علوم القرآن عند الشهيد الحكيم (قدس سره) دراسة مقارنة

tt
بحث شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم

الباحث: الاستاذ المساعد د. عامر عمران الخفاجي

رئيس قسم اللغة العربية ـ كلية التربية ـ جامعة بابل

المقدمة

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الى يوم الدين..

اما بعد … فإن القرآن الكريم آخر كتب الله المنزلة، أُنزل على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخرج به الناس من الظلمات الى النور، ولقد تنزلت الايات والسور المكية، وهي تشتمل غالبا على اصول العقائد من الايمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والامامة، واليوم الاخر، ثم تنزلت الآيات والسور المدنية، وهي تشتمل على العبادات والفروع والاحكام الشرعية.

فيه نبأ من قبلنا، وخبر من بعدنا، وحكم ما بيننا، فيه نبأ من قبلنا من الامم السابقة والقرون الماضية، فيه من قصص الأنبياء والمرسلين والامم والجماعات والاشخاص، والحوادث والمسيرة التاريخية للجماعة البشرية لتكون عبرة لمن اعتبر، وذكرى لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد، وان دنيا الناس على طول العصور والدهور لا تصلح بغير دين الله، وإن الانسانية إينما كانت لا تتحقق سعادتها المنشودة الاّ اذا استضاءت بهدى الله ورسالاتها، وفيه خبر ما بعدنا من أحوال اليوم الاخر، وحياة الدار الاخرة، يوم يقوم الناس لرب العالمين (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)‏، وفيه حكم ما بيننا من المشاكل والمسائل التي نحتاج فيها إلى بيان وارشاد من المسائل الاعتقادية والفكرية، والمسائل الاخلاقية والسلوكية، والمعاملات المالية، وفروع العبادات والاحكام الشرعية (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، نعم، لقد كان القرآن الكريم مشعل هداية على طريق الانسانية أضاء لها، فأخرجها من الظلمات إلى النور، وأخذ بأيديها إلى الحق والى صراط مستقيم، وقبل أن نمضي في دراستنا لعلوم القران لابد أن نقف وقفة قصيرة عند حياة الشهيد الحكيم (قدس سره).

التمهيد

شذرات من حياة الشهيد الحكيم (قدس سره).

اسمه ونسبه

هو (محمد باقر بن السيد محسن بن السيد مهدي بن السيد صالح بن السيد احمد بن السيد محمود الحكيم)، واسرته من الاسر العلوية التي يعود نسبها إلى الامام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى (عليه السلام).

ولاته ونشأته

ولد الشهيد الحكيم (قدس سره) في الخامس والعشرين من شهر جمادى الاولى عام 1358ﻫ الموافق 1939م في مدينة النجف الاشرف، ونشأ وتربى في ظل أبيه الامام محسن الحكيم (قدس سره)، والذي عرف بالعلم والتقوى والجهاد والعمل، فاكتسب منه مكارم الاخلاق، غزارة العلم، وروح الايمان، وشمائل أهل البيت (عليهم السلام). وقد كان في تسلسل العمر الخامس بين اخوته التسعة.

وفاته

استشهد اية الله السيد الحكيم (قدس سره) في يوم الجمعة في التاسع والعشرون من شهر آب سنة 2003، قرب بوابة صحن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وذلك بوضع متفجرات تزن 700 كلغم من مادة (تي أن تي) وقنابل يدوية في سيارة كانت تقف إلى جانب الصحن.

وقد تركت وفاته الماً كبيرا في نفوس الناس، فحزنوا عليه حزنا شديدا، وبكوا عليه بكاءً شديدا، وشارك في تشييع جنازته الملايين من العراقيين.

تعد شهادة الحكيم (قدس سره) كارثة كبرى على مسيرة الرسالة الاسلامية، وما دماء الشهيد برخيصة، ولكن يهون الامر حين يكون هدر الدم هذا حلقة في سلسلة الدماء التي تروي شجرة الاسلام وتعزز مساره.

فهنيئا للسيد الحكيم حسن العاقبة، خصوصا وانها جاءت مباشرة بعد اتمامه لصلاة الجمعة في مرقد الامام علي (عليه السلام) الذي استشهد في محرابه، انا لله وإنا اليه راجعون.

فصل الأول: جهوده في علوم القرآن

تعريف علوم القرآن:

قال الحكيم: «هي جميع المعلومات والبحوث التي تتعلق بالقرآن الكريم، وتختلف هذه العلوم في الناحية التي تتناولها من الكتاب الكريم»[1]، ويرى العلماء بأنه كل ما يتصل بالقرآن الكريم من دراسات، فيدخل في ذلك علم التفسير، وعلم القراءات، وعلم الرسم العثماني، وعلم اعجاز القرآن، وعلم اسباب النزول، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم اعراب القران، وعلم غريب القرآن، وعلوم الدين واللغة، إلى غير ذلك[2].

