تفسير القرآن في أدبيات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
بحث شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم
الباحث: الاستاذ المساعد د. فيصل مفتن اللامي
رئيس قسم اللغة العربية ـ كلية التربية ـ جامعة ميسان
الحمد لله الذي انزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الذي ارسله ربه شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً فكان القرآن هو الهداية والحجة، ولم يكد هذا القرآن يقرع أذان القوم حتى وصل إلى قلوبهم، وتملك عليهم حسهم ومشاعرهم،وكان القوم عرباً خلّصاً يفهمون القرآن ويدركون معانيه ومراميه فهما لاتعكره عجمة، ولا يشوبه تذكير.
التفسير في اللغة: هو الايضاح والتبيين، ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان اية: 33: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) أي بياناُ وتفصيلاً، وهو مأخوذ من الفسر وهو الابانة والكشف، وقال في القاموس: الفسر: الابأنه وكشف المعاني كالتفسير، والفعل كضرب ونصر…[1].
وقال في لسان العرب: الفسر: البيان: فسُر الشئ يفسر بالكسر ويفسره بالضم فسراً، وفسره ابانه[2].
وقال أبو حيان في البحر المحيط.. «ويطلق التفسير أيضا على التعرية للانطلاق»[3]. ومن هذا يتبين لنا أن التفسير يستعمل لغة في الكشف الحسي وفي الكشف عن المعاني المعقولة واستعماله في الثاني أكثر من استعماله في الاول.
أما التفسير في الاصطلاح، فيرى بعض العلماء: أن التفسير ليس من العلوم التي يتكلف لها حد، لأنه ليس قواعد او ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره من العلوم التي امكن لها أن تشبه العلوم العقلية، ويكتفي في ايضاح التفسير بأنه بيان كلام الله او انه المبين لألفاظ القرآن ومفهوماتها[4].
ويرى بعض آخر منهم: أن التفسير من قبيل المسائل الجزئية او القواعد الكلية او الملكات الناشئة من مزاولة القواعد، فيتكلف له التعريف، فيذكر في ذلك علوماً اخرى يحتاج إليها في فهم القرآن كاللغة والصرف، والنحو، والقراءات وغير ذلك[5].
وعرفه بعضهم بأنه علم نزول الايات، وشؤونها، واقاصيصها، والاسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وغيرها وامثالها[6].
وهذه التعاريف تتفق كلها على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية، فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى وبيان المراد.
أما التأويل في اللغة: التأويل من الاول وهو الرجوع: قال في القاموس: ال اليه اولاً ومالا: رجع، وعنه ارتد.. ثم قال وأول الكلام تأويلاً وتأوله دبره وقدّره وفسره، والتأويل لعبارة الرؤيا[7].
أما التأويل في الاصطلاح: فالتأويل عند المتأخرين من المتفقه والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة: هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل تقترن به[8].
التفسير عند اية الله السيد محمد باقر الحكيم
لقد تناول الشهيد السيد محمد باقر الحكيم موضوع التفسير في ابحاثه وكتبه، وفي محاضرات قد وفق لالقائها على طلبة كلية اصول الدين في بغداد ومنذ بداية تأسيسها في عام 1348ﻫ / 1964م، وقد راعى في هذا التدوين المستوى العلمي البسيط لهذه المرحلة، ولكنها مع ذلك جاءت هذه الكتابة مشتملة على لفتات علمية وابتكارات نظرية في هذا العلم الشريف. فقد تناول موضوع التفسير والمفسرين كأبحاث معنى التفسير والتأويل وشروط المفسر، والتفسير بالرأي، وتأريخ التفسير عند اهل البيت (عليهم السلام).
فقد ذكر معنى التفسير في اللغة والاصطلاح، فالتفسير في اللغة والبيان والكشف في القرآن الكريم بهذا المعنى قال تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) فتفسير الكلام ـ إي كلام ـ معناه الكشف عن مدلوله، وبيان المعنى الذي يشير اليه اللفظ.
وسيراً مع هذا الاتجاه لايكون من التفسير الا اظهار احد محتملات اللفظ، واثبات انه هو المعنى المراد، او اظهار المعنى الخفي غير المتبادر واثبات انه هو المعنى المراد بدلاً عن المعنى الظاهر المتبادر، واما ذكر المعنى الظاهر المتبادر من اللفظ فلا يكون تفسيراً، وهذا الاتجاه يمثل الرأي السائد لدى الاصوليين، ولكن الصحيح هو أن ذكر المعنى الظاهر قد يكون في بعض الحالات تفسيراً أيضا واظهار لامر خفي، كما انه في بعض الحالات الاخرى قد لايكون تفسيراً لأنه يفقد عنصر الخفاء والغموض، فلا يكون اظهارا لأمر خفي او ازالة لغموض[9].
ومن اجل التعرف على موارد الظهور التي ينطبق عليها التفسير والموارد التي لاينطبق عليها معنى التفسير نقسم الظهور إلى قسمين احدهما: الظهور البسيط: وهو الظهور الواحد المستقل المنفصل عن سائر الظواهر الاخرى.
والاخر: الظهور المعقد: وهو الظهور المتكون نتيجة لمجموعة من الظواهر المتفاعلة..
ولاجل توضيح هذا التقسيم نضرب مثالاً لذلك من العرف، بأنه يقول شخص لولده: اذهب إلى البحر في كل يوم، او يقول له: اذهب إلى البحر في كل يوم، واستمع إلى كلامه، فبالنسبه إلى القول الاول يعد الظهور ظهوراُ بسيطاً اذ لايوجد في الكلام الا صورة واحدة تتبادر إلى الذهن وهي: صورة بحر من الماء يطلب الاب من ولده أن يذهب اليه في كل يوم.[10]
لقد انفرد الشهيد الحكيم عبر دراساته المتنوعة للقرأن الكريم في الاسلوب والمنهجبية او الهدف، اذ يسلط الضوء على الجانب التربوي والتغييري في القرآن حيث يقول: «أن الهدف الأساس للقرآن الكريم هو عملية التغيير الجذري للمجتمع وبيان المنهج الموضوعي والمنهج التجزئي حيث أن الاخير يعمد إلى المعالجة الميدانية للحالات الروحية والاجتماعية والسياسية له دور في عملية التغيير التي يواجهها المجتمع الانساني بشكل عام والاسلامي بشكل خاص»[11].
لقد طرق سيدنا شهيد المحراب تفسير القرآن الكريم من اوسع ابوابه، لأنه يؤمن بحاجة المجتمع الماسة إلى فهم القرآن وفق نظرة منهجية حديثة، ولذلك فقط امتاز بالتفسير الموضوعي الذي يقدم الرؤية الكاملة للحياة بمختلف ابعادها، كما قدم نماذج عملية ولاسيما في محوري السنن التأريخية وعناصر المجتمع.
لقد قسم السيد الحكيم التفسير إلى قسمين باعتبار الشئ المفسر:
1 ـ تفسير اللفظ.
2 ـ تفسير المعنى.
وتفسير اللفظ عبارة عن بيان معناه لغة، واما تفسير المعنى فهو تحديد مصداقه الخارجي الذي ينطبق عليه ذلك المعنى.
وامثلة ذلك في القرآن الكريم كثيرة، فنحن نلاحظ في القرآن الكريم أن الله سبحانه يوصف بالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام، ونواجه بالنسبة إلى هذه الكلمات بحثين:
احدهما: البحث عن مفاهيم هذه الكلمات من الناحية اللغوية، والاخر: البحث عن تعيين مصداق تلك المفاهيم بالنسبة إلى الله تعالى فكيف يسمع سبحانه؟ وهل يسمع بجارحه اولاً؟ وكيف يعلم؟ وهل يعلم بصورة زائدة على ذلك؟
التفسير المعنوي او تفسير المعنى
ومن امثلة ذلك قوله تعالى: (وَﻫذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)[12]. وقوله: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)[13]، وقوله: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ)[14]. فنحن بصدد دراسة اللفظ نشرح معنى (النزول) لغة ونحدد مفهوم كلمة انزلناه الواردة في الايات الثلاث، ونعرف انها تستبطن معنى (الهبوط من جهة عالية مرتفعة)، وتفسير المعنى هو أن ندرس حقيقة هذا الانزال ونوع تلك (الجهة العالية) التي هبط منها الكتاب والحديد والماء، وهل هي جهة مادية او معنوية؟[15] أن أهمية التمييز بين تفسير اللفظ وتفسير المعنى عند السيد الحكيم هو التميز بين تفسير اللفظ على صعيد المفاهيم وتفسير المعنى بتجسيده في صورة محددة على صعيد المصاديق، ويعد نقطة جوهرية جداً في تفسير القرآن الكريم، واداة لحل التناقض الظاهري الذي قد يبدو بين حقيقتين قرآنيتين وهما:
الحقيقة الاولى: أن القرآن كتاب هداية للبشرية انزله الله سبحانه لإخراجها من الظلمات إلى النور وارشادها إلى الطريق الأفضل في جوانب حياتها، وقد وصف نفسه بأنه (هدى للناس)[16] و (كتاب مبين)[17]، وهذه الحقيقة تفرض أن يجئ القرآن ميسر الفهم وان يتاح للانسان استخراج معانيه منه، اذ لايمكن للقرأن أن يحقق اهدافه ويؤدي رسالته لو لم يكن مفهوماً من قبل الناس.
والحقيقة الاخرى: أن كثيراً من المواضيع التي يستعرضها القرآن او يشير إليها، لايمكن فهمها بسهولة، بل قد تستعصي على الذهن البشري ويتيه في مجال التفكير فيها لدقتها وابتعادها عن مجال الحس والحياة الاعتيادية التي يعيشها الانسان، وذلك نظير مايتعلق باللوح، والقلم، والعرش، والموازين، والملك، والشيطان، وانزال الحديد، ورجوع البشرية إلى الله، والخزائن، وملكوت السماء والارض، وما إلى ذلك من مواضيع. أذن فحقيقة اهداف القرآن الكريم ورسالته تفرض أن يكون ميسر الفهم، وواقع بعض مواضيعه يستعصي على الفهم ويتيه فيها الذهن البشري.
لقد بحث السيد الحكيم في موضوع التأويل بوصف التأويل كلمة اخرى ظهرت إلى جانب كلمة (التفسير) في بحوث القرآن عن المفسرين، فالكلمتان معاً تدلان على بيان معنى اللفظ والكشف عنه، قال صاحب القاموس: (أول الكلام تأويلاً: دبره وقدره وفسره)[18]، والمفسرون الذين كادوا أن يتفقوا على التوافق بين الكلمتين بشكل عام اختلفوا في تحديد مدى التطابق بين الكلمتين. ونحن هنا نذكر بعض الاتجاهات والمذاهب في ذلك.
1 ـ الاتجاه العام لدى قدماء المفسرين الذين يميلون إلى القول بالترادف بينهما، فكل تفسير تأويل، والعكس صحيح أيضا، وعلى هذا فالنسبة بينهما هي التساوي.
2 ـ الاتجاه العام لدى من تأخر عنهم من المفسرين الذين يميلون إلى القول بأن التفسير يخالف التأويل في بعض الحدود، أما في طبيعة المجال المفسر والمؤول، او في نوع الحكم الذي يعتمد عليه التفسير والتأويل.
والبحث في تعيين مدلول كلمة التأويل والمقارنة بينها وبين كلمة التفسير يتسع في الحقيقة بقبول كل هذه الوجوه حيث يكون بحثاً اصطلاحياً يستهدف تحديد معنى مصطلح لكلمة التأويل في علم التفسير، لأن كل تلك المعاني داخلة في نطاق حاجة المفسر، فيمكنه أن يصطلح على التعبير عن إي واحد منهما بكلمة التأويل، لكي يشير إلى مجال خاص او درجة معينة من الدليل، ولاحرج عليه في ذلك، ولكن الامر يختلف عندما يكون البحث عن معنى كلمة (التأويل عندما ترد في الكتاب والسنة فأن الخطر يكمن في اتخاذ المعنى المصطلح وحيداً للفظ، وفهم كلمة التأويل على اساسه اذا جاءت في النص الشرعي (القرآن أو السنة)[19].
ونحن اذا لاحظنا كلمة التأويل وموارد استعمالها في القرآن نجد لها معنى الاخر لايتفق مع ذلك المعنى الاصطلاحي الذي يجعلها بمعنى التفسير ولا يميزها عنه الا في الحدود والتفصيلات، فلكي نفهم كلمة التأويل يجب أن نتاول اضافة إلى معناها الاصطلاحي معناها الذي جاءت به في القرآن الكريم. وقد جاءت كلمة التأويل في سبع سور من القرآن الكريم احداها سورة ال عمران كما في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ)[20]، وبدراسة هذه الايات نعرف أن كلمة التأويل لم ترد فيها بمعنى التفسير، وبيان مدلول اللفظ إلاّ في هذه الاية؛ لأن التأويل فيها اضيف إلى الايات المتشابهة.
ونستخلص من ذلك امرين:
احدهما: التأويل جاء في القرآن بمعنى مايؤول اليه الشئ لا بمعنى التفسير، وقد استخدم بهذا المعنى للدلالة على تفسير المعنى لاتفسير اللفظ إي على تجسيد المعنى العام في صورة ذهنية معينة.
والاخر: أن اختصاص الله سبحانه وتعالى والراسخين في العلم بتأويل الايات المتشابهة ليس لها معنى مفهوم، وان الله وحده الذي يعلم مدلولي اللفظ وتفسيره، بل يعني أن الله وحده يعلم بالواقع الذي تشير اليه تلك المعاني ويستوعب حدوده وكنهه.
والواقع أن عدم التمييز بين تفسير اللفظ وتفسير معنى اللفظ الذي أدى الى الاعتقاد بان التأويل المخصوص علمه بالله هو اللفظ وبالتالي إلى القول بأن قسماً من الايات ليس لها معنى مفهوم لان تأويلها مخصوص بالله، فلذا ميزنا بين تفسير اللفظ وتفسير المعنى، إذ نستطيع أن نعرف أن المخصوص بالله هو تأويل الايات المتشابه بمعنى تفسير معانيها لاتفسر الفاظها[21]. وهكذا يمكننا ـ على ضوء ذلك ـ أن نضيف إلى المعاني الاصطلاحية التي مرت بكلمة التأويل معنى آخر يمكن استنباطه من القرآن الكريم هو: تفسير معنى اللفظ والبحث عن استيعاب مايؤول اليه المفهوم العام ويتجسد به صورة ومصداق.
تفسير سورة الممتحنة عند السيد الحكيم
يبدأ السيد الشهيد محمد باقر الحكيم في تفسيره لسورة الممتحنة ببيان سبب التسمية ثم فضل السورة واثارها، فيذكر لنا روايات عدة في هذا المجال، ثم تاريخ نزولها، كما يتطرق إلى العلاقات الايمانية واهميتها، حيث أن الموضوع العام الذي تتناوله سورة الممتحنة هو العلاقات الايمانية، والذي يعتبر من أهم الموضوعات في القرآن المجيد، فجاء ذكرها في سور عديدة، وخلاصة ما يقدمه القرآن حول هذا الموضوع هو: أن العلاقة الاساسية بين المؤمنين تقوم على اساس الولاء لله. فموضوع السورة هو العلاقة بين المؤمنين وارحامهم من الكافرين، فيتناول العلاقة السياسية في ابعادها الاجتماعية. ومضافاً إلى ما تقدم تناولت السورة الشريفة موضوعات اخرى مثل قضية القدوة في مجال العلاقة، والموقف العملي من النساء المؤمنات اللاتي هاجرن إلى المدينة بعد عقد المواثيق مع المشركين في صلح الحديبية. وعند التأمل في السورة الشريفة يرى السيد الشهيد الحكيم معلمين مهمين تدور الايات الكريمة في رحابهما، هما:
الاول: الموقف العام تجاه العلاقات بين المؤمنين والكافرين.
الثاني: علاقة النساء بشكل خاص ضمن إطار ذلك الموقف العام.
وعند التدقيق في ايات السورة نجد انها تناولت هذين المعلمين وخصوصاً الاول بشكل مفصل مما يجعلنا نقسم البحث في السورة إلى اربعة مقاطع هي:
المقطع الاول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
ويتناول المقطع الاول الموقف العام من الكافرين والمشركين ومبرراته واثاره.
المقطع الثاني قوله تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ويتناول المقطع الاسوة الحسنة وجذرها التأريخي في الرسالات السماوية.
المقطع الثالث قوله تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ويتناول المقطع الحكم الشرعي الخاص بالموقف العام من الاعداء وتفاصيله.
المقطع الرابع قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ *يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) ويتناول المقطع العلاقة الزوجية واحكامها.
المصادر والمراجع:
ـ القرآن الكريم
ـ الاتقان في علوم القرآن. مطبعة مصطفى الحلبي 1935م.
ـ البحر المحيط. أبو حيان. السعادة. 1328ﻫ .
ـ تفسير سورة الممتحنة. شهيد المحراب/ السيد محمد باقر الحكيم. مؤسسة تراث الشهيد الحكيم. النجف الاشرف 2006م مطبعة العترة الطاهرة.
ـ التفسير والمفسرون. د. محمد حسين الذهبي 1976م.
ـ علوم القرآن. السيد الشهيد محمد باقر الحكيم.ط3 جمهورية ايران الاسلامية.
ـ قاموس المحيط. الفيروز ابادي. المعرية 1935م .
ـ لسان العرب. ابن منظور. الاميرية 1302 ﻫ.
[1] القاموس المحيط : ج 2: 110.
[2] لسان العرب مادة «فسر»: ج 6: 36.
[3] البحر المحيط: ج 1: 13.
[4] التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي ج 14: 1.
[5] المصدر نفسه: ج 14: 1.
[6] الاتقان: ج 2 ص 174.
[7] القاموس المحيط: ج 3: 33.
[8] التفسير والمفسرون: ج 18: 1.
[9] علوم القرآن السيد محمد باقر الحكيم: 24.
[10] علوم القرآن. السيد محمد باقر الحكيم: 240: 241.
[11] تفسير سورة الممتحنة. السيد محمد باقر الحكيم: 8.
[12] الانعام: 92.
[13] الحديد: 27.
[14] المؤمنون: 18.
[15] علوم القرآن: السيد الحكيم: 242: 243.
[16] البقرة: 185.
[17] المائدة: 15.
[18] القاموس المحيط: مادة «أول».
[19] علوم القرآن: السيد الحكيم: 250.
[20] ال عمران: 7.
[21] علوم القرآن: 253.