النص القرآني بوصفه كلاما دالا على معنى.

* كل بحث يتناول تأثير القرآن الكريم في حياة البشرية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، دوره العظيم في بناء الإنسانية وهدايتها، فان اثر القرآن ودوره مردهما الى فعالية القرآن ليس بوصفه حروف تكتب او اصوات تقرأ او غيرهما وانما بوصفه كلاما لله تعالى، ونتيجة لاهتمام بعض الباحثين ببعض الأبحاث الداخلية في علم التفسير فقد سميت هذه الأبحاث بالعلوم، كعلم الناسخ و المنسوخ وعلم أسباب النزول وعلم الإعجاز القرآني… الخ، وتبعا لهذا الاهتمام الخاص سمي ذلك البحث بعلم خاص، ولكن هذا لا يعني عدم أمكان اندراجها جميعا في علم واحد باسم علم (التفسير) لأنها في الحقيقة جوانب من هذا العلم، لوحظ في كل جانب منها تحقيق هدف خاص يتعلق بالبحث في ناحية خاصة من كلام الله؛ ففي علم (اسباب النزول) يدرس كلام الله في القرآن من حيث ارتباطه بالوقائع والأحداث التي رافقت نزوله، وفي علم (إعجاز القرآن)، يدرس كلام الله مقارنا بالنتاج البشري او بالامكانات البشرية والمقارنة معها لكي تدلل على ان كلام الله فوق تلك الامكانات وهو معنى الإعجاز.

* وهكذا بالنسبة للجوانب والأبحاث الأخرى[60].

خلاصة واستنتاجات:

من خلال دراستنا لهذا الموضوع وهو(المعنى الاصطلاحي لكلمة التفسير) عند العلماء عامةً وعند السيد الحكيم (قدس سره) خاصة، استطعنا ان نتوصل الى النتائج الآتية:

* عند إعمالنا لمقارنة بسيطة ما بين (المعنى اللغوي) لكلمة التفسير و(المعنى الاصطلاحي) لهذه الكلمة، نجد ان هذين المعنيين يلتقيان في ارادة الكشف والبيان، وعلى ذلك يبدو أن المعنى الاصطلاحي لكلمة التفسير منحدر عن الاصل اللغوي له[61].

* من خلال اطلاعنا على آراء واقوال العلماء في تعريف (علم التفسير) نجد انها تتفق كلها على ان علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى، فهو شامل لكل ما يتوقف عليه المعنى، وبيان المراد.

* توهم بعض العلماء بان جملة العلوم التي ذكروها امثال (اللغة، النحو، الصرف، الاشتقاق، القراءات … الخ) هي مادة علم التفسير، او هي علم التفسير بذاته، في حين ان هذه العلوم هي من العلوم التي يجب على المفسر الاحاطة بها لكي يقوم بعملية التفسير، فليس الذي يدرس الناسخ والمنسوخ، او البلاغة، او الصرف شرط ان يكون مفسرا،ولكن كما قلنا من شروط المفسر ان يكون، ولكن كما قلنا من شروط المفسر ان يكون عارفاً لجملة من هذه العلوم و المعارف والفون.

* من خلال عرضنا لمعنى (التفسير)، لغةً، وجدنا المعنى في اغلب الاحيان هو الكشف عن المغطى أو المستور… أي (الخفي) غير الظاهر، وهذا بالنسبة للتفسير عموما، وهو يشمل جميع النصوص التي تحتاج الى توضيح.

اما باضافته الى القرآن وتعريفه اصطلاحا، لم اجد احدا من العلماء قد عرف التفسير بانه ايضاح مراد الله (الخفي) او غير الظاهر، او بيان معاني الآيات القرآنية غير الظاهرة والخفية، وانما كان تعريفهم مطلقا لمراد الله تعالى وغير مخصص بالخفي.

ولهذا اعتقد والله العالم وكما ذكرنا سابقا بان مدلول كلمة التفسير بما يفهم منها اليوم بصفتها اسما لعلم من علوم القرآن تشمل ما يفهمه المرء مطلقا، سواء كان هذا المفهوم ظاهرا منها ام خفيا.

* أن رأي السيد الحكيم (قدس سره) في تعريف التفسير اصطلاحا هو مع الرأي الذي يقول بان علم التفسير ليس من العلوم التي يتكلف لها حد، وذلك واضح من خلال تعريفها له.

ويملي البحث الى هذا الرأي.

المبحث الثاني

مقاربة السيد الحكيم لأقوال المفسرين في الاهتمام لعلم التفسير وشروطه

يقول السيد الحكيم: (إن تفسير القرآن الكريم من اعظم الإعمال العلمية والتربوية والدينية وفي الوقت نفسه يعتبر من ادق واشق الإعمال؛ لانه يتعامل مع كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه…)[62]

وقد سبقه بعضهم في ذلك القول حيث قال الخوئي[63] (ت: 637 ﻫ):
(علم التفسير عسير يسير، أما عسيره: فظاهر من وجوه، اظهرها انه كلام متكلم، لم يصل الناس الى مراده بالسماع منه، ولا امكان الوصول اليه، فخلاف الامثال والاشعار، ونحوها، فان الانسان يمكن علمه منه اذا تكلم بان يسمع منها او ممن سمع منه، واما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم الا بان يسمع من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك متعذر الا في آيات قلائل، فالعلم بالمراد يستنبط بامارات ودلائل)

وبالرغم من كون التفسير امرا صعبا الا انه امر ضروري ومهم لفهم القرآن فقال الله سبحانه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[64] وقوله: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)[65] وقوله : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[66] يقول السيد الخوئي (قدس سره): (وفي هذه الآية توبيخ عظيم على ترك التدبر في القرآن)[67].

وما الى ذلك من الآيات الكريمة التي تحث على التدبر والتفكر في القرآن مضافا الى جملة من الروايات ـ والتي أورد كثيرا منها السيد الحكيم ـ التي تحث على التدبر في القرآن[68]، نذكر منها الآتي:

* في حديث عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: «اعربوا القرأن والتمسوا غرائبه»[69] وقد روي هذا الحديث عن ابي هريرة[70] وروي عن ابن مسعود[71].

* ان علي بن ابي طالب (عليه السلام) ذكر جابر بن عبد الله[72] ووصفه بالعلم فقال له رجل : جعلت فداك! تصف جابراً بالعلم وأنت أنت! فقال : انه كان يعرف تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)[73]،[74].

* وعن الإمام علي (عليه السلام) انه قال: «… ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه»[75].

* وعن الزهري قال سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: «آيات القرآن خزائن العلم، فكلما فتحت خزائنه فينبغي لك ان تنظر فيها»[76]

والأحاديث كثيرة في أهمية التدبر في القرآن وحث المسلمين على ذلك كثيرا[77].

ولعل هنالك تساؤلا يطرح وهو… ما الحاجة إلى التفسير وقد انزل الله تعالى القرآن نورا وهدى وبصائر للناس وتبيانا لكل شيء، قال تعالى (…وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى…)[78] وقوله: (هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ)[79].؟ وستكون الإجابة عن هذا التساؤل (وبقدر المستطاع) بالنقاط الآتية:

* نعلم أن الله سبحانه انزل كتابه بما فيه من أسرار وكنوز ليكون بذاته بيانا للناس عامة وتفصيلا لكل شيء، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً)[80].

الا أن قصور إدراك بني الإنسان عن فهم واستيعاب كل تلك الأسرار والكنوز بما فيها (صفات الله، ومعرفة وجود الإنسان، ومسائل المبدأ أو المعاد… الخ) يقف حائلا دون اكتشاف تلك الاسرار والمعاني التي اودعها سبحانه وتعالى في كتابه[81]. فالتفسير هو مفتاح هذه الكنوز والذخائر.

* إن القرآن الكريم نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بلسان عربي في زمن فصاحة العرب، حيث كانت سليقتهم متسقة ومداركهم متفتحة وكان امر ادراك القرآن لا يحتاج الى كثير عناء، فكانوا يعلمون ظواهره واحكامه، اما دقائق باطنه والتي كانوا يقفون امامها في بعض النصوص، فكانوا يرجعون فيها الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكشف لهم ما دق عن افهامهم ويوضح لهم ما خفي عن اذهانهم. قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون)[82].

وقد ظل المسلمون على هذا الحال يفهمون القرآن على حقيقته وصفائه، حتى تقادم الزمن بهم واختلطوا بغيرهم، ودخل فيهم من ليس منهم حتى تلكأت مهارات العربي وضاعت مميزات العروبة وفقد ملكة البيان، ومن هناك فقد جاءت أهمية التفسير وعظمت عما كانت عليها سابقا وذلك لعادة مناخ الفهم وحياة اللغة والتبصر بالدقائق[83].

* وكان من اثر التطور الذي مر به المجتمع العربي انه قد تناولت التفسير مدارس تتفاوت دقة وإخلاص، فأصبح التفسير يتلون بتلون ثقافات ومناهج المفسرين[84]، ولذلك فلا يمكن لأحد أن يعتمد على تفسير معين، ومحدد فمن هنا جاءت الحاجة الان أن يقوم العلماء لتفسير القرآن للوصول إلى أتم وجه.