تأريخ علوم القرآن

يرى الشهيد الحكيم (قدس سره) بأن علوم القران تروى في عهد الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمشافهة والتلقين، ثم انتقل الرسول إلى الرفيق الاعلى، وقد بدرت بوادر تدعو إلى الخوف على علوم القرآن، وقد سبق الامام علي (عليه السلام) غيره في جمع القرآن، وهكذا كانت بدايات علوم القران[3]، ويذهب أكثر العلماء أن التأليف في علوم القران قد بدأ في وقت مبكر، فقد ذكر ابن النديم كتاب ابن عباس (ت 68 ﻫ) في التفسير، وكتاب عبد الله بن عامر اليحصبي (ت 118ﻫ) في مقطوع القرآن وموصولة، وهو في الهجاء، وهذا يدل على بدأ اشتغال العلماء بالتأليف منذ القرن الاول للهجرة[4].

القرآن وأسماؤه

لا خلاف بين القدامى والمحدثين في تعريف القرآن الكريم إذ هو «كلام الله المعجز المنزل على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المكتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر، والمتعبد بتلاوته، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»[5] وعن أسماء القرآن يرى الطبري (ت 310 ﻫ) بأن الله تعالى سمّى تنزيله الذي أنزله على عبده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اسماء اربعة: القرآن، والفرقان، والكتاب، والذكر[6]، وقد وردت في القرآن الفاظ في سياق الوصف، مثل: نور، وشفاء، وهدى، وموعظة، ومجيد، وعزيز، وغير ذلك[7]، ويجب علينا أن نفرق بين الاسم والصفة.

نزول القرآن

يرى الكثير من العلماء أن القران الكريم نزل على النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين:

احدهما: نزل جملة ودفعة واحدة بدليل قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ووقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) وقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).

والمرة الاخرى: نزل فيها تدريجيا على سبيل التفصيل، بدليل قوله تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) وقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)[8]، ولقد استغرق نزول القرآن الكريم ثلاثة وعشرين عاما، ويمكن أن نستخلص بعض الحكم والاسرار الكامنة وراء نزول القرآن منجّما، منها سهولة حفظه على الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وليقرأه على الناس على مكث ـ قراءة المتأني ـ حتى يستطيعوا حفظه واستيعابه، وكذلك لتثبيت قلب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكم كان يلقى من عنت المشركين في مكة ابان سنوات الدعوة.

ثم إن القرآن كتاب هداية، نزل على الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وكان يهدف إلى تعليم الناس ومجتمع الجاهلية بما شاع فيه من المفاسد والانحراف، ما كان ليستطيع أن يتلقى حكمة الكتاب الكريم دفعة واحدة، فنزول الآيات منجمة وتلاوتها على الناس كان من قبيل التعليم التدريجي لهذا المجتمع الجاهل المتخلف[9]، وان الهدف الاساس من نزول القرآن الكريم هو إيجاد التغيير الاجتماعي للانسانية من خلال رسم الطريق والمنهج لهذا التغيير وخلق القاعدة الثورية التي تميزت بهذا المنهج وإلتزمت وتغيرت على أساسه[10].

المكي والمدني

من الأبحاث المرتبطة بعلوم القرآن الكريم معرفة المكي والمدني، ولقد قسّم العلماء هذين المصطلحين على وجوه ثلاثة:

1 ـ المكي: مانزل قبل الهجرة، و المدني: مانزل بعد الهجرة، وان كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة، وهذا هو اصوب الاراء؛ ذلك لان هذا الرأي يأخذ في اعتباره تأريخ النزول.

2 ـ المكي: مانزل بمكة أو ضواحيها، والمدني: مانزل في المدينة او ضواحيها.

3 ـ المكي: ما وقع خطابا لاهل مكة، والمدني: ما وقع خطابا لاهل المدينة[11].

قال الطباطبائي:

«إن العلم بمكية السور ومدنيتها، ثم ترتيب نزولها له اثر هام في الابحاث المتعلقة بالدعوة النبوية وسيرها الروحي والسياسي والمدني في زمنه (صلى الله عليه وآله وسلم)»[12]

وقد ذكر الباحثون خصائص لكل من المكي والمدني نلخصها فيما يأتي[13]:

خصائص السور المكية:

1 ـ قصر الايات والسور وإيجازها وتجانسها الصوتي.

2 ـ الدعوة إلى أصول الايمان بالله واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار.

3 ـ الحث على مكارم الاخلاق والاستقامة في السلوك، وذم العادات المنبوذة، كسفك الدماء، ووأد البنات.

