السيرة الذاتية
أمة في رجل
ليس من العدل والإنصاف بمكان ان ندعي ان ما سنكتبه عن الشهيد المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) سيكون وافيا ومحيطا بكل جوانب حياته ونشاطاته، وانما هي رؤوس اقلام، ومجرد إشارات فقط، لان الكتابة عنه (قدس سره) أمر لا يخلو من صعوبة ومشقة، فالرجل قد امتد نشاطه لاكثر من نصف قرن، كانت سنينه معبأة ومثخنة بالاحداث والتطوارات، حيث امتازت هذه السنين بصعود الخط البياني لقوة المرجعية وتعاظم نشاطها، وما تبعه من متغيرات على كافة الاصعدة والمستويات، وكان (رحمه الله) مرافقا لهذا الصعود وداخلا في عمقه، حيث انه كان أحد العقول المهمة في الجهاز المرجعي للامام الحكيم، واحد اهم مستشاري الامام الصدر ومنسقا فعالا بينه وبين الامام الخوئي واحد الداعمين بقوة لمرجعية الامام الخميني.
إطلالته على الدنيا
في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ – 1939م، وفي مدينة النجف الأشرف أطلَّ على الدنيا شهيدنا المعظم المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليكون الولد الخامس(1) والابن البار لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم.
بين أحضان الحنان والعلم
في أحضان الأب يتلقى الطفل والفتى الحب والحنان، والتوجيه نحو التحصيل وطلب العلم، فتشربّت نفسه الزكية بمعاني الفضيلة والرجولة ((فقد كان الوالد ـ الإمام الحكيم ـ يغرس في نفسه ـ شهيد المحراب ـ واخوته روح التقوى الحقيقية من خلال التأكيد على عناصر الصدق والأمانة والورع عن محارم الله وتحمل المسؤولية تجاه الأمة وقضاياها المصيرية، وتجاه الحوزة العلمية وقضايا الناس وحاجاتهم، حيث كان يؤكد على نقاط رئيسية:
1ـ الإخلاص لله تعالى في العمل وتوخي الحذر منه.
2ـ المصلحة الإسلامية وما يهدي إليه العقل والحكمة، فكان يقول: إذا عرضت عليك قضية ورأى عقلك فيها المصلحة والفائدة فاعرضها على دينك فإذا رضي بها فافعلها، وإلا فاتركها.
3ـ رضا الناس وموقفهم من العمل ومراعاة مشاعرهم وعواطفهم
4ـ التأكيد على طلب العلوم الدينية والقيام بالوظائف الشرعية في مجال التدريس والتعليم والتبليغ الإسلامي.
5ـ بناء المكونات الأساسية للشخصية التي كان يراها في حرية التفكير والاستقلال في الإرادة والتوكل على الله والاعتماد على النفس والاستعداد للتضحية والفداء في أداء الواجب او خدمة الناس والمسلمين))(1).
في ظل هذه الأجواء المتشبعة بالروح الإيمانية والثقة العالية بالنفس نشأ شهيد المحراب (قدس سره).
المسيرة العلمية
كتاتيب النجف الأشرف كانت مدرسة الأجيال التي يتلقى فيها الفتيان علومهم الأولية والبسيطة وسيدنا الشهيد سار على نهج أبناء مدينته فتلقى القراءة والكتابة فيها، ثم دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر وأنهى الصف الرابع وتركها متوجها نحو الدراسات الحوزوية في سن الثانية عشر من عمره فكان أول أساتذته آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، حيث درس عنده بعض المقدمات. كما درس على مستوى السطح العالي عند آية الله السيد محمد حسين ابن السيد سعيد الحكيم (قدس سره)، وآية الله السيد يوسف الحكيم (قدس سره)، والشهيد الصدر (قدس سره). ثم حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار العلماء والمجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج، واستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة، وقد عرف (قدس سره) منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية، مما جعل كبار العلماء والأوساط العلمية تفيض عليه ألواناً من الاحترام والاهتمام، ونال في أوائل شبابه عام 1384هـ شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن من المرجع آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين. ولسماحته تقريرات للدروس التي تلقاها على مستوى المقدمات والسطوح وبحث الخارج تركها في النجف بسبب الهجرة من العراق فاستولى عليها أوغاد صدام ضمن مصادرتهم لممتلكاته، ومنها مكتبته وكتاباته.
العطاء الفكري
حرص شهيد المحراب على تزكية علمه منذ شبابه وكان جل طموحه نشر ثقافة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وتغذية الأمة بعطائهم الفكري ((زكاة العلم أن تعلمه عباد الله))(1)؛ ولذا تميز عن كثير من أقرانه بحركته الدؤوبة في المجال الثقافي والتبليغي مما حدى باللجنة المشرفة على مجلة الأضواء(2) إلى استدعائه ليكون أحد المشرفين على المجلة. وكان لانفتاحه الفكري على المنهج العلمي الأكاديمي، وقناعته بضرورة التواصل الفكري الاكاديمي بين الجامعة والحوزة العلمية(3)، واعتقاده الراسخ في ان كتاب الله هو اهم دعامات تقوم عليها تربية الجماعة الصالحة(1) سبباً في انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين التي كانت ضمن المشروع الثقافي والاجتماعي العام لمرجعية الإمام الحكيم (قدس سره) ومؤسساتها، والتي كان لشهيدنا الغالي جهود في التخطيط والاسناد والمتابعة لها، فأنتدب أستاذا لقسم علوم القرآن الكريم والشريعة والفقه المقارن للاستفادة من ثقافته وعلومه، وقد سجل نجاحا باهراً رغم حداثة سنه، حيث لا يزيد عمره آنذاك على الخمسة وعشرين عاما، ونظراً لقناعته المتأصلة في قيمومة المرجعية الدينية على هكذا مشاريع؛ باعتبارها صاحبة الولاية الشرعية وافق على الانضمام الى اجتماعات الهيئة التدريسية والإشراف على مجلة (رسالة الإسلام)(4) ورغم صعوبة السفر والتنقّل حينذاك بين بيته في النجف الاشرف وكلية أصول الدين في بغداد الا انه ظل مواظباً على سفره الأسبوعي وتحمله مشاق السفر وإدارة الكلية خصوصا بعد غياب العلامة السيد مرتضى العسكري عن عمادة الكلية بسبب مطاردة البعثيين له بعد وصولهم إلى كرسي الحكم سنة 1968. غير ان حزب البعث الطائفي قرر منذ تسلمه السلطة ضرب البنية التحتية لثقافة أهل البيت (عليهم السلام) والإجهاز على كل مراكزهم الثقافية، فكلية أصول الدين كانت واحدة من الأهداف التي استهدفها الفكر الطائفي للبعثيين، فتم مصادرتها من قبل نظام حكم حزب البعث عام 1975م 1395هـ وإغلاقها وبذلك حرموا المثقف الشيعي من الاستفادة من علوم أهل البيت على يد أكابر الأساتذة، وقد ترك هذا السلوك البعثي أثراً سلبياً في نفس الشهيد فهو يرى بأم عينيه تدمير مواقع الانتماء الأصيلة للمسلم واحداً تلو الآخر مما جعل أهداف العصابة البعثية تتضح في ذهنه يوما بعد آخر. لم تستطع كلية أصول الدين احتلال كل اهتمام شهيدنا، ولم تكن هي الإشراقة الوحيدة التي كان (قدس سره) يرى الآخرة من خلالها ـ رغم إن دخوله الحرم الجامعي بزيه العلمائي، وانه نجل المرجع الديني كان يمثل خطوة كبيرة باتجاه العمل التبليغي للحوزة العلمية ونقلة ومنعطفا مهما في العقلية الأكاديمية آنذاك(1) ـ وإنما كان ذهنه مملوءاً بالأفكار ونفسه الزكية مزدانة بالطموحات، والهموم الحوزوية ألقت بظلالها على صفحة طموحاته فأقتطع جزءاً من وقته الشريف لتدريس المناهج الحوزوية على مستوى السطوح العالية إيمانا منه بضرورة رفد الحوزة العلمية بكوادر تمتاز بالعمق والدقة لتصون الجماعة الصالحة من وباء الأفكار المستوردة، فأعطى كل ما عنده من عمق في الاستدلال ودقة في البحث والنظر حيث عُرف بقوة الدليل وتماسك الحجة ورصانة التفكير أعطى كل هذه الخصائص التي انعم الله بها عليه إلى تلامذته وطلابه كشقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم (قدس سره) الذي درس عنده الجزء الأول من الكفاية، وحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري، الذي درس عنده الجزء الثاني من الكفاية،وحجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي، والعلامة الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله ـ لبنان ـ، والعلاّمة الشيخ أسد الله الحرشي، والفاضل الشيخ عدنان زلغوط، والسيد حسن النوري، والشيخ حسن شحاده، والشيخ هاني الثامر، وغير هؤلاء كثيرون اللذين استفادوا من سماحته (قدس سره) في مجال علوم الفقه وأصوله في حلقة درسه المتواضعة بمسجد الهندي(1). وفي إيران بدأ سماحته تدريس كتاب القضاء والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكم الإسلامي على مستوى البحث الخارج.
شهيد المحراب والقرآن
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ((إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل، من قال به صدق ووفق، ومن حكم به عدل، ومن أخذ به اجر))(1)
لقد ارتبط (شهيد المحراب) بالقران الكريم ارتباطاً وثيقاً، واهتم به اهتماماً كبيراً، فالقران من وجهة نظره هو الركيزة الأساسية في حفظ الجماعة الصالحة حيث يقول: ((لقد اهتم أهل البيت (عليهم السلام) اهتماما خاصا ومتميزا بجانب الفكر والعقيدة، لأنه يعتبر الأساس الذي يمكن أن تقوم عليه بناء أي جماعة بشرية. وبمقدار ما يكون هذا الجانب قويا وواضحا ومنسجما وشموليا، تكون الجماعة قوية وقادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات والظروف المختلفة التي تفرزها حركة التاريخ.
ومن خلال هذه الرؤية لدور الجانب العقائدي والفكري نجد أن القران الكريم يهتم به اكبر اهتمام، ويعالج ـ في المجتمع الجاهلي ـ القضية العقائدية والفكرية قبل كل شئ. ويرسخ في المجتمع (الجماعة الصالحة) هذه القضية))(2)، فليس غريباً بعد هذا أن نراه (قدس سره) عكف على دراسته وتدريسه وهو في احلك الظروف واشدها قسوة عليه، ففي إيران وفي ظل ظروف حياتية لا يحسد عليها انكب على تدريس علوم القران وتفسيره، مضافا إلى محاضراته القرآنية الكثيرة في الوسط الإيماني والتي ركز فيها مفاهيم القران.
الذوبان في العترة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إني أوشك أن ادعى فأجيب، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني))(1).
يتلمس الدارس والمتتبع لمنهج (شهيد المحراب) انه (قدس سره) يقطر ولاءً لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) اعتقاداً منه اعتقاداً جازماً انهم الحق الذي لا يشوبه أي شك، وسفن النجاة التي أمر الله تعالى بركوبها، وان الإسلام دين لم يكتمل في رؤاه ونظرياته ان لم نتمسك بالعِدل الآخر، فهو(قدس سره) يقول: ((ان أطروحة أهل البيت (عليهم السلام) من أهم الاطروحات الإسلامية ذات الأبعاد المتعددة، العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والاجتماعية. فهم امتداد للنبوة في خط الإمامة، وولاة الأمر اللذين أوجب الله طاعتهم وولايتهم ومودتهم.
كما انهم عِدل القران الكريم الذي هو الثقل الأكبر، وأهل البيت (عليهم السلام) هم الثقل الآخر الذي لن يفترق عن القران، بل هم علماء القران أيضا يفسرونه ويوضحونه ويبينونه ويكشفون غرائبه ويستخرجون كنوزه.
وفي الوقت نفسه هم حملة السنة النبوية في تفاصيلها ومصاديقها، ويعرفون ما تؤول إليه الآيات والأحاديث في حاضرها ومستقبلها))(2)
فوجد (رحمه الله) في سيرتهم وسلوكهم وأحاديثهم العلمية والتعليمية ثقافة غزيرة بكل أبعادها وان صورة الإسلام بما هو الدين الخاتم للشرائع السماوية، مشروع متكامل يعالج مشاكل الحياة وظروفها من جميع زواياها إنما تتكامل من خلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ، فاستهوته الموسوعات التاريخية والحديثية منذ نعومة أظفاره، واصبح الحديث عن سيرة أهل البيت (عليهم السلام) ملازما له في وصاياه ونداءاته ونصائحة وإرشاداته، ومن اجل تأصيل هذه الثقافة والمفاهيم السامية في نفوس اتباع اهل البيت (عليهم السلام) كان له دور ريادي في تنضيج فكرة اقامة مهرجانات واحتفالات بالمناسبات الدينية في مختلف المدن العراقية، ولتكون في ذات الوقت تظاهرة تعبّر عن مواقف المرجعية تجاه قضايا الساعة التي تجري في العراق، فكانت تقام في النجف الاشرف بميلاد الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان كل عام، وميلاد الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء في الثالث عشر من رجب كل عام، ومولد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام في بغداد، وميلاد الإمام الحجة القائم المنتظر الذي يقام في البصرة في الخامس عشر من شعبان كل عام.. فهو يرى انهم (عليهم السلام) خير قدوة يمكن للبشر الاقتداء بهم، وثقافتهم خير دروع يتحصن بها اتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
الشهيد والشعائر الحسينية
صرخة الحسين (عليه السلام) (هيهات منا الذلة) كانت حية داخل وجدان (شهيد المحراب) رغم السنين المتمادية، فهو يفسرها (رضوان الله عليه) من خلال منظوره الإنساني بأنها صرخة عز وفخر أطلقها الحسين (عليه السلام) قبل قرون لتبقى مدوية في سماء الأحرار اللذين يأبون الضيم، وصرخة استنهاض لهمم المؤمنين الرساليين اللذين يأبون انحراف المسيرة المحمدية عن صراطها الذي اختطته السماء، فالحسين (عليه السلام) وشعائره أحد أهم صمامات الأمان التي تحفظ التوازن الديني والأخلاقي والسلوكي لشيعة أهل البيت (عليهم السلام)؛ ولذا كان (رضوان الله عليه) حريصا كل الحرص على إحياء هذه الشعائر على مدى اكثر من خمسة عقود من الزمن، وقد ترك بصماته عليها خلال هذه الفترة عبر مساهماته الفعالة فيها، والتي يمكن الإشارة إليها بالتالي:
1ـ التزامه بتفقد المسيرة الراجلة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في أربعينه، وكان (قدس سره) يعتبرها فرصة لبث الروح الحسينة في نفوسهم.
2ـ مواظبته على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في المناسبات الدينية.
3ـ كان أحد المنظرين والداعين لتنفيذ فكرة مواكب طلبة الجامعات التي كانت تعبر في خروجها أفواجاً أفواجاً عن النهج المرجعي الذي هو الامتداد الطبيعي لخط الإمامة، بل كان يشترك فيها ممثلاً عن والده المرجع الاعلى، ويلقي بها خطابا في الصحن الحسيني(3)
4ـ قصة شهادة سيد الأحرار (عليه السلام) يوم عاشوراء مملوءة بالعبر الأخلاقية والإيمانية ودروس الجهاد والبطولة والتضحية، فكان سيدنا الشهيد ملتزماً بحضوره السنوي في كربلاء لقراءتها على الملأ في واحد من اكبر تجمعات الجماعة الصالحة. وبعد اضطراره للهجرة الى الجمهورية الإسلامية في إيران أبقى على التزامه هذا، وفكان يقرؤها في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) في قم المقدسة.
5ـ في العشرة الأولى من محرم الحرام يعقد مأتماً ويحضره هو شخصيا في مكتبه الخاص بطهران.
6ـ تأثر شهيدنا الحكيم من الناحية الروحية والولائية بوالده الإمام الحكيم (قدس سره)، بصورة كبيرة، حيث كان الإمام الحكيم في ليلة السابع من محرم(1) يقيم مأدبة عشاء كبرى يطلق عليها (عشاء العباس) فسار الابن على خطى أبيه، وكان ـ شهيد المحراب ـ يشرف بنفسه الزكية على إعداد وطبخ وتوزيع العشاء في مكتبه بطهران، وقبل العشاء يرتقي المنبر ليسلط الأضواء على تضحية وإيمان وتفاني أبي الفضل ويختم المحاضرة بالقصة الكاملة لشهادة قمر بني هاشم (عليه السلام).
هذه امثلة يسيرة من معالم شخصيته (قدس سره) المرتبطة بالشعائر الحسينية، والحديث طويل.
الشهيد بين مرجعيتين
حياة المجاهد شهيد المحراب امتازت بأنها عاصرت مرجعيتين مهمتين في وقت كانت تعصف بالعراق الأحداث الخطيرة المتوالية، فمرجعية الإمام الحكيم هي المرجعية الكبرى التي غطت مساحة العالم الشيعي بأطرافه المترامية، ومرجعية الشهيد الصدر كانت تمثل أنموذجا حديثا وطرازا جديدا في اسلوب عملها وطريقة تفكيرها، فهي على حداثتها استطاعت ان تستقطب بقوة الشريحة المثقفة من العراقيين، وشهيدنا كان متواجداً في اعماقهما معا، اعتقاداً منه بضرورة دعمها.
ففي نطاق مرجعية والده الإمام الحكيم كان سيدنا الشهيد مسؤولاً مباشراً عن الطلبة العراقيين وغيرهم ممن هم جديدي العهد بدخول الحوزة العلمية في النجف الاشرف، فكان يرعى شؤونهم العامة ويتدخل لحل مشاكلهم ومعاناتهم.
كما كان مسؤولاً عن بعثة الحج الدينية لتسع سنوات متوالية (1960 ـ 1968م) التابعة لوالده الإمام الحكيم (قدس سره) فيسافر كل عام الى الحج يلتقي المسلمين، من أجل بث الوعي الديني في صفوفهم وتعليمهم الأحكام الشرعية وتنظيم أمورهم الدينية، وحصل حينها على وكالة مطلقة مؤرخة في 11 ذي القعدة 1383هـ من الإمام الحكيم.
وعلى الصعيد الرسمي مثلَّ الإمام الحكيم في عدد من الأنشطة الرسمية، كحضوره في عدة مؤتمرات واجتماعات، منها حضوره مع العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم ممثلين والدهما في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1965، والمؤتمر الإسلامي الذي عقد في عمان بالأردن في أعقاب نكسة 5 حزيران عام 1967م – 1387هـ.
وحين قام النظام البائد بعملية تسفير واسعة لعلماء وأساتذة وطلاب الحوزة العلمية في النجف الاشرف من الإيرانيين المقيمين في العراق، والعراقيين ذوي الأصول الايرانية، إحتج الإمام الحكيم على ذلك بقطع زيارته لكربلاء التي كان يؤديها بمناسبة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر عام 1389هـ، فعاد مسرعاً الى النجف، وتم اعلان ذلك على الناس. وعقد اجتماعاً كبيراً للعلماء لمتابعة هذا الأمر، فيما اضطر النظام إلى إرسال وفد كبير من بغداد برئاسة خير الله طلفاح محافظ بغداد وعضوية الوزير حامد علوان الجبوري، ومتصرف كربلاء آنذاك عبد الصاحب القرغولي وبعض المسؤولين الآخرين للتفاوض حول الأحداث، وهنا قدم سماحة السيد محمد باقر الحكيم في محضر الوفد الأدلة الثبوتية على وجود قرار للنظام بمحاربة الاسلام والدين بعد ان أنكر الوفد ذلك، وعلى أثر هذا اللقاء تم ايقاف التسفيرات بصورة مؤقتة.
وفي عهد مرجعية الشهيد الصدر لم يتوان شهيدنا في دعم هذه المرجعية وتقديم المشورة لها، وبحكم امتلاكه تجربة ثرية في العمل الميداني المرجعي، وقدرة كبيرة على استشراف المستقبل وقراءة احداثه، اختصه الشهيد الصدر (قدس سره) بالمشورة والاستفادة من آرائه.
إن دخول شهيد المحراب في عمق المرجعيتين وحركته الدؤبة والمتواصلة في تنضيج العمل المرجعي والتنظير له، جعله في قلب الحدث دائما، بل على فوهة المدفع. فعيون النظام السرية كانت تلاحق سماحته اطراف الليل وآناء النهار، وكان نصيبه الاعتقال، ففي عام 1972م اعتقلته الاجهزة الامنية مع عدد من العلماء وفي مقدمتهم السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وقد تعرض سماحته للتعذيب القاسي الشديد، حيث كان المعتقل الوحيد من بين المعتقلين الذي تم نقله الى بغداد، ولكنه صمد صمود الابطال ولم يكل او يستكين.. وعندما صدر قرار الإفراج عنه أصر على ان لا يخرج من السجن حتى يصدر قرار الافراج عن السيد الشهيد الصدر، وبالفعل تم إخباره بالافراج عن الشهيد الصدر (قدس سره)، حيث أطلق سراحه.
وفي عام 1974م قام النظام بحملة واسعة من الاعتقالات ضد الاسلاميين شملت سيدنا الحكيم ايضا وبرفقة شهيدنا الصدر، ولكن جذوة الجهاد لم تخفت عنده، واستمر سيدنا المجاهد في نهجه الجهادي ضد النظام العفلقي حتى انطلقت انتفاضة صفر الاسلامية المباركة عام 1977م، بسبب تدخل النظام في الشعائر الحسينية ومنعه لأبناء الشعب العراقي من أداء مراسيم المواكب والزيارة مشياً على الاقدام للامام الحسين (عليه السلام) فتم اعتقاله من جديد وتعرض في هذه المرة لسلسلة من التعذيب النفسي والجسدي الشديد، ومن ثم الحكم عليه بالسجن المؤبد. واطلق سراحه بعد حوالي سنة ونصف
الملتقى الأسبوعي
بناء جيل وتنشئة كادر متكامل ومتوازن في شخصيته الإسلامية، قضية أرقت السيد الشهيد (قدس سره) طوال حياته، وأقلقته اكثر حينما شاهد الحملة الظالمة والضاغطة على اتباع اهل البيت (عليهم السلام) تأخذ أبعاداً عديدة، يقودها تجار التشكيك المتمرسين في قلب المفاهيم، والانتهازيون اللذين يصفقون للباطل مثلما يهتفون للحق، ويقودها أيضاً ذوو الاختصاص في تصدير الفكر الملغوم وتفجيره في الأوقات التي يكون أفراد الجماعة الصالحة أحوج ما يكونون إلى وضوح الرؤية ونقاء المفهوم، مما جعل الشاب الشيعي يفتح عينيه على قائمة من التشكيكات الفقهية والعقائدية والسياسية والأخلاقية وبالتالي تفتيت روحه المعنوية وتهميشه أو إخراجه من ميدان الصراع. وقد التفت (قدس سره) الى نوايا الاستعمار بأطيافه وأدرك ضخامة المؤامرة التي تحاك ضد اتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وان الحرب حرب على كل الجبهات دون استثناء، وكالمعهود منه في شجاعته وإقدامه على اقتحام مواقع الخطر بروح قتالية عالية، حيث أقام ملتقاه الاسبوعي(1) في داره بقم المقدسة(2) وهو في قمة الانشغال بالعمل السياسي وبقضية العراق وتداعياتها. في قم يعتلي المنبر ويسترسل في محاضرته التي قد تطول لأكثر من ساعة، وتكون مشحونة بفكر أهل البيت وتعاليمهم وبيان ما يريده الله تعالى وما يكرهه، مضافاً إلى بيان ما يدور في الساحة وعلى كل الأصعدة ومن ثم إعطاء الموقف العملي تجاهه. وبمرور الزمن أمسى شهيدنا رمزاً يؤمه الباحثون عن الحقيقة ومجلسه ملاذاً يقصده الواعون والحريصون، فقد أيقنوا انه (قدس سره) يغرس فيهم روح الإسلام الأصيل، ويغذيهم بسلاسة طرحه وعمق استدلاله.
المؤسسة أقصر الطرق
بعد التطور الذي عصف بالمجتمع الإنساني في كل أنحاء المعمورة وما تبعه من تشعب في الاختصاصات وما تتطلبه الحاجة الكبيرة اليومية للإنسان تبعاً لذلك التطور بات العمل الفردي عاجزا الى حد كبير عن إدارة أمور المجتمع وتلبية المتطلبات الكبيرة للامة، وقد التفت سماحته الى هذا الضعف الذي يؤدي الى شل حركة الأمة، فسعى إلى إيجاد البديل من اجل مواكبة سير الحضارة العالمية بكل إنجازاتها، فكان خير بديل اهتدى إليه هو إنشاء مؤسسات تأخذ على عاتقها تلبية طموحات الجماعة الصالحة وتسرّع عجلة حركتها من ناحية أخرى، فالمؤسسة في اعتقاده ما هي إلا مفصل من مفاصل العمل، سواء كان عملا ثقافيا او حوزويا او اجتماعيا او غير ذلك، واقام سماحته مشاريعه السياسية والاجتماعية والثقافية والحوزوية على العمل المؤسساتي، فكان له دور كبير في انشاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وكان قبل استشهاده رئيس المجلس الاعلى لهذا المجمع. والمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) حيث كان نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع ولسنوات طويلة. كما بادر سماحته الى تأسيس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ومقره في مدينة قم المقدسة ومؤسسة الشهيد الصدر(قدس سره) ولجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لها، والمركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، ومؤسسة دار الحكمة التي تضم مدرسة دينية حوزوية، ومركزاً للنشر، ومركزاً آخر للبحوث والدراسات، ومكتبة علمية تخصصية، ومركزاً للتبليغ عبر الأنترنت. ومركز دراسات تاريخ العراق الحديث، كما قام بتأسيس مجمع الكوادر الإسلامية لتربية الكوادر الإسلامية والقيام بالنشاطات الثقافية السياسية.
الشهيد في المهجر
منذ اللحظات الاولى لخروج سيدنا الشهيد من العراق في تموز عام 1980، توجه على الفور نحو تقييم الوضع في العراق ووضع الخطوط الاستراتيجية الثابتة للعمل، وتشخيص اسلوب العمل الجهادي للمواجهة، وتنظيم المواجهة ضد نظام صدام، وتعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه من اجل دفعها لتحمل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام، فأمضى مدة ثلاثة اشهر في سوريا يعمل فيها بصورة غير علنية، وكتب في ذلك بحثين مهمين.
وبعد التوصل الى صورة واضحة عن المسائل المطروحة والاتفاق مع اطراف الساحة وشخصياتها توجه سماحته في أوائل تشرين الاول عام 1980 بعد بدأ العدوان الصدامي على ايران بأيام قليلة نحو الجمهورية الاسلامية ضيفاً على الامام الخميني (قدس سره)، فخصص له منزلاً مجاوراً لمقره (قدس سره)، واولاه عناية كبيرة واهتماماً ملحوظاً ومتميزاً.
وما ان علمت الجماهير العراقية المجاهدة الموجودة في ايران بقدومه حتى تحركت نحوه في وفود شعبية وعلمية كبيرة، ومن حينها اعلن المواجهة الشاملة ضد نظام صدام المجرم، فكان أول شخصية عراقية علمائية معروفة تعلن في تصديها لمواجهة نظام صدام عن اسمها بصراحة عبر الصحف والاذاعات وصلاة الجمعة في طهران . ثم اجرى الحوارات مع كل الاطراف السياسية الاسلامية العراقية لايجاد مؤسسة سياسية تتولى ادارة التحرك الاسلامي العراقي وتوحيد مواقفه السياسية، وأسفرت تلك الحوارات عن تأسيس (جماعة العلماء المجاهدين في العراق)، غير ان بعض التطورات التي حدثت ادت الى تجميدها عملياً، فتأسس (مكتب الثورة الاسلامية في العراق).. وبعد مخاضات متعددة اسفر ذلك النشاط المتواصل والجهود الكبيرة عن انبثاق (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) في أواخر عام 1982م – 1402هـ، وانتخب سماحته (قدس سره) ناطقاً رسمياً له وأوكلت له مهمة ادارة الحركة السياسية للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق على الصعيد الميداني والاعلامي. ثم في عام 1986م أصبح سماحته رئيساً للمجلس حتى شهادته، بعد انتخابه للرئاسة وبصورة متكررة من قبل اعضاء الشورى المركزية.
وقبل أن يتشكل المجلس الاعلى سعى سماحته نحو ايجاد قوة عسكرية مدربة تدريباً جيداً تتكفل مقاومة نظام صدام. فوجّه نداءاته للشباب العراقي الذي انخرط في تعبئة سميت بـ(التعبئة الاسلامية) فأولى سماحته عنايته الخاصة لهذا التشكيل الذي كان له دور مهم في عمليات التصدي للعدوان الصدامي على الجمهورية الاسلامية، وتصعيد الحالة الجهادية لدى العراقيين.
وعلى صعيد آخر بدأت تتكون في الساحة العراقية قوى الجهاد في داخل العراق والتي لبت نداءات سماحة السيد الحكيم، فنفذت عمليات استشهادية ضخمة في بغداد زعزعت استقرار النظام من قبيل تفجير وزارة التخطيط، ووكالة الانباء العراقية، ومقر القوة الجوية، وغير ذلك من العمليات الضخمة التي كان لها دور سياسي مهم واعلامي واضح، وبعد انبثاق المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اتخذت الحركة ضد نظام صدام طابعاً أكثر وضوحاً على الصعيدين العسكري والسياسي، فعلى الصعيد العسكري تشكلت في البداية، أفواج الجهاد، ثم تطورت لتصبح فيلقاً عرف باسم (فيلق بدر)، اما في الداخل فقد تشكلت قوات المقاومة الاسلامية والجهاد، حيث نفذت عمليات كبيرة داخل العراق وكان لها صدى أكبر في مناطق الأهوار خلال الحرب العراقية – الايرانية، لكنها بعد انتفاضة شعبان عام 1991 تطورت وانتشرت داخل المدن العراقية المهمة وقامت بعمليات كبرى، منها قصف القصر الجمهوري بصواريخ الكاتيوشا ثلاثة مرات خلال عام 2000 و2001. وشيئاً فشيئاً تحول المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بسعي وجهود رئيسه، ودعم المؤمنين لهذه الاطروحة السياسية الجهادية الى مؤسسة سياسية مهمة ومعروفة لها وزن كبير على الصعيد الدولي.
كان الهاجس الدائم لسماحة السيد الحكيم هو تحقيق السُبل الكفيلة بانقاذ الشعب العراقي من ظلم نظام صدام.. وكان هذا الهاجس واضحاً كل الوضوح في تفكير وحركة سماحته، فهو لم يغفل لحظة واحدة في بيان المأساة التي يعانيها هذا الشعب في ظل نظام صدام، وكان يرفع صوته ويبرق برسائله ومذكراته الى الامم المتحدة وأمينها العام، وملوك ورؤساء البلاد العربية والاسلامية في كل مناسبة، يطالبهم فيها باتخاذ التدابير اللازمة برفع الظلم عن الشعب العراقي. وعلى هذا الصعيد، فقد قدم أبعد حدود الدعم لتأسيس المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق، وهو مركز يعتني بجمع الوثائق عن انتهاكات نظام صدام لحقوق الانسان في العراق والاستفادة منها في فضح النظام في اوساط المجتمع الدولي، كما شجع على التحرك في أروقة الامم المتحدة، وتحرك بنفسه حتى التقى بالأمين العام (خافيير بيريز ديكويلار) في عام 1992م. وشجع كذلك على ارسال الشهود والوثائق المرتبطة بالسجناء الى مؤسسات الامم المتحدة المعنية، وكذلك التحرك على منظمات حقوق الانسان في البلدان الاوربية وبعض البلدان الآسيوية
وقد أجبرت تلك الحركة وذلك الضغط الامم المتحدة على الاستجابة للاصوات المطالبة بايقاف القمع عن العراقيين وايلاء قضية الشعب العراقي ومعاناته أهمية خاصة ترجمت بشكل علني من خلال البيانات والنداءات التي أصدرتها الامم المتحدة في مواقع متعددة تتعلق بادانة انتهاكات النظام لحقوق الانسان في العراق
الشهيد بين أبناء شعبه
انعم الله تعالى على ابناء الرافدين بان انتقم لهم من الطاغوت المتجبر شر انتقام، وفسح بذلك المجال لأتباع اهل البيت (عليهم السلام) كي يأخذوا دورهم ويسعوا لإحقاق حقوقهم ونيل الاستقلال الكامل لعراق ما بعد صدام.
وبهذه الاشراقة الجديدة عزم الشهيد على العودة الى العراق للوقوف مع ابناء شعبه في محنتهم مواسياً لهم ومباركا لهم، ففي يوم الاحد 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 11 مايو 2003 وطأت قدما شهيدنا ارض الفيحاء بعد غياب دام قرابة الربع قرن، في رحلة تاريخية قادته الى مدينة اجداده النجف الاشرف، بعد مروره بمدينة البصرة والناصرية والسماوة والديوانية.
وكان لهذه العودة المباركة أصداء واسعة في وسائل الإعلام المختلفة على مستوى المنطقة والعالم.
مؤلفاته
للشهيد مؤلفات عديدة وكثيرة، بعضها تمّ طبعها، وبعضها الاخر في طريقها الى الطبع، والكتب المطبوعة هي:
1- الامام الشهيد الصدر
2- المجتمع الإنساني في القرآن الكريم
3- الأربع عشرة مناهج ورؤى
4- المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي
5- تفسير سورة الصف
6- تفسر سورة الحديد
7- تفسير سورة الممتحنة
8- تفسير سورة الحشر
9- القصص القرآني
10- الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين
11- الحج، تاريخه أبعاده أحكامه
12- الزهراء، أهداف مواقف نتائج
13- بين مقاومتين
14- الإمام الحسين
15- دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة
16- المرجعية الدينية
17- الأصالة والمعاصرة
18- دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي
19- وبشر الصابرين
20- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
21- شيعة العراق، تاريخ مواقف
22- الشعائر الحسينية
23- ضوء على القتل
24- التوبة
25- الخطاب الإعلامي وسر النجاح
26- انتفاضة صفر، وشهيد المحراب
27- رفض الطغيان
28- الحب في الله
29- نافذة على الإنفاق
30- الإمامة وأهل البيت، النظرية والاستدلال
31ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
الالتحاق بالرفيق الاعلى
في الثلاثين من آب 2003، صدم العالم الاسلامي بانطفاء نور من الانوار المحمدية الاصيلة ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت الى استشهاده وتناثر اشلاء جسده الطاهر، ظناً منهم، ان المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم نسوا او تناسوا ان الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الأحرار.
1) أولاد المرجع السيد محسن الحكيم هم: المظلوم آية الله السيد يوسف الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد مهدي الحكيم، حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد كاظم الحكيم، الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم، الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين الحكيم، حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم
(1) دليل الناسك: ص19 (بتصرف)
(1) الكافي: ج 1: ص 41
(2) من المجلات الإسلامية المعروفة في النجف الاشرف
(3) من مشاريعه (قدس سره) الجبارة تكليفه لحجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الحكيم بإنشاء مؤسسة ضخمة تكون حلقة الوصل بين الجامعات والحوزة العلمية، وقد تم المباشرة بالعمل لكن اليد الآثمة والمجرمة اغتالت هذا الحلم وصادرت الجهود المبذولة
(1) مصطلح اطلقه (شهيد المحراب) على اتباع اهل البيت (عليهم السلام)
(4) مجلة إسلامية تصدر عن الكلية المذكورة
(1) كانت الجامعات العراقية مقفلة تقريبا بوجه رجال الدين وقتذاك، فلا تنتدب للتدريس إلا الأكاديميين، ومن النادر جلوس رجل الدين على مقعد التدريس فيها.
(1) من اقدم مساجد النجف واشهرها
(1) عدة الداعي: ص 268
(2) دور أهل البيت غي بناء الجماعة الصالحة: ص84
(1) معاني الأخبار: ص 90
(2) دور اهل البيت في بناء الجماعة الصالحة: ص9
(3) في الستينات من القرن الماضي خرج طلبة الجامعات العراقية في عاشوراء مواكب عزاء تنعى الحسين (عليه السلام) وتمجد ثورته
(1) هذه الليلة مختصة بابي الفضل العباس (عليه السلام)
(1) هذا أحد الإجراءات الكبيرة التي اتخذها في هذا المجال
(2) اختياره لقم دون طهران باعتبار ان في قم توجد اكبر جالية عراقية في العالم بأسره، وكان كل ليلة أربعاء يقصد قم من مقره بطهران، وعلى مدار السنة ولسنوات طويلة