* وكذلك تبرز الحاجة إلى التفسير، وتتعدد مناهجه وتتوسع لتضيف في كل مرة معنى أضافيا لم يكن ليتوفر عند السابقين، والواقع أن هذه الحقيقة هي من مميزات الكتاب العزيز نفسه، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[85]، وهذا ما يبين حقيقة القرآن بأنه جاء لكل عصر ومكان.

وللسيد الطباطبائي توجيه في خصوص الآية السابقة وهو أن القرآن يحتاج إلى تفسير جديد كل سنتين، وكذلك من عجيب أمر القرآن أن الآية من آياته لا تكاد تصمت عن الدلالة ولا تعقم عن الإنتاج[86].

وهكذا ومن خلال هذه البيانات نتعرف على أهمية الدور الذي يمارسه (علم التفسير) حيث صار هذا العلم أساساً لكافة العلوم وأهمها، وما من علم الا ويعول عليه، يقول الراغب الأصفهاني: اشرف صناعة يتعاطاها الانسان تفسير القرآن[87].

ويستند شرف أي صناعة إلى شرف موضوعها، أو شرف غرضها، أو لشدة الحاجة اليها يقول الراغب: فصناعة التفسير قد حازت الشرف من الجهات الثلاث: اما من جهة الموضوع: فلأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، واما من جهة الغرض، فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى، والوصول الى السعادة الحقيقية التي لا تفنى.

واما من جهة شدة الحاجة، فلان كل كمال ديني او دنيوي، عاجلي او آجلي، مفتقر الى العلوم الشرعية والمعارف الدينية، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى)[88].

خلاصة واستنتاج

* من خلال ما تقدم اتضحت لنا أهمية علم التفسير وكونه اشرف العلوم موضوعا وغرضا واحتياجا[89].

* وكذلك اتضح لنا ان التفسير يعتبر من اشق الأعمال وأدقها، لأنه يتعامل مع كلام الله سبحانه وتعالى.

* من خلال الآيات القرآنية والروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) استطعنا التوصل إلى حقيقة فحواها: انه ما من حقيقة في نظام الوجود التكويني إلا والله سبحانه ضمها في كتابه. فما من معرفة وعلم يؤدي بالإنسان إلى الكمال إلا ويوجد في هذا القرآن.

ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتوقع وهو يعود إلى القرآن أن يبحث فيه عن الرياضيات أو الكومبيوتر بحجة أن فيه تبيانا لكل شيء. فهذه من الأمور المتغيرة في حياة الانسان أن صح التعبير، وليست في عداد الأمور الثابتة الداخلة في تكامل الانسان.

حدد السيد الحكيم شروط التفسير الصحيح، فقال: (نقصد بشروط التفسير الأسس والمتبنيات الفكرية والعقائدية التي لابد ان يقوم عليها التفسير من اجل ان يكون تفسيرا صحيحا للقرآن الكريم)[90].

ولقد فرز السيد الحكيم (قدس سره) هذا المبحث (شروط التفسير) والذي اعتقد انه يعني به (اداب التفسير) والذي على ما اظن انه من مستحبات المفسر عن مبحث (شروط المفسر) لسبب: وهو ان شروط التفسير تعني بالحالة الفكرية والعقائدية.. كما ذكرها في التعريف اعلاه، اما شروط المفسر فهي بمثابة الادوات التي يحتاجها المفسر في عملية التفسير[91]، والذي على ما اظن انها واجبة على المفسر.

ويمكن ان نلخص شروط التفسير بالامور الآتية:

1 ـ الذهنية الاسلامية

ويعرفها السيد الحكيم بانها: (مجموعة من التصورات الاساسية يعتمد عليها الاسلام وترتبط بالقرآن الكريم وتشكل الاطار العام للتفسير الذي من خلاله يتمكن المفسر من الوصول الى نتائج صحيحة في عمله التفسيري)[92].

ومن هذه التصورات الأساسية.. هو أن يكون المفسر معتقدا بان القرآن هو وحي الهي وليس نتاجا بشريا، قال الله تعالى : (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[93].

يقول الرازي (ت: 606 ﻫ): معناه انه محفوظ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه، والدليل عليه قوله تعالى: (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[94] فعلى هذا الباطل هو الزيادة والنقصان[95].

وهذا ما يختلف فيه القرآن عن أي نتاج بشري، لان الباطل قد يسري الى الكلام الذي يصدر من الأفراد ذوي العلم المحدود والقدرات النسبية، وذلك لان أي مخلوق يكون قرين النقص والاختلاف، فلا يمكن أن يصدر منه ما ليس فيه اختلاف[96].

ولذلك فان الباحث الذي يتعامل مع القرآن على اساس انه وحي من الله يختلف في عمله عن الباحث الذي يتعامل مع القرآن على اساس انه نتاج بشري، كما فعل بعض المستشرقين في دراستهم للقرآن على اساس انه نتاج بشري، ولهذا فان نظرتهم لبعض الحقائق والوقائع غير سليمة ولا مصونه بل التشويه والتحريف هو المألوف وهو الرائج لديهم[97].

فعلى سبيل المثال، فان القرآن الكريم قد اقر مجموعة من الأعراف التي كان يمارسها الجاهليون قبل الإسلام، من قبل (الحج) و(الصوم) و(عدة الوفاة) وغيرها من الأعراف.

فان تفسير مثل هذه الإقرارات سيكون مختلفا باختلاف ذهنية المفسر.

فالذي يفسر القرآن الكريم كأي نتاج بشري آخر، يرى أن يتصور بان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تأثر بهذه الأعراف، وانه شرعها لكي يتمكن من التأثير على المجتمع في ذلك الوقت ويصلحه[98]. أما المفسر الذي ينظر إلى القرآن الكريم بنظرة أسلامية صحيحة فلا يمكن أن يفسر مثل هذه الظاهرة على هذا الأساس (انفعال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بتلك لاعراف) بل يفسرها على أساس انه القرآن الكريم وان جاء لتغيير المجتمع الجاهلي لكنه يقر العادات والأوضاع الإنسانية التي تكون منسجمة مع الفطرة البشرية وأهداف الدين الإسلامي وهو دين الفطرة الإنسانية[99] قال تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[100].

2 ـ التصور العام عن القرآن

فعلى المفسر أن يمتلك رؤية ي وحدة النص القرآني، وشهادة بعضه على بعض، وان في القرآن الكريم ناسخا ومنسوخا، ومحكما ومتشابها، ومطلقا ومقيدا، ومجملا ومفصلا. فأن معرفة المفسر بذلك ذات اثر كبير في فهم القرآن وإمكانية تفسير بعضه ببعض[101].

وهنا تجب الإشارة إلى انه ليس المقصود من تفسير القرآن بعضه ببعض بان يفسر الآية بتفسير آية أخرى، وهو ما يسمى (بضرب القرآن ببعض) والذي وردت فيه الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «ما ضرب رجل من القرآن بعضه ببعض الا كفر»[102] وانما المقصود منه تفسير الآية بأية اخرى يقول السيد الطباطبائي (ت 1402 ﻫ): قال الصدوق سألت ابن الوليد عن معنى هذا الحديث. فقال: هو ان تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اخرى، اقول (القول للطباطبائي) ما اجب به لا يخلو عن ابهام فان اراد به الخلط المذكور وما هو معمول عند الباحثين في مناظراتهم من معارضة الآية بالآية وتأويل البعض بالتمسك بالبعض فحق، وان أراد به تفسير الآية بالآية والاستشهاد بالبعض للبعض فخطأ[103].

وقد أكد السيد الحكيم على وحدة القرآن الكريم وان نزل بشكل تدريجي ووجود القرائن التي تدل على تلك الوحدة وان بعض القرآن الكريم وان نزل بشكل تدريجي ووجود القرائن التي تدل على تلك الوحدة وان بعض القرآن يكمل البعض الآخر ويوضحه، وقد أورد العديد من روايات أهل البيت (عليهم السلام) الذين يؤكدون على أهمية هذا الموضوع[104].

يؤكد السيد الحكيم على أن تكون المتبنيات العقائدية للمفسر متبنيات عقائدية صحيحة ويقصد بالعقيدة الصحيحة: (هي تلك العقيدة التي تنتهي في سلسلة من مراتبها وارتباطاتها واستنباطاتها الى القرآن الكريم نفسه)[105]. ويقول السيد الحكيم ان كثيرا من المفسرين قد ذكروا هذا الشرط ولكن دون ان يذكروا المقياس الذي يمكن ان تقاس به العقيدة الصحيحة[106].

وهذا المقياس هو ان العقيدة يجب ان تكون نابعة من القرآن ذاته لتكون قرينة على فهمه والا فلا يمكن ان تكون كذلك اذا لم تكن نابعة منه. وانما تكون تفسيرا له بالرأي[107].

(اذا لا يمكن ان نفترض ان هناك فكرة لها ارتباط في حياة الانسان ومصيره، ومن ثم لها علاقة بفهم اعظم نص وهو القرآن الكريم لا تكون موجودة في القرآن، بل لابد وان تكون مثل هذه الافكار موجودة فيه، ويمكن استنتاجها منه وبشكل طبيعي لقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ)[108]. ولأن هذا هو معنى كون القرآن هداية للناس، وحنيئذ فأن ما اخذ من هذه المفاهيم من القرآن نفسه يمكن ان يشكل قرينة وخلفية ذهنية لفهمه)[109].

المبحث الثالث

المفسر وآلياته بين المفسرين والسيد الحكيم

تتوقف ممارسة العلماء لتفسير القرآن على شروط، فقد يتصدى لهذا الأمر من لا يحسنه، فيعجز عن نيل المراد، وقد يتصدى له المطلع فيه، ولكنه يغلب على طبعه جهة واحدة منه، فيطنب فيها، حتى يكاد يهمل ما سواها؛ ولذلك فقد تطرق الكثير من العلماء والمفسرين للشروط التي يجب أن تتوفر عند المفسر والتي لا يمكن أن ينجح البحث في القرآن الكريم بدونها، ويوفق المفسر في مهنته[110].

وسوف استعرض ما قد أحصيته في حدود تتبعي لعدد من هذه الشروط، ومن ثم استعرض رأي السيد الحكيم وطريقة دراسته لهذا المطلب.

وهذه الشروط هي:

1. على المفسر أن يكون موضوعيا في بحثه وتفسيره، إذ يجب على المفسر أن يكيف جهده الذهني، ويصرف نظره العقلي إلى بلوغ العمق الموضوعي للقرآن؛ لكي يكون باحثا موضوعيا، وهو لا يكون كذلك حتى يتخلى عن مؤثرات البيئة، وشوائب العاطفة فيجب على المفسر أن يندمج كليا في القرآن إلى اكبر درجة ممكنة، وهذا يعني انه عند دراسته للنص القرآني أن لا يكون مقيداً بتقييد مسبق، فالكثير من أصحاب المذاهب يحاولون في تفسيرهم إخضاع النصر القرآني لعقيدتهم المذهبية[111].

ونحن نلمس في الكثير من اقوال المفسرين لغة (التهجم والاتهام) مع العلم انها لغة لا تجدي نفعا، ولا تغير معتقدا، فهي لا تمثل القرآن، واخلاق القرآن، بل القرآن نفسه يشن حربا عليها، وان هذا النوع من اللغة يكون فيه اسفاف ولا مبالاة بشعور الاخرين مخطئين كانوا ام مصيبين، وكذلك يدفع بالشباب للتنكر لمبادئ القرآن والدين الاسلامي الحنيف فتتلقفه بذلك البدع والضلالات، فهو يبعدهم عن طريق الصواب بخلاف لين الجانب ولغة الرفق فهي لغة يدعو اليها الدين والخلق الرصين[112].

يقول الدكتور الصغير: (ومزية التفسير الموضوعي[113]: أن يلتقي الهدف الديني بالهدف الفني، ففي الوقت الذي نحافظ فيه على جوهر القرآن من التمحل، نحافظ أيضا على حقيقة اللغة من الضياع، فتتجمع من هذا وذاك قوة متجانسة ترعى القرآن واللغة معا، وتحوطهما بسياج من التحرز والحفاظ.

لقد سبق في علم الله تعالى تشريف اللغة العربية، فشرف لها نزول القرآن بلغتها، فبقاء العربية منوط ببقاء القرآن، وبقاء القرآن منوط بسلامة تفسيره، وسلامة تفسيرة مقترنة بأداب المفسر، وآداب المفسر كما تقتضي الاحاطة والحذر واليقظة والعلم، فكذلك تقتضي الموضوعية، والموضوعية اساس التفسير، وما سوى ذلك فأهواء تتبع، ومذاهب تبتدع)[114].

ويقول: (ان الموضوعية ـ باختصار ـ ادراك المسؤولية الكبرى التي يضطلع بها المفسر، فلا يحيد عنها، جاعلا الله نصب عينيه، فلا ينحو بكتابتة منحىً استحسانيا، ولا يذهب به مذهبا ذاتيا، وانما يكشف به مراد الله قدر المستطاع ليس غير)[115].

2. ومن شروط المفسر أن يكون متحليا بالآداب النفسية (الروحية والأخلاقية)… ويعرف الدكتور الصغير للآداب النفسية فيقول: (المراد بها مجموعة الصفات والملكات التي يتنامى بها الكمال الذاتي في تهذيب النفس وصيانتها عن الزيغ والانحراف بحيث يطمئن معها الجانب الروحي عند الانسان فضلا عما يتمتع به من حيطة وحذر، وما يناسب ذلك إصلاح السريرة، ولزوم الطاعة ونقاء الضمير، مما يهيئ للنفس التدبر في القرآن، والتفكير في أسراره، من صحة في الاعتقاد، وإخلاص في النية وتفويض الأمور إلى الله، وطلب العون منه في مجال المعرفة والكشف والاستزادة العلمية)[116]. ولذلك فمتى ما صفت روح الانسان وتهذبت، وحسن توجيهها وتأدبت، فسوف تأتي بالعجب العجاب، ولذلك لان روح الانسان هي أقوى شيء في هذا الوجود وهذه الروح الإنسانية لن تصفى وتتهذب ما لم يتسم عمل صاحبها بصحة الخاطر والفطرة، ونقاء القلب والسريرة، وابرز مظاهر ذلك الورع عن المعاصي، والزهد في الدنيا، والتوجه نحو الله في السراء والضراء، وقد ارود السيوطي عن ابو طالب الطبري قوله: (ومن شرطه (أي شروط المفسر): صحة المقصد فيما يقول ليلقى التسديد، فقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[117]، وانما يخلص له القول اذا زهد في الدنيا، لانه اذا رغب فيها لم يؤمن ان يتوسل به الى غرض يصده عن صواب قصده، ويفسد عليه صحة عمله)[118].

ولذلك يعتبر الزهد في الدنيا من الضروريات للمفسر، لان به سوف يصل إلى الحقيقة ضمن مقياس واقعي غير مزيف ومنحرف، ومن هنا نلمس أصالة قول الامام الباقر (عليه السلام): «ان الفقيه حق الفقيه، حق الفقيه، الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة، المتمسك بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)»[119]، ويعبر القرآن الكريم عن الزهد بالرهبانية، حيث ان الاسلام شرع الرهبانية، ووضعها في اطارها الصحيح، لكن بسبب بعض الانحرافات التي مر بها الانسان في بعض أدواره التاريخية، ابتدع رهبانية خارجه عن المضمون الالهي والاسلامي[120]، كما في قوله تعالى: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ)[121]. يقول الراغب الاصفهاني: (من حق من تصدى للتفسير ان يكون مستشعرا لتقوى الله، مستعيذا من شرور نفسه والاعجاب بها، فالاعجاب سر كل فساد، وان يكون اتهامه لنفسه اكثر من اتهامه لفهم اسلافه الذي عاشروا الرسول وشاهدوا الترتيل)[122] ولذلك فبعد معرفتنا لماهية الشروط والآداب النفسية للمفسر من زهد وورع… الخ. فسوف يكون علم الموهبة (هو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم)[123]. من الشروط النفسية للمفسر؛ لأنه ليس من العلوم المكتسبة، ولا من الفنون التعليمية المحصلة، وانما المراد به الفيض الرباني والعلم اللدني استنادا إلى قوله تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)[124]. ولا يستحصله الا من كان زاهدا في الدنيا راغبا عنها، متوجها نحو الله في السراء والضراء وهذا ما يهب الانسان من المواهب معينا لا ينضب، فالعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء والذي يؤيد هذا النحو ويعلي من شأنه حديث روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن من زهد في الدنيا، وقصر فيها أمله، أعطاه الله علما بغير تعلم، وهديا بغير هداية، ومن رغب في الدنيا وطال فيها أمله: أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها»[125]. وكذلك في رواية عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «من زهد في الدنيا اثبت الله الحكمة في قلبه، وانطلق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه منها سلاما إلى دار السلام»[126].

وقد أورد الدكتور الصغير تعريفا لعلم الموهبة بقوله: (ولعل المراد بعلم الموهبة: الإيحاءات التي تعترض خاطر الانسان وتحتشد في ذهنه، فيصيبها في تفسيره دون تلقيها من احد، أو اكتسابها من جهة، بل هي انقداح بالفكرة، وبداهة من الفطرة تشق طريقها إلى النفس استئنافا بشفافيتها ونقائها، ويكون مصدر ذلك حينئذ هو الله تعالى بالموهبة والإيحاء، لا بالكسب والمعرفة، ولا يتأتى ذلك لكل فرد، ولا يفوز به إلا الصفوة المختارة في كل جيل، وملاك ذلك هو الصفاء الروحي والتوجه نحو الله)[127] وخير من أتاهم الله العلم اللدني هم ائمة اهل البيت (عليهم السلام) فهم معدن العلم، ومهبط الوحي، احتاج الناس الى علمهم، وما احتاجوا الى احد.

يقول ابن طاووس[128]. (ت: 664 ﻫ): (اقول: وقال حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن ابي طالب (عليه السلام) ما هذا لفظه وقال امير المؤمنين علي (عليه السلام) ان رسول الله ادخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي الف باب من العلم مع كل باب الف باب. وقال (عليه السلام) لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت لاهل التوراة بتوراتهم ولاهل الانجيل بانجيلهم ولاهل القرآن بقرآنهم وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يمكن في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني..)[129].

واما قول السيوطي: (ولعلك تستشكل علم الموهبة، وتقول: هذا شيء ليس في قدرة الانسان، وليس كما ظننت من الاشكال، والطريق في تحصيله ارتكاب الاسباب الموجبة له من العمل والزهد)[130]. فهو رد على من استشكل فيه، اذ يراه ممكن التحصيل بسلوك مشارب شتى بدء بركوب الدرب واستخلاص الكمالات النفسية ومرورا بزهد مقترن بورع وتواضع متسم برفق مع الحذر من إعجاب النفس ووصولا للاتكال على العقل وجودة القريحة[131].

3. لابد للمفسر ان يكون محيطا بمجموعة من العلوم والفنون والطاقات لكي يتذرع بها لخوض لحجج التفسير، وان قسما من العلماء قد جعل معرفة هذه العلوم شرطا لمن يريد ان يفسر القرآن بالرأي، ومن هنا منشأ الخلاف بين العلماء او بين الناس في تفسير القرآن، هل يجوز لكل ذي علم الخوض فيه؟

فبرز اتجاهان[132]:

الاتجاه الأول: وهو الاتجاه الذي لا يجوز لأحد تفسير شيء من القران، وان كان ذا علم وادب وانما له ان ينتهي الى ما روي عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وعن الصحابة الذين شهدوا التنزيل، والذين اخذوا عنهم من التابعين وحجتهم في ذلك:

أ ـ قوله تعالى: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا)[133].

ب ـ ما روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده في النار»[134].

ج ـ ما روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «من قال في القران برأيه فأصاب فقد اخطأ»[135].

الاتجاه الثاني: هو الاتجاه الذي يرى أصحابه إن من كان ذا أدب وسيع فموسع له أن يفسر القرآن، فالعقلاء الأدباء قد فوضوا فضاً في معرفة الاغراض. حجتهم في ذلك: قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[136] «وذكر بعض المحققين إن الرأيين والاتجاهين هما الغلو والتقصير، فمن اقتصر على المنقول إليه، فقد ترك كثيراً مما يحتاج إليه، ومن أجاز لكل احد الخوض فيه فقد عرضه للتخليط، ولم يعتبر حقيقة قوله تعالى: (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[137]»[138]. ولكن يجب إن نعلم انه ليس لكل عالم بمجموعة من العلوم جاز له إن يعمل في تفسير القرآن، لأن هناك علماً غايته الاعتقاد، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر. وعلماً غايته العمل، وهو معرفة أحكام الدين والعمل بها.

والعلم مبدأ، والعمل تمام. ولايتم العلم من دون عمل، ولا يخلص العمل دون العلم؛ ولذلك نجد في القرآن إن الله سبحانه وتعالى لم يفرد احدهما من الاخر، نحو قوله (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا)[139] وقوله (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ)[140]، وقوله: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)[141] وعن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) انه قال: «من تعلم العلم، وعمل به، وعلم لله: دُعي في ملكوت السماوات عظيماً فقيل تعلم لله وعمل لله وعلم لله»[142] ولا يمكن للمفسر أن يستحصل هذين (العلم والعمل) الا بمعرفتة لجملة من العلوم وهي (علوم اللغة والتي تشتمل النحو الصرف…ألخ وعلوم القرآن والتي تشمل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام…ألخ وعلوم الشريعة تشمل علم الاصول والفقه والحديث…ألخ) ففي رواية عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول «..وأعلموا رحمكم الله: انه من لم يعرف من كتاب الله عزّ وجل الناسخ من المنسوخ والخاص من العام والمحكم من المتشابه والرخص من العزائم… فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله. ومتى ما أدعى معرفة هذه الاقسام مدع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب ورسوله ومأواه جهنم وبئس المصير»[143] ولكن يجب التأكيد على إن هذه العلوم يجب أن تكون مبينة للتفسير وليست طاغية عليه، فلا ينبغي أن يكون التفسير مشحوناً بها بمناسبة وغير مناسبة، فيعود مضماراً لها وإنما المفروض إن تكون التفسير هذه العلوم دلائل وإمارات يتوصل معها إلى فهم القرآن لا أن تكون كل شيء في تفسير القرآن فهي تعد بمثابة الآلات والأدوات التي تعصم المفسر من الوقوع في الخطأ وتحميه من القول على الله بدون علم.

ويعتبر الإمام علي (عليه السلام) هو اول من أشار إلى علوم القرآن فقد تحدث عما خلفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال «.. وخلف فيكم ما خلفت الانبياء في اممهم ـ اذ لم يتركوهم هملاً بغير طريق واضح ولا عمل قائم ـ كتاب ربكم مبيناً حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخة ورخصه وعزائمه وخاصة وعامه وعبره امثاله ومرسله ومحدوده ومحكمه ومتشابهه ومفسراً مجمله ومبيناً غوامضه بين مأخوذ ميثاق عمله وموسع على العباد في جهاه وبين مثبت في الكتاب فرضه ومعلوم في السنة نسخه وواجب في السنة اخذه ومرخص في الكتاب تركه وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله زمباين بين محارمه من كبير اوعد عليه نيرانه وصغير ارصد له غفرانه وبين مقبول في ادناه وموسع في اقصاه»[144] امعاننا للنظر في هذه العبارات نجد إن فيها تقسيماً عجيباً وفريداً لم يسبق اليه من ذي قبل وقد أشار إليه أرباب الصناعة بعد زمان فكان الامام علي (عليه السلام) هو الواضع لأسس هذه العلوم والمبتكر لأصطلاحاتها وهذه المصطلاحات عند الامام (عليه السلام)[145].

1 ـ الحلال والحرام: فالحلال ما اباحه الله لعباده كالبيع والحرام ما حضره عليهم كالربا وقد جمعا في قوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)[146] .

2 ـ فضائله وفرائضه: والمراد بالفضائل النوافل وذلك لأنه الامام (عليه السلام) قد جعلها في قبال الفرائض وقسيماً لها ولهذا فان ما ذهب اليه الراوندي (ت: 573 ﻫ)[147]بان الفضائل هنا بمعنى الدرجة الرفيعة غير صحيح[148] فالفضائل كالنوافل اليومية اما الفرائض فهي كالصلوات اليومية وبقية الواجبات.

3 ـ ناسخه ومنسوخه: ومثال الناسخ قوله تعالى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[149] ومثال المنسوخ قوله تعالى (يأيها الذين امنوا اذا نجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة)[150].

4 ـ رخصه وعزائمه: فالرخصة: «ما شرعه الله من الأحكام تخفيفاً على المكلف في حالات خاصة تقتضي هذا التخفيف»[151] ومنها قوله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[152] اما العزيمة: «ما شرعه الله أصالة من الاحكام التي لا تختص بحال دون حال و لا بمكلف دون مكلف»[153] ومنه قوله تعالى: (فاعلم انه لا اله إلا الله)[154].

5 ـ خاصه وعامه: «فالخاص هو الحكم الذي لا يشمل الا بعض افراد موضوعه أو المتعلق او المكلف ،او انه اللفظ الدال على ذلك. أما العام فهو اللفظ الشامل بمفهومه لجميع ما يصلح انطباق عنوانه عليه في ثبوت الحكم له»[155] ومثال الخاص قوله تعالى : (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا)[156] فهذا خاص بالنبي كقوله تعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)[157] وهذا موجه إلى الأمة بسائر أفرادها.

6 ـ عبره وأمثاله: والمراد بالعبر ما يعتبر به الإنسان كقصص الغابرين وأحداث الماضين. إما الأمثال: ما أورد القرآن من أمثاله، ليقاس عليها ويعتبر بهما[158] كقوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ)[159].

7 ـ مرسله ومحدوده : المقصود بهما المطلق والمقيد ،فالمطلق هو ما دل على شائعة في جنسه، أما المقيد فهو ما يدل على شائع في جنسه، أو هو ما اخرج من شياع[160].

8 ـ محكمه ومتشابهه: والمحكم « هو ما لا يحتمل إلا وجها واحدا»[161] أما المتشابه «فهو ما اشتبهت معانيه، أو هو الذي لا يعلم المرتد بظاهره حتى يقترن به ما يدل على المراد منه لالتباسه»[162] ومثل المحكم قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)[163] ومثال المتشابه قوله تعالى: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)[164].

9 ـ ما لا يسع أحدا جهله كقوله تعالى: (لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)[165] ومنه ما يسع الناس جهله فيرد أمره إلى الله والراسخين في العلم، كالحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية.

10 ـ ما حكمه مذكور في الكتاب منسوخ بالسنة، وما حكمه مذكور في السنة منسوخ بالكتاب. فمثال الأول قوله تعالى: (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ)[166].

فقد نسخ بالسنة في رجم الزاني والزانية المحصنين .ومثال الثاني: التوجه الى الصلاة، فقد كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم الى البيت المقدس وهو (سنة فعلية) وقد نسخت بالكتاب[167] بقوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ)[168].

دراسة السيد الحكيم (قدس سره) لهذا المطلب

سوف نجعل دراسة السيد الحكيم لموضوع شروط المفسر على شكل نقاط وذلك لتسهيلها وتوضيحها للقارئ:

1 ـ بين السيد (قدس سره) مقصوده في شروط المفسر قائلا: «هي المواصفات الروحية والنفسية والأخلاقية والعلمية التي يجب ان يتصف بها المفسر الذي يتناول تفسير القرآن الكريم»[169].

2 ـ إضافة لشروط التي ذكرها في كتابه ( علوم القرآن) وهي عرض لما تبناه السيد محمد باقر الصدر[170] الا ان السيد الحكيم قد عدلها واضاف إليها وأخرجها بالصيغة العلمية الموضحة في كتابه (تفسير سورة الحمد).

3 ـ أول ما ابتدأ به السيد الحكيم من شروط المفسر (بالخلفية الروحية) واعتبره أمراً له تأثير مهم جدا في فهم القرآن الكريم إلا انه غير ملموس[171].

4 ـ لقد جعل السيد الحكيم مجموعة العلوم والمعارف التي يجب على المفسر ان يكون ملما بها تحت عنوان ـ الخلفية العلمية ـ للمفسر ويقصد بها «ما يجب ان يتصف به المفسر من مجموعة العلوم المرتبطة بعلم التفسير والتي يعتمد عليه في استنباط المعنى من خلال القران»[172] ولقد سماها بوسائل الإثبات.

ولقد أجمل هذه الشروط العلمية في ثلاثة أمور أساسية؛ وذلك لأنه لكل امر ملاك وسبب مستقل وهذا الملاك هو الشرط الحقيقي الذي يشترط في المفسر.

وهذه الأمور هي:

أ ـ علوم اللغة العربية:

«وملاكه هو أن القران الكريم نص عربي وقد جاء وفق نظام اللغة العربية. وحينئذ فان كل ما يرتبط بنظام اللغة العربية يكون له دور واثر في فهم القران وتفسيره»[173].

ولقد جعل السيد الحكيم حدا معينا ومناسبا لهذه العلوم التي يجب ان تتوفر عند المفسر بما يتناسب مع القران الكريم ونصه وذلك لان المعلومات الغير مرتبطة بالنص القرآني مع اشتقاقاتها وتفرعاتها الغريبة عن ذلك النص هي امور غير لازمة للمفسر[174].

واما علوم اللغة العربية التي تذكر بهذا الصدد فهي : النحو، والصرف والمعاني والبديع والبيان …..

ب ـ علوم القران:

«وملاكها هو ان البحث في هذه العلوم بحث في القرائن الحالية او المقالية ( الداخلية والخارجية) والتي تؤثر في فهم القرآن ومعرفة مضمونه»[175].

وكون القرآن قد نزل بأسلوب خاص وبشكل تدريجي، فان بعضه قد جعل قرينه على بعضه الاخر يفسره ويحل مشكله .ولذلك فان معرفة القرآن بشكل كامل منوط بمعرفة تلك الخصائص والقرائن المحيطة به.

ومن هذه القرائن ما يكون داخليا ،فمثال القرائن الخارجية (اسباب النزول)، اما مثال القرائن الداخلية (المحكم والمتشابه).

ج ـ علوم الشريعة:

أما ما يتعلق بعلوم الشريعة فهو من قبيل علم الأصول والفقه والرجال والدراية.

يقول السيد الحكيم (قدس سره) «إن ممارسة عملية التفسير تجعل الباحث وجها لوجه إمام جملة من القضايا لا بد من إثباتها، وحينئذ يمكن ان تدخل بعض بحوث علوم الشريعة هذه كوسائل إثبات في هذه الدراسات»[176].

فمثال حاجة المفسر إلى علم الأصول: أن كشف المعنى القرآني عن طريق ظهوره ليس كشفا قطعيا على الرغم من توتر وثبات النص القرآني، وإنما هو كشف ظني، ولأجل إثبات حجية هذا الظن فلا بد من معرفة البحوث المتعلقة بحجية الظواهر. وهذا داخل في علم الأصول. وهكذا بالنسبة إلى العلوم الأخرى[177].

5 ـ أما بالنسبة إلى العلوم التجريبية أو الطبيعية : فلقد تطرق السيد الحكيم (قدس سره) إلى هذا النوع من العلوم على الرغم من ان الكثير من العلماء قد اغفلوا عن ذكره سواء كان من العلوم المشترط معرفتها عند المفسر ام لا الا القليل منهم فقد أشار إليه إشارة بسيطة[178].

6 ـ فقد أشار بعض العلماء بإطلاع المفسر على حد معين من تلك العلوم وذلك باعتباره إن القرآن الكريم قد تناول مجموعة من القضايا الطبيعية التي يتوقف فهمها على هذا الإطلاع ن أما السيد الحكيم (قدس سره) فيقول لا ضرورة لاشتراط ذلك في المفسر وعلل ذلك:

أ ـ لكي يستدل الإنسان على بعض القضايا والحقائق العقائدية كالمعاد و وجود الله وغيرها، فلا بد له أن يدرك الظواهر الطبيعية ويلاحظها بحسه،ولذلك فقد تناول القران الكريم هذه الظواهر.

ب ـ إن معرفة الإنسان بالظواهر الطبيعية ليست هدفاً للقرآن وذلك لان معرفتها منوط بالتجربة، بخلاف (الدين) والشريعة فان معرفتها مرتبط بالسماء، فلا يمكن للإنسان إن يتكامل فيهما من خلال التجربة ،بل لا بد من الوحي الإلهي.

ج ـ إن الخلفية التجريبية العلمية هي خلفية ناقصة دائما فهي لاتصل إلى الحد اليقين القطعي، ولذلك نحن نرى التغير والتجديد فيها وذلك بسبب نقص وسائل الإثبات فيها. ولهذا فمن غير الصحيح أن تحمل هذه الخلفية الناقصة على فهم القران وتفسيره.

د ـ لا يستطيع المفسر التوصل إلى معاني الغيب إذا اعتمد على الخلفية التجريبية الناقصة، فسوف يقع في الخطأ والاشتباه إذا ما اعتمد على نتائج التجربة المحددة.

لا نستطيع أن ننكر أن التجربة تفتح لنا أفاقا في فهم النص القرآني من حيث تعدد المصداق وتشخيص المعنى، وما تطرحه لنا من احتمالات جديدة، إلا إنها لا يمكن أن تعطينا القطع والجزم بالمعنى القرآني من خلال رؤيتها[179].

الخاتمة

يمكن لنا أن نخلص إلى أهم نتائج هذا البحث بالاتي:

1 ـ انحدار المعنى الاصطلاحي للفظة (التفسير) عن الأصل اللغوي وهو إرادة الكشف والبيان وهذا ما ذهب له السيد الحكيم.

2 ـ المفهوم اللغوي للتفسير عند السيد الحكيم كشف المستور أما حمل اللفظ على ظاهره فليس تفسيرا بحسب أصل الكلمة إلا أن يكون ذلك الظهور من (الظهور المعقد)، ومع هذا الأصل وهذا المدلول فان مفهوم التفسير اليوم يشمل ما يفهمه المرء منه مطلقا سواء أكان هذا المفهوم ظاهرا منه أم خفيا.

3 ـ يعد علم التفسير عند السيد الحكيم اشرف العلوم موضوعا وغرضا واحتياطا، وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية للأمة الإسلامية بعد تهاوي كل المنظمومات الفكرية الغربية منها والشرقية.

4 ـ الاهتمام بـ ( تفسير المعنى) إلى جانب (تفسير اللفظ)، فان التفسير الحقيقي هو ذلك التفسير الذي يتناول ما يؤدي إليه المعنى من مصاديق وما يجري عليه من حالات، لا مرد للبيان اللغوي للفظ الذي هو (تفسير اللفظ) وقد أشار السيد الحكيم إلى ذلك.

5 ـ يتفق السيد في الحملة مع رأي أستاذه السيد محمد باقر الصدر في معنى التفسير, أما الحاجة إلى علم التفسير وأهميته فهي عند السيد الحكيم تتسع كلما تقادم الزمان، وتعددت الثقافات وتفاوتت الطاقات.

6 ـ أما بالنسبة لشروط المفسر وآلياته فهي بجملة صفات وشروط تسالم عليها العلماء والسيد الحكيم.

مصادر البحث

أولا: القرآن الكريم.

ثانيا: المصادر القديمة.

ابن أبي الحديد (ت656 ﻫ)

1 ـ شرح نهج البلاغة، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم ,ط: منشورات مكتبة المرعشي. ابن الأثير : أبو السعادات ،المبارك بن محمد الجزري(ت: 606 ﻫ)

2 ـ النهاية في غريب الحديث والأثرة، تح: طاهر الراوي ومحمود محمد الناحي، ط4، مؤسسة اسماعيليان، 1364ﻫ. ابن الجوزي : أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي (ت: 597)

3 ـ زاد المسير في علم التفسير، محمد بن عبد الرحمن، ط1، دار الفكر، 1407ﻫ. ابن طاوس: رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر (ت: 664 ﻫ)

4 ـ سعد السعود، ط1،الحيرية، النجف، 1369 ﻫ. ابن كثير : أبو الفداء إسماعيل (ت: 774).

5 ـ تفسير القران العظيم، دار المعرفة، بيروت، 1412ﻫ. ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت: 711 ﻫ)

6 ـ لسان العرب، ط1، دار احياء التراث العربي، 1405 ﻫ. الاحساء: ابن ابي جمهور (ت: 880 ﻫ)

7 ـ عوالي اللئالي العزيزية في الاحاديث الدينية، تح: السيد المرعشي ومجتبى العراقي، ط1 (سيد الشهداء، 1413 ﻫ. احمد بن حنبل: ( ت: 241)

8 ـ المسند، دار صادر، بيروت، (د.ت). الاندلسي: ابو حيان (ت: 745 ﻫ)

9 ـ البحر المحيط، تح: عادل احمد عبد الموجود واخرين، ط1، دار الكتب العلمية، 1422 ﻫ. الترمذي: ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت: 279 ﻫ)

10 ـ سنن الترمذي، تح: عبد الواهاب عبد اللطيف، ط1، دار الفكر، 1403 ﻫ. الثعالبي: عبد الرحمن بن محمد بن مخلوق (ت: 875 ﻫ)

11 ـ الجواهري الحنان في تفسير القران، تح: عبد الفتاح ابو سنة واخرين، ط1، دار الثمالي: ابو حمزة ثابت بن دينار (ت: 148) احياء التراث العربي، 1418 ﻫ.

12 ـ تفسير القران الكريم، ط1، الهادي،1420 ﻫ. الجصاص: ابو بكر احمد بن علي الرازي (ت: 370 ﻫ).

13 ـ احكام القران، ضبط وتحقيق : عبد السلام محمد شاهين، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 ﻫ. حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله (ت: 1068 ﻫ)

14 ـ كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون، ط: وكالة المعارف، استانبول، 1934م. الحاكم النيسابوري: ابو عبد الله محمد بن محمد (ت: 405 ﻫ)

15 ـ مستدرك على الصحيحين، تح: يوسف المرعلشلي، نشر: دار المعرفة، الحر العاملي، بيروت، 1406 ﻫ.

16 ـ وسائل الشيعة (الإسلامية) تح: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، نشر دار، احياء التراث العربي، (د.ت)، الرازي : فخر الدين بن عمر بن الحسين (ت: 606ﻫ )

17 ـ التفسير الكبير، ط3، دار احياء التراث العربي، بيروت، (د.ت) الراغب الاصفهاني: ابو القاسم الحسين (ت: 502 ﻫ)

18 ـ مفردات ألفاظ القرآن، تح : صفوان عدنان، ط 1، مط: سليمان زاده، 1404ﻫ الراوندي: قطب الدين ابي الحسين سعيد بن هبة الله (ت: 573 ﻫ)

19 ـ الخرائج والجرائح، تح: مؤسسة الامام المهدي، قم المقدسة، (د.ت) الزركشي: بدر الدين محمد بن عبد الله (ت: 794 ﻫ)

20 ـ البرهان في علوم القرآن، تح: محمد ابو الفضل ابراهيم، ط 1، دار احياء الكتب العربية 1376ﻫ السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر (ت: 911 ﻫ)

21 ـ الاتقان في علوم القرآن، ضبط وتصحيح وتحقيق: محمد سالم هاشم، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1425 ﻫ

22 ـ السيوطي، الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور، ط 1، الفتح، جده، 1365 ﻫ الشهيد الثاني: زين الدين بن علي بن احمد العملي (ت: 965 ﻫ)

23 ـ منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، تح: علي جهاد حساني، مط: الديواني، بغداد، 1994م. الصدوق: ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت: 381 ﻫ)

24 ـ ثواب الاعمال، ط 2، امير، 1368 ﻫ

25 ـ معاني الاخبار، تح: علي اكبر غفاري، ط: انتشارات اسلامي، 1361ﻫ الطريحي: فخر الدين (ت: 1085 ﻫ)

26 ـ مجمع البحرين تح: احمد الحسيني، ط 2، 1408ﻫ الطوسي: ابو جعفر محمد بن الحسن (ت: 460 ﻫ)

27 ـ التبيان في التفسير القران، تح: احمد حبيب القصير العاملي، ط 1، مكتب الاعلام الإسلامي 1409ﻫ العسكري: ابو هلال

28 ـ معجم الفروق اللغوي، تح: مؤسسة النشر الإسلامي لجامعة المدرسين،قم المقدسة، ط 1، 1412ﻫ علي بن ابي طالب (عليه السلام).

29 ـ نهج البلاغة، تح: محمد عبده،نشر دار النهضة، بيروت، (د.ت) الفراهيدي: ابو عبد الحمن الخليل بن احمد (ت: 175 ﻫ)

30 ـ العين، تح: مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي، ط 2، صادر، 1409ﻫ الفيروز آبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب (ت: 817 ﻫ)

31 ـ القاموس المحيط، ط 1، دار احياء التراث العربي، بيروت،1412ﻫ القرطبي: ابو عبد الله محمد بن احمد الانصاري (ت: 671 ﻫ)

32 ـ الجامع لأحكام القران، تح: احمد بن شعبان بن احمد، ط 1، دار البيان الحديثة، 1425ﻫ الكليني: ابو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق (ت: 329 ﻫ)

33 ـ الكافي، تح : علي اكبر غفاري، ط 3، مطبعة الحيدري، 1388ﻫ المازندراني: مولى محمد صالح (ت: 1081 ﻫ)

34 ـ شرح اصول الكافي، تعريب: الميرزا ابو الحسن الشعراني المجلسي: محمد باقر (ت: 1111ﻫ)

35 ـ بحار الانوار، ط 2، مؤسسة الوفاء، 1403ﻫ الموصلي: ابو يعلى بن محمد بن علي بن المثنى (ت: 307ﻫ)

36 ـ مسند ابي يعلى الموصلي،تح: ظهير الدين عبد الرحمن، ط 1، دار الفكر، بيروت، 1422ﻫ النسائي: احمد بن شعيب (ت: 303 ﻫ)

37 ـ سنن النسائي، شرح: جلال الدين السيوطي وحاشية السندي، ط 1، 1348ﻫ الهيثمي: نور الدين (807ﻫ)

38 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ط1، دار الكتب العلمية، 1408ﻫ

ثالثاً: ـ المراجع الحديثة

ابو القاسم الخوئي (ت: 1413 ﻫ)

39 ـ البيان في تفسير القرآن، مط: العمال المركزية، بغداد، 1410 ﻫ. احمد كاظم البهادلي

40 ـ مفتاح الوصول إلى علم الاصول، ط 1، شركة حسام للطباعة، بغداد، 1415ﻫ. احمد فتح الله

41 ـ معجم الفاظ الفقه الجعفري، ط 1،1415 ﻫ. اسماعيل باشا البغدادي (ت: 1339 ﻫ)

42 ـ هدية العارفين اسماء المؤلفين واثار المصنفين، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1955 ﻫ. اغابزرك الطهراني (ت: 1379 ﻫ)

43 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ،ط 3، دار الاضواء، بيروت، 1403 ﻫ. امين الخولي

44 ـ دائرة المعارف الإسلامية، انتشارات جهنان، تهران، بوذر خير الدين الزركلي (ت: 1401ﻫ)

45 ـ الاعلام، ط 5، دار العلم للملايين، بيروت. صبحي الصالح

46 ـ مباحث في علوم القرآن، ط 10، دار العلم للملايين، بيروت، 1977م. عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء)

47 ـ التفسير البياني في القران الكريم، ط 2، دار المعارف، مصر، 1966م. علي الحسيني السيستاني

48 ـ منهاج الصالحين، ط 10، اميران، 1426 ﻫ. علي النمازي الشاهرودي

49 ـ مستدرك سفينة البحار، تح: حسن بن علي النمازي، ط: 1419 ﻫ. فؤاد كاظم المقدادي

50 ـ الإسلام وشبهات المستشرقين، ط 2، المعارف، 1425 ﻫ. كمال الحيدري

51 ـ اصول التفسير والتأويل، ط 1، مؤسسة التأريخ العربي، بيروت، 1427ﻫ. محمد باقر الحكيم (ت: 1424 ﻫ)

52 ـ تفسير سورة الممتحنة، ط 2، العترة الطاهرة، نجف، 2006م

53 ـ تفسير سورة الحديد، ط 1، العترة الطاهرة، نجف، 2006م

54 ـ علوم القران، ط 1، مؤسسة شهيد المحراب، 1426ﻫ

55 ـ تفسير سورة الحمد، ط2، المجمع العالمي لاهل البيت (عليهم السلام). محمد باقر الصدر: (ت: 1400 ﻫ)

56 ـ المدرسة القرانية، ط 3، شريعة، قم، 1426 ﻫ، تح: لجنة التحقيق التابعة للمؤتمر العالمي للإمام الصدر

57 ـ بحوث في علوم القران، ط 2، المعارف، 1426 ﻫ. محمد حسين الذهبي

58 ـ التفسير والمفسرون، ط 2، دار الكتب الحديثة، 1396 ﻫ. محمد حسين الصغير

59 ـ المستشرقون والدراسات القرانية، ط 1، الحمراء، بيروت، 1403ﻫ

60 ـ المبادئ العامة لتفسير القران، ط 1، الحمراء، بيروت، 1403ﻫ. محمد حسين الطباطبائي (ت: 1402)

61 ـ الميزان في تفسير القران، نشر: مؤسسة النشر الإسلامي، قم. (د.ت). محمد رشيد رضا

62 ـ تفسير المنار،ط: محمد علي صبيح، مصر، 1373 ﻫ. محمد رضا المظفر

63 ـ اصول الفقه، ط 13، نينوى، 1425 ﻫ. محمد الطاهر بن عاشور

64 ـ تفسير التحرير والتنوير، ط: الدار التونسية للنشر. محمد عبد العظيم الزرقاني

65 ـ مناهل العرفان في علوم القران، ط ، دار الفكر، (د.ت). محمد كاظم الخراساني (ت: 1328 ﻫ)

66 ـ كفاية الاصول، تح: مؤسسة ال البيت لاحياء التراث. محمد هادي معرفة

67 ـ التفسير والمفسرون، ط 1، مؤسسة الطبع والنشر الاستان الرضوية، 1418ﻫ مساعد مسلم آل جعفر ومحي هلال السرحان

68 ـ مناهج المفسرين، ط 1، دار المعرفة، 1980م. مناع القطان

69 ـ مباحث في علوم القران، ط 21، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1407ﻫ. ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت: 1320ﻫ)

70 ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، تح: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط 1، 1408ﻫ.

[1] الفرقان: 33.

[2] ظ: ابن منظور، لسان العرب 5: 55، ظ: الفيروز أبادي، القاموس المحيط 2: 110، ظ: الشيخ الطريحي، مجمع البحرين 3: 401.

[3] ظ: الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن 636.

[4] ظ: ابن المنظور، لسان العرب 5: 55، ظ: الفيروز أبادي، القاموس المحيط 2: 110، ظ: الزبيدي، تاج العروس 3: 470.

[5] الفراهيدي، العين 7: 248.

[6] ابن الأنباري (513 ـ 577 ﻫ) هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات كمال الدين الأنباري: من علماء اللغة والأدب وتاريخ الرجال، من مؤلفاته: (أسرار العربية)، (الميزان) في النحو، (البيان في غريب إعراب القرآن)، (نزهة الألباب في طبقات الأدباء)، الزركلي، الأعلم 3: 327.

[7] ظ: الزركشي، البرهان 2: 147.

[8] أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط 1: 13، ظ: ألثعالبي، تفسير الثعالبي 1: 40.

[9] ظ: محمد حسين الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم 16.

[10] ابن منظور، لسان العرب 4: 367.

[11] نفس المصدر السابق.

[12] عبس: 38.

[13] الفراء: هو أبو زكريا يحيى بن زياد (ت: 207 ﻫ). كان تلميذ الكسائي وصاحبه، وابرع الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الادب. وكان قوي الحافظة، لا يكتب مايتلقاه عن الشيوخ استغناءً بحفظه. صاحب كتاب معاني القرآن، ظ: محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرين 2: 503.

[14] ظ: الراغب الأصفهاني، مفردات غريب القرآن: 233، ظ: ابن منظور، لسان العرب 4: 367، ظ: الفيروز أبادى، القاموس المحيط 2: 49، ظ: أبو هلال العسكري، الفروق اللغوية: 278.

[15] الراغب الأصفهاني، مقدمة التفسير: ملحق بنهاية كتاب ـ تتريه القرآن عن المطاعن ـ للقاضي عبد الجبار: 402، ظ: الراغب الأصفهاني، مفردات غريب القرآن: 233 و380.

[16] ظ: أمين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية، مادة تفسير 5: 348.

[17] ظ: الثعالبي، تفسير الثعالبي 1: 40، ظ: الذهبي، التفسير والمفسرين 1: 13.

[18] ظ: محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير 1: 9.

[19] ويقصد المضاعف والمخفف.

[20] محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير 1: 9.

[21] ظ: الخوئي، البيان: 287.

[22] جواد كاظم البهادلي، البسملة في اللغة والفقه والتفسير(خ): 137.

[23] ظ: الخوئي، البيان: 285 ـ 287.

[24] وهذا هو الرأي السائد لدى علماء الاصول.

[25] ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية: 292، ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 16.

[26] ظ: المصدرين نفسيهما، ظ: محمد باقر الحكيم، علوم القرآن: 252.

[27] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 16.

[28] ظ: المصادر السابقة بصفحاتها.

[29] الحكيم، محمد باقر، تفسير سورة الحمد: 17.

[30] الصدر، محمد باقر، المدرسة القرآنية: 293 و 294، الحكيم، محمد باقر، علوم القرآن: 254.

[31] ظ: المصدرين نفسيهما، ظ: الحكيم، محمد باقر، تفسير سورة الحمد: 16.

[32] ظ: المصادر السابقة بصفحاتها.

[33] ظ: أمين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية 5: 348.

[34] الطبرسي، مجمع البيان1: 17.

[35] المصدر نفسه: 18، حاجي خليفة، كشف الظنون1: 427.

[36] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 1: 10.

[37] التفتازاني (751 ـ 793) هو مسعود بن عمر عبد الله التفتازاني سعد الدين: من ائمة العربية والبيان والمنطق. ولد بتفتازان (من بلاد خرسان) واقام بسخس، وابعده تيمورلنك إلى سمر قند فتوفي فيها، ودفن في سرخس. من كتبه (تهذيب المنطق) و(المطول) في البلاغة و(المختصر 9 اختصر به شرح تلخيص المفتاح)، و(مقاصد الطالبين) في الكلام، و(شرح التصريف الغروي) في الصرف، وهو اول ما صنف من الكتب وكان عمره ستة عشر سنة وقيل انه توفي سنة 792ﻫ، خير الدين الزركلي، الاعلام 7: 219، ظ: أغا بزرك الطهراني، الذريعة 13: 160.

[38] الطبرسي، مجمع البيان 1: 17، حاجي خليفة، كشف الظنون 1: 427.

[39] الفناري (751 ـ 834 ﻫ) هو محمد بن محمد شمس الدين الفناري (أو الفنري) الرومي، عالم بالمنطق والاصول. ومن كتبه (شرح اساغوجي في المنطق)، و( رسالة في العلوم العقلية)، وأصول البدائع في اصول الشرائع)، (انموذج العلوم)، و(تفسير الفاتحة)، الزركلي ـ خير الدين، الاعلام 6: 110.

[40] الطبرسي، مجمع البيان 1: 17، مساعد مسلم آل جعفر، ومحي هلال السرحان، مناهل المفسرين: 908. والعلامة الفناري قد وضع هذا التعريف بعد تدقيقه لبعض التعاريف الأخرى للتفسير التي لم يرتضها لعدم جمعها ومنعها. ظ: حاجي خليفة، كشف الظنون 1: 427 ـ 428.

[41] الشيخ الطريحي، مجمع البحرين 3: 401.

[42] الحديث القدسي: «كلام الله الموحى إلى رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لفظاً ومعنى ونص الرسول على انه ليس من القرآن»: معجم ألفاظ الفقه الجعفري، د: احمد فتح الله: 155.

[43] محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان 2: 3.

[44] الطباطبائي، تفسير الميزان 1: 4.

[45] الخوئي، البيان 419.

[46] ظ: امين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية 5: 348.

[47] ظ: الطوسي، التبيان في تفسير القرآن 1: 2 ـ 3، الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 18.

[48] أبو حيان الأندلسي: هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن حيان الجياني الإمام أبو حيان أثير الدين الأندلسي الشافعي النحوي (654 ـ 754 ﻫ) وقيل توفي ـ 745 ﻫ ـ، من مؤلفاته: البحر المحيط في تفسير القرآن، الأثير في قراءة ابن كثير، التجريد لأحكام سيبويه، ظ: هدية العارفين، إسماعيل باشا البغدادي 2: 153.

[49] أبو حيان، البحر المحيط 1: 13، الذهبي، التفسير والمفسرون 1: 14، ابن كثير، تفسير ابن كثير 1: 15.

[50] ظ: السيوطي، الإتقان، نوع (77): ص 570، ظ: الذهبي، التفسير والمفسرون 1: 14 ـ 15.

[51] ظ: الطبرسي، تفسير مجمع البيان 1: 18.

[52] ظ: الزرقاني، مناهل العرفان 2: 4.

[53] الزركشي، البرهان 2: 148.

[54] الزركشي، البرهان2: 148، السيوطي، الإتقان: نوع (77): 570.

[55] محمد باقر الصدر، بحوث في علوم القرآن: 119، الصدر، المدرسة القرآنية: 298، محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 21، الحكيم: علوم القرآن: 259.

[56] ظ: المصادر نفسها

[57] وقد أضاف السيد الحكيم هذه النقطة على كلام أستاذه السيد محمد باقر الصدر، ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 20.

[58] ظ: الصدر، بحوث في علوم القرآن: 120، ظ: الحكيم، تفسير سورة الحمد: 21.

[59] ظ: عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطي)، التفسير البياني للقرآن الكريم: 18.

[60] ظ: محمد باقر الصدر، بحوث في علوم القرآن: 120، الصدر، المدرسة القرآنية: 299، ظ: محمد باقر الحكيم، علوم القرآن: 260، ظ: الحكيم، تفسير سورة الحمد: 21.

[61] ظ: محمد حسين الصغير، المبادئ لتفسير القرآن الكريم: 19.

[62] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد، كلمة المؤلف.

[63] وهو احمد بن خليل بن سعادة بن جعفر ابن عيسى المهلبي قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس الخوئي، ولد بخوي في شوال 583 ﻫ، قرآ الفقه على الرافعي وقرآ على علم الجدل على علاء الدين الطوسي وسمع الحديث من جماعة، السيد النقوي، خلاصة عبقات الأنوار: ج 9: 58.

[64] ص: 29

[65] النساء: 82.

[66] محمد: 24.

[67] الخوئي، البيان: 36، ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية: 215، ظ: محمد باقر الحكيم، علوم القرآن: 26.

[68] ظ: محمد باقر الحكيم، علوم القرآن: 36.

[69] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل: ج 4372، المجلسي، بحار الأنوار ج 89، 106.

[70] الحاكم النيسابوري، المستدرك: ج 2: 439.

[71] الهيثمي، مجمع الزوائج، ج 7: 163.

[72] وهو جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن وأبو محمد (ت74 ﻫ) و(قيل 79ﻫ )، وعمره 94 سنة، وهو من الصحابة الذين بايعوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيعة العقبة، وشهد بدراً، وشهد مع الامام علي (عليه السلام) في صفين ،وهو الراوي لصحيفة فاطمة، واول زائر للحسين (عليه السلام) يوم الاربعين …/ ظ: الحر العاملي، وسائل الشيعة: ج 19، 338.

[73] القصص: 85.

[74] القرطبي، الجامع لإحكام القرآن ج 1،26، الثعالبي: الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج 1: 137.

[75] المجلسي، بحار الأنوار: ج 89: 210.

[76] الكليني، الكافي: ج2، 609، المازندراني ـ مولى محمد صالح، شرح أصول الكافي: ج 11، 35، الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 4: 849، الميرزا النوري، مستدرك الوسائل ج 4: 238، ابن فهد الحلي، عدة الداعي: ص 267، المجلسي، بحار الأنوار: ج 89: 216.

[77] ظ: المجلسي، بحار الأنوار: ج 92: 106.

[78] النحل: 89.

[79] آل عمران: 138.

[80] الأنعام: 114.

[81] ظ: محمد هادي معرفة، التفسير المفسرون: ج 1: 15.

[82] النحل: 44.

[83] ظ: الطبرسي، مجمع البيان: ج 1: 23، ظ: السيوطي، الإتقان، نوع 77: 570، الزرقاني: مناهل العرفان: ج 2،6، الذهبي التفسير والمفسرون ج 1، 6، محمد حسين الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 26.

[84] محمد حسين الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 26.

[85] لقمان: 27.

[86] عبد الهادي الطهمازي، مجلة مآب، العدد الأول: 20.

[87] السيوطي، الإتقان، نوع 77: 572.

[88] المصدر نفسه.

[89] ظ: محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان: ج 2: 10.

[90] تفسير سورة الحمد: 32.

[91] نفس المصدر السابق.

[92] المصدر نفسه.

[93] فصلت: 41 ـ 42.

[94] الحجر: 9.

[95] الرازي، التفسير الكبير: ج 27: 114.

[96] ظ: محمد رشيد رضا، تفسير المنارج 1: 205.

[97] ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية: 309، محمد حسين الصغير، المستشرقون والدراسات القرآنية: 92 ـ 93، محمد حسين الصغير، المبادئ العامة: 40، ط 1403 ﻫ، فؤاد كاظم المقدادي، الإسلام وشبهات المستشرقين: 134 وما بعدها.

[98] ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية: 310، محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 34

[99] المصدران نفسهما.

[100] الروم: 30.

[101] ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 37.

[102] الكليني، الكافي ج 2: 632، الصدوق، ثواب الاعمال: 280، الصدوق، معاني الاخبار: 190، المازندراني، شرح اصول الكافي: ج 2: 72، الحر العاملي، وسائل الشيعة: ج 18، ص135، ابن فهد الحلي، عدة الداعي: 280، الشهيد الثاني، منية المريد: 369، العلامة المجلسي، بحار الانوار 89: 39.

[103] محمد حسين الطباطبائي، تفسير الميزان: ج 3: 81.

[104] ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 38 ـ 39.

[105] نفس المصدر السابق: 40.

[106] المصدر نفسه.

[107] ظ: المصدر نفسه: 41.

[108] النحل : 89.

[109] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 41.

[110] وقد اعتبر بعضهم أن الإلمام بهذه الشوط ومعرفة العلوم إنما لأجل تحقيق أعلى مراتب التفسير، ظ: محمد رشيد الرضا، تفسير المنار ج2: 51.

[111] ظ: الذهبي، التفسير والمفسرون1: 275+ ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية، 312، ظ: محمد حسين الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 39.

[112] ظ: الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 40.

[113] المصدر نفسه.

[114] الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم: 41.

[115] المصدر نفسه.

[116] المصدر نفسه.

[117] العنكبوت: 69.

[118] السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، نوع 78: 573.

[119] الكليني: ابو جعفر محمد، الكافي ج 1: 70.

[120] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحديد: 15.

[121] الحديد : 27.

[122] الراغب الاصفهاني، مقدمته في التفسير: 423.

[123] السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، نوع 78: 580.

[124] الكهف: 65.

[125] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج 1: 67، ابن حجر، لسان الميزان: ج 4: 344، مقدمتان في علوم القرآن، تصحيح وطبع: أرثر جفري: 175.

[126] الكليني، الكافي: ج 2: 128، المازندراني، شرح أصول الكافي: ج 2: 357، العاملي، وسائل الشيعة: ج 16: 10، الميرزا نوري، مستدر الوسائل ج 12: 43، السيستاني، منهاج الصالحين: ج 1: 422.

[127] الصغير، المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم 47 ـ 48.

[128] وهو رضي الدين، ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني، فضل امامي، وهو مؤلف كتب الادعية والاخلاق التي بايدينا، ومن مؤلفاته، فرج المهموم وسعد السعود، والمهوف على قتلى الطفوف، والطرائف وتوفي في بكرة الاثنين الخامس من ذي القعدة سنة 664 ﻫ، ظ أغا بزرك الطهراني، الذريعة: ج22 ،222،
ظ: الزركلي، الاعلام ج 5: 26.

[129] ابن طاووس، سعد السعود: 284.

[130] السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، نوع 78: 580.

[131] ظ: المصدر نفسه/ مقدمتان في علوم القرآن/ نشر وتصحيح وطبع ارثر جفري/175.

[132] ظ: الراغب الاصفهاني، مقدمة في التفسير (نهاية كتاب تترية القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار): 422، ظ: الزركشي، البرهان في تفسير القرآن: ج 2: 164،
ظ: امين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية: ج 5: 354، ظ: محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرون: ج 1: 52.

[133] آل عمران: 7.

[134] الصدوق، التوحيد: 91، الترمذي، سنن الترمذي4: 268، النسائي، سنن النسائي5: 31، العلملي، وسائل الشريعة27: 190، احمد بن حنبل، مسند احمد1: 232.

[135] الترمذي، سنن الترمذي 4: 269، المجلسي، بحار الانوار 3: 512، ابي يعلي الموصلي، مسند ابي يعلي الموصلي3: 90.

[136] سورة ص: 29.

[137] سورة ص: 29.

[138] الراغب الأصفهاني، مقدمة في التفسير: 422، ظ: امين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية5: 354، ظ: محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرون1: 52.

[139] التغابن: 9.

[140] غافر: 40.

[141] الرعد: 29.

[142] الكليني، الكافي 1: 35.

[143] المجلس، بحار الانوار 90: 4، علي النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار 8: 200.

[144] ابن ابي الحديد / شرح نهج البلاغة / 1/116.

[145] ظ: المصدر نفسه: 120 و121 و122، محمد عبده، شرح نهج البلاغة 1: 25 و 26

[146] البقرة : 275.

[147] هو أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن المشهور بقطب الدين الراوندي ومن كتبه الخرائج والجرائح واشتهر بالفقه والحديث والتفسير، ظ: الراوندي، الخرائج والجرائح 1: 4.

[148] ظ: ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة 1: 120.

[149] المجادلة: 13.

[150] المجادلة: 12.

[151] احمد البهادلي، مفتاح الوصول إلى علم الأصول 1: 57.

[152] المائدة: 3.

[153] احمد البهادلي، مفتاح الوصول إلى علم الأصول 1: 57.

[154] محمد: 19.

[155] ظ: محمد رضا المظفر، أصول الفقه 1: 121.

[156] الأحزاب: 50.

[157] البقرة: 43.

[158] ظ: محمد حسين الصغير، المبادئ العامة: 56.

[159] البقرة: 17.

[160] ظ: الحسن بن الشهيد الثاني، معالم الدين: 154، الخرساني، كفاية الاصول 1: 374، المظفر، اصول الفقه 1: 171، البهادلي، مفتاح الوصول الى علم الاصول 1: 400.

[161] احمد البهادلي، مفتاح الوصول الى علم الوصول 2: 25 ـ 26.

[162] نفس المصدر السابق.

[163] الإخلاص: 1.

[164] القيامة : 23.

[165] البقرة : 255.

[166] النساء: 15.

[167] ظ: محمد حسين الصغير، المبادئ العامة: 57.

[168] البقرة: 144.

[169] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 56.

[170] ظ: محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية 309 ـ 312، ظ: محمد باقر الحكيم، علوم القرآن: 280 ـ 284.

[171] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 57.

[172] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 56.

[173] المصدر نفسه: 58

[174] ظ: الذهبي، التفسير والمفسرون 1: 279، ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 59.

[175] محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 59.

[176] المصدر نفسه.

[177] المصدر نفسه: 60.

[178] ظ: مساعد مسلم ال جعفر محي هلال لسرحان، مناهج المفسرين: 112.

[179] ظ: محمد باقر الحكيم، تفسير سورة الحمد: 61 ـ 62.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى