الفكر التربوي عند شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
بحث شارك في المؤتمر الأول لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم
الباحث: الدكتور علي خضير جاسم حجي
جامعة الكوفة ـ كلية الدراسات الإسلامية
الفكر التربوي عند شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
الإهداء…
إلى
ـ السيد المجاهد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
ـ شهداء الجمعة الرجبية (رحمهم الله)
الفصل الأول
مدار البحث
أولا: مشكلة البحث
الفكر التربوي أحد المجالات الهامة الذي يمكن عن طريقه التأثير المباشر في تكوين معتقدات الناس واتجاهاتهم، فان كان هذا الفكر قائما على إدراك وفهم كاملين لمقومات الأمة ورسالتها وظروفها وامكانيتها ومعتقداتها، فانه سيزود الأمة بقدرة يمكنها من التعامل مع التحديات، وبكفاءة تجعلها قادرة على اختيار ما يناسبها، ويعزز كيانها، ويحميها من الضعف، ويقيها من الانهيار. (27/ص220 ـ 221)
واليوم يتعرض مجتمعنا إلى تلك التيارات التي تنادي بالعولمة[1] والتي تمثل لحظة التتويج الكبرى للنظام الرأسمالي؛ لأنها تجسد الدرجات العليا من علاقات الهيمنة والتبعية للرأسمالية، والتي تعني إلغاء دور الدين والتراث، وهو مطمح الغرب في أن تنسى الأمة الإسلامية تراثها، ويقابل هذا النسيان ترويج الثقافة الغربية، فعندما نقول للمسلم: تجرد من الماضي والتراث، فإننا حكمنا عليه بالموت أو ما يشابه الموت. (22،ص6).
وقد عانى ويعاني مجتمعنا من مرض خطير هو ـ التبعية الفكرية ـ وهو ينتشر في معظم بلدان العالم الثالث، ويعدّ نتيجة للتبعية التي ميزت العالم الثالث عن العالم الغربي، وأحد أسباب استمرارها وتدعيمها (28/ص54)
ومما يزيد في الأمر خطورة أن الكثيرين في العالم الثالث والبلدان العربية يرون في هذه التبعية الفكرية نوعا من التقدم الحضاري والفكري، ويفصّلون بينها وبين علاقة (السيطرة ـ التبعية) التي ميّزت صلات العالم الثالث بالدول الغربية سياسياً واقتصادياً، ويعملون على استمرار هذا الذوبان الحضاري والفكري في الحضارة والفكر الغربيين، بل قد يجعلون من درجة تشرب الفكر العربي مؤشرا[2] على درجة التقدم. (نوفل، 1977، ص37) (ظ، الحكيم، المجتمع الإنساني، ص269 ـ 270) وأن اطالة النظر في عالمنا الاسلامي اليوم يشكف لنا أن الافكار الغربية الدخيلة قد تسربت الى العديد من ميادين الحياة.
وعلى هذه المقدمات نجد أن من حق الامم أن تقرأ سير ونتاجات مفكريها وعظمائها، ومن واجب مفكريها أن يضعوا بين يدي اممهم خبراتهم وابداعات عقولهم. (12/ص3)
ويرى الباحث وجوب دراسة الفكر التربوي في تراثنا الاسلامي بشكل مستفيض؛ لان مكتباتنا المعاصرة فيها قصور كميا ونوعيا لا يتناسب مع عظمة الموروث من النتاج العلمي والثقافي، عدا الدراسات الادبية وعلى الرغم من الاهتمام بالتراث إلاّ أن دراستنا وكتاباتنا من التربية الإسلامية عند الامامية خاصة وعند المذاهب الاخرى عامة بحاجة الى المزيد والمزيد؛ لاثراء المكتبة التربوية الإسلامية.
وحري بنا اليوم دراسة رموزنا الذين تمثل افكارهم واراءهم الامتداد الطبيعي لافكار واراء النبي محمد وال محمد (عليهم السلام)، ونحن اليوم في زمن قد كثر العداء لأهل البيت (عليهم السلام) وأفكارهم[3] وأقوالهم، والافتراء عليهم مما ادى بهذا العداء البغيض أن تمتد الايادي الاثيمة لاغتيال مراجعنا وعظمائنا كرها وبغضا لمحمد وال محمد (عليهم السلام) وعلى اساس ذلك يحاول الباحث تسليط على جانب مهم من تاريخ وتراث المكتبة الامامية في هذا العصر، مثلا بما تركه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) من افكار واراء تربوية متميزة، ومحاولة توظيفها بما يخدم العملية التربوية في الوقت الحاظر.
ثانيا: أهمية البحث والحاجة إليه
يعد موضوع التربية والتعليم من أهم المواضيع التي ينبغي أن تعنى بها الامم بصورة عامة، وجدير بامتنا أن تعنى بها بصورة خاصة؛ لأنها معقد الرجاء، ومحط الامل لكل تقدم وتطور الفرد والمجتمع، فرسالة التربية والتعليم إذن هي صنع لرسالة الامة في الحياة، فعن طريق التربية يتم إعداد الفرد الصالح، وتكوين الاسرة الصالحة لبناء المجتمع الصالح، وتنمو المفاهيم المشتركة لدى الإنسانية؛ من اجل التفاهم الإنساني الافضل، وذلك وفقا لثقافة الامة وحضاراتها وتصوراتها عن الكون والإنسان والحياة. (3/ص21).
فالتربية هي عملية تشكيل أفراد صالحين واعدادهم في مجتمع معين، وزمان ومكان معينين حتى يستطيعوا اكتساب المهارات والقيم والاتجاهات وانماط السلوك المتنوعة التي تسيّر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية التي ينشؤون افرادا عليها، ومع البيئة المادية. (30/ص10)
ويرى الباحث أن التربية هي أخطر عملية يمرّ بها الإنسان في حياته؛ لانها لا تنصب وتركز على التعلم والتعليم فحسب، فهي توجيه باعداد قيم ومبادئ واهداف وغايات.
إذن، التربية التي نعيشها اليوم هي وليدة مخاض تاريخي طويل، وذات جذور عتيدة، وهي تحمل دوما شكل الاناء الذي ولدت فيه، برائحته وطعمه، وليس هناك في مجال التربية أو سواها خلق من عدم، أو ابتداء من فراغ، بل الأمر اولا واخيرا امر نضج متراكم عبر الزمان، وجهة موصلة على مرّ الايام.
وتعدّ التربية الوسيلة الاكثر تأثيرا من الوسائل الاخرى، لإعداد النشيء وفقا لما يهدف اليه المجتمع بكل اشكاله، ولذلك نجد أن الاسلام جعل التربية هي العلاج الامثل لكل مشاكل الإنسانية، فقد اعتنى بالتربية اعتناءً بالغا، إذ قدّم لنا منهجا تربويا متكاملا.
واذا علمنا أن الاسلام شريعة الله للبشر، انزلها لهم ليحققوا عبادته في الارض، وأن العمل بهذه الشريعة ليقتضي تطوير الإنسان وتهذيبه، يصلح لحمل هذه الامانة وتحقيق هذه الخلافة، وهذا التطوير والتهذيب هو التربية الإسلامية، قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب، اية72).
فالتربية الإسلامية هي فكر الإنسان، وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس الدين الاسلامي، وبقصد تحقيق اهداف الاسلام في حياة الفرد والجماعة، أي: في كل مجالات الحياة. (31/ص27)
إذن، فالتربية الإسلامية تهتم بتنشئة الإنسان المسلم من جميع نواحي حياته: عقيدة، وشرعية، واخلاق، وكل ما يتعلق بهما جسدا وروحا، في ضوء مبادئ سامية جاء بها الدين الاسلامي، وفي ضوء اساليب تربوية واضحة (4/ص2).
ولذلك كان للتربية الإسلامية منهج متميز في اهدافه بشكل ظاهر يدعو الى التفكير والتأمل في مصدر هذه العقيدة، التي تفرّد بها هذا المنهج على مدار التاريخ بهدفه الأسمى المتمثل في تربية الإنسان الصالح في سلوكه، ومن يدقق النظر في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، يجد أنها جاءت لتحقيق هذه المعاني. (4/ص2)
ويعد الفكر التربوي الإسلامي صورة من صور التعامل مع المعطيات الإسلامية، وكان له فضل إنتاج الأجيال صانعة الحضارة الإسلامية، والتي حملت مشاعل الحضارة الإنسانية فترة طويلة. (19/ص45)
ويتسم الفكر الإسلامي بسمات عدة، منها: تأكيد الفكر والتعقل، والنفور من الجمود والتقليد، لاعتماده القرآن الكريم منهاجا، وهو بطبيعة الحال معجزة دينية وفكرية علمية وأدبية تخاطب العقل والحواس، وتدعو إلى التفكر والتأمل. (24/ص11).
ويرى الباحث أنه أيضا اتسم بالتوازن، والشمول، والأصالة، والتفتح، والاجتماعية، والموسوعية وغيرها.
وهذه السمات ميّزت فكرنا التربوي الإسلامي، بحيث جعلت مفكرينا يبدعون في اكتشاف المبادئ التربوية الصحيحة، وبلورتها في منظور أنساني منسجم من الحقائق والأسس النفسية المعاصرة. (18/ص17)
ويرى الباحث أن هذا الإبداع إنما تأتّى مما تركه العلماء في مؤلفات غزيرة تضمنت عصارة فكرهم وإبداعهم الثقافي، مما شكل الوتد الكبير لتراثنا الإسلامي العتيد.
ولكي نقدر ما نحن فيه من تقدم لابد أن نعرف كم من الجهد الذي بذله علماؤنا العاملون، وقد أوصلنا الجهد ذاك إلى العلا اليوم، ومازلنا نتطلع إلى المستقبل، ولعل لنا دورا في بنائه، فلا يكفي أن نأكل ثمارا من شجرة زرعها السابقون دون أن نغرس شجرا يثمر للقادمين. (15/ ص23)
وعليه يكون هدف الفكر التربوي المعاصر العمل على تأكيد الذاتية الإسلامية، فنحن بحاجة الى أن نعرف ذواتنا، وأن نتأمل ما حولنا، وأن نخرج من هذا وذاك فكرا تربويا إسلاميا ملائما فعالا. (32/ ص76)
وتأتي أهمية هذا البحث في محاولة إعادة جزء من فعّالية هذا الفكر وسط زحام النظريات والأفكار الأجنبية الوافدة، وذلك ليكون لنا فكرنا التربوي المتميز، فكر لا يعيش على فتات موائد التربية الغربية، وانما هو فكر اصيل وعميق متعايش مع روح العصر الحديث بتقنياته وآلاته، بل صانع لها موجها اياها التوجيه الاسلامي الجيد؛ من اجل حياة أفضل وواقع تربوي مليء بالنضج والحيوية والامل. (19/ ص9)
ومما يعزز أهمية البحث الحالي إضافة الى ما تقدم:
أولا: إن هذا البحث يقف على المدى الذي بلغه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في فهم أبعاد العملية التعليمية فهما صحيحا، والتعرّف على ما احتواه فكره من مبادئ تربوية تحتاج الى البحث والدراسة.
ثانيا: يُعدّ هذا البحث محاولة جديدة لتأصيل الفكر التربوي الاسلامي عند الامامية بخاصة، اذ يواجه المذهب تحديات فكرية عديدة نتيجة الغزو الثقافي والفكري الناتج عن الاتجاه نحو محاكاة الغرب، والتي أدّت الى تكوين أجيال قد لا تعرف عن رموزنا الاّ الشيء القليل.
ثالثا: يعتقد الباحث أن دراسة أفكار السيد شهيد المحراب (قدس سره) وآرائه التربوية ستؤدي الى إضافة نوعية، يمكن الافادة من هذه الافكار والآراء في اقراء نظامنا التربوي المعاصر.
رابعا: إن فكر السيد شهيد المحراب (قدس سره) التربوي لم يدرس بحسب علم الباحث مما يستوجب البحث والدراسة بدقة؛ من أجل كشف المزيد من صفحات حياته المشرقة.
ثالثا: هدف البحث
يرمي البحث الحالي الى تعريف الفكر التربوي الإسلامي عند السيد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) عن طريق الاجابة عن السؤال الآتي: ما المبادئ التربوية عند السيد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد الحكيم (قدس سره)؟
رابعا: حدود البحث
يقتصر البحث الحالي على:
الفكر التربوي عند شهيد المحراب من خلال مؤلفاته.
خامسا: منهج البحث
إتبع الباحث في هذه الدراسة منهجية البحث التاريخي الوصفي التحليلي.
سادسا: تحديد مصطلحات
في سبيل تحديد مصطلح الفكر التربوي في هذه الدراسة لابد من عرض جيد لكل كلمة وردت فيه؛ ليكون مفهوما واضحا لمعناه، وما يراد به.
أولا: الفكر
أ ـ لغةً: الفكر في المفاهيم العربية هو: تأمل، والاسم (الفكرة) و (الفكرة) ومصدر (الفكر).
وجاء في مجمع البحرين: التفكر: التأمل، والفكر بالكسر اسم منه، وهو لمعنيين:
أحدهما: القوة المودعة في مقدمة الدماغ.
وثانيهما: ترتيب امور في الذهن يُتَوصيل بها الى المطلوب؛ ليكون علما أو ظناً. (17/ ص422)
وقد وردت في القرآن الكريم في عدة مواضع، بلغت خمسة عشر موضعاً على هيئات متعددة: فكر، تتفكروا، تتفكرون، يتفكروا، يتفكرون.
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف «تفكّر ساعة خير من عبادة ستين سنة».
ب ـ اصطلاحا
1 ـ يعرفه نوري جعفر (1971):
بانه نشاط نوعي يتميز به الإنسان، ويشكّل عمليات الادراك والفهم والذاكرة والمحاججة والتقليد والاستنباط، وتظهر من خلال عمليات الإنسان الاجتماعية. (3/س260)
2 ـ يعرّفه فاضل زكي محمد (1976):
بانه الاراء والمبادئ والنظريات التي يطلقها او يعتمدها العقل الإنساني في التمديد لمواقف او مواقف معينة تجاه الكون الإنساني والحياة. (25/ ص19)
3 ـ يعرّفه جميل صلبيا (1982):
إعمال العقل في الأشياء للوصول إلى معرفتها (16/ مادة فكر).
ثانيا: التربية
أ ـ لغة:
جاء في مجمع البحرين «ربيته تربية»: غذوته، وهو لكل ما ينمي، كالولد، والزرع (17/ ج2 ص139).
ب ـ اصطلاحا:
1 ـ يعرفها النجيحي (1975م):
عملية تشكيل أفراد إنسانيين وإعدادهم في مجتمع معين، وزمان ومكان معينين، حتى يستطيعوا اكتساب المهارات والقيم والاتجاهات والأنماط والسلوك المتنوعة، التي تُيَسر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية التي ينشأون أفرادا عليها، ومع البيئة المادية أيضاً. (30/ ص10)
2 ـ يعرفها مصطفى أبو العينين (1988):
هي النشاط الفردي والاجتماعي الهادف لتنشئة الإنسان فكريا وعقليا ووجدانيا وحسيا وجماليا وخلقيا، وتزويده بالمعارف والاتجاهات والقيم والخبرات اللازمة لنموه نموا سليما. (19/ص110)
ثالثا: الفكر التربوي
1 ـ يعرّفه إسماعيل علي (1987)
بأنه صورة من صور الفكر على وجه العموم، وهو وليد حركة المجتمع في بنيته الأساسية، هو إفرازها على صفحاته، تعكس ظروفه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتشكل اتجاهاته ومساراته تتخذه هذه الظروف من مسارات واتجاهات. (18/ص5)
2 ـ يعرّفه العمري (1992)
بانه فلسفة قبل ان يكون أي شئ اخر، يتكون من افتراضات اساسية تلقي الضوء على مفهوم الإنسان، وطبيعته، وعلاقاته، وموقفه من العالم المادي والحياة الاجتماعية، بدون ذلك لا يستطيع نقد او تطوير سياستهم واهدافهم التربوية. (21/ص81)
3 ـ تعرّفه ابتسام محمد فهد (1994)
بانه الاسس النظرية ومجالاته التطبيقية التي تعمل باتجاهين:
الاول: مستمد من المعتقدات والمحركات الاساسية للفكر (المثل) وتتجه نزولا نحو الواقع.
والثاني: عمل تطبيقي (واقعي) مستمد من المعطيات الاجتماعية جوابها ومكوناتها، ويتجه صعودا نحو (الشك). (24/ص20)
أما التعريف الذي يخص هذا البحث للفكر التربوي:
هو المبادئ والأهداف التربوية المستمدة من القرآن الكريم، ومن سنة المعصومين (عليهم السلام) وآثار العلماء (قدس سرهم) التي كانت تلقى في محاضرات ومؤلفات شهيد المحراب (قدس سره).
الفصل الثاني
التعرف على السيد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
ـ اسمه، لقبه، ولادته، نشأته
ـ والده وأسرته
ـ توثيقه ومكانته عند العلماء
ـ شيوخه
ـ تلامذته
ـ آثاره
اسمه، ولادته، لقبه، نشأته
اسمه: هو السيد محمد باقر بن السيد محسن بن السيد مهدي بن السيد صالح بن السيد أحمد بن السيد محمود الحكيم (الأسدي، 2003، ص1)
أما تاريخ مولده فهو 25/ جمادي الأولى عام 1358ﻫ الموافق عام 1939 ميلادية في مدينة النجف الاشرف موطن مولده واستشهاده.
تلقب أسرته بـ(آل الحكيم) وهي من الأسر العلوية التي يعود نسبها الى الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى، وهي الاسرة التي لقبت باسرة العلم والشهادة؛ بما قدمته من آثار علمية ودرجات عالية للدين والمذاهب، وبما قدمته مِن شهداء كانت دماءهم الزاكية خطت بها الصفات المشرقة في تاريخ نضال المرجعية الشيعية السياسي. (2/ ص12)
اما نشأته، فقد نشأ في احضان والده المرجع الاكبر للطائفة الامامية في عصره السيد محسن الحكيم (5، 1390ﻫ)، فقد كان في تسلسل العمر الخامس بين اخوته التسعة.
عاش عيشة الزاهدين في الدنيا الطامعين في الجنة، فتلمض يجرع سير الصالحين، والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه ابناء الاسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية، فكانت مجالس العلم والتعليم شغله الشاغل، والبحث والمدارسة همه الاوحد، والدرس والتدريس غايته القصوى. (2/ ص12 ـ 14)
والده وأسرته
أما والده فهو (السيد محسن الحكيم) وكفى بذلك فخرا، المرجع الاوحد للامامية في عصره، الذي تسلم زمام المرجعية في النجف سنة 1355 ﻫ بعد وفاة أستاذه المرحوم النائيني (قدس سره) (القضية، ب.ث، ص27) وقد استمر على هذه المكانة العالية الى أن وفد على ربه يوم 27/ 6/ 1970م الموافق 27/ع1 /1390ﻫ.
توثيقه ومكانته عند العلماء
تبوأ السيد شهيد المحراب مكانة عالية عند المراجع العظام، والعلماء الأعلام، فكان محل ثنائهم ومدحهم وثقتهم، فكان حجة ثبت في قوله، بارعا في تدريسه[4] مؤلفا، مفكرا، موسوعيا.
ويمكن ايجاز ذلك من خلال ذكر الوكالات والشهادات التي نالها شهيد المحراب، ومنها:
1 ـ وكالة والده الامام الحكيم (قدس سره).
2 ـ وكالة الامام محمد باقر الصدر (قدس سره).
3 ـ وكالة الامام الخميني (قدس سره).
4 ـ شهادة آية العظمى مرتضى آل ياسين (قدس سره) باجتهاد السيد شهيد المحراب (قدس سره).
5 ـ وكالة آية الله العظمى السيد الكلبايكاني (قدس سره).
شيوخه
الناظر في حياة شهيد المحراب محمد باقر الحكيم (قدس سره) يجد أنه تتلمذ على عدد من اساطين الحوزة العلمية، بل إنه أختص بعلمين جليلين كان لهم الباع الطويل في تجديد الحوزة العلمية، وهما الامامان الكبيران:
1 ـ السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي (ت1413ﻫ، 1992م).
2 ـ السيد محمد باقر الصدر (ت1400ﻫ، 1980م).
ومع ملازمته لأستاذه الأخير نال الخطوة الكبرى، مما جعله عضده المفدى.
كذلك تتلمذ على آخرين، منهم:
1 ـ آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.
2 ـ السيد محمد حسين السيد سعيد الحكيم.
3 ـ السيد يوسف السيد محسن الحكيم.
4 ـ الشيخ مرتضى آل يس. (2/ ص11 ـ 14)
تلامذته
لقد تربّى على يد سماحته (قدس سره) جملة من العلماء العاملين كان في طليعتهم:
1 ـ شقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم.
2 ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري.
3 ـ العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي.
4 ـ العلامة الشيخ أسد الله الحرشي.
5 ـ العلامة الشيخ عدنان زغلوط.
6 ـ السيد حسن النوري.
7 ـ العلامة السيد صدر الدين القبانجي.
8 ـ الشيخ حسن شحادة.
9 ـ الشيخ هادي الثامر. (2/ ص13)
وقد تخرج على يديه عدد من اساتذة الجامعات العراقية، أمثال العلامة الاستاذ الدكتور محمد حسين علي الصغير الاستاذ الاول في جامعة الكوفة وغيرهم.
آثاره
لقد ترك سماحته عدة كتب ودراسات وبحوث تنوعت على عدة مجالات.
1) مجال الدراسات القرآنية وعددها (13) مؤلفا أبرزها:
أ ـ علوم القرآن
ب ـ القصص القرآني
ج ـ منهج التزكية في القرآن.
د ـ مقدمة التفسير
ﻫ ـ المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
2) مجال السير والتأريخ وعددها خمسة مؤلفات:
1 ـ أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في الدفاع عن الإسلام.
2 ـ دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة.
3 ـ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).
4 ـ الإمامة وأهل البيت.
5 ـ الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
3) مجال المعارف الإسلامية: وعددها عشرة مؤلفات أبرزها:
1 ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
2 ـ حقوق الإنسان.
3 ـ دور الفرد في النظرية الاقتصادية وغيرها.
4) مجال العلوم السياسية وعددها ستة مؤلفات أبرزها:
العراق.. تصورات الحاضر والمستقبل، القضية الكردية وغيرها.
الفصل الثالث
مصادر الفكر عند شهيد المحراب (قدس سره).
الرؤية الفكرية للسيد شهيد المحراب (قدس سره).
مصادر الفكر عند شهيد المحراب آية الله العظمى السيد الحكيم (قدس سره).
لقد كان فكر شهيد المحراب آية الله العظمى الحكيم (قدس سره) مستمدا من المصادر والينابيع الأولى، وهي كما ذكرها في استدلاله لإحدى القضايا الفكرية التي حظي بها تراثنا الإسلامي الخالد بحثا ودراسة وهي ـ فكرة الإمامة ـ وقد استدل بها من خلال عدة مصادر:
1 ـ الاستدلال بالقرآن الكريم.
2 ـ الاستدلال بالروايات التي وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء كانت عن طريق أهل البيت، أم من طريق الجمهور (السنة المطهرة).
3 ـ العقل (5/ ص103)
وسنعرض الحديث فيها موجزا.
أولا: القرآن الكريم
القرآن الكريم (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود/1).
(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت/42).
«هو نور لا تطفأ مصابيحه، وسراج لا يخبو توقده، وبحر لا يدرك قعره ومنهاج، وشعاع لا يظلم ضوؤه، وفرقان لا يخمد برهانه».
فقد كان القرآن الكريم المصدر الأول لفكر شهيد المحراب (قدس سره) والمنبع الأساسي لأرائه، والمرجع في كل محاجة ومناظرة ومجادلة ومحاضرة ومحاورة.
وقد وصف شهيد المحراب (القرآن الكريم) وصفا تعريفيا بقوله: «هو الكتاب الإلهي للرسالة الخاتمة، والمعجزة الخالدة للإسلام ونبيه الكريم، يتحدث إلى جميع الناس في مختلف العصور والأزمان». (7/ ص312)
ومما يدلل أن شهيد المحراب قد كان القرآن مرجعه الأول، تأكيده على ان القرآن جاء ليتناول جميع موضوعات الدين والحياة اذ يقول (قدس سره): «تناول كل الموضوعات الدينية، بل في بعض النصوص المأثورة ما يشير إلى تناوله لكل شئ في الوجود، وقد يفهم ذلك أيضا من قوله تعالى:
(نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ) (النحل/89).»
تم يورد الرواية المأثورة التي تؤيد ذلك فيذكر حديثا معتبرا في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة». (11/ص9)
ثانيا: السنة المطهرة
وهي تمثل إحدى المعالم الرئيسية بعد القرآن الكريم في إيضاح أسس التعامل الإنساني ومن واقع الهي ثابت، فجاءت شرحا لما غمض من أحكام الشريعة وسننها، حتى أصبحت تشكّل عمقا فكريا لحياة الإنسان المسلم، يستطيع في ضوئها أن يهتدي إلى سبيل الإسلام في الدنيا.
وقد عدّ السيد شهيد المحراب السنة المطهرة إحدى المصادر في تفسير الآيات القرآنية وإحدى وجوه الاستدلال على القضايا الفكرية.
اذ يقول:
«ويشكل المأثور عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) مصدرا آخر للقرائن المنفصلة في عملية التفسير بشكل عام». (11/ ص8)
كما يؤكد السيد شهيد المحراب في أكثر من موضوع على أهمية سنة المعصومين (عليهم السلام) إذ يشير بقوله: «أنهم عدل القرآن الكريم الذي هو النقل الأكبر، وأهل البيت (عليهم السلام) الثقل الأخر الذي لم يفترق عن القرآن الكريم، بل هم علماء القرآن الكريم أيضا يفسرونه ويوضحونه ويبينونه، ويكشفون غرائبه، ويستخرجون كنوزه، وفي الوقت نفسه هم حملة السنة النبوية في تفاصيلها ومصاديقها ويعرضون ما تؤول إليه الآيات والأحاديث في حاضرها ومستقبلها» (8/ ص9)
ثالثا: العقل
يعد العقل احد الأصول الأربعة المعتمدة استنباط الأحكام، كما له المكانة السامية والمنزلة الرفعية، وقد اكبر الإسلام العقل، ودعا للرجوع إليه، لما له من مكانه عظيمة قال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) (المائدة/130).
ولقد استدل السيد شهيد المحراب بالعقل في أكثر من موضوع، وقد فصّل ذلك في كتابه «الإمامة وأهل البيت (عليهم السلام)».
الرؤية الفكرية للسيد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد الحكيم (قدس سره).
1) الله عزوجل
إن القرآن الكريم يعتبر وجود الله أمراً واضحاً وغنيا عن البرهنة، ففي قوله تعالى: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (إبراهيم/ آية 10).
فيرى القرآن أن الشك والتردد أمراً غير مبرر. (14/ ص41)
وفي العقيدة الإسلامية لا يمكن للمؤمن إستكمال إيمانه مالم يعتقد جزما أن الله واحد لا شريك له.
قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص).
وكذلك عبادته واحدة، والتوحيد في العبادة أن يؤمن الإنسان بالله تعالى هو المستحق للعبادة ولا معبود سواه.
يقول السيد شهيد المحراب: «إن جميع ما يجري في هذا الكون انما هو بأمر من الله تعالى وتقدير وقضائه، وأن جميع ما فيه يُسبِّح لله تعالى ويعبده، وكل ذلك في منظومة واسعة وشاملة ودقيقة ترتبط بالإله الواحد، بالرغم من تعدد الأسباب في سلسلة مراتبها، وتعدد الظواهر الكونية والاجتماعية في تداعياتها». (11/ ص494)
2) الطبيعة الإنسانية
الطبيعة الإنسانية هي وجود واقعي «يتحدد من خلال سلوكه ونشاطه، ومن خلال اختياره وإرادته وقدرته على التنفيذ، متخذا من العمل سبيلا ومنهجا يلتزم به، ومن الآيات مصدر الانطلاق وثبات..» (24/ص60)
لقد نظّر الإسلام للإنسان على أساس وظيفته، وغايته التي خلق من اجلها، وهي: الخلافة في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة/آية 30)».
وكذلك الإمامة بكل مدلولاتها الواسعة، انطلاقا من قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) (البقرة/124)
وقد أتبعها السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بحثا في كتاب مفصل: وقد أكد اهميتها في الإنسانية بقوله: «إن الإمامة والامام يمثل التكامل الإنساني في مسيرة البشرية» والهدف الذي خلق الله الإنسان على الأرض من اجل تحقيقه والدرجة العليا في المصير الأخروي، وهو ما تشير اليه الاية الكريمة، وتذكره بصورة أوضح آية جعل الخلافة على الأرض في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة/ 30)
كما أن الإسلام قد نظر للإنسان على أساس غاية خلقه، وهي: العبادة، وتجلى ذلك في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56).
وقد ذكر شهيد المحراب السيد الحكيم (قدس سره): إن العبادات في عموم أبعادها الهدف الأساس من وجود الإنسان وخلقه.(8 /297)
3) العقل
اهتمت التربية الإسلامية بالعقل اهتماما كبيرا، ورعته رعاية عظيمة، انطلاقا من المبدأ القرآني ذاته، إذ وردت مادة العقل في القرآن الكريم في (49) موضوعا، والقلب بمعنى العقل في 133 موضعا، والنهى بمعنى العقل في موضعين، والألباب بمعنى العقول في (18) موضعا. (19/ ص60)
وقد وصفه السيد شهيد المحراب بقوله: «العقل هو الذي يمكن الإنسان (به) من تمييز المصالح والمفاسد، ويعطيه القدرة على إدراك الأشياء وتميزها، فبالعقل يدرك الخير والشر، والصلاح والفساد، والحسن والقبح، كما أنه هو الذي يعطي الإنسان القدرة على تسخير الموجودات التي خلقها الله تعالى، لخدمة الإنسان وسدّ احتياجاته المختلفة، كما أنه بالعقل يثاب الإنسان ويعاقب، وبه يعبد الإنسان الله تعالى، وهو الذي يوصله إلى تقوى الله تعالى، والاعتصام بحبله، وإدراك سبل النجاة، واجتناب طريق الهلاك» (11/ص55 ـ 56)
4) النوع في الطبيعة الإنسانية
النوع (الذكر ـ الأنثى) الجزءان المتناظران في المجتمع الذي يصفه الله عزوجل في قوله: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). (الذاريات/ آية 49).
وقد أعطى القيمة الإنسانية للمرأة، وأكد حقها، وتشهد بذلك الآيات الكريمة.
وقد ورد وصف المرأة والرجل من اشتقاق واحد في كل الفروض والواجبات (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الأحزاب/35 وقد أكد شهيد المحراب السيد الحكيم (قدس سره) بان للمرأة دورا مهما في الحياة الاجتماعية، فهي إلى جانب كونها تؤدي دور التربية للأجيال، وتنشئتهم نشأة صالحة، فإنها تستطيع أن تقف إلى جانب الرجل في مجمل الحركة الاجتماعية والسياسية وفق الضوابط والأصول التي حددها الإسلام لحركتها على هذا الصعيد.
كما يرى السيد الشهيد أن المرأة المؤمنة قامت بادوار هامة في «التاريخ الإسلامي والمجتمع الإسلامي، مضافا إلى دورها المتميز في بناء القاعدة الأساسية للمجتمع الإنساني، وهي الأسرة التي يكون للمرأة في بناءها الدور الأساسي». (2/ ص83)
5) القيم
تعد القيم ضرورة للحياة البشرية في كل زمان ومكان، ولا يستغني منها الناس إذا أرادوا الاستقرار والطمأنينة والسعادة في هذه الحياة، وتمتد هيمنتها إلى الحلقات الأوسع، الإنسانية والاجتماعية والحضارية. فالقيم «تطلق أحكاما حول تلك الأشياء التي يعتقد أنها حقيقة»؟ (24/ ص69)
ويؤكد بعض المربين أهمية القيم في كل نشاط أنساني، وان القيم الخلقية هي موضوع التربية، وتهم كل فرد في كل جانب من جوانب الحياة.
وقد أكد شهيد المحراب (قدس سره) بان الشريعة الإسلامية تكمل دور القيم في الحياة الإنسانية من خلال إيجاد الصيغة الواحدة المنظمة للحياة، والقيم تفسر وتوضح مسار الشريعة وتعطيها المرونة الكافية لمعالجة الاختلاف في كل زمان ومكان. (11/ ص261 ـ 269)
ويرى الباحث من خلال مؤلفات السيد الشهيد (قدس سره) التي لها مساس بالجانب التربوي: أن الهدف الذي يسعى إليه السيد الحكيم (قدس سره) هو ترسيخ القيم الإسلامية التربوية، وإنشاء هيئة راسخة في نفس الإنسان، بحيث تتجه به نحو العمل الصالح.
والقيم التي نادى بها السيد شهيد المحراب (قدس سره) المسندة إلى ما جاء بها الإسلام كثيرة، ويمكن ذكر بعضها إيجازاً:
1 ـ عبادة الله تعالى.
2 ـ التقوى.
3 ـ تقوية الإرادة الإنسانية.
4 ـ العلم.
5 ـ المعرفة والعقل.
6 ـ الوفاء بالعهد والميثاق.
7 ـ الحق والعدل.
8 ـ القسط.
9 ـ القدوة الصالحة. (11 /161 ـ 169)
10 ـ الورع.
11 ـ الزهد.
12 ـ المصير.
13 ـ الإمامة.
14 ـ الإحسان.
15 ـ إصلاح ذات البين.
16 ـ العفة.
17 ـ الحلم.
18 ـ الرفق.
19 ـ التواضع. (8/ ج2/ ص60 ـ 62)
الفصل الرابع
فكر السيد شهيد المحراب (قدس سره) التربوي
1) الأهداف التربوية
لقد اتسعت الأهداف التربوية الإسلامية بمرور الزمن واختلاف العصور، وتعدد المذاهب والفرق والمتغيرات الاجتماعية، وقد شملت تلك الأهداف جميع جوانب نشاطات الإنسان، واستوعبت حياته في علاقاته الممكنة، بل في علاقاته بنفسه (من أدقها وأضخمها) وتهتم بالدنيا كما تهتم بالآخرة في أسلوب متكامل متناسق. (19/ص55)
وكانت أبرز أهداف السيد شهيد المحراب (قدس سره) في التربية: معرفة الدين، حكما وعملا، وقد ضيق الأهداف على ثلاثة أصناف:
أ) الهدف العلمي
إن طلب العلم وبذله من أفضل ألوان الجهاد، كما أنه أفضل ألوان العبادة.
ب) الهدف الديني
العلم هو الصفة بعد الإيمان بالله تعالى، بل هو طريق الإيمان، وهو الذي يوصل الإنسان إلى درجات التكامل الإنسان التي وضعها الله أمام الإنسان، وهي: الخشية المطلقة من الله تعالى.
ج) الهدف الإنساني
إن العلم هو الذي يؤمن الإنسان للقيام بدور في هذه الحياة الإنسانية من إقامة حكومة العدل وهداية البشرية.
2) المناهج
مما لاشك فيه أن المناهج التربوية الإسلامية، منها ما هو رباني ثابت لا يجوز ان يطرأ عليه تحويل أو تغير، قال تعالى: (لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب/ 62).
ومنها ما هو بشري متطور يضعه التربويون بما يتناسب مع الطلبة، يجتهدون في ذلك، مقتبسين له من منهج الله عزوجل ومنهج رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا النوع من المناهج يتطور ويتغير، وبحسب الفروق الفردية بين الطلبة، وتبعا لظروفهم وأحوالهم.
واذا كان الأصل في المناهج الربانية الثبوت والاستمرار، فان الاصل في الأساليب والوسائل البشرية التطور والتحول.
وقد نبه سيدنا الشهيد (قدس سره) مؤكدا على امرين هامين هما:
1 ـ ضرورة التخطيط في المناهج والبرامج لمواجهة التنوع والتعدد في الاوساط التعليمية حوزويا كان ام اكاديميا.
2 ـ التخصص في هذه المناهج لتواجه التنوع المعرفي والبشري المقدر، ويرى الباحث أن هذين الامرين يلزم الاخذ بهما للوصول بالعملية التعليمية الى بر الامان، ويجنبها التعثر والخلخلة في المناهج. (6/ ص41 ـ 50)
طرائق التدريس التي استخدمها السيد شهيد المحراب (قدس سره) لإيصال أفكاره
يتفق المربون على أن المدرس لا يعلم بمادته فحسب، وانما يعلم بطريقته في التدريس التي يجعل بها العلم ايسر وأسهل، مع توفير الوقت والجهد، وتعد طريقة التدريس الاداة التي تحقق من خلالها اهداف المادة الدارسية، فهي أول خطوة يوضع فيها المنهج موضع التنفيذ. (4/ ص25 ـ 46)
وقد استخدم السيد شهيد المحراب (قدس سره) اكثر من طريقة لتوصيل المادة العلمية الى المتعلمين تعد ابرزها:
1 ـ طريقة المحاضرة.
2 ـ الطريقة الحوراية.
3 ـ الخطب.
4 ـ القصص.
5 ـ طريقة التنفيذ.
1. طريقة المحاضرة: أو طريقة الالقائية أو الاخبارية، وقد كان كثيرا ما يستخدمها شهيد المحراب (قدس سره) في القاء دروسه في كلية اصول الدين في بغداد، وفي محاضراته في تفسير القرآن الكريم التي كان يلقيها باستمرار.
ا2. لطريقة الحوارية: وقد تجلت هذه الطريقة، في حواراته التي طبعت، والتي اضفت معلومات قيمة. (9/ ص10)
3. الخطب: إن وظيفة الخطابة هو الدفاع عن الرأي، وتنوير الرأي العام في أي امر من الأمور (26 /268).
وقد كان شهيد المحراب (قدس سره) خطيبا مفوها ومصعقا وواعظا وناصحا ومدافعا عن قيم الاسلام الاصيلة، غير منحاز الى فئة معينة، استخدم الخطبة كطريقة لنشر افكاره ومبادئه ومؤثرا ابلغ التأثير في سامعيه.
4. القصص: تهدف القصة الى تهذيب الخلق بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقد اكد السيد شهيد المحراب على أن القصص القرآني لها اهداف تربوية اربعة:
أ ـ تربية الإنسان على الايمان بالغيب.
ب ـ تربية الإنسان على الايمان بالقدرة الالهية المطلقة.
ج ـ تربية الإنسان على الأخلاق الفاضلة وفعل الخير.
د ـ التربية على الاستسلام للمشيئة الإلهية. (10/ ص46 ـ 47)
5. طريقة الاستنباط: وهي من الطرائق الاستدلالية التي تستخدم في استنباط الأحكام الشرعية، وتسير بذهن المتعلم سيرا علميا على نحو الاستنباط الاستقرائي او القياسي…(6/ ص62)
التقنيات التربوية
يعدّ التطور سنة الحياة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، وهذا أمر طبيعي يلاحظ في كل جانب من جوانب الحياة، وفي كل ناحية من نواحي المعرفة الإنسانية.
وأن استخدام الطريقة الحديثة في التعليم، بناء على أسس مدروسة وأبحاث ثبتت صحتها بالتجارب، هي ما يسمى: بالتقنيات التربوية.
فهي بمعناها الشامل تضم جميع الطرائق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين، بغرض تحقيق أهداف تعليمية محدودة، تسعى الى تطوير ورفع فاعليته. (4/ ص52 ـ 53)
ولقد أكد السيد شهيد المحراب (قدس سره) على الثورة المعلوماتية والمعرفية، منبهاً على ضرورة تنوع المعرفة، مشيرا الى أن العالم أصبح أشبه بالقرية الصغيرة، فنراه (قدس سره) يولي اهتماما الى الكمبيوتر، والانترنت، مؤكدا أن لابد لطالب العلم الالمام بهذه التقنيات التربوية. (6/ ص96).
العملية التعليمية
من المعلوم لدى التربويين أن العملية التعليمية تشكل جزءا من منهج، وهي تُمثَّل بمثلث معروف.
وقد فصّل ذلك (قدس سره) في رسمه لاطراف العملية التعليمية في أنها تكون من:
الإدارة، والأساتذة، والطالب
الإدارة
الأساتذة
الطلبـــة
العلم والعلماء
كان (قدس سره) يرى أن للعلم والعلماء في النظرية الإسلامية موقعاً متميزاً لا يشبهه موقع أخر بعد الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر؛ ولذا جعل العلم مقرونا بالإيمان في قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة/ آية11)
وقد أعطى سيدنا شهيد المحراب تحديدا تربويا متكاملا للعلم بقوله: «إنما العلم طريق إلى الله سبحانه وتعالى، والى خشيته وتحقيق الأهداف التي وضعها أمام الإنسان والبشرية» (6/ ص 6).
التعليم
لقد عرّف (قدس سره) التعليم: (بأنه عملية وممارسة اجتماعية للمشكلات القائمة بين الناس، وهي تكون جانبا في شخصية العالم) (الحوزة، ص 28) وقد وضع (قدس سره) مصطلح «التبليغ» مرادفا للتعليم، مستشهدا بقوله تعالى:
(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ) ويعده (قدس سره) من الواجبات والمسؤليات الخطيرة.
وقد حدد (قدس سره) أهدافا عامة للتعليم، وهي:
1 ـ توصيل الهدى والمعرفة إلى الناس.
2 ـ تطوير الوضع العلمي للمتعلم. (6/ ص27)
التعليم المستمر
قال (قدس سره): «يمكن للطالب المجد أن يستفيد من الموسم الدراسي، ويوظف طاقاته وإمكاناته من أجل أن يستمر في العلم، ويتعمق به، ويستزيد منه الى الدرجات العالية».
لقد أدرك السيد شهيد المحراب (قدس سره) بخبرته العلمية الكبيرة أن الانقطاع عن المذاكرة والاقتصار على حد معين قد يؤدي الى النسيان؛ لذا كان يحث (المتعلم) على المدارسة بالمذاكرة وتوظيف طاقاته وإمكاناته؛ من أجل الاستمرار في الاستزادة من العلم.
ومن هذا نستطيع أن نقول: إن السيد شهيد المحراب (قدس سره) كان يدعو للاخذ بمبدأ التربية المستمرة طول الحياة، وهذا المبدأ تؤكده التربية المعاصرة، اذ اكدت أن التغيرات السريعة التي أحدثها التقدم العلمي وأشكال النشاط الاقتصادي والاجتماعي الجديد، فأصبح التأكيد على التوفيق بين ثقافة عامة واسعة قدر المستطاع وبين إمكانية الدراسة المعمقة لعدد صغير من المواد، وهذه الثقافة العامة تعدّ بشكل ما جواز المرور نحو تربية مستمرة مدى الحياة.
المتعلّم
لقد أجمل (قدس سره) صفات المتعلم على مبادئ تربوية وقيم عالية تمثلت بصفات اربع:
1 ـ التقوى والأخلاق.
2 ـ الشعور بالمسؤلية وتحملها.
3 ـ التصدي لعملية الإنذار.
4 ـ الرؤية الاجتماعية والسياسية للواقع الاجتماعي. (6/ ص82)
التفرغ لطالب العلم
لقد أوضح (قدس سره) مبدأ تربويا عاليا، قد أكّده من قَبل التربويين الأوائل، وهو: التفرغ لطلب العلم.
إذ كان (قدس سره) يرى أن طلب العلم مسؤلية كبرى، ولابد هذا الطلب أن يتحقق به أمران، هما:
1 ـ الإخلاص 2 ـ الاستمرار
فهو يجعل لطالب العلم مسؤلية عظيمة، لا أنها حرفة (ومهنه)، بل يجب أن يكون احد الدعوات الحقيقية إلى العلم والتقوى والجهاد، مشيرا إلى أنه «لباس أهل العلم»، وقد وضّح السيد شهيد المحراب (قدس سره) أن هذا التفرغ يزيد من كثرة التحصيل، وهذا مؤداه الإبداع العلمي. (6/ ص54)
الفصل الخامس
نتائج البحث، التوصيات، المقترحات
نتائج البحث
من خلال عرض الفكر التربوي لدى شهيد المحراب السيد الحكيم (قدس سره) توصل الباحث إلى ما يأتي:
1 ـ إن الهدف العام عند شهيد المحراب (قدس سره) هو تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى في حياة الإنسان، وقيام الإنسان بمهامه المختلفة لعمارة الكون.
2 ـ أكد السيد شهيد المحراب (قدس سره) على العقل كثيرا، واعتبره هو الذي يمكن الإنسان به من تمييز المصالح من المفاسد.
3 ـ نالت القيم اهتماما واسعا في فكر السيد شهيد المحراب (قدس سره)، مؤكدا على ضرورتها في أنها تفسّر وتوضّح مسار الشريعة الإسلامية.
4 ـ أكد السيد شهيد المحراب (قدس سره) ضرورة التخطيط للمناهج والبرامج لمواجهة التنوع والتعدد في الأوساط التعليمية.
5 ـ تمثلت طرائق التدريس لدى شهيد المحراب (قدس سره) بالمحاضرة، والحوار، والخطب، والقصص.
6 ـ أكد (قدس سره) على الثورة المعلوماتية والمعرفية منبّها على ضرورة تنوع المعرفة.
7 ـ يعتقد (قدس سره) بأن التعليم عملية ممارسة اجتماعية للمشكلات القائمة بين الناس، وهي أساس شخصية العالم.
8 ـ نادى (قدس سره) بمبدأ تربوي عال، وهو ضرورة تفرغ طالب العلم للتحصيل.
التوصيات
في ضوء نتائج البحث يورد الباحث التوصيات الآتية:
1 ـ قيام كليات التربية، والمعلمين، ومعاهد إعداد المعلمين في العراق بتضمين مادة فلسفة تربية بعض الأفكار التربوية التي نادى بها شهيد المحراب (قدس سره).
2 ـ استخدام طرائق التدريس التي دعا إليها السيد شهيد المحراب (قدس سره).
المقترحات
يقترح الباحث ما يأتي:
1 ـ إجراء دراسة مماثلة لأحد أعلام الفكر التربوي الإسلامي عند الامامية باعتماد نفس المنهج الذي استخدمه الباحث.
2 ـ اجراء دراسة مقارنة بين الفكر التربوي عند السيد شهيد المحراب مع أحد الاعلام الفكر التربوي الغربي.
المصادر
1 ـ خير ما نبدأ به القرآن الكريم.
2 ـ الاسدي، محمد هادي، اطلالة على السيرة الذاتية سماحة المرجع الديني آية الله محمد باقر الحكيم، دار التبليغ الاسلامي 2003م.
3 ـ بحر العلوم/ حسين/ العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية/ معهد الدراسات العربية والإسلامية لندن2003م.
4 ـ حجي، علي خضير جاسم، بناء منهج في الحديث النبوي الشريف للصف الرابع عام وفقا لطريقة الوحدات، اطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة بغداد، كلية التربية ابن رشد, 2004م.
5 ـ جعفر، نوري، اللغة والفكر، مكتبة القومي، الرباط 1971.
6 ـ الحكيم، محمد باقر، الإمامة وأهل البيت (عليهم السلام)، المركز الاسلامي المعاصر، ط1 1424ﻫ.
7 ـ ………….، الحوزة العلمية شؤونها، مراحل تطورها، ادوارها، دار الحكمة، ط1، 1424ﻫ.
8 ـ ………….، علووم القران، ط5، 1424ﻫ.
9 ـ ………….، دور اهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة، دار الحكمة، ط2، 1424ﻫ.
10 ـ ………….، حوارات،ج2، دار التبليغ الاسلامي، ب.ت.
11 ـ ………….القصص القرآني، دار التعارف، ط 1999، م1.
12 ـ ………… المجتمع الإنساني في القرآن الكريم، المركز الاسلامي المعاصر، ط1، 2003.
13 ـ حمزة، كريم محمد، ملامح في الفكر النهضوي العربي، مجلة دراسات اجتماعية السنة الرابعة، ع14، بيت الحكمة، حزيران 2002م.
14 ـ الذيفاني، عبد الله احمد، تاريخ التربية وفلسفتها، مؤسسة الابداع، اليمن ط1، 1997.
15 ـ سبحاني، جعفر، العقيدة الإسلامية.
16 ـ سلطان، محمود السيد، صادق جعفر اسماعيل، مسار الفكر التربوي عبر العصور، القاهرة، ط2، 1997.
17 ـ الصغير، محمد حسين، الفكر الامامي من النص حتى المرجعية، دار المؤرخ العربي، ط2،2000م.
18 ـ صليبا، جميل، المعجم الفلسفي في الالفاظ العربية والانكليزية واللاتينية مجلد 2، دار الكتاب، بيروت، 1979.
19 ـ الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، جاب سوّم، دفتر نشر فرهنك، 1378ﻫ.ش.
20 ـ علي، سعيد مصطفى، معاهد التربية الإسلامية، دار الفكر العربي القاهرة 1986.
21 ـ ابو العينين، علي خليل مصطفى، منهجية البحث في التربية الإسلامية، مجلة رسالة الخليج العربي، ع24، سنة 8، 1988.
22 ـ الفكر التربوي الاسلامي، مجلة رسالة الخليج، ع10، سنة 1983، 3.
23 ـ العمري، خالد، الفلسفة التربوية لمديرية المدارس الحكومية في الاردن، جامعة اليرموك، مجلة ابحاث اليرموك، 1992م.
24 ـ الغبان، باسم قاسم جواد، فكر عبد الرحمن الكواكبي التربوي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد، كلية التربية ابن رشد، 2001م.
25 ـ الفقيه، محمد تقي، جماعة النجف في عصرها الحاضر، ب.ت.
26 ـ فهد، ابتسام محمد، الفكر التربوي العربي الاسلامي لبعض فلاسفة العرب المسلمين في القرنين الرابع والسادس الهجريين، اطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة بغداد، كلية التربية ابن رشد، 1994.
27 ـ محمد، فاضل زكي، الفكر السياسي العربي الاسلامي بين ماضيه وحاضره، سلسلة الكتب الحديثة، ط2، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1976.
28 ـ المظفر،محمد رضا، المنطق، دار المعارف، 1995م.
29 ـ مهدي، عباس عبد، اسس التربية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، دار الكتب، للطباعة والنشر، بغداد، 1993.
30 ـ الموسوي، عبد الله حسن، الفكر الإسلامي وعقبات عالمنا المعاصر، رؤية مستقبلية، مجلة الدراسات الإسلامية العدد الثامن، السنة الثانية، بيت الحكمة، بغداد، 2001م.
31 ـ الناصر، غالب، شهيد المحراب مسيرة العلم والتحدي والشهادة، 1425م.
32 ـ النجيحي، محمد لبيب، في الفكر التربوي، دار النهضة المصرية، القاهرة، 1976.
33 ـ النحلاوي، عبد الرحمن، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، دار الفكر، دمشق، 1999.
34 ـ نوفل، محمد نبيل، العالم العربي وازمة الفكر التربوي، مجلة الفكر التربوي العربي، بغداد، ع1، حزيران، 1977.
[1] العولمة: مصطلح يعني جعل العالم عالما واحدا، موجها توجيها واحدا وتعرف بأنها (حركة كونية لتعميم المكونات الأساسية للمجتمع الإنساني) 3/ ص41.
[2] لقد أشار السيد شهيد المحراب الى ذلك وضرب مثلا في (سلامة موسى) المصري وأمثاله.
[3] ظ ـ كتاب الفكر الأمامي من النص حتى المرجعية / محمد حسين الصغير/ ص5
[4] لقد تصدّى السيد شهيد المحراب (قدس سره) للتدريس الجامعي في كلية اصول الدين.