4 ـ مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم.

5 ـ الحديث عن الأنبياء والأمم السابقة.

6 ـ مخاطبة كل الناس (يَا أَيُّهَا النَّاسُ).

خصائص السور المدنية:

1 ـ طول السورة والآية.

2 ـ تفصيل البراهين والادلة على المفاهيم الدينية وأسس العقيدة الإسلامية.

3 ـ مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم إلى عدم الغلو في دينهم.

4 ـ التحدث عن المنافقين ومشاكلهم.

5 ـ تفصيل أحكام الرسالة الإسلامية في الحدود والفرائض والجهاد والحقوق والقوانين.

إعجاز القران الكريم

الاعجاز: هو أن ياتي المدعي لمنصب من المناصب الآلهية بما يخرق نواميس الطبيعة، ويعجز عنه غيره من البشر كشاهد ودليل على صدقه[14].

وعليه فعناصر المعجزة هي:

1 ـ عجز البشر عن الاتيان بمثلها.

2 ـ كونها خرقاً لقوانين الطبيعة المعروفة.

3 ـ عدم استحالتها عقلا.

4 ـ أن تكون في سياق اثبات صدق مدعي النبوة أو غيرها من المناصب الآلهية .

ومن المعروف أن القرآن الكريم كان معجزة الرسول الكبرى، وربما تروى له معجزات أخرى، لكن المعجزة التي أجمع المؤرخون والعلماء على نسبتها إليه هي القرآن الكريم.

ولقد اراد الله سبحانه وتعالى أن تكون معجزة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هي صميم رسالته، لم يجر الله على يد الرسول ما كان يجريه من قبل على يد انبيائه، فموسى كان يلقي العصا فتصير حيه، ويدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء، وعيسى (عليه السلام) كان يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والابرص، أما الرسول فكانت معجزته الكتاب الذي اُنزل عليه.

ولقد كانت الجزيرة العربية ابان البعثة النبوية عامرة بالشعراء والخطباء والفصحاء، فكانت المعجزة المحمدية تتفق وعصرها، وكذلك مع طبيعة البيئة العربية التي كانت، إذ ذاك تحفل بالفصاحة وتعتد بالبيان.

ولقد قيل في وجوه اعجازه الكثير من الاراء، حيث إن القرآن معجز من حيث بلاغة اسلوبه ومجال نظم الفاظه، ومعجز من حيث المعاني التي جاء بها، والموضوعات التي طرقها، ولم يشذ منهم في ذلك إلا ابراهيم ابن سيار النظام (ت 320 ﻫ) ومن ذهب مذهبه، فانه قال: ان الله صرف العرب عن معارضته وسلب عقولهم، وكان مقدورا لهم، لكن عاقهم امر خارجي فصار كسائر المعجزات[15].

ولقد لخّص أبو بكر الباقلاني وجوه الاعجاز في ثلاثة اوجه:

1 ـ ما تضمن من الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية.

2 ـ ما كان معلوما من حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه أمي لا يكتب ولا يحسن القراءة.

3 ـ إنه بديع النظم، عجيب التأليف، متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه، وهو قول أكثر العلماء[16].

ويرى السيد الحكيم ما يراه القدامى، ويضيف إلى ذلك، بأن مقارنة القصص التي جاءت في القرآن الكريم بالعهد القديم تؤكد التحدي، إذ تبرز القرآن بصورة اوضح، لان التوراة التي شهد القرآن بتحريفها كانت قصصها واحاديثها عن ماضي الامم واحداثها مشحونة بالخرافات والاساطير وما يسيء إلى كرامة الأنبياء، وكما كان القرآن محيطا بالماضي، كذلك كان محيطا بالمستقبل، فكم من خبر مستقبل كشف القرآن حجابه فتحقق وفقا لما اخبر به، وراه المشركون[17].

النسخ

مادة النسخ وردت في القرآن العظيم دالة على معنيين:

احدهما: النقل، كما في قوله تعالى: (نَستَنسِخُ مَا كُنتُم تَعمَلُونَ).

وثانيها: الازالة، كما في قوله تعالى: (فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلقِي الشَّيطَان).

والنسخ بمعنى النقل، هو من باب قولنا نسخت الكتاب أي نقلته. أما النسخ بمعنى الازالة، فهو من باب قولنا (نسخت الشمس الظل) أي: ازالته.

والنسخ الذي يهتم الاوصوليون بدراسته هو الذي ورد في القرآن العظيم بمعنى الازالة، قال تعالى: (مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَيرٍ مِّنهَا أَو مِثلِهَا) وقوله: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ).

أما في الاصطلاح، فهو ـ كما يراه السيد الخوئي (قدس سره) ـ رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمره وزمانه، سواء أكان ذلك الأمر المرتفع من الاحكام التكليفية كالوجوب والحرمة أم من الاحكام الوضعية كالصحة والبطلان، وسواء اكان من المناصب الآلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى، بما أنه شارع[18]. ولقد استدل العلماء عقلا وشرعا على جواز وقوع النسخ في الشرائع، والذي يريد التفصيل فليذهب إلى الكتب التي تناولت هذا الموضوع[19].

وقد تناول السيد الحكيم (قدس سره) موضوع النسخ بالاعتماد على دراسة النسخ في القرآن لآية الله السيد الخوئي (قدس سره) في كتابه البيان في تفسير القرآن ص 294 وما بعدها. وكتاب النسخ في القران للدكتور مصطفى زيد.

وقد يختلف السيد الحكيم (قدس سره) مع استاذه السيد الخوئي (قدس سره) في بعض الجوانب التي جاءت في مناقشة موضوع النسخ[20].

المحكم والمتشابه

المحكم لغة: احكم فهو محكم، والمحكم الذي لاخلاف فيه ولا اضطراب.

والمتشابه من الشبه والشبهه والشبيه، والجمع أشباه وفي التنزيل. المتشابهات: المتماثلات[21].

والمحكم في الاصطلاح: هو مالا يحتمل إلا الوجه الواحد الذي أريد به.

والمتشابه: هو ما احتمل وجهين فصاعدا[22].

وقد اتفق العلماء على وقوع المحكم والمتشابه في القرآن الكريم لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ).

ولقد ذكر الطبرسي[23] خمسة اقوال في المحكم والمشابه، ونسبها إلى اصحابها دون اعطاء راي فيها، او ترجيح، واضاف السيوطي عليها اراء أخرى[24]، واورد الطباطبائي عدة روايات عن الائمة الاطهار (عليهم السلام) في هذا الموضوع، حيث سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن المحكم والمتشابه قال: المحكم ما يعمل به، والمتشابه ما اشتبه على جاهله[25]، ويرى السيد الحكيم (قدس سره) في تعريف المحكم: بانه مايدل على مفهوم معين لانجد صعوبة أو ترددا في تجسيد صورته أو تشخيصه في مصداق معين.

وإن المتشابه: هو مايدل على مفهوم معين تختلط علينا صورته الواقعية ومصداقه الخارجي[26]، وهذا المنهج الذي سار عليه السيد الحكيم (قدس سره) موجود في تفسير الميزان[27].

القراءات القرآنية

هي: «علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوا لناقله»[28]، وإن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان «فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) للبيان والاعجاز، والقراءات اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابه الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرها»[29].

وأما حجيتها فـ «إن القراءة على الاحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، وإنما جائزا لهم ومرخصا لهم فيه»[30].

لقد حاول البعض ان يفسر ظاهرة تعدد القراءات القرآنية في البحوث التفسيرية العامة على أساس أن القرآن الكريم جاء به الوحي إلى الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الشكل المتعدد، وانه نزل على عدة حروف، وان القراءات المتعددة هي هذه الحروف المتعددة[31]، ويرى السيد الحكيم (قدس سره) أن هذه المعالجة لا يمكن تقبلها بشكل مطلق، وفي جميع الحالات، خصوصا في الحالات التي يكون لاختلاف القراءة تأثير على المعنى، ثم يأتي بنموذج اقتبسه من البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي (قدس سره) في تفسير قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ) بالتشديد[32].

الفصل الثاني: جهوده في التفسير

التفسير لغة واصطلاحا

التفسير في اللغة: البيان، والكشف، والايضاح[33]، ومنه قوله تعالى: (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً).

أما التفسير في الاصطلاح فهو: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم؛ من حيث دلالته على مراد الله تعالى[34].

شروط التفسير

يرى السيد الحكيم (قدس سره) أن شروط التفسير هي: الاسس والمتبنيات الفكرية والعقائدية التي لابد أن يقوم عليها التفسير، من أجل أن يكون تفسيرا صحيحا للقرآن الكريم[35].

ويشترط في التفسير مايأتي:

1 ـ الذهنية الإسلامية، ويقول: إنها مجموعة من التصورات الإسلامية يعتمد عليها الإسلام، وترتبط بالقرآن الكريم، وتشكل الاطار العام للتفسير الذي من خلاله يتمكن المفسر من الوصول إلى نتائج صحيحة في عمله التفسيري.

2 ـ امتلاك رؤية في وحدة النص القرآني وشهادة بعضه على بعض، وإن في القرآن الكريم ناسخا ومنسوخا، ومطلقا ومقيدا، ومحكما ومتشابها.

3 ـ العقيدة الصحيحة المستنبطة من القرآن الكريم.

أما شروط المفسر فيعنى بها: المواصفات الروحية، والنفسية، والاخلاقية، والعلمية التي يجب أن يتصف بها المفسر[36].

أما العلوم التي يشترط في المفسر امتلاك ناصيتها فثلاثة انواع. هي:

1 ـ علوم اللغة العربية، من نحو، وصرف، ومعان، وبديع، وبيان، ولغة.

2 ـ علوم القران الكريم، كأسباب النزول، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني.

3 ـ علوم الشريعة، ومنها علم الاصول[37] .

والمتتبع لشروط التفسير والمفسر يجد أن السيد الحكيم (قدس سره) ينطلق من النظرية الإسلامية الشمولية التي محورها القرآن الكريم، وفكر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل البيت (عليهم السلام)، فكلما كان المفسر اطهر وازكى قلبا كان اقرب إلى فهم النص القرآني.

اتجاهات التفسير

هنالك منهجان رئيسيان متبعان في تفسير القرآن الكريم هما: منهج التفسير الترتيبي (التجزيئي)، والتفسير الموضوعي.

1 ـ التفسير الترتيبي (التجزيئي):

وهو المنهج الذي اعتاده المفسرون منذ بدايات نشوء علم التفسير وحتى عصرنا الحاضر، حيث يفسر القرآن الكريم شيئاً فشيئاً، وكما هو مدون في المصحف الشريف، فيبتدأ المفسر بسورة الحمد وينتهي بسورة الناس، ويستعين المفسر في اطار هذا التفسير بظهور الكلام في المعنى المراد، وبالقرائن المأخوذة من القرآن الكريم نفسه[38].

2 ـ التفسير الموضوعي:

ويقوم على أساس دراسة موضوعات معينة تعّرض لها القرأن الكريم في مواضع متعددة أو في موضع واحد، وحدودها في الموضع المعين[39]. ولد هذا المنهج في احضان المنهج الترتيبي، وإن لم يكن انذاك منهجا شاملا لكل القرآن الكريم، وإنما كان المفسرون يقفون احيانا عند موضوع من الموضوعات القرانية كـ الالوهية، أو التقوى، او الشفاعة، أوالصبر ……الخ[40].

ويرى الشيهد محمد باقر الصدر (قدس سره) بأن التفسير الموضوعي هو (اختيار الموضوعات القرآنية وتقسيمها موضوعا في مجال البحث والتناول، ثم نأتي بكل الآيات القرآنية التي تناولت ذلك الموضوع من أجل استنباط النظرية القرآنية الخاصة به، فهي عملية استكشاف للصور بربط اجزائها بعضها ببعض، لاكتشاف التصور القرآني الكامل عن أبعاد الموضوع الذي يتناوله البحث، فليس التفسير الموضوعي هنا مجرد جمع الايات القرآنية وتفسيرها حول موضوع واحد، بل هو استكشاف النظرية القرآنية حول هذا الموضوع من خلال هذا الجمع والتفسير)[41] ويرجح الشهيد الحكيم (قدس سره) التفسير التجزيئي على التفسير الموضوعي؛ معللا ذلك بأن التفسير الموضوعي يمثل تفسير العلماء والمحققين الذين يبتغون استكشاف النظريات القرآنية، في حين ينسجم التفسير التجزيئي مع الحاجات الاجتماعية المعاصرة[42].

التفسير في عصر الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)

قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم)، فقام النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا البيان بقوله وفعله وتقريره، وأذا استثنينا تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القران بالسنة من المصادر المأثورة، سنجد اتساع الخلاف بين المسلمين بشأن حجية ما جاء عن غير هذين المصدرين من التفسير، لذا كان لزاما على المفسر للقرآن الكريم أن ينطلق اولا من تفسير القرآن بالقرآن؛ لأنه ارقى انواع التفسير، قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).

وقد اختلف علماء المسلمين في المقدار الذي فسره الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من القرآن الكريم، وقد اجاب السيد الحكيم (قدس سره) عن ذلك بقوله: «هناك من يعتقد أن النبي لم يفسر إلا ايات من القرآن، ويستند اصحاب هذا القول في ذلك إلى روايات تنفي أن يكون رسول الله قد فسّر القرآن كله تفسيرا شاملا وعلى رأس هولاء السيوطي»[43]، وفي مقابل ذلك توجد أدلة تشير إلى أن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقوم بعملية تفسير شامل للقرآن كله[44]. والراجح في ذلك اننا لو تصفحنا ما دوّن في السنة النبوية الشريفة مستعرضين ما جاء من تفسير القرآن عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لوجدنا الكثير من ذلك، ولأيقنا أن الذي فسّره الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيّنه ليس بنادر، كما يظنه البعض، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نقول بانه قد فسر كل القرآن الكريم، بل إن الذي لم يرد له تفسير قد يكون هو الاكثر، أما أنه قد فسر جمله كبيرة من الآيات، فهذه كتب الصحاح والسنن والمسانيد تشهد بذلك، فهي مشحونة بأحاديث مرفوعة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). أما لماذا لم يفسر القرآن كله، وترك بعضه بدون بيان؛ لأنه أمر طبيعي أنذاك لفهم العرب للغة القرأن واسلوبه من جهة، وان سؤال الصحابة (رضي الله عنهم) كان يتعلق فيما قد خفي عليهم من الاسباب، وأما ما سوى ذلك فهو كتاب بلسان عربي مبين[45].

ولا شك أن ندرة ما صح عن الصحابة من الروايات عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في التفسير مردها إلى أن التفسير على المستوى العام لم يكن يتناول جميع الآيات، بل كان يقتصر على قدر الحاجة الفعلية، ومسؤولية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ضمان فهم الأمة للقران، وصيانتهُ من الانحراف.

التفسير عند اهل البيت (عليهم السلام)

يعد موضوع مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) من أهم المواضيع التي أهتم بها السيد الحكيم (قدس سره)، حيث إن المعصوم من اهل البيت (عليهم السلام) يجرى قوله مجرى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من كونه حجة على العباد، وقد قالوا: (إن الإمام كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ماظهر منها وما بطن، كما يجب أن يكون معصوما من الخطأ والسهو والنسيان؛ لان الائمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)[46]، وهم أدرى بالقرآن من غيرهم، وإنهم عدل القرآن، لما اخرجه الترمذي، واورده ابن الاثير عن جابر بن عبد الله، فأنه قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: إني تركت فيكم ما أن اخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي[47].

وقد اورد السيد الحكيم (قدس سره) تسع نصوص استدل بها على مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) لم اثبتها خشية الاطالة في البحث منها حديث الثقلين وحديث الامان وحديث السفينة وحديث الحق وحديث القرأن وحديث الحكمة وحديث المدينة وحديث الاختلاف وحديث السؤال[48].

التفسير في عصر الصحابة والتابعين

اعتنى السيد الحكيم بتفسيرات الصحابة والتابعين، من بعدهم عناية بالغة، فاما الصحابة فقد اختلفت في حجية تفسيرهم إلا أن تفسير الصحابي عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رأي الحاكم في التفسير[49].

وقد نازعه فيه ابن الصلاح وغيره من المتأخرين، بأن ذلك مخصوص بما فيه سبب النزول أو نحوه، بل لقد صرح الحاكم نفسه بذلك، فقال: ومن الموقوفات تفسير الصحابة، وأما من يقول: ان تفسير الصحابة مسند، فإنما يقوله فيما فيه سبب النزول[50]، وفي الرجوع إلى قول التابعي روايتان عن أحمد، واختيار ابن عقيل المنع، لكن عمل المفسرين على خلافه، وقد حكوا في كتبهم وأقوالهم[51].

والذي تطمئن إليه النفس وترتاح إلى الاخذ به ان قول الصحابي والتابعي إن كان صحيحا يجب الأخذ به والرجوع إليه؛ لأنهم ادرى الناس بكتاب الله بعد الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام)، لما شاهدوه من القرائن والاصول التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح وغير ذلك[52].

ولقد بّين السيد الحكيم (قدس سره) المصادر التي يعتمدها الصحابي في ذلك العصر، ولخصّها بالقرآن الكريم نفسه، ثم المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك حديث بعض الصحابه الذين عاصروا نزول القرآن الكريم، ومن ثم مفردات اللغة العربية المتداولة في الكلام العربي، واخيرا اقوال أهل الكتاب من اليهود والنصارى[53].

الخاتمة والتوصيات

نخلص مما تقدم إلى الرؤيا الواضحة التي تبناها الشيهد الحكيم (قدس سره) من خلال نظرياته واطروحاته القرآنية التفسيرية، والتي تتمحور حول دور الإنسان في الاعتماد عليها، لينهل منها باعتبارها مصدر المعرفة، والتي تسهم في معالجة المشكلة الاجتماعية والسياسية والفكرية، وهذا ما يتطلب تحديد المنهج الشامل للقرآن والتدبّر في آياته للوصول إلى المقاصد التي نصبوا إليها. ولا شك أن الرجوع إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير القرآن الكريم من حقائق الدين والإسلامي، حيث اجمع اهل العلم على أن الإمام عليا (عليه السلام) وولده الاطهار أعلم الناس بالقرآن، وهذا ما اثبته علماء المعرفة الإسلامية.

واخيرا أوصي واقترح بأن يدرس موضوع المنهج القرآني عند الشهيد الحكيم (قدس سره) كموضوع لرسالة ماجستير أو اطروحة دكتوراه، وكذلك اقترح واوصي بتدريس مادة علوم القرآن للشهيد الحكيم في كليات التربية في اقسام اللغة العربية، كما عملنا على ذلك منذ سقوط النظام المقبور وليومنا هذا، حيث ان المادة مستوفية لشروطها، والتي فيها الوحدة الموضوعية المكتسبة من مرجعية اهل البيت (عليهم السلام).

ثبت المصادر والمراجع

ـ القرآن الكريم

ـ الاسدي، محمد هادي، سماحة اية الله محمد باقر أطلالة على السيرة الذاتية، مؤسسة شهيد المحراب، النجف، 1420.

ـ ابن الاثير، مبارك بن محمد بن الاثير الجزري (ت 606 ﻫ) جامع الاصول من احاديث الرسول. القاهرة، 1949.

ـ الباقلاني، ابو بكر محمد بن الطيب (ت 403 ﻫ) إعجاز القرآن، مطبعة الإسلام، مصر، 1315 ﻫ.

ـ ابن الجوزي، ابو الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 597 ﻫ)، نواسخ القرآن، دار الكتب المعلمية، بيروت.

ـ الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت 279 ﻫ) صحيح الترمذي، المطبعة المصرية بالازهر، 1931م.

ـ الحكيم، آية الله محمد باقر، علوم القرآن، ط3.

ـ الحكيم، آية الله محمد باقر، تفسير سورة الحمد.ط2 مطبعة ليلى.

ـ الحكيم، آية الله محمد باقر، المجتمع الانساني في القرآن الكريم، مؤسسة تراث الشيهد الحكيم (قدس سره)، النجف الأشرف، 2006م.

ـ الحكيم، السيد رياض، علوم القرآن دروس منهجية، المركز الإسلامي المعاصر، بيروت ط1 2004م.

ـ الخوئي، السيد ابو القاسم الموسوي، البيان في تفسير القرآن، النجف الأشرف، مطبعة الاداب.

ـ الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القران، دار احياء الكتب العربية، القاهرة.

ـ الزركشي، بدر الدين، محمد بن عبد الله (ت 794 ﻫ) البرهان في علوم القرآن تحقيق ابو الفضل ابراهيم، دار احياء الكتب العربية، القاهرة 1975م .

ـ السيوطي، جلال الدين، عبد الرحمن بن ابي بكر (ت 911 ﻫ) الاتقان في علوم القران، تحقيق. محمد ابو الفضل ابراهيم، مطبعة المشهد الحسيني، القاهرة 1967م.

ـ الصدر، الشهيد محمد باقر، المدرسة القرآنية، ط2، قم.

ـ الصغير، د. محمد حسين علي، المبادئ العامة لتفسير القرآن، مكتب الرواد، بغداد، 1990م.

ـ ابو شامة، شهاب الدين عبد الرحمن بن اسماعيل، المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، دار صادر، بيروت، 1975م.

ـ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، دار الزهراء، بيروت 1978م.

ـ الطبرسي، أبو علي، الفضل بن الحسن (ت 548 ﻫ) مجمع البيان في تفسير القرآن، مطبعة العرفان، صيدا 1333 ﻫ.

ـ السيوطي، أبو جعفر، محمد بن جرير (ت 310 ﻫ) جامع البيان عن تأويل القرآن، القاهرة 1954م.

ـ الطوسي، أبو جعفر بن الحسن (ت460 ﻫ)، عدة الاصول.

ـ الفيروز ابادي، مجد الدين، محمد بن يعقوب بن محمد (ت 817 ﻫ) القاموس المحيط، القاهرة 1935م.

ـ المظفر، محمد رضا، عقائد الامامية، دار الغدير، بيروت،

ـ ابن منظور، جمال الدين، محمد بن مكرة الانصاري (ت711 ﻫ) لسان العرب، مطبعة القاهرة.

ـ ابن النديم، محمد بن ابي يعقوب البغدادي، (ت 711 ﻫ) الفهرست ،1391ﻫ.

ـ الحلي، المحقق ابو قاسم جعفر بن الحسن (ت 676 ﻫ) معارج الاصول، مطبعة سيد الشهداء، قم، 1403ﻫ.

ـ الخفاجي، د. حكمت عبيد، الإمام الباقر واثره في التفسير، مؤسسة البلاغ ط1 2005م.

ـ الخفاجي، د. عامر عمران، منهج ابن الجوزي في التفسير، 1992م.

ـ الرماني، النكت في اعجاز القرآن.

ـ الرفيعي، مجيد، ثراءات أهل البيت القرآنية، دار الغدير، قم 1948م.

ـ مالك بن نبي، الظاهرة القرانية.

[1] علوم القران: 22.

[2] ظ: مناهل العرفان 1: 27 وقد نقل عن ابراهيم بن سعيد المعروف بـ (الحوفي ت 330 ﻫ) وينظر. المرشد الوجيز، ابو شامة: 7.

[3] ظ: علوم القران: 25.

[4] ظ: الفهرست: 35.

[5] ظ: علوم القران: 19

[6] ظ: جامع البيان: 1 /41.

[7] ظ: علوم القران: 21.

[8] ظ: جامع البيان30: 258، الاتقان 1: 23، وقارنه بـ علوم القران، الحكيم: 30.

[9] ظ: البرهان في علوم القران 1: 221، الاتقان في علوم القران 1: 121 الظاهرة القرانية، مالك بن بني 219. وقارنه بـ علوم القران، 32 وما بعدها.

[10] علوم القران، الحكيم: 55.

[11] ظ: البرهان1 /187، الاتقان 1: 9. هنا هل العرفان في علوم القران1: 196 وقارنه بـ علوم القران، الحكيم: 81.

[12] الميزان في تفسير القران 13/ 235.

[13] ظ: علوم القران، رياض الحكيم: 200 وقد نقلها بالنص من السيد محمد باقر الحكيم قارنه بـ علوم القران، الحكيم: 85.

[14] ظ: البيان في تفسير القران، الخوئي: 41، علوم القران، الحكيم: 89.

[15] ظ: النكث في اعجاز القران، الرماني: 110، اعجاز القران، الباقلاني: 41. البرهان، الزركشي 2: 92، وقارنه بـ علوم القران، الحكيم: 134.

[16] اعجاز القران: 48 وما بعدها.

[17] علوم القران، الحكيم: 95.

[18] البيان في تفسير القران: 294 وقارنه بـ علوم القران، الحكيم: 16.

[19] ظ: معارج الاصول، المحقق الحلي: 161، نواسخ القران، ابن الجوزي: 14، عدة الاصول، الطوسي: 167 وما بعدها.

[20] ظ: علوم القران: 174.

[21] لسان العرب، أبن منظور 12: 14.

[22] عدة الاصول، الطوسي 2: 159.

[23] مجمع البيان 2: 239.

[24] الاتقان في علوم القران 2: 302.

[25] الميزان 3: 67.

[26] علوم القران: 192.

[27] الميزان 3: 58 وما بعدها.

[28] قراءات اهل البيت القرانية، مجيب الرفيعي، 9.

[29] الرهان، الزركشي 1: 318.

[30] الاتقان، السيوطي 1: 139.

[31] ظ: علوم القران، الحكيم: 313.

[32] ظ المصدر نفسه، 313 وقارنه بـ البيان في تفسير القران، 117.

[33] ظ: لسان العرب، ابن منظور 6: 361. القاموس المحيط، الفيروز ابادي 2: 110.

[34] ظ: مناهل العرفات1: 471، المبادئ العامة لتفسير القران، 12 وقارنه بـ علوم القران، 246.

[35] تفسير سورة الحمد: 32.

[36] تفسير سورة الحمد: 56.

[37] المصدر نفسه: 60 وما بعدها، وقارنه بـ علوم القران: 269.

[38] ظ: المجتمع الانساني في القران الكريم، الحكيم: 11.

[39] علوم القران: 366.

[40] المجتمع الانساني في القران الكريم: 63.

[41] المدرسة القرانية، الدرس الثاني: 33.

[42] ظ: تفسير سورة الحمد: 110.

[43] علوم القران: 277.

[44] ظ: المصدر نفسه: 277.

[45] الإمام الباقر واثره في التفسير، د. حكمت عبيد: 197.

[46] عقائد الامامية، محمد رضا المظفر: 67.

[47] جامع الاصول، ابن الاثير 1 /187، صحيح الترمذي، 2 /308.

[48] ظ: علوم القرآن: 280 وما بعدها.

[49] ظ: البرهان في علوم القران 2: 157.

[50] ظ: الاتقان في علوم القران 2: 393 وما بعدها، المبادئ العامة لتفسير القران، استاذنا الدكتور محمد حسين علي الصغير: 19.

[51] ظ: البرهان 2: 158.

[52] ظ: منهج ابن الجوزي في التفسير، د. عامر عمران الخفاجي: 100.

[53] ظ: علوم القران: 301 وما بعدها.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى