منهج السيد محمد باقر الحكيم في التفسير

motmar3

م. د. خليل خلف بشر العامري

جامعة البصرة

عام 2008 م

شارك البحث في المؤتمر الفكري الثالث الذي عقدته مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره) في النجف الأشرف عام 2008م تحت عنوان: (فكر الشهيد الحكيم ودمه الزاكي يضيئان الطريق أمام وحدة العراق ونهضته العلمية).

المقدمة

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد: فهذا بحث يتناول منهج مفسر معاصر للقرآن الكريم أفنى عمره المبارك في خدمة الدين والمذهب ونصرة شعبه من تسلط الطاغوت لكنّ ذلك لم يمنعه من التأليف والكتابة في مختلف المعارف، وكان لأبيه مرجع الشيعة الكبير السيد محسن الحكيم ولأستاذه الشهيد الصدر فضل في دراسته وتدريسه طلبة كلية أصول الدين في جامعة بغداد القرآن الكريم حيث امتزجت الثقافة الحوزوية بالثقافة الأكاديمية مما دفعه على مواصلة هذا المشوار في سنين الغربة والهجرة إذ كان ملتزماً بتدريس مادة التفسير في حوزة قم المقدسة، ولما رأيتُ كتبه التفسيرية تُطبع يوماً بعد يوم يدفعني شغف وولع، ورغبة كبيرة في دراسة هذه الشخصية الكريمة التي جادت بالغالي والنفيس من أجل الدين والمذهب وتخليص الشعب من محنته فكان هذا البحث الذي سلّطنا فيه الضوء على منهجه التفسيري إذ كان مدخله منصباً على دراسة المنهج والتفسير لغةً واصطلاحاً ثم عرّجنا على التفسير في منظوره وأسباب تصديه لتدريس مادة التفسير ثم أتبعنا ذلك بتعريف المنهج التجزيئي والمنهج الموضوعي، وتفريق أستاذه الشهيد الصدر بينهما بعدها تعرّضنا إلى مرجحاته وبيان رأيه في المنهجين وأسباب اختياره المنهج التجزيئي فضلاً عن وقوفنا على سمات منهجه التفسيري ثم نظرنا نظرة فاحصة في منهجه التفسيري فوجدنا أنه يمزج بين المنهجين في كتبه التفسيرية. على أننا بذلنا جهداً واضحاً في هذا البحث لكنّا لا ندّعي له الكمال فالكمال لله وحده وحسبنا أن نكون قد وفقنا في خدمة هذه الشخصية المعطاءة (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[1].

مدخل

المنهج، والتفسير لغةً

 جاء في مادة (نهج) في المعاجم العربية بمعنى الطريق أو السلوك فقد ورد هذا المعنى في مختار الصحاح قول الرازي: ‏«‏النهج بوزن الفلس، والمنهج بوزن المذهب، والمنهاج: الطريق الواضح، ونهج الطريق: أبانه وأوضحه، ونهجه أيضاً سلكه…‏»‏[2].

ومثل هذا في المعجم الوسيط إذ ورد في المادة نفسها أن معنى ‏«‏نهج الطريق، نهجاً ونهوجاً: وضح واستبان، ويقال: نهج أمره…، ويقال: نهج الطريق: بيّنه وسلكه… والمنهاج: الطريق الواضح، وفي التنزيل العزيز (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)[3]… المنهج: المنهاج…‏»‏[4].

أما مادة (فَسَرَ) فترد في المعاجم العربية بمعنى البيان والتفصيل. قال الخليل: ‏«‏الفَسر: التفسير، وهو بيان وتفصيل للكتاب، وفسره يفسره فَسراً، وفسّره تفسيراً‏»‏[5]، وأفاد الراغب الأصفهاني أن الفسْر بمعنى ‏«‏إظهار المعنى المعقول، والتفسير في المبالغة كالفسر‏»‏[6]، وجاء في المعجم الوسيط أن فَسَرَ الشيء وفسّره بمعنى وضّحه، وفسّر القرآن شرح آياته ووضّح ما تنطوي عليه من معانٍ، وأسرار[7].

ولما كانت لفظة (التفسير) مشتقة من فسّر لا من فسَرَ، بوصفها مصدراً مأخوذاً من صيغة (فعّل) التي هي أبلغ من صيغة (فعَل) فإن صياغته من باب التفعيل يقود للمبالغة في محاولة استنباط المعاني فكل زيادة في المباني ترافقها زيادة في المعاني[8]، كما يقول الصرفيون.

المنهج والتفسير اصطلاحاً

 يعرف المنهج بأنه ‏«‏مجموعة الأسس والقواعد التي تعتمد في استنطاق النص القرآني ولبيان معناه والكشف عن معطياته‏»[9]، أما منهج التفسير فهو مجموعة من الوسائل والمصادر الخاصة في تفسير القرآن التي من خلالها يتبين معنى الآية ومقصودها والحصول على نتائج مشخصة[10]، وتنحصر تعريفات المفسرين لمصطلح (التفسير) بثلاثة مستويات[11]:

 في نطاق واسع يتناول كل علوم القرآن.

 في مستوى الدلالة الموضوعية لألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها.

 في مستوى القرآن أي أن ما في القرآن من مراد الله تعالى.

ويمكن الإشارة إلى تعريفات بعض المفسرين بالآتي:

1 – يعرِّف الشيخ الطبرسي التفسير بأنه ‏«‏كشف المراد عن اللفظ المشكل‏»‏[12].

2 – ويرى الطباطبائي أنه‏«‏بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها‏»‏[13].

3 – أما السيد الخوئي فيذكر أنه إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان، ولا على شيء لم يثبت أنه حجة من طريق العقل أو الشرع[14].

التفسير في منظور السيد الحكيم (قدس سره)

يبدو أن السيد الحكيم (قدس سره) قد أفاد من المعنى اللغوي للتفسير وهو البيان والكشف فقد أشار إلى هذا المعنى متمثلاً بالآية الكريمة (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)[15]ومورداً تساؤلاً مفاده: هل يعد بيان المعنى الظاهر من اللفظ الذي يتبادر منه تفسيراً بحيث يصدق عليه لفظ التفسير بمعناه اللغوي أم لا؟ومستنتجاً أن الكشف والبيان في معنى التفسير تستبطن وجود درجة من الخفاء والغموض تقوم عملية التفسير بكشفها وإزالتها، ولذا نراه يقسم موارد الظهور في التفسير على قسمين[16]:

الظهور البسيط: وهو الظهور الواحد المستقل المنفصل عن سائر الظواهر الأخرى.

الظهور المعقد: وهو الظهور المتكون نتيجة لمجموعة من الظهورات المتفاعلة.

 السيد الحكيم والتفسير

لعل ولادة السيد محمدباقر الحكيم (قدس سره) في أسرة علمية علمائية هي آل الحكيم كان له الأثر الكبير في بناء شخصيته الدينية والعلمية فقد تتلمذ على يد والده مرجع الشيعة آنذاك آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)، والمرجع الكبير المعاصر آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) وأخويه: آية الله السيد يوسف الحكيم، وآية الله السيد محمد حسين الحكيم، وقد كانت علاقته بالشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) علاقة علم ومعرفة وجهاد وصمود فقد كان لتشجيعه وتشجيع والده في تدريس علوم القران فضلا عن نشاطه الشخصي بالمطالعة والتأمل والتدريس اليد الطولى في رقيه القرآني فقد درّس علوم القران في كلية أصول الدين ببغداد مدة عشر سنوات، كما درّس التفسير عند هجرته إلى إيران إذ كان التلفاز الإيراني يبثها آنذاك[17].

وتنبغي الإشارة إلى أنه قد قام بتدريس مادة التفسير في وقت لم تكن الحوزة العلمية العربية في قم ملتزمة بتدريس هذه المادة العلمية في منهجها الدراسي العام، وهي محاولة منه في تشجيع وحث الدارسين والمهتمين بتطوير الحوزة العلمية ومناهجها على الاهتمام بهذا الموضوع الرئيس[18].

أما منهجه في التدريس فيقوم على تفسير القران الكريم من خلال منهجي: التفسير الموضوعي، والتفسير التجزيئي الاجتماعي[19].

المنهج التجزيئي، والمنهج الموضوعي

 ويسمى الأول التفسير الترتيبي؛ لأن المفسر يعمد إلى تفسير آيات القرآن الكريم بطريقة ترتيبية حسب نزولها أو وجودها في المصحف[20]، فقد اعتاد المفسرون منذ بدايات نشوء علم التفسير إلى عصرنا الحاضر أن يفسّروا القرآن الكريم قطعةً قطعةً إذ يبتدئون بسورة الحمد وينتهون بسورة الناس[21]، أما التفسير الموضوعي فهو أن يعمد الباحث أو الناظر في القرآن إلى الآيات التي تتصل بموضوع واحد فيجمعها، ويجيل الفكر في جوانبها، ويكون منها الموضوع ويجعلها في إطار متناسب، وهيكل متناسق[22]. ويرى السيد الحكيم (قدس سره) أن هذا المنهج قد ولد في أحضان التفسير التجزيئي مستدلاً على ذلك بأن المفسرين القدماء كانوا يقفون أحياناً – في أثناء تفسيرهم الترتيبي – عند موضوع من الموضوعات القرآنية مثل: الإلوهية أو التقوى أو الشفاعة… فيفردون له بحثاً مستقلاً محاولين استكشاف النظرية الخاصة به من خلال عرض وتفسير كل الآيات التي أشارت له في مواضع مختلفة[23]. ويفسّر الشهيد الحكيم (قدس سره) الموضوعية بعدة تفسيرات أرجحها النسبة إلى الموضوع عندما يختار المفسر موضوعاً معيناً ثم يجمع الآيات التي تشترك في ذلك الموضوع محاولاً استخلاص نظرية قرآنية منها تخص هذا الموضوع[24].

وهذان المنهجان فرّق بينهما أستاذه الشهيد الصدر (قدس سره)، ويبدو أن الشهيد الصدر قد رجّح المنهج الموضوعي على المنهج التجزيئي لأسباب[25]:

1 – إن المفسر يبدأ من خلال المنهج الموضوعي ‏«‏بالواقع الخارجي ثم ينتقل إلى القرآن الكريم ثم يعود إلى الواقع الخارجي مرة أخرى بنتاج بحثه داخل القرآن مما يجعل القرآن الكريم ملبياً وبشكل مستمر لكل متطلبات الحالة الإنسانية والاجتماعية التي تفرضها حركة التأريخ والحركة التكاملية لهذا الإنسان‏»[26].

أما المنهج التجزيئي فيبدأ بتناول النص القرآني آيةً آيةً أو مقطعاً مقطعاً دون أي افتراضات محاولاً تحديد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ من طاقات متناهية بعكس طاقات القرآن غير المتناهية، وهذا يعطي للقرآن قدرته على القيمومة، والديمومة، والعطاء، والتجدد.

لذا فإن دور المفسر التجزيئي سلبي وبعكسه المفسر الموضوعي الذي يكون دوره إيجابياً إذ لا يبدأ عمله من النص بل من واقع الحياة من خلال إجراء عملية حوار مع القرآن الكريم واستنطاق له[27] كما عبّر عن ذلك أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ: أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتي، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، وَدَوَاءَ دَائِكُمْ، وَنَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ‏»[28].

2 – اكتفاء التفسير التجزيئي بإبراز المدلولات التفصيلية للآيات الكريمة في حين يطمح التفسير الموضوعي إلى أكثر وأوسع من ذلك أو يحاول أن يستحصل أوجه الارتباط بين هذه المدلولات التفصيلية إلى أن يصل إلى مركب قرآني نظري، وهو ما نسميه اليوم بالنظرية إذ يصل إلى نظرية قرآنية عن الاقتصاد، والاجتماع، والنبوة، والسنن التاريخية، والسماوات، والأرض[29].

3 – إن حالة التناثر ونزعة الاتجاه التجزيئي في التفسير أدّت إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية فقد يجد المفسر آية تبرر مذهبه حتى يعلن عنه ويجمع حوله الأنصار والأشياع كما وقع في كثير من المسائل الكلامية نحو مسألة الجبر والتفويض والاختيار ولو خطا المفسر التجزيئي خطوة أخرى ولم يقتصر على هذا التجميع العددي كما نرى ذلك في الاتجاه الموضوعي[30].

4 – ويضيف السيد الحكيم (قدس سره) – حسب فهمه كلام أستاذه – أمراً رابعاً هو أن حالة من السطحية النسبية في المنهج التجزيئي قياساً إلى العمق الموجود في المنهج الموضوعي[31].

ويفسّر الشهيد الصدر (قدس سره) شيوع المنهج التجزيئي وسيطرته على الساحة التفسيرية لقرون عديدة بافتراض وجود النزعة الروائية والحديثية في التفسير إذ لم يكن التفسير في البداية إلا شعبة من الحديث وكان الحديث هو الأساس الوحيد تقريباً مضافاً إلى بعض المعلومات اللغوية والأدبية والتاريخية ومعلومات أخرى يعتمد عليها التفسير خلال فترة طويلة من الزمن[32].

وكان للشهيد الحكيم (قدس سره) وقفة عند هذه المرجحات يمكن تلخيصها بالآتي:

إنه لا يرى خصوصية تفاعل المنهج الموضوعي مع الواقع الخارجي؛ لأن هذا المرجح قائم وموجود أيضاً في منهج التفسير التجزيئي، وبمراجعة كتب التفسير بمختلف العصور نجد معالم الواقع الخارجي قائمة وموجودة بيد أن مستوى هذه المعالجة يختلف باختلاف المفسِّر والإثارات التي يثيرها الواقع الموضوعي وقدرة المفسر على معالجة الموضوعات والقضايا المختلفة، ويمثل السيد (قدس سره) لذلك بالصراع والاختلاف في تفسير العقيدة الإسلامية بين المعتزلة والأشاعرة، وكذا محاولات العلماء في استكشاف القوانين التي تحكم علوم النحو والبلاغة في بداية تقنيتها. ولذا فهو يرى أن المرجح مشترك بين المنهجين كليهما[33].

ويرى أن المرجح الثاني إيجابي وصحيح لصالح المنهج الموضوعي في التفسير؛ لأن ميزة هذا المنهج الأساسية هي إمكانية الوصول من خلاله إلى النظريات القرآنية بمختلف القضايا التي تناولها وتحدث عنها القرآن الكريم، وبخلاف ذلك المنهج التجزيئي الذي يعني بتجزئة الآيات آيةً آيةً أو مقطعاً مقطعاً دون استخلاص النظريات القرآنية على أنه يمكن استخلاص بعض النظريات القرآنية من خلال آية واحدة أو مقطع قرآني إلا أن هذا المنهج المتبع هو منهج تجزيئي بل هو منهج موضوعي؛ لأن المنهج الموضوعي هو منهج استخلاص النظرية الكلية ذات الحالة الشمولية[34].

ولا يعد المرجح الثالث مرجحاً للمنهج الموضوعي على التجزيئي؛ وذلك لأن وجود التناقضات والاختلافات المذهبية في الحياة الإسلامية لا يمكن عدها نتيجة للتفسير التجزيئي بل للتفسير الموضوعي أيضاً إذ إن هناك كثيراً من الباحثين والمفسرين اعتمدوا المنهج الموضوعي وتوصلوا إلى نتائج مختلفة متناقضة، وهذه التناقضات العقائدية أرجعها السيد الشهيد إلى سببين[35]:

التفسير المتحيز: هو فرض المتبنيات الذاتية للإنسان من خارج القرآن الكريم على القرآن الكريم ومعناه ومفهومه.

سبب موضوعي: هو أن المفسر لا يبذل جهداً مناسباً في أثناء القيام بعملية التفسير فلا تكون لديه القدرة المناسبة على استيعاب المضمون القرآني في التفسير.

أما بالنسبة إلى سبب شيوع المنهج التجزيئي واستمراره لقرون عديدة ثم نشوء التفسير الموضوعي في أحضان التفسير التجزيئي، وهو التفسير بالمأثور فإن السيد (قدس سره) يرى عدم وضوح هذا التفسير لهذه الظاهرة، ولذا فهو يعد سبب شيوع الاتجاه التجزيئي في التفسير وسبقه الاتجاه الموضوعي عائداً إلى أمرين[36]:

القدسية التي أحاطت النص القرآني: فقد وضِع القرآن الكريم ضمن ترتيب ونص معين يبدأ بفاتحة الكتاب، وينتهي بسورة الناس، وبقي الناس يحترمون هذه الصيغة وهذا الشكل التركيبي للقرآن الكريم.

انتفاء الحاجة للبحث الموضوعي مسبقاً، وتزايد الحاجة له في الوقت الحاضر فحين ‏«‏انحسر الإسلام عن التطبيق في مجتمع المسلمين، وواجه النظريات المذهبية ظهرت الحاجة الملحة إلى البحث الموضوعي في مختلف المجالات؛ لأن الإسلام بحاجة إلى أن يعرض كـ(نظرية) مذهبية جاء بها الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الوحي، وذلك من أجل مواجهة النظريات المذهبية الأخرى‏»‏[37].

ويرى أن المرجح الرابع – الذي مفاده اتسام التفسير التجزيئي بالسطحية والتفسير الموضوعي بالعمق – غير واضح إذ يمكن أن يكونا عميقين فلا داعي لافتراض اقتصار التفسير التجزيئي على المعنى اللغوي السطحي، وإنما يمكن التعمق والتعرف على مدلولات الآية؛ ولذا فهو لا يعد هذه الملاحظة ميزة للتفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي[38].

رأيه في المنهجين

 يرى السيد الحكيم (قدس سره) أن في المنهج التجزيئي ميزة خاصة في متابعة منهج القرآن في التغيير والهدف الذي يحققه، والذي لا يمكن تحقيقه من خلال التفسير الموضوعي إذ إن دراسة القرآن دراسة تجزيئية سيكون له دور كبير في إحداث حالات تغييرية في المجتمع من خلال التفاعل مع المفاهيم القرآنية ومعرفة مصاديقها وتطبيقاتها المعاصرة، ويمكن تلخيص الهدف من المنهج التجزيئي بالآتي[39]:

معرفة الحالة التي كان يعيشها المجتمع في عصر النزول بشكل دقيق فضلاً عن معرفة بعض الحالات الخاصة بالمجتمعات الأخرى كحالة النفاق لدى اليهود مثلاً، وكذا ملاحظة الواقع المعاش وكيفية معالجته في طرح المفاهيم.

معرفة طريقة معالجة القران الكريم وأسلوبه قي معالجة الظواهر والحالات الاجتماعية الخاطئة.

تطبيق تلك الحالات المشخصة وطريقة معالجتها على الواقع المعاش في هذا العصر.

المنهج الذي اختاره السيد

لقد اختار السيد الحكيم (قدس سره) المنهج التجزيئي لأسباب[40]:

إنه يعده أكثر أهمية والحاجة إليه ملحة في ظروفنا المعاصرة.

إنه أكثر انسجاماً مع الحاجات العامة التي يعيشها الناس؛ لأنه لا يكتفي بطرح النظريات الواقعية بل يعمد إلى بيان المعالجات الميدانية للحالات الروحية، والاجتماعية، والسياسية فضلاَ عن دوره المنهج التجزيئي في عملية التغيير في المجتمع الإنساني عامة، والمجتمع الإسلامي خاصة.

من خلاله يمكن التعامل مع الناس في قضاياهم اليومية، ومشاعرهم، وأحاسيسهم، وطموحاتهم اليومية.

ولذا فهو يعد التفسير التجزيئي أفضل الأساليب في تفسير القرآن، ويسميه (التفسير التغييري)؛ لأنه يتجه إلى استنباط المعاني والخصوصيات ذات التأثير في التغيير الاجتماعي الذي مارسه القرآن الكريم فبالرغم من اشتمال القرآن الكريم على معلومات واسعة لكنه في الوقت نفسه كان هدفه الذي حققه بالفعل هو تغيير المجتمع الإنساني تغييراً فعلياً[41].

ولكنه (قدس سره) لا يلغي دور المنهج الموضوعي فإن كان قد طبّق المنهج التجزيئي في تفسيره سورة الفاتحة، وسورة الحديد، وسورة الممتحنة، وسورة الصف، وغيرها فإنه طبّق المنهج الموضوعي في كتابه (المجتمع الإنساني في القرآن الكريم)، وفي كتابه (قصص القرآن)، وفي كتابه (علوم القرآن) إيماناً منه بحاجة العصر إلى التفسير الموضوعي؛ لأن الجانب الاجتماعي من الإسلام لم يطرحه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كنظريات عامة، وإنما طرحه من خلال التطبيق الخارجي لها وحسب الحاجات ومتطلبات الحياة الجديدة إذ كان يبيّن القوانين والتشريعات اللازمة لكنه حينما انحسر الإسلام عن التطبيق في مجتمع المسلمين فواجه النظريات المذهبية الاجتماعية والعقائدية المختلفة ظهرت الحاجة إلى البحث الموضوعي؛ لأن الإسلام أصبح بحاجة إلى أن يعرض كنظرية مذهبية جاء بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الوحي الإلهي من أجل أن تتضح الصورة الإسلامية في مدى صلاحية النظرية لمعالجة مشاكل الحياة المعاصرة، وكذلك من أجل مواجهة النظريات المذهبية، ومقارنتها بالنظرية القرآنية، ومعرفة أوجه الشبه والاختلاف بينها، ووجه الامتياز عليها في النظرية القرآنية، وللتحديد، وللتقليل من التناقضات المذهبية أو الاختلافات الفقهية[42].

سمات منهجه التفسيري

 يبدو أن السيد الحكيم (قدس سره) قد حدّد مجموعة من الأسس والمعالم التي تحكم منهجه في التفسير، ويمكن إيجاز ما ورد عنه في هذا الصدد بالآتي[43]:

العناية بالواقع الموضوعي ومحاولة معالجة القضايا المعاشة من خلال المفاهيم والنظريات القرآنية.

تمثل روح القرآن الكريم العامة التي تعد أصلاً في فهم النص القرآني والتفاصيل الموجودة فيه، وقرينة ذلك على فهم هذا النص من القرآن أو ذاك.

اشتمال القرآن الكريم على نوعين من الظهور، هما: الظهور البسيط، والظهور المعقد مركزاً على الأخير من خلال المقارنة بين الآيات القرآنية والرجوع إلى روح القرآن العامة المستنبطة منه، وكذا الآيات الأخرى التي تعالج الموضوع نفسه بطريقة أو بأخرى، مع بيان الجذر اللغوي والعرفي للظهور البسيط.

يرى أن للقرآن مستويين من التفسير، هما[44]:

أ – تفسير اللفظ: بيان المعنى اللغوي للكلمات القرآنية، ويسميها مرحلة التفسير اللغوي.

ب – تفسير المعنى: تحديد المصداق الخارجي للكلمات ومدى انطباق المعنى عليه، ويسميها مرحلة تفسير المعنى أو مرحلة تجسيد تلك المفاهيم في صور معينة محددة.

5 – لابد من إبراز الطريقة التي عالج بها القرآن الكريم القضايا والمشاكل الاجتماعية المختلفة من خلال النص القرآني، والمقطع القرآني المعين مع تطبيقها على الحالات المشابهة.

6 – لابد من أن تكون الخلفية الفكرية والعقائدية للمفسر صحيحة وسليمة مستنبطة من القرآن نفسه آخذاً بنظر الاعتبار هدف القرآن في التغيير الاجتماعي الجذري.

 نظرة في منهجه التفسيري

 إن جهود شهيد المحراب لم تقتصر على الجانب التنظيري في علوم القرآن، وإنما امتدت لتشمل الجانب التفسيري منه، فهو يعد من المفسرين المحدثين لما يمتلكه من قدرