الأبعاد الأخلاقية في شخصية شهيد المحراب (قدس سره)

tt

شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم

الباحث: الدكتور السيد أحمد الحكيم

               ناشط سياسي ـ كوت

المقدمة

قال تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[1]. أنها العلاقة الروحية الأبوية والرقة القلبية المنحدرة كالسيل من ثنايا روحه الشفافة، لتتبرقع على وجهه اشراقة وابتسامة خلتها دائمة لا تزول رغم الصعاب والعوائق، باعثة الامل في قلوب حواريه الذين تعودوا ـ بارادة منه وبلا ارادة منهم ـ التجمع بين يديه مزاحمين ومتزاحمين بركبهم عارضين شارحين بكلام وبدونه مطبات واشواك هذا الدرب العصيب، وانها الشجون والشعور بالتيهان ولو بعد حين بسبب هذا الفقد والافتقاد الكبيرين، والذكريات والاحاسيس الكثيرة مما قد لاتترجم بهذه السطور، كنّ الدافع للتشرف في تقييد البعض اليسير مما عاشرت ولاحظت من المزايا او الخصوصيات التي تمتعت بها شخصية شهيد المحراب (قدس سره)، والتي هي واسعة عديدة ومتنوعة وتغني الكثير من البحوث وتفيض على الدارسين واصحاب القلم مطالبهم، وتمثل (هذه الشخصية العظيمة) وبلا غلو منهاجا متكاملا للتصدي وحمل الرسالة الاسلامية، ولعلني في المناسبتين السنويتين الماضيتين مارست هذه الخدمة ولكن بنحو اخر، كانت العين ومولوداتها محور هذا التعبير ومنفس ما كمنت روحي بين جنبيّ، وبالتأكيد ان اطار كل ذلك (تعددية وتنوع الاثار النابعة عن هذه الشخصية) هو الاخلاق الرفيعة وفن المداراة وجهد التاسي الحسن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام)، والذي اعترف صادقا ومعي الكثير الكثير من المحبين والمريدين انها (الابعاد الاخلاقية) السبب الرئيسي في انصهارنا وذوباننا المعنوي في شهيد المحراب مع ما كلفنا وعوائلنا ذلك غاليا خصوصا قبل شهادته رحمة ربي عليه.

ثم انك عندما تطالع وتراجع سيرة اهل البيت (عليهم السلام)، وتتعرف على سماتهم الرفيعة، وتريد مثلا محاولة ايجاد مصاديق لشخصيات سخرت حياتها بانقطاع تام لتقترب من الخط البياني لمكارم اخلاقهم العالية، لوجدت من ابرزها الامام محمد باقر الحكيم (قدس سره)، ما بعث بارقة التفاؤل والارتياح لدى من لاصقه واقترب منه، خصوصا بعد الاصطدام بنماذج اساءت وبعدت عن كمال هذه الصورة وبهائها رغم مركزهم العلمي او العملي، مما ادى بي الى الندم على كل فرصة قد تكون سنحت لي للاقتراب منه أو للقائه ولم استفد منها بشكل كاف، او التأسف على التأخر في التعرف عليه عن قرب، بل اكثر من ذلك وددت احيانا كثيرة ان يتعرف عليه الجميع، ويلتقوا به ويستمعوا اليه ويعوا اطروحاته ويستشعروا اخلاصه ويلمسوا صدقه ويغمروا بعواطفه ويؤمنوا على دعائه بالخير، الذي لم يستثن منه احدا حتى لمن اساء له وآذاه واعتدى عليه بل يخصص دعاء وزيارة او حتى عمرة لهم، ليغفر الله لهم تجاوزهم عليه.

وعلى الرغم من عدالة القضية التي آمن بها سيدنا الشهيد، وتسخير كل حياته وجهده وجهاده لها، وذهاب كثير من اقاربه قرابين في سبيلها، وبنائه المؤسسات السياسية والجهادية والاعلامية والانسانية، فان نسبة كبيرة ممن التزموا قيادته وساروا على دربه، تغنوا محوريته وريادته وافتخروا بها، وتمنوا الشهادة مطمئنين مع وجوده اكثر من الدوافع الاخرى المشجعة على الاستمرار في هذا الدرب. فسلام على سيدي الامام الشهيد الحكيم، الذي خسرته ابا ـ حيث ناداني بابني ـ وفقدناه رمزا لكل مايقربنا ويذكرنا باهل البيت (عليهم السلام)، وملاذا طالما لجأنا اليه ساعة العسرة، وحشره الله مع اجداده الطاهرين محمد وعلي والهما الميامين، وشفعه فينا انه سميع مجيب.

وسأشرع في تعداد بعض الأبعاد الأخلاقية التي ارتكزت عليها شخصية شهيد المحراب (قدس سره):

التوكل وحسن الظن بالله

هذه من اهم خصوصياته التي ربطته بخالقه، واستندت عليها قوته الروحية، واكد على من يستمع قوله التحلي بها، فالتوكل على الله شعار كل المراحل العصية، وبذلك قطع كل الطرق امام اليأس او الجزع ليدب او يصل الى نفسه وللسائرين بنهجه، وهذا ما يفسر صموده وثباته امام حكم صدام المجرم وحزبه العفن، الذي كان اعتى حكم ظالم بغيض شهدته العقود المنصرمة، وعاشه كل من سكن هذه المنطقة الجغرافية، وبحسن الظن به (جل وعلا) انتصر دم الحسين (عليه السلام) بوجه جيوش بني امية وهو (ما يجمله جواب زينب (عليها السلام) على سؤال طاغية زمانها ما صنع الله بكم).

وكان يركز في خطبه ان الانهزام والفشل لا يحدث ماديا في ساحة الصراع مع الاعداء بقدر ما يكون اساسه عدم الاعتماد على الله سبحانه واساءة الظن به تعالى، فعن الامام الرضا (عليه السلام) «احسنوا الظن بالله، فان الله عز وجل يقول: انا عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيرا، وان شرا فشرا»[2]، ويقول الشهيد الحكيم في خطبة الجمعة الاولى: «نجد ان الكثير من الناس يتزعزع في ايمانه وفي قلبه، ويبدا يفكر بطريقة السوء ـ سوء الظن بالله وهذا من أهم الموضوعات التي يبتلى بها أولئك الذين يتصدون للعمل الاجتماعي ويتحملون مسؤولية هداية الناس وارشادهم، فلا بد لهم ان يتمتعوا بدرجة عالية من الثقة بالله (سبحانه وتعالى) وحسن الظن به وما يختاره لنا»، ويقول في نفس الخطبة ـ يشهد لنفسه بهذه الخصلة ـ «من خلال تجربتي الشخصية التي مرت بي طوال هذه السنين العجاف ـ وانتم تعرفونها وقد مرت بكل ابناء شعبنا العراقي ـ لم يمر علينا يوم واحد الا وكنا نحسن الظن بالله (سبحانه وتعالى)»[3].

الارتباط بأهل البيت (عليهم السلام) والتأسي العملي بهم

ارتبط (رحمه الله) بأهل بيت العصمة والطهارة ارتباطا وثيقا، بل أن الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) واله الأطهار والتبري من أعداءهم يمثل منهاجه العملي، ودستورا لا يمكن الافتراق عنه اوالتراجع منه قيد انملة في كل الظروف والاحوال، وانهمك باستمرار في شرح سيرتهم ومناقب حياتهم واحوالهم ويطبقها على الواقع الذي عشناه نظريا وعمليا، في اغلب المواقف كملتقاه الاسبوعي مبتدا بها بحثه ومحاضراته، ومبينا في احيان كثيرة بعض المغالطات الشائعة والتفسيرات المغلوطة على أحداث عاصرتهم (عليهم السلام).

كما ان الدعوة وارشاد الناس لآل البيت (عليهم السلام) والتأسي بهم كانت ضالته المنشودة، فارتبط الناس به، واحبه المخلصون لذلك، لانه يذكرهم باهل البيت (عليهم السلام) وهو يعيش صورا من الفتن والابتلاءات التي عاشوها في حياتهم وبعد شهادتهم.

أخلاق الانتظار

ورد في بعض النصوص «أفضل العبادة انتظار الفرج»[4]، وفي مورد آخر «انتظار الفرج أفضل من الفرج»[5]، عقيدة انتظار الفرج على يد الإمام صاحب العصر والزمان (عليه السلام) الموعودين بظهوره على لسان نبينا الكريم (صلوات ربي عليه وأله الاطهار) ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا مثلت ركيزة اساسية في ثقافة شهيد المحراب الامام الحكيم (قدس سره)، محذرا من الانسياق وراء الانحرافات والتشويهات لهذه العقيدة الحقة، التي ظهرت من هنا وهناك، والتي تدعو الى الافساد في الارض او الانعزال عن الناس او ادعاء السفارة او النيابة الخاصة في زمن غيبة المعصوم (عليه السلام)، و إلى غير ذلك من الاعوجاج الفكري، بل على العكس من ذلك أكد على ان حركتنا وتصدينا الجهادي والسياسي والفكري والاعلامي يصب في الحركة التمهيدية الممهدة لذلك الظهور الميمون، والتزاما منا لامره وارشاده في الانتظار الشرعي الصحيح «واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثا، فانهم حجتي عليكم، وانا حجة الله»، فكان مصداقا لهذا الالتزام وهو يتبع الولي الحاكم الجامع للشرائط، كما ان التدين والتقوى والتأدب والتحلي باخلاق المؤمنين المنتظرين الصادقين في عصر غيبة الامام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ما لهج به لسانه واذاعه في خطاباته في اغلب الاحيان، رابطا الفرج والظهور بصلاح الامة (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[6].

الصبر والتحمل والحلم والعفو عمن أساء إليه

لقد التزم شهيدنا الغالي (قدس سره) الحديث الشريف القائل «ان الصبر من الايمان كالراس من الجسد» فتدرع بلباس الصبر بوجه مختلف البلايا والمحن مع تنوعها وكثرتها، هاتفا به في كل محفل، حاثا عليه ومدربا كل من احاط به، بالاخص المجاهدين وهم يخوضون معترك ذات الشوكة المؤلم متأسياً بذكر القران الكريم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)[7].

فهذه ضريبة فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي اتاوة من اختط حياته مخط الجهاد، الذي لايسلكه الا من محض الايمان والصبر راسه وتاجه، فكأنها حلقات ارتبط بعضها بالبعض الاخر، ويشهد على هذه السمة العديد ممن عاشروه وعايشوه فلم يظهر عليه التعب او الارهاق او السأم او الملل في مخاضات الجهاد اوالمواجهة، وهو يحضر في معسكرات الاسر او التدريب او ميادين الصراع، متعرضا لمحاولات القتل والاغتيال او الاستهداف والقصف من قوات البعث الكافر، او قبل ذلك في المعتقلات والسجون، اوبعدها ومعها في مشاهد السياسة والخطب وهو يتعرض لشتى التهم والافتراءات من بعض من غرر بهم من ابناء قومه، او حتى الاعتداء او السب او الشتم اللاذعين، فتحمل الكثير من امثال ذلك مما يندى له الجبين، ولم يرد الا بالحكمة في الكلام، والدفاع عن المعتدين عليه، وطلب العفو والدعاء لهم.

مواسم العبادة وأثرها في تنمية الأخلاق

كان سماحة السيد شهيد المحراب يولي اهتماما كبيرا بمواسم العبادة في الأشهر المباركة الثلاثة (رجب، وشعبان، ورمضان)، محاولا التفرغ للعبادة فيها، فكان جل عمله فيها الصلاة والدعاء في ركوعها وسجودها، والصدقة التي حث عليها في هذه المواسم الشريفة، وقصد بيت الله الحرام وزيارة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، سيما الامام الحسين والامام الرضا (عليهما السلام).

فكان يدعو للتكامل على المستوى الفردي، بحيث يعد المؤمن لنفسه برنامجا ومنهجا خاصا في هذا الموسم الشريف، ليتكامل في طهارته وتزكيته الروحية، كما يدعو الهيأت الاسلامية لان يضعوا للجماعة الصالحة برامج كي يستفيدوا من هذه الايام الشريفة .

فكان الشهيد لايرى الا ذاكرا مسبحا تاليا للقرآن المجيد في كل خطوة يخطوها في حله وترحاله، دائبا على العبادة والصيام والذكر، لم تشغله ارتباطاته السياسية ولا كبر سنه ولا مرضه عن ذكر الله وعبادته، على العكس من ذلك ما زاده الا تهجدا وذكرا، الى ان تقطعت اوصاله اربا اربا وعرجت روحه الى السماء كي ترقد في مقعد صدق عند مليك مقتدر، الى جوار سيد الشهداء الذي نوى الذهاب اليه زائرا صائما في اول شهر رجب.

إحياء شعائر الله

إن إحياء شعائر الله من اهم خصال هذه الشخصية الراقية في مناسبات ولادات وشهادات الائمة الاطهار (عليهم السلام)، فبكاؤه الشديد على مصيبة واقعة الطف كثيرا، وقراءته للواقعة في عاشوراء تعتبر فريدة من نوعها في التفاعل الحي مع هذه الحادثة المهولة، مما جعل الملايين من شيعة اهل البيت (عليهم السلام) ـ وخصوصا في العراق وبعد شهادته (قدس سره) ـ الاقبال عليها وطلب التسجيل الفديوي لها، مما يدل على صدق هذه المشاعر الحسينية وتأثر احاسيس الحسينيين بها، ومما داب عليه في بلده الاصل العراق وقبل هجرته هو السير راجلا الى مدينة جده الحسين (عليه السلام) من النجف الاشرف في شهري محرم وصفر، ولعل مسيرة وانتفاضة صفر الظفر التي قادها في سبعينيات القرن الماضي بوجه العفالقة المجرمين خير دليل، حيث اعتبرت بداية التصدي والمواجهة ضد النظام المجرم، وهو يقول في بيانه بمناسبة شهادة الامام الهادي (عليه السلام) وقبل شهادته بفترة وجيزة «اننا عندما نحيي ذكرى شهادة سيدنا الامام الهادي (عليه السلام) ونقيم الشعائر الدينية بهذه المناسبة نريد ان نؤكد ولاءنا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته الكرام (عليهم السلام)، والتعبير عن تمسكنا بمنهجهم وطريقهم، ونجدد العهد لهم: اننا على دربهم سائرون، وبعروتهم الوثقى متمسكون، وأوفياء لعهدهم ومبادئهم وقيمهم»[8].

إجلاله للمراجع والعلماء

حرص شهيد المحراب على الحضور والتواصل مع مراجع الدين العظام والعلماء الاعلام سواء في النجف الاشرف ام في قم المقدسة ام في لبنان وغيرها، فهو الذي يتمتع بالقرب اللصيق من المرجع والده الامام محسن الحكيم (قدس سره)، حيث كان يعتمد عليه في كثير من المسائل والقضايا الحساسة، اما علاقته بمرجعية الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) مما لا يمكن ان يغمض عنه كل ذي عينين، ووصلت تلك الوشيجة لتشمل الافكار والمتبنيات حتى وصفه بالعضد المفدى في مقدمة أحد مؤلفاته، ومنها ما يذكره شهيد المحراب في كتاب (حوارات) دوره في تنقيح نظرية الحكم في الاسلام من مبدأ الشورى الى مبدأ ولاية الفقيه في زمن الغيبة، وهو مما ذكره وشكره عليه الامام الصدر (قدس سره)، كما اخذ شهيد المحراب على عاتقه التمسك بوصيته بالذوبان بمرجعية الأمام الخميني (قدس سره)، ومواصلة درب الكفاح المسلح، وفي خروجه من العراق الى سوريا ذكر انه التزم بوصية ومشورة الامام الخوئي (قدس سره)، مما يدل على توقيره هذه المرجعية واحترامها، وبعد الانتفاضة الشعبانية 1991م وقف شهيد المحراب مدافعاً عن موقف الأمام الخوئي.

وتصدى كثيرا للدفاع عن المرجع اية الله العظمى السيد السيستاني (ادام الله ظله) في اكثر من موقف بوجه المفترين والمتجاوزين، وبشكل اكثر وضوحا بعد عودته الى العراق، وهو ما عرف عنه مقولة (انا جندي وفي خدمة السيد السيستاني).

وفي قم المقدسة كان يلتقي دائما بالمراجع الكرام فيها، ويتشاور معهم ويشرح لهم مواقفه وآراءه وظروف الساحة العراقية مستنيرا بافكارهم وهداهم، فضلا عن الاتصال بعلماء لبنان وسوريا والكويت وفي بقاع العالم المختلفة.

الموقف الشرعي

هذا ما كان ينشده باستمرار وهو ان تكون ذمتنا مبرأة امام الله سبحانه، سواء رضى الآخرون ام لم يرضوا، فضالة المتصدي المجاهد المخلص هو رضا الله سبحانه، وهذا مما لايتاتى الا باتباع التكليف الشرعي، واتيانه من بابه الذي امر به، وان لا يكون التدين او الجهاد على التصميم الذي نريده ونهواه نحن لا هو جل وعلا، وما اكثر موديلات الفرائض على هذا النحو في هذه الايام والعياذ بالله.

تعظيم الجهاد والمجاهدين

لا استطيع وصف المشاعر التي كانت تنتابني مع الاخوة المجاهدين ونحن نسمع عبارات الثناء والاطراء التي كانت تنساب من بين شفتي الامام الشهيد بحق المجاهدين في فيلق بدر وغيره من تشكيلات الجهاد والكفاح بوجه الظالمين الطغاة، حتى أنه يقول اقبّل اقدام المجاهدين فتتصاعد المعنويات لتتمنى الشهادة بين يديه الطاهرتين.

الحضور في ساحة الكفاح

لم يبتعد الإمام شهيد المحراب عن سوح التصدي وميادين القتال، فحضر مرات عديدة الى الصفوف الاولى بين اخوانه المجاهدين لتزداد معنوياتهم، يتقاسم معهم رغيف الخبز، لا ياكل الامن طعامهم ولا يشرب الا من شرابهم، يصبرهم ويذكرهم عظمة اعمالهم وما ينتظرهم من اللقاء بالحبيب محمد واله الاطهار الميامين (صلواته وسلامه عليهم اجميعن)، كما ان متابعته الميدانية الدقيقة المتواصلة تجعله ملما مطلعا ثاقبا في نظرته الى المستقبل ووقائع الاحداث، وهنا اذكر قول الشهيد ابو احمد المحمودي ـ احد ابرز قادة الجهاد في داخل العراق ضد النظام الصدامي مع اخوته الشهداء الثلاثة وذلك بعد حضوره الملتقى الاسبوعي لشهيد المحراب في قم المقدسة ـ «ان الامام الحكيم بوصفه الوضع داخل العراق يجعلك تعيش الساحة بكل تفاصيلها ودقائقها، ولاني من مجاهدي الداخل تعلقت به لتعلقه بالعراق والجهاد وسعة افقه فيه»، وقبل احتلال امريكا للعراق باكثر من ستة اشهر توقع شهيد المحراب ما يجري في العراق من الاحتلال وسقوط نظام المجرم صدام وغيرها من الاحداث، فكان يؤكد على الاستعداد لهذه الايام وضرورة الحضور الفعال والسريع بين الشعب العراقي لحمايته وتلبية طموحاته المشروعة ساندا ذلك بالعمل السياسي التعبوي الفعال.

التواصل مع ذوي الشهداء والمضحين

من أهم الأمور التي لاحضناها في سلوكياته هو تواصله مع ذوي الشهداء، فكان يرى (قدس سره) ان للشهداء حقوقا علينا كثيرة احدها هو تكريمهم، فكان يدعو جميع ابناء الشعب العراقي سيما الاخوة المتعبدين الاهتمام بجانب اكرام الشهداء والتواصل معهم اي مع ذويهم وقضاء حوائجهم وتوفير جميع المتطلبات لهم.

ومن اهم هذه المعالم هو تسمية الاماكن العامة باسمائهم حسب درجاتهم في الدنيا، اما درجاتهم في الاخرة فلا يعلمها الا الله.

وكان يرعاهم بالكلمة الطيبة او بالمواساة او الاهتمام باوضاعهم الحياتية والمعيشية والتربوية، واوصى بذلك المتمكنين ماديا والعلماء وغيرهم، فكان يقدم لهم الشراب والطعام اثناء الاحتفالات والمناسبات بيديه الكريمتين متمنيا رضاهم وقبول عمله، كما كان جده امير المؤمنين (عليه السلام) يرعى اليتامى والارامل، ثم انه دعا كل القوى السياسية في العراق ان تكون احدى اهم مطالبها الرئيسية الاساسية في برامجها السياسية هو تعويض ابناء الشهداء وذويهم.

التواصل مع رفقاء الساحة

لم يترك زيارة احد من رفقاء الساحة حتى مع ما يحمله البعض تجاهه من مشاعر عدم الارتياح، فقبل سفره وبعده والذي هو بطبيعة الحال لاجل قضية كل ابناء الشعب العراقي كان يزور مكاتب الشخصيات او في بيوتهم والاحزاب والمنظمات، يتشاور معهم ويستانس برايهم ويتحاشى الخلاف في المواقف ويقرب وجهات النظر قدر الإمكان، مرة اذكر أني قرأت خبر زيارته لأحد الشخصيات التي الفت كتباً قد تطاولت به على سماحته (قدس سره).

الأخلاق السياسية

اعتقد أن شهيد المحراب اتبع نهجا خلقيا في الميدان السياسي، استقاه من سلوكيات أجداده الطاهرين، ظهر وكأنه حالة جديدة غير معتادة في مثل هذه الميادين التي اعتاد من سار بها التسابق على المناصب والتهالك على المصالح الخاصة، حتى من بعض المحسوبين على الإسلاميين في الساحة العراقية، وحاول تثبيت ذلك في منهجيات وسلوكيات مؤسساته وشخصياتها.

التقوى السياسية

هذا البعد الأخلاقي الآخر لا يبتعد عن سابقه بل هو وسيلته، اذ كان حريصا اشد الحرص على أتباع التقوى في التصدي، فلم يسمح لمن حوله إستغابة أي أحد وان كان معاديا او منافسا باسلوب غير شريف، ومع التهمة يطالب بالدليل والا فليسكت المتَّهم، ويعتبر ذلك من نوادر اساليب السياسيين؛ حتى ان العديد من الشخصيات الكبيرة ابتعدت عن المجال السياسي مع براعتهم فيه لعدم تمكنهم من التمسك بهذا النهج.

الاستقلال في الإرادة

يقول شهيد المحراب (قدس سره) في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة العاشرة بعد عودته الى ارض الوطن شارحا لاهداف الشعب العراقي «ان نكون مستقلين في ارادتنا ولا نقبل بالتبعية ولا نخضع لارادة الاخرين، بل نريد ان نقرر أمورنا بأنفسنا فيما إذا لم يقررها الله سبحانه، وما يقرره الله نحن نقبل القرار الإلهي، نقبل بقرار الشرع، لكن أكثر الأمور تركها الله (سبحانه وتعالى) إلى الناس كي يقرروا أمورهم، ولا يأتي شخص آخر فيفرض رأيه على الناس فيعبد من دون الله»[9].

الوحدة والتوحد

في بيان الذكرى السنوية لشهادة الإمام الهادي (عليه السلام) الذي اصدره قبل شهادته (رحمة الله عليه) يقول متحدثا عن الحاجة الماسة إلى وحدة الشعب العراقي «أن عراقنا الجريح يواجه تحديات عظيمة وخطيرة نحتاج فيها إلى مقومات القوة والمنعة، والتي تتمثل بالإيمان القوي والوعي والبصيرة والإرادة والعزم ووحدة الصف والكلمة والاستعداد الدائم للتضحية والفداء والمواجهة، لنتمكن من العمل الجاد على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف الصالحة»[10].

الظن الحسن بالآخرين

لم يكن في قاموس الشهيد أن يسيء الظن بأحد مع الكثير من الإمارات الداعية لذلك، فحسن الظن صفة ميمونة تمتع بها الشهيد، لانها شخصية ارتقت الى مدارج الأبعاد الإلهية حتى بلغت ذروتها، وهو ما لم يبلغه الا اولو العزم من الانبياء والخلص من الاولياء والصالحين.

فكان روحي فداه وعلى الرغم من كثرة الفتن التي مرت عليه من القريبين والبعيدين، الا انه كان يحسن الظن بهم وما يصنع ويقدم لهم الا المعروف، فكان العاشق الخالد لكل سمات وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، وكيف لا وهو سليل النبوة وربيب المرجعية.

البشاشة والتبسم

رغم كل الهموم والصعاب والآلام المعنوية في الظروف المختلفة التي عاشها شهيد المحراب (قدس سره) لم ير إلا بشوشا متبسما، يلاقي زواره من مختلف القوميات والفئات بانفتاح السريرة، فيدخل السرور على قلوب رواده.

التواضع

كان يسمو بالأدب الرفيع في التعامل مع الآخرين والتواضع لهم في علاقاته معهم، فكان بحق مصداقا للآية الكريمة (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) وهذا ماسمعناه عنه وشاهدناه، خصوصا بعد عودته إلى ارض الوطن حيث اخذ ينادي (أنا اقبل أيادي جميع المراجع العظام واعتبر نفسي من هذا اليوم جنديا عندهم).

مراعاة الأعراف الطيبة

راعى الإمام محمد باقر الحكيم (قدس سره) الأعراف العشائرية الصحيحة، وواصل العديد من الشيوخ والوجهاء والشخصيات العشائرية اكمالا لنهج والده الامام محسن الحكيم (قدس سره) في ذلك حتى كسب شعبية اغلب العشائر العراقية من مختلف الانتماءات والاذواق، وكان يؤكد على الاهتمام بهذه التقاليد الصالحة التي كانت ولازالت سببا كبيرا في سد الثغرات بوجه الفساد والانحراف الاجتماعي او الانزلاق مع اغراءات الانظمة الطاغوتية المتعاقبة الداعية الى اماتة الالتزام والتدين واتباع المرجعيات الدينية.

المطالبة بحقوق الجميع

مع انتماءه العقائدي الاصيل لمذهب اهل البيت (عليهم السلام) لم ينصب اهتمامه على تثبيت حقوق الشيعة واتباع اهل البيت (عليهم السلام) في العراق فقط مع ماعانوه من ظلامات وتجاوز على ابسط حقوقهم الانسانية، ولكنه وقف طيلة عقود الظلام على شرح مظلوميات ومحروميات الاكراد والتركمان والاقليات الاخرى من اشوريين وكلدان وشبك واكراد افيلية وصابئة.

المساهمة في اخماد الفتن

قال تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ)[11]. كم من الفتن التي لولا وجوده (قدس سره) بيننا لاندلعت شرارتها، بل حتى الفتن التي وقعت بين الفئات الأخرى ساهم في إخمادها ومنع من تكرارها كالفتنة التي وقعت بين الحزبين الرئيسين الكرديين في شمال العراق بعد استقلال كردستان في تسعينييات القرن الماضي، وهم يشهدون ببركته وحواراته ورعايته التي أوقفت حربهم الأهلية، التي سقط فيها كثير من الدماء، وفعلا لم تتكرر هذه الفتنة، بل العكس ازدهر شمال العراق وأصبح مضرب المثل على الالفة الحاصلة بينهم، وبها اخذوا الكثير من المزايا والحقوق.

مراعاة المصلحة في كشف الحق

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور الا عليّ خاصة»[12]. اتخذ شهيد المحراب من حديث جده هذا شعارا له في حركته، إذ يبحث عن المصلحة فيراعيها مهما كان الثمن غاليا، ويقول شهيد المحراب في التعليق على هذا الحديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الاولى للجمعة العاشرة «ان الجماعات السياسية التي كانت تتحرك في الساحة لم يكن همها الرئيس المصلحة العامة، وانما الحصول على المكاسب السياسية من غيرها، اما علي (عليه السلام) ومن ورائه ثلة من المؤمنين فكانوا ينظرون الى المصلحة العامة والى مصلحة الجماعة الإسلامية، هذا منهج في العمل السياسي، وفهم الحركة السياسية للمجتمع، وموقف علي (عليه السلام) كان يجعل للجانب الاخر رجحانا في المكاسب السياسية السريعة، وان كانت الخسارة على المستوى البعيد»[13]. فبشرحه لهذا الحديث كأنما يريد ان يقول هذا هو وضعنا في ساحة التصدي والعمل السياسي في العراق.

ستر الفضل

رغم الخدمات الكبيرة التي قدمها الامام الشهيد والاعمال العريضة والجهد والمثابرة وبناء المؤسسات وتاسيس الجمعيات والمنظمات السياسية والجهادية والإنسانية والخيرية والوساطات واللقاءات مع مختلف المسؤولين والقادة، الذين لهم علاقة بشؤون العراقيين من قريب او بعيد في داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، او في خارجها كسوريا ولبنان والكويت، وغيرها من المساهمات العصية على الإحصاء، لم نشاهده يوما جلس يسرد ويعدد فضله إلا ما كان دفاعا عن النفس، وردا على الاتهامات الباطلة.

اعداد النخبة الصالحة

اهتم (قدس سره) بإعداد الصفوة المؤمنة، العالية في اخلاقها وعقيدتها، فحرص على تخصيص الزمان والمكان اللازمين لهذه اللقاءات والجلسات، شارحا ومبينا صفات الاتباع الخلص لاهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم ومواليهم، وما عانوه من الابتلاءات والامتحانات حتى اصبحت علامة للحب والود والقرب منهم، فكان يعدّهم ويهيأهم لمثل هذه الظروف العسيرة، محذرا من التقهقر والرجوع الى الوراء لا سامح الله.

رسم اطر العلاقات الاجتماعية المتينة

كان يحرص على تربية المجتمع الصالح المتين، المترابط بالاطر والروابط السامية، ما تدر على الجميع بالخير والراحة والطمانينة والسلام والوئام بين افراد الاسرة الواحدة او بين الاسر في الشارع او الزقاق وهكذا، وبغض النظر عن انتماء افرادها الديني او العرقي، وما احوجنا اليها اليوم في العراق مما يسد الطريق امام العابثين والمترصدين.

ترسيخ ثقافة اجعلني مظلوما ولاتجعلني ظالما

حينما يدعم الدين الشعور النفسي العام ان الارض في نهاية المطاف سيورثها الله عباده الصالحين، يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعية، ويحوله الى ايمان حاسم بمستقبل المسيرة الانسانية، وهذا الايمان ليس مجرد مصدر للسلوة والصبر فحسب بل مصدر عطاء وقوة.

من هذا المنطلق كان ايمانه العميق بثقافة المظلومية، لان الظلم مهما تجبر وامتد في ارجاء العالم وسيطر على مقدراته، فهو حالة غير طبيعية، ولا بد ان ينهزم، وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمة مجده تصنع الأمل الكبير أمام كل فرد مظلوم في القدرة على التغيير وإعادة البناء.

المشورة وعدم الانفراد بالرأي

النقطة الأخرى التي أود ذكرها ـ خاصة نحن نعيش هذه الأيام ذكرى شهادته هي المشورة، التي تعتبر في عمل سماحته احد الأركان الأساسية، وهي جزء لا ينفك عن العمل، فعلى الرغم من تجربته الغنية في الحياة والعمل السياسي والاجتماعي، وهي تجربة تمنحه القدرة على اتخاذ القرار الصائب والصحيح، لكنه لم يتخل يوما عن منهج الاستشارة وتاسيس المجالس الاستشارية في مختلف مجالات العمل.

ولقد اعطته تجربة ملازمته لمرجعية الامام الحكيم والشهيد الصدر والامام الخميني والامام الخامنئي تجربة غنية بالسياسة، وقدرة فائقة على تمحيص الافكار والاراء، لكن على الرغم من ذلك كان ياخذ برأي الاغلبية فكان يشاورهم في جميع الامور، ويأمرهم بالشورى، ثم يمحص ويدقق في ارائهم، فكان بحق أمه في رجل، وهو الانموذج الرائع في المبدأ والعقيدة، وفي الخلق والسلوك، في السيرة والسريرة، فحري بنا ان ننتفع من أبعاد شخصيته العظيمة، لكي نصل الى المثل العليا، فنلحق بركب الصالحين.

ترك الاختصاص لأهله

كان يراعي أصحاب الاختصاص، ولا يتدخل في مجالات أعمالهم او يناقشهم بلا دليل علمي واضح ومقنع، سواء في المجالات العسكرية أم مجالات الطب أم الهندسة وغيرها.

الاهتمام بأمور المسلمين

ومما عودنا عليه قائدنا الشهيد هو رعاية الاهتمام بامور كل المسلمين ومصالحهم، سواء اكان سرورا ام سوءاً، انطلاقا من الحديث الشريف «من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم»، ولم يحل الانشغال بقضية العراق على ما فيها من تعقيدات وتشعبات الى الابتعاد عن قضايا المسلمين الهامة والمصيرية في فلسطين ولبنان، ولو كان شهيد المحراب حاضرا هذا اليوم وشهد ما يجري على اخوتنا وامهاتنا واطفالنا في لبنان من ويلات لما سكت او انعزل، بل لادى تكليفه على اكمل وجه.

فانا لله وانا اليه راجعون، عذرا لك ابا صادق على أي تقصير بين يديك، وعلى القصور في هذا البحث، فلقد رجوت التقرب اليك به لأنال شفاعتك.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى اله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين..

وبعد …

فبعد الحديث عن بعض الجوانب الأخلاقية من شخصية الإمام الحكيم (قدس سره)، اتضح الآتي:

1. ان سماحة السيد الامام الحكيم (قدس سره) قد اتخذ من التوكل على الله وحسن الظن به شعاراً له في حياته السياسية والاجتماعية، وقد استطاع من خلال هذا الشعار ان يواجه كل التحديات، وان يقف بوجه النظام العفلقي الكافر.

2. لقد اتخذ من منهج اهل البيت (عليهم السلام) طريقاً له، وهو منهج العقل والمنطق والبرهان والحجة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواضع وحب الاخرين والتعايش معهم، وفق نظرية امير المؤمنين (عليه السلام) عندما قال لمالك الاشتر وهو يوليه بلاد الري: يا مالك الناس صنفان، ام خلك في الدين او نظير لك في الخلق.

3. ان سمة التواضع من اهم سمات سماحته وهي سمة العلماء بكل تاكيد ـ فهو الذي قال: «انا اقبل ايادي المراجع واتواضع لهم، بل اتواضع للمؤمن مهما كان موقعه»، وهذا هو خلق الاسلام والشريعة، كما ان سماحته كان يدعو الى العدالة بين الناس، وبأن لا يكون هناك اضطهاد لطائفة او لعنصر او لجماعة او لعرق او لقومية او لاقلية، وهو من كان يدعو دائماً الى تحقيق جميع مطالب الشعب العراقي من غير تمييز، وبعيد عن المسميات الطائفية المقيتة.

4. السياسة في فضاء السيد الحكيم (قدس سره) انما هي مبدأ من خلاله يمكن ان تحقق طموح الامة وتطلعاتها، والسياسة عنده (قدس سره) لا تفترق عن الموقف الشرعي.

5. كان سماحته يدعو الى الاهتمام بالتربية والتزكية النفسية، من خلال الدروس الفقهية ودروس القرآن والاخلاق، والاهتمام بقراءة الكتب النافعة، والاستماع للمحاضرات الجيدة، والى غير ذلك من الشؤون.

6. كانت من اولويات سماحته (قدس سره) الاهتمام بتنظيم شؤون الامة، والاهتمام بمساعدة الفقراء والضعفاء والعوائل التي لا معيل لها، والاهتمام بصلة الارحام والتواصل، وبناء الاسرة الصالحة، وكان يرى سماحته ان حالة انتظار الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، القائمة على التهيئ النفسي والروحي والبدني والعقلي للفرج هي من أفضل الأعمال.

نسأل الله التوفيق والسداد، انه مجيب الدعاء.

المصادر

1. القرآن الكريم.

2. الأربع عشرة، مناهج ورؤى، خطب الجمعة للمرجع الديني شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره). النجف الاشرف 2004.

3. الامالي، الشيخ الصدوق تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم، ط 1.

4. الخصال، الشيخ الصدوق، تحقيق علي اكبر غفاري، نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.

5. شرح أصول الكافي، المولى محمد صالح، المازندراني، مع تعليق الميرزة أبي الحسن الشعراني، قم المقدسة.

6. كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، تصحح وتعليق علي اكبر غفاري، مؤسسة النشر الاسلامي لتابعة لجماعة المدرسين، 1405 ﻫ

7. من لا يحضره الفقيه الشيخ الصدوق، تحقيق علي اكبر غفاري، نشر جماعة المدرسين، ط 2.

8. نهج بلاغة، شرح الشيخ محمد عبده، دار المعرفة، بيروت.

[1] القصص: 83.

[2] شرح أصول الكافي 8: 230.

[3] ينظر: الأربع عشرة مناهج وروئ : 47.

[4] كمال الدين وتمام النعمة: باب ما اخبر به النبي من وقوع الغيبة: ح 6، وورد في هذا المضمون الكثير من الأحاديث الشريفة: أمالي الصدوق: 479، الخصال: 616، من لا يحضره الفقيه: 4 / 383.

[5] م. ن: ح7.

[6] الرعد: 11.

[7]  العنكبوت: 2.

[8] الأربع عشرة مناهج وروئ: 359.

[9] الأربع عشرة، مناهج ورؤى: 283 / 284.

[10] المصدر نفسه: 360.

[11] الحجرات: 9.

[12] نهج البلاغة: 1 / 124.

[13] الأربع عشرة مناهج ورؤى: 267.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى