مشروع التغيير السياسي في فكر الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم
بحث شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم
الباحث: م.م. علي عبد الامير ساجت
كلية الاداب ـ جامعة بغداد
المقدمة:
موضوع التغيير السياسي في العراق أثار العديد من التساؤلات، واهم هذه التساؤلات ما ارتبطت بالعلاقة بين هذا التغيير وموقف المرجعية الدينية والسياسية من هذا الحدث، وهناك العديد من هذه الأسباب التي دعتنا للكتابة في هذا الموضوع؛ من أهمها محاولة التوصل لإجابات عن بعض الأسئلة المرتبطة بالتغيير السياسي في العراق وشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، ومنها موقف شهيد المحراب من التغيير الذي حدث في العراق، وهل لديه مشروع للتغيير حينها؟ وما هي تفاصيل هذا المشروع؟ وما هو دور الشعب العراقي في هذا التغيير وفي مشروع التغيير المعدّ من قبل سماحته؟ وهل لدى سماحته مشروعاً لما بعد التغيير الحتمي الذي حدث في العراق؟ وما هي تفاصيله؟ وماذا على الشعب العراقي ما بعد التغيير وقبله؟ حاولنا التعرف على بداية قيادة شهيد المحراب للعملية التغييرية، وأسباب هذه القيادة، ولماذا لم يتحاور (قدس سره) مع هذا النظام؟ وما هي الوسائل التي استخدمها في تحقيق أهداف حركته؟
جميعها أسئلة سنحاول الوصول إلى إجابة عنها في هذا البحث، والذي نعتقد انه من الواجب الشرعي والإنساني علينا كشف بعض قبسات هذا العالم ـ الغني عن التعريف ـ إلى شعبنا العراقي؛ لمحاولة الاستفادة منه في حياتنا العملية.
السيد شهيد المحراب (قدس سره) وقيادته لعملية التغيير في العراق
قاد السيد الحكيم (قدس سره) عملية التغيير السياسي في العراق منذ عقود كونه مرجعية وقيادة دينية وسياسية، وجمعت شخصيتهُ شروط القيادة من الفقاهة والعدالة، والكفاءة والتصدي، والقدرة على تمييز المصالح الإسلامية واتخاذ القرار المستقل، وكان لتأييد الولاية العامة له والمرجعية العليا التي انيطت بها زعامة الأمة، وانسجامه مع الخطوط العامة في الساحة السياسية الدور الكبير في هذه القيادة.
السيد الحكيم (قدس سره) أفرزته الساحة السياسية من خلال تصوراته السياسية وتصديه المستمر وتفوقه على الآخرين في الكفاءة والاقتدار والفاعلية، والتفاف الناس حوله، وتوفر الشروط المشار إليها فيما سبق، وكان لهذه الشخصية موقعها القيادي الخاص، فاختارت الأمة مرجعها السياسي بنفس طريقة اختيار مرجعها الديني، وهو اختيار تفرزه المرحلة لا انتخاب ولا تعيين، ومن هنا فان اختيار السيد الحكيم (قدس سره) لقيادة العملية التغييرية لم يكن امرأ اعتباطياً أو عشوائياً، بل إفرازات مرحلة وتشخيص من قبل الأمة.
فهو (قدس سره) عندما يقول قولاً أو يذكر رأياً لا يعد هذا الأمر سياسياً فحسب بل مرتبطاً بموقف شرعي.
ويذكر سماحته أهداف حركته بصورة واضحة بقوله: «هدفنا من التغيير[1] ليس السلطة والحكم، وإنما هدفنا الإصلاح في أمة رسول الله وإصلاح الشعب العراقي»[2].
وانطلاقا من اعتقاده بأن هذا التغيير هو هدف أساسي لإحداث تغيرات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحضاري في العراق، انتهج نهج المقاومة انطلاقاً من إيمانه بان المقاومة السياسية والعسكرية هي الطريق الوحيد لإحداث هذا التغيير، وان المقاومة هي أفضل عمل يمكن التقرب به إلى الله حيث يقول: «أفضل عمل يمكن أن يقوم به الإنسان في حياته ليقربه إلى الله تعالى هو أن يمارس دور المقاومة …. نجد أفضل الناس اللذين اصطفاهم الله تعالى ضمن عباده واختارهم للقيام بالمسؤوليات والمهمات الرئيسية في تاريخ البشرية هم الأنبياء (عليهم السلام)، وكان عملهم الأساس هو المقاومة السياسية أو القتالية»[3]. لماذا لم يتحاور السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) مع النظام؟
يجب القول إن السيد شهيد المحراب ينظر إلى النظام بأنه غير قابل للتفاهم والتحاور، وعده الخطر الأكبر. انه نظام غير قابل للتعديل أصلا مع ملاحظة انه لم يترك أي كرامة، وهو المسؤول الأول عن القتل والإبادة …. الخ، وليس هنالك فرص للتحاور[4].
وهنا يذكر (قدس سره): «إن النظام الحاكم في العراق هو نظام فريد في المنطقة والعالم بما يتصف به من دكتاتورية مطلقة وعنصرية وطائفية ووحشية»[5].
فهو نظام فريد من نوعه غير قابل للتحاور أو الاتفاق، وهذا ما يفسر لنا عدم تحاوره (قدس سره) مع النظام أو الدخول معه في مفاوضات، ولم يكن أمامه (قدس سره) سوى العمل على تغيير هذا النظام بكل الوسائل.
لذا فأن سماحته لم ينتهج نهج المقاومة إلا لاعتقاده:
1. لا يمكن التحاوراو التفاهم مع هذا النظام، وهو الخطر الأكبر على العراق حيث يقول: «إن جميع المبررات والأسباب الشرعية لوجوب القتال والجهاد موجودة في هذا النظام»[6].
2. إن صدام غير قابل للتغيير والتعديل[7].
3. لم يترك هذا النظام أي كرامة للشعب العراقي، فقد مارس القتل والإبادة والتنكيل بحق الجميع[8].
أهداف حركة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
كانت حركته السياسية (قدس سره) تهدف لتحقيق مطالب حيوية للشعب العراقي تمثلت في[9]:
1. تحرير إرادة الشعب العراقي، وتحقيق العدالة والاستقلال والحرية في كل أرجاء العراق؛ من خلال إقامة نظام حكم صالح يحقق هذه الأهداف.
2. إيجاد نظام حكم ديمقراطي دستوري، يتم فيه تداول السلطة سلمياً عن طريق الانتخابات المباشرة والإدارة اللامركزية.
3. كسر المعادلة الظالمة التي حكمت العراق لمدة ثمانين عاماً، والتي تقوم على التمييز العنصري والطائفي.
مما سبق تبين إن الهدف الأساس لحركة شهيد المحراب (قدس سره) هو تغيير النظام الدكتاتوري، ويعتبر هذا التغيير الأساس لتحقيق بقية الأهداف المرجوة من حركته (قدس سره).
الأساليب التي استخدمها (قدس سره) لتحقيق التغيير:
مارس شهيد المحراب (قدس سره) العديد من الوسائل لتحقيق التغيير، منها الانفتاح السياسي، والذي كان له دور في تحقيق أهداف حركته التي كان ينشدها (قدس سره) في التنسيق والتعاون والتحالف مع القوى غير الإسلامية وعلى محاور عدة؛ لاعتقاده (قدس سره) بان الانفتاح السياسي له الدور الأساسي في إضعاف وإسقاط النظام، وكانت محاور الانفتاح السياسي المرتبطة بالتغيير السياسي في العراق تشمل:
1. محور المعارضة العراقية، والتي لا تتبنى الدعوة للحكم الإسلامي، رغم إيمانها بالإسلام باعتباره ديناً.
2. محور الحكومات المخالفة لنظام صدام في العالم العربي والإسلامي، ولاسيما الدول المجاورة للعراق.
3. محور المجتمع الدولي كالدول ذات النفوذ في الموقف السياسي والرأي العام العالمي، أو التأثير غير المباشر على القضية العراقية، أو كالمؤسسات السياسية الدولية مثل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان[10].
ولم يكن الاعتماد على القوى الخارجية من باب صورة الاعتماد الكامل عليها في العمل والتبعية لها في القرارات والسياسات بل كانت بصورة فرصة الاستفادة من الإمكانات[11]
وكان للانفتاح السياسي الذي مارسه (قدس سره) في عمله الدور الكبير في التغيير السياسي عن طريق:
1. كسب المزيد من الاعتراف بمواقف المعارضة.
2. الوقوف صف واحد ضد النظام.
3. إيجاد ضغط سياسي وإعلامي واقتصادي وعسكري على النظام.
وهنا يذكر (قدس سره): «بأنه لا يمكن للحركة الإسلامية أن تقطع صلاتها مع الكيانات السياسية الأخرى في العالم وتفرض على قضيتها عزلة خانقة دون مبرر حقيقي، وإلا لفقدت القدرة على تحقيق أهدافها، وفرضت على نفسها الموت البطيء، وعلى أساس ذلك وجدنا إن القيادة الشرعية تبارك حركة الانفتاح السياسي للحركة الإسلامية العراقية على سائر الجهات الدولية وأطراف المعارضة»[12].
ومن الوسائل الأخرى التي مارسها (قدس سره) لتحقيق التغيير في العراق هي العمل الجهادي في داخل العراق والإعلامي والتعبوي، والتي يطول الحديث عنها، ولا يخفى على القارئ الكريم بعض تفاصيله، ويمكن أن يكون موضوعاً مستقلاً، وقد ساهمت جميع تلك الوسائل بإضعاف وزعزعة النظام وبالتالي القضاء عليه.
موقفه (قدس سره) من التغيير السياسي الذي حدث في العراق
نجد في كلام السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ما يشير إلى موقفه من التغيير السياسي الذي حدث في العراق، وفي مناسبات كثيرة جداً منها قوله: «إن جميع المؤشرات السياسية والمادية والميدانية في الداخل والخارج وعلى المستوى الإقليمي والدولي تؤكد إن الحرب قادمة، وهي بالرغم من رفضنا لها، ويكاد أن يشاركنا هذا الموقف دول العالم أجمعها، ولكنها أصبحت حقيقة واضحة بينة، وأصبح التغيير في العراق أمرا لابد منه في نظر جميع دول العالم، لان النظام الحالي في العراق أصبح مشكلة حقيقية لا يمكن إن يتحملها العالم، وهذا ما كنا نتحدث عنه منذ البداية»[13].
يشير سماحته إن التغيير سيحصل في كل الأحوال، ويؤكد رفضه وعدم قبوله بنوع التغيير الذي سيحصل، وهذا ما يفند الرأي القائل بقبوله (قدس سره) بالتغيير الذي حدث، وانه من استقدم هذه القوات عندما كان رئيساً للمجلس الأعلى، كما نجد رفضه بقوله: «قد أصرت الولايات المتحدة هذه المرة على انتهاج هذا الطريق لمعالجة مشكلة النظام العراقي، ولم تستجب لا للرأي العام العالمي ولا لأعضاء مجلس الأمن ولا لنداءات الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز في التخلي عن نهج الحرب والتزام القرارات الدولية، كما لم تستجب لجميع النداءات والأفكار التي طرحناها في معالجة مشكلة النظام العراقي عن طريق مساعدة الشعب العراقي ليقوم بدوره الأساس في التغيير، وتجنيب المنطقة والعراق الحرب»[14].
أي إن التغيير الذي حدث كان حتمياً، وأبدى شهيد المحراب اعتراضه عليه صراحة ً، ذاكراً بان لديه مشروعاً يمكن عن طريقه تغيير النظام.
ومع هذه الحتمية في التغيير الأمريكي يجب على السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أن يحدد موقفه، ويطرح مشروعاً متماشياً مع هذا التغيير، ومنها يقول: «أمامنا في هذه الظروف الحساسة ـ ويقصد بها قرار الولايات المتحدة إسقاط النظام ـ عدة خيارات رئيسية هي[15]:
1. المشاركة في الحرب إلى جانب الولايات المتحدة للخلاص من النظام.
2. الوقوف في وجهها والدخول في معركة معها إلى جانب النظام.
3. الوقوف موقف الحياد السياسي في هذه المعركة غير الشريفة.
4. الوقوف إلى جانب الشعب العراقي، من اجل الخلاص من الاستبداد والطغيان، والاستمرار في العمل والصمود والصبر واستثمار جميع الفرص من اجل ذلك.
فالتغيير حتمي والمعركة غير شريفة كما يعبر عنها فيذكر (قدس سره) ويقول: «خيارنا الشرعي والسياسي والأخلاقي هو الخيار الرابع، الذي يحقق لنا الهدف والحفاظ على حريتنا واستقلال إرادتنا وعزتنا وكرامتنا ومصالح شعبنا، وذلك لان النظام يدافع عن وجوده في الحكم دون أي رعاية لمصالح الشعب، وإلا لأختار التنحي عن السلطة استجابة لرفض الشعب له في انتفاضة عام (1411ﻫ)، كما إن الولايات المتحدة تعمل من اجل مصالحها وأهدافها الخاصة في الهيمنة على مقدرات البلاد والاستيلاء على النفط وإشاعة الفساد في الأرض»[16].
لذا فقد اتخذ موقف الحياد في هذه المعركة، ونجد ذلك في قوله: «اتخاذ موقف الحياد تجاه الطرفين المتصارعين، حيث إن المعركة بينهما هي معركة المصالح والنفوذ الخاص، وليست معركة من اجل الشعب وخلاصه وعزته وكرامته»[17].
مما سبق تبين انه يرفض الوقوف مع النظام، لان النظام يدافع عن وجوده وهذا ما لا يريده الشعب، ويرفض الوقوف مع الولايات المتحدة لأنها تريد مصلحتها فقط، واختار الوقوف إلى جانب الشعب العراقي.
هذا الخطاب قبل التصعيد الأمريكي بشهرين تقريباً، وقد حدد سماحته موقفه من هذا التغيير مسبقاً، ولا يقف عند هذا الخيار فحسب بل يطرح مشروعه الخاص بالخيار الرابع، والذي سنتناوله في التغيير السياسي الذي أراده السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره). ونجد تكرار رفضه (قدس سره) للاحتلال وللتغيير على يد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يرى أنها الدولة الوحيدة القادرة على تنفيذ هكذا قرار وتستطيع فرضه بالقوة، يقول (قدس سره): «فرضت الولايات المتحدة هذا الموقف لأنها الدولة الوحيدة القادرة على شن مثل هذه الحرب»[18] لاحظ عبارة فرضت.
وفي كلمته لاجتماع لجنة المتابعة والتنسيق في شباط عام (2003م) يذكر أنه: «يرفض اسلوب الاستعمار المباشر تحت أي شعارات، وان هذا التغيير هو لون جديد من ألوان الحروب الدينية والعقائدية ضد الشعب العراقي، كما إن الشعب العراقي ليس قاصراً ليحتاج إلى الوصاية»[19].
كما يؤكد ذلك في نفس المؤتمر بقوله: «نؤكد موقفنا الرافض للاحتلال والتسلط والهيمنة»[20].
ألا إن التغيير حدث في نيسان من العام (2003م)، وكان لا بد من موقف شرعي وسياسي يعلنهُ، حيث يعتبر سماحته هذا الوجود حسب قوله: «ويعتبر وجود هذه القوات الأجنبية في العراق مشكلة كبيرة جداً لابد من معالجتها»[21].
فهي تحدي وامتحان عسير ومحاولة للهيمنة من قبل قوى الاستكبار العالمي كما يصفها (قدس سره) وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
بل يطالب سماحته بخروج المحتل بالطرق السلمية ويشير إلى ذلك بقوله: «نحن نعتقد انه لم تُستنفذ جميع الوسائل السلمية، ولا بد من استنفاذها بصورة كاملة، وان تبذل الجهود السلمية من اجل إنهاء الاحتلال»[22].
«ولا نرى الآن من المصلحة أن ندخل في مواجهات عسكرية، ولكن لدينا لساناً ومنطقاً وإرادة»[23].
ويذكر (قدس سره) أربع أمور يجب أن نقوم بها في تعاملنا مع وضع الاحتلال:
- نبذل كل الجهود المشروعة ذات الطابع السلمي لإنهاء الاحتلال.
- ضبط النفس في هذه المرحلة؛ لان هناك محاولة لجرّ العراق إلى حرب ضروس.
- ممارسة كل وسائل الاحتجاج والتعبير عن استنكار التصرفات الخاطئة، التي تتسم بالعنف واللامبالاة واللامسؤولة التي ترتكبها قوات التحالف ضد الناس الأبرياء.
- الاعتماد على القرارات الدولية التي تصب في صالح الشعب العراقي.
فشهيد المحراب لا يقف عند استنكار أو عدم الرضا عن هذا التغيير، بل يتعداه الى طرح مشروع وآلية لإنهاء الاحتلال، وتتلخص في قوله (قدس سره)[24]:
«نعتقد أن قرار مجلس الأمن (1483) الذي صدر بالإجماع، وقدمته الولايات المتحدة وبريطانيا إلى مجلس الأمن واقر من قبله، قرار يصلح أن يكون أساسا لهذا الحوار، وهو يؤكد على عدة مبادئ أوضحها للشعب العراقي ليعرفوا الحقيقة:
المبدأ الأول: يؤكد على السيادة، إذن لابد من وجود عمل جاد ليكون العراق حراً مستقلاً.
المبدأ الثاني: السرعة في إنهاء الاحتلال.
المبدأ الثالث: مساعدة العراقيين على تشكيل الإدارة العراقية، العراقيون هم الذين يشكلون الإدارة العراقية المؤقتة وعلى قوات التحالف أن تساعدهم على ذلك، وهذا ما ينص عليه قرار مجلس الأمن.
المبدأ الرابع: اتخاذ الإجراءات العملية والسريعة لإجراء انتخابات عادلة، يُنتخب فيها مجلس دستوري يدون الدستور، ثم بعد ذلك تجري انتخابات.
تداعيات التغيير السياسي على أيدي القوات الأجنبية
لم يرفض السيد الحكيم (قدس سره) التغيير الذي سيحصل حينها فقط، بل بالإضافة إلى ذلك طرحه مشروعه الخاص في التغيير، كما أشار إلى تداعيات وآثار سلبية لهذا التغيير الذي سيحصل من القوات الأجنبية، والتي ما كانت لتحصل لو تغير النظام على يد الشعب العراقي بتغطية وإسناد دولي وإقليمي ومن هذه التداعيات قوله[25]: «إن تداعيات الحرب ستكون خطيرة، بالرغم من تحقيقها لهدف محلي وإقليمي ودولي مشترك وهو التخلص من نظام صدام الدكتاتوري العنصري والطائفي الوحشي، ومن تداعياتها:
1. الدمار وتهديد الأرواح البريئة والبنية التحتية لمقدرات العراق؛ بسبب نوايا النظام السيئة وأهداف أمريكا السلطوية.
2. فقدان الأمن داخل العراق وفتح الأبواب إمام العنف والعنف المضاد.
3. التسلط والهيمنة الخارجية على العراق ومقدراته القصيرة والطويلة الأمد.
هذا ما ذكره (قدس سره) قبل العملية التغييرية بأشهر في بيان له، وهو ما حصل بالفعل.
ومن هنا أراد سماحته التغيير على يد الشعب العراقي، وبمقومات ومشروع متكامل لتجنب هذه الآثار وما حدث حينها وما زلنا نعاني من تداعياته وآثاره السلبية التي حذر منها سماحته (قدس سره).
ونجده يقول: «إن الهيمنة سوف تكون وبدون رغبة من أي طرف سبباً من أسباب إثارة دوافع العنف والإرهاب، وعاملاً يفسح المجال لجميع قوى الشر والتضليل والجهل لتجد الطريق أمامها مفتوحاً لبدأ سلسلة جديدة من القهر والعنف والعدوان وعلى حساب مصالح الشعب العراقي»[26].
وسيكون هذا التغيير سبباً لإثارة العنف والإرهاب والتي ستطال الشعب العراقي وليس بسبب القوات الأجنبية واحتلالها للعراق، بل إنها حجة لفسح المجال لجميع قوى الضلالة للقيام بذلك، هذا ما يريد قوله (قدس سره)، فهو حريص على أن تنتهي مرحلة القهر والعنف والعدوان على الشعب العراقي، ونجده يقولها بصراحة: «إننا إذ نرفض هذه الحرب لما ستؤدي إليه من أضرار ومخاطر مثل إزهاق الأرواح البريئة وتدمير البنية التحتية العراقية والهيمنة الخارجية»[27].
ويشير في مكان آخر إلى ذلك بقوله: «إن من أهم الأخطار التي نواجهها بسبب الحرب المتوقعة هو خطر الهيمنة الخارجية على العراق ومقدراته، مضافاً إلى الخسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية»[28].
وهي بالتحديد:
1. الهيمنة الخارجية على العراق ومقدراته.
2. الخسائر بالأرواح البريئة.
3. تدمير البنية التحتية العراقية.
إضافة إلى ما ذكرناه سابقاً جميعاً عده سبباً رئيسياً في رفضه لهذا التغيير تجنب تداعياته هذه التغيير، إضافة إلى انه قدم البديل عن هذا التغيير إلا انه لم يستجيب احد لهذا المشروع كما ذكر على لسانه (قدس سره) (انظر فيما سبق رفض سماحته للتغيير الخارجي).
مشروع التغيير السياسي عند السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
تبين لنا مما سبق أن التغيير الذي حدث في العراق كان حتمياً ومفروضاً كما عبر عنه (قدس سره)، وأعلن السيد الشهيد رفضه لهذا النوع من التغيير، مبيناً تداعيات هذا التغيير فيما لو حصل، ومقابل ذلك فأن للسيد الشهيد (قدس سره) مشروعاً تغييرياً شاملاً ومتكاملاً طرحه منذ بداية حياته الجهادية، وبشكل أوضح بعد انتفاضة الشعب العراقي في 15 شعبان (1991م)، بعدما انتفض الشعب العراقي وكان تغيير النظام قاب قوسين أو ادنى لولا استخدام النظام الأسلحة الثقيلة وعدم إسناد القوات الأجنبية للشعب حينها.
ويتلخص هذا المشروع في أن يقوم الشعب العراقي بمهمة التغيير بدعم وإسناد من الدول العربية والإسلامية وبحماية دولية، ويذكر سماحته ذلك واضحاً بقوله: «وقدمنا مشروعاً متكاملاً في هذا المجال ولكن القوى الدولية والإقليمية ـ إلا القليل منها ـ امتنعت عن تأييد هذا المشروع، إما لضعفها أو لعدم تطابقه مع مصالحها، فكان أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الموقف؛ لأنها الدولة الوحيدة القادرة على شن مثل هذه الحرب»[29].
هذا كلامه (قدس سره) والذي يلخص لنا مشروعه في التغيير . ونجد تفاصيل هذا المشروع أيضا وبكثرة في لقاءاته وخطبه ونداءاته وبياناته….الخ.
واستطعنا التعرف على البعض من تفاصيل هذا المشروع بقدر ما وقع بأيدينا من تلك اللقاءات والنداءات والبيانات، لضيق الوقت وقلة المصادر وبعد منابعها، وإلا فان هذا المبحث يجب أن يؤخذ تفصيلياً منذ بداية جهاد السيد الحكيم ومشروعه الأول، وتطور ذلك المشروع والمتغيرات التي مرت عليه وما دارت من أحداث.
ندعو السادة الباحثين للكتابة في هذا الموضوع بشكل تفصيلي، لان الدفاع عن شهيد المحراب ونشر أفكاره وأطروحاته أصبح من الواجب علينا لعدة أسباب:
1. تعريف العالم بقدرة هذه الشخصية.
2. محاولة الاستفادة من الأفكار والأطروحات لديه (قدس سره).
3. استلهام القوة والعزيمة.
4. معرفة الحقيقة ودفع الشبهات عن شخصه (قدس سره).
التغيير الذي أراده السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
طرح شهيد المحراب مشروعاً متكاملاً للتغيير في العراق، ولم تستجب الولايات المتحدة لهذا المشروع، ونجده (قدس سره) يشير إلى ذلك بقوله: «لم تستجب الولايات المتحدة لجميع النداءات والأفكار التي طرحناها في معالجة مشكلة النظام العراقي عن طريق مساعدة الشعب العراقي ليقوم بدوره الأساس في التغيير وتجنيب المنطقة والعراق الحرب»[30].
رغم انه (قدس سره) يشير إلى «وضع خطة شاملة متكاملة للتغيير، تعتمد على فكرة التكامل في العمل بين الجهد القتالي والجهد السياسي والثقافي والإعلامي، والعمل على توفير الظروف المناسبة لتنفيذها….. »[31].
ونجد في كتاباته وخطبه وكلماته (قدس سره) ما يشير إلى هذا المشروع المتكامل الذي تحدث عنه، ومنها ما ذكره حول الطريق لتحقيق هذا التغيير عبر العديد من العوامل، نشير إليها باختصار[32]:
1. تحمل الأمة والشعب في الداخل مسؤولياته تجاه عملية التغيير.
2. الاعتماد على الله تعالى، والذات، وإمكانات الشعب الداخلية وتعبئتها وتطويرها.
3. تنظيم قدرات وطاقات هذا الشعب ليخوض المعركة جهادياً.
4. التعاون مع القوات المسلحة مثل: أبناء الجيش العراقي المخلصين، وأفراد قوى الأمن الداخلي الواعين.
5. التعاون مع أبناء العشائر التي تمثل طاقة قتالية وجهادية وشعبية هامة.
6. السعي لإيجاد وحدة موقف عام سياسي وجهادي تجاه النظام بجميع فئات وطبقات الشعب العراقي بقومياته وجميع طوائفه.
7. القيام بعمل سياسي واسع على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا ما تتحمله القيادة السياسية الشرعية؛ وذلك من اجل:
أ ـ إيصال صوت ونداء المجاهدين إلى الرأي العام العالمي.
ب ـ إسناد ودعم حركة الشعب العراقي؛ من اجل إيجاد التغيير الحقيقي مادياً ومعنوياً.
ج ـ توضيح الصورة والرؤية حول أهداف وحركة الشعب العراقي في التغيير.
د ـ كشف الغطاءات والنشاطات المشبوهة أو المعادية لأهداف الشعب.
ﻫ ـ بيان حقيقة إن النظام لازال يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلام، بالإضافة إلى تهديد الشعب العراقي.
و ـ بيان حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي.
8. وضع خطة شاملة متكاملة للتغيير، تعتمد على فكرة التكامل في العمل بين الجهد القتالي والجهد السياسي والثقافي والإعلامي، والعمل على توفير الظروف المناسبة لتنفيذها.
9. رسم الخطوات العامة للتحرك والعمل اليومي.
كما يطرح (قدس سره) سياسات عامة يجب الالتزام بها لتحقيق هذه الأهداف ولتحقيق التغيير السياسي في النهاية[33]:
أ ـ المطالبة دولياً تجاه القرارات الدولية بتقليص سيادة النظام ورفع الرقابة الدولية عليه.
ب ـ وتشخيص المطلوب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الغربية والدول الإقليمية ضمن قرار الأمم المتحدة وتوصيات مؤسساتها الخاصة، لاسيما ذات العلاقة بالبعد الإنساني.
ومن هنا ينطلق في مشروعه التغييري، حيث انه يدعو إلى التغيير على يد الشعب العراقي بإسناد دولي وحسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما ويشير الى ذلك في قوله (قدس سره): «إن مساعدة الشعب العراقي في تحريره وحمايته من الدكتاتورية والعنصرية والطائفية التي يمارسها النظام الحاكم ضده هي من الواجبات التي تفرضها المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن، ولكن المطلوب هو التعامل معها بصدق وشجاعة لا تترك مجالاً للمخاوف والآثار التي تتداولها الأوساط السياسية والشعبية في العراق والعالم العربي والدولي»[34].
ويذكر (قدس سره) إن الشعب العراقي بحاجة إلى المساعدة عن طريق تطبيق قرارات ومواثيق مجلس الأمن ومنها القرار (688).
فالشعب هو من يجب أن يقوم بالتغيير بدعم دولي وأممي ويذكر سماحته: «إن الشعب العراقي في الداخل هو المعارضة الحقيقية الفاعلة والقادرة على إيجاد التغيير في العراق»[35].
فالشعب أساس التغيير لديه، وأراد تغيير شعبي بغطاء دولي وفق قرار الأمم المتحدة، وهذا ما يعالج الخلل بالتوازن بين الشعب والسلطة، لذا فان تفعيل قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار (688) في تقوية الشعب، يعادل هذا الخلل، وذلك لان إعطاء أي فرصة للشعب تعني إسقاط النظام حسب اعتقاده (قدس سره)، كذلك فان تضييق حركة النظام من خلال القرارات الدولية لها الأثر في التغيير.
ورفض السيد الحكيم في زيارة وفد المجلس الأعلى إلى الولايات المتحدة قبل سقوط النظام الاحتلال والتغيير الذي سيحصل، وطالب بتفعيل القرار(688)، وذكر بأن الشعب قادر على هذا الشيء، وكان صوتاً يختلف عن بقية الأصوات[36].
وطرح مشروعه الخماسي الجهادي، السياسي، التعبوي، الإعلامي، الثقافي،إلا أن فرض أمريكا لهذا التغيير وحتمية قيادتها له حالت دون هذا الخيار والمسعى، كما توضح سابقاً.
دور الشعب العراقي في إسقاط النظام والتغيير الذي حدث في العراق
يذكر السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أن الشعب هو السبب في تغيير النظام وسقوطه وليس الولايات المتحدة الأمريكية[37].
ويشير إلى ذلك صراحة ً بقوله: «إن الشعب العراقي الذي جاهد وناضل وكافح وقدم التضحيات العظيمة من الشهداء والمشردين والمغتربين طيلة العقود السابقة وذلك من اجل أهدافه المقدسة في الحرية والاستقلال والعدالة والحقوق المشروعة لهو على استعداد أيضا للاستمرار في هذه المسيرة لمواجهة جميع التحديات الجديدة التي تقف أمام حركته وطموحاته، وإن ضعف النظام وعزلته وهوانه والإجماع العالمي على محاصرته والضغط عليه إنما كان بسبب هذه الجهود العظيمة التي بذلها الشعب العراقي في عملية الخلاص والإنقاذ من الطغيان والاستبداد، ولا يمكن لهذه الجهود إلا أن يكون استحقاقها الطبيعي في تحقيق هذه الأهداف المقدسة»[38].
بل وحتى قبل سقوط النظام فان الانفراج النسبي في بعض المجالات والذي حدث قبل التغيير ومنها في المجال الديني فهو سبب ثمرة جهود هذا الشعب.
دور الأمة في مشروع التغيير لدى شهيد المحراب (قدس سره)
الأمة هي موضوع عملية التغيير، حيث إن الهدف الأساس من الرسالات الإلهية وعملنا الإسلامي هو: إيجاد التغيير الصالح، هذا ما يشير إليه (قدس سره).
والأمة هي أداة التغيير في الواقع السياسي لديه، وهي الطريق لإيجاد التغيير في الواقع السياسي، وهي القوة الحقيقية التي يمكن الاعتماد عليها في مواجهة الطغيان والاستكبار في المجتمع،بل لا يجوز إجبار الأمة على قرار ما إلا حين وجود تهديد على الإسلام والأمة نفسها.
أما متى تكون الأمة قادرة على صنع الحدث السياسي فيذكره (قدس سره): «إن الأمة تكون قادرة على صنع الحدث السياسي عندما تكون مرتبطة بالمرجعية الدينية وبالتوجيه الديني والسياسي الصحيح»[39].
فلا يمكن أن تكون الأمة قادرة على التغيير بدون ارتباطها بالمرجعية الدينية والسياسية، وهذا ما حدث في انتفاضة شعبان عام (1991م) عندما كانت الأمة مرتبطة بالمرجعية الدينية والسياسية وكان التغيير السياسي قاب قوسين أو أدنى، لولا تدخل القوات الأجنبية التي حالت دون التغيير حينها.
فوعي الأمة وجهود العلماء هما أساس عملية التغيير، وفي جانب الأمة يطرح شهيد المحراب مبادئ التغيير السياسي الواجب توفرها في الأمة، ويدعوها:
«أخلاق التغيير السياسي»[40].
وأهم مفرداتها (الإخلاص والتقوى، الدقة في العمل، بذل كامل الجهد، الصبر والاستقامة، الحذر والكتمان، الحكمة، العلاقات الصالحة، ابتكار الأساليب، المسارعة في الخير، البذل بالنفس والأهل، الإيثار، مداراة الناس)[41].
يطرح سماحته مفردات يجب توفرها لدى الشعب والصفوة لنجاح مشروعه السياسي والتغييري والإسلامي. وأوضح سماحته إن بإمكان الشعب إحداث هذا التغيير بمساعدة المجتمع الدولي مع الشعب العراقي[42].
بل يجعل (قدس سره) التغيير على يد الأمة فرضاً، ونجد ذلك في قوله: «يفرض أن يكون للأمة الدور الأساس في عملية التغيير، وفي الاستعداد لملئ الفراغ السياسي والأمني الذي قد يواجهه العراق في المستقبل»[43].
ما يجب على الشعب العراقي بعد التغيير الذي حدث في العراق؟
لا يقتصر دور الأمة عند شهيد المحراب على التغيير السياسي فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل ما بعد التغيير مهما كان نوعه وأسبابه ويشتمل دورها على[44]:
1. انتخاب القيادة الإسلامية.
2. انتخاب الإدارة المدنية للمجتمع الإسلامي.
3. تقديم المشورة بكافة أنواعها.
4. الرقابة على الإجراءات التي تقوم بها القيادة والإدارة.
5. الالتزام بالدعم والإسناد للقيادة.
فلابد أن تقوم الأمة بالاستعداد والتهيؤ للقيام بدورها في التغيير وفي إدارة الأمور في المستقبل عند شهيد المحراب (قدس سره).
هذا ما دعا إليه (قدس سره) بعد سقوط النظام وحدوث التغيير على أيدي القوات الأجنبية، حيث تركزت دعوته في إحدى جوانبها على دور الأمة بعد التغيير السياسي، ومع إن مشروع التغيير السياسي الذي طرحه (قدس سره) لم يلق أذن صاغية من القوات الأجنبية وأصبح التغيير حتمياً، فقد تحرك بمشروع لما بعد التغيير، ونجده يذكر بعض تفاصيل هذا المشروع في قوله (قدس سره): «إن على إخواننا العراقيين جميعاً عسكريين وإداريين ومدنيين في المدن والأرياف وأبناء القوات المسلحة ورؤساء العشائر العراقية و (قوى المعارضة الإسلامية) أن يبذلوا كل جهودهم وما في وسعهم في الفرصة المناسبة عندما يفقد النظام قدرته على مسك الأمور وفرض وجوده بالقوة والقهر، وأن يكونوا هم البديل الصالح، ويحافظوا على وحدتهم ويتمسكوا بأرضهم وبلادهم، ويتجنبوا كل أعمال الانتقام والثأر، وأن يكون رائدهم العفو والصفح و تحكيم القانون والشرع بصورة مضبوطة»[45].
هذا مشروع متكامل لما بعد التغيير، ويدعو (قدس سره) في مناسبة أخرى إلى الرجوع إلى إرادة الشعب في الإدارة ونظام الحكم، والمشاركة الشعبية الدستورية في القرار السياسي والاجتماعي وتشكيل الحكومة الوطنية المتماسكة.
ويجب على الشعب المحافظة على الأموال العامة، والسيطرة على الأرض والتمسك بها وعدم التخلي عنها للأجانب، والمحافظة على المؤسسات، كلها أمور واجب على الشعب العمل بها.
ويذكر (قدس سره) عشرة أمور يجب على الشعب العراقي القيام بها بعد التغيير تتلخص في[46]: الحضور من قبل الأمة، والتعاون فيما بينها، وعدم الوقوف مع أي من الأطراف المتصارعة ويقصد بها الولايات المتحدة الأمريكية ونظام صدام، ومسك الأرض، والمحافظة على الأمن والبنى التحتية، وتوظيف الطاقات البشرية، والالتزام بالأحكام الشرعية والتكاليف الإلهية، وتشكيل الهيئات واللجان للإنقاذ.
ومما سبق تبين لنا إن شهيد المحراب (قدس سره) كان له رأياً واضحاً تجاه التغيير الذي حدث في العراق، كما طرح مشروعه الخاص في التغيير الذي لم يلق أذناً صاغية، وأشار إلى أهم واجبات الشعب العراقي قبل وبعد التغيير، وما يجب عليه في الوقت الحاضر، ولا يسعنا في نهاية هذا البحث المتواضع وأمام هذا الفكر العظيم إلا أن نقف إجلالا معترفين بالعجز عن إدراكه.
والله ولي التوفيق…
[1] التغيير ويقصد به هنا التغيير السياسي عن طريق العمل السياسي وهو في الواقع عمل لتغيير المجتمع أي مجتمع العدل، والحق والإصلاح بين الناس والدعوة إلى الله تعالى. انظر المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ج 1، الناشر مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره) مطبعة الرائد للطباعة والتصميم، ص 167.
[2] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بين مقاومتين، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، النجف الاشرف ط1 2005، ص 78.
[3] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، المصدر نفسه ص 105.
[4] حول أفعال النظام السابق بحق الشعب العراقي انظر:
* بيان السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، الملتقى السنوي للحجاج في مكة المكرمة، 1424ﻫ.
* محاضرة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بعنوان حقوق الشيعة في 26 /7/ 2003 م.
[5] بيان سماحة السيد الحكيم (قدس سره)، الملتقى السنوي للحجاج في مكة المكرمة 1424ﻫ.
[6] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بين مقاومتين، مصدر سابق ص 39.
[7] محاضرة للسيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، صدام فرعون العصر في 7 /6/ 1995م.
[8] سياسات النظام وانتهاكات النظام، حديث سماحته بعنوان حقوق الشيعة في 28 /7/ 1999م.
[9] منذر الحكيم، قبسات من حياة وسيرة شهيد المحراب، إصدار اللجنة العليا لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب (قدس سره)، 2006 ص 281.
[10] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) المنهاج الثقافي السياسي والاجتماعي، مصدر سابق ص 395.
[11] المصدر نفسه ص 361.
[12] المصدر نفسه ص 362 ـ ص 363.
[13] محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بيان أمام الحجاج، مصدر سابق.
[14] محمد باقر الحكيم (قدس سره) نداء سماحته إلى الشعب العراقي بمناسبة الهجوم الأمريكي البريطاني 16 محرم 1424 ﻫ.
[15] محمد باقر الحكيم (قدس سره) بيان إلى الحجاج، مصدر سابق.
[16] المصدر نفسه.
[17] المصدر نفسه.
[18] المصدر نفسه.
[19] كلمة سماحة آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدس سره) في اجتماع لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر المعارضة الوطنية في شباط 2003م.
[20] المصدر نفسه.
[21] لقاء سماحته مع قناة العربية، نقلاً عن منذر الحكيم، قبسات من حياة وسيرة شهيد المحراب، مصدر سابق ص 137.
[22] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، خطبة الجمعة الخامسة في 27 /6/ 2003م.
[23] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، خطبة الجمعة العاشرة في 1/ 8/ 2003م.
[24] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بين مقاومتين، مصدر سابق ص 147 ـ ص 148.
[25] بيان سماحته للحجاج، مصدر سابق.
[26] كلمة سماحته إلى لجنة المتابعة والتنسيق، مصدر سابق.
[27] نداء سماحته إلى الشعب العراقي بمناسبة الهجوم الأمريكي البريطاني، مصدر سابق.
[28] كلمة سماحته إلى لجنة المتابعة والتنسيق، مصدر سابق.
[29] بيان سماحته إلى الحجاج، مصدر سابق.
[30] نداء سماحته إلى الشعب العراقي بمناسبة الهجوم الأمريكي البريطاني، مصدر سابق.
[31] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بين مقاومتين ص 64.
[32] المصدر نفسه ص 61 ـ ص 64.
[33] المصدر نفسه ص 65.
[34] كلمة سماحته إلى مؤتمر لندن في 10 / 12/ 2002 م.
[35] محمد باقر الحكيم (قدس سره)، بين مقاومتين، مصدر سابق ص 87.
[36] لقاء مع سماحة الشيخ همام حمودي عضو الشورى المركزية في المجلس الأعلى في 5 /4/ 2007.
[37] انظر خطبة سماحة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) عند وصوله في النجف الاشرف.
[38] كلمة سماحته إلى لجنة المتابعة والتنسيق، مصدر سابق.
[39] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، المنهاج الثقافي، مصدر سابق، ص 315 ـ ص 316.
[40] المصدر نفسه، ص 165.
[41] انظر مفردات أخلاق العمل ألتغييري، محمد باقر الحكيم (قدس سره)، المنهاج الثقافي، المصدر نفسه، ص 185.
[42] انظر حول مزيد من دور الشعب في التغيير في فكر شهيد المحراب (قدس سره)، بين مقاومتين، مصدر سابق، ص 95.
[43] بيان سماحته إلى الحجاج، مصدر سابق.
[44] محمد باقر الحكيم (قدس سره)، المنهاج الثقافي، مصدر سابق، ص 260 ـ ص 263.
[45] بيان سماحته إلى الشعب العراقي بمناسبة شهر محرم، مصدر سابق.
[46] انظر التفاصيل في قبسات من سيرة شهيد المحراب، منذر الحكيم، مصدر سابق، ص 286 ـ ص 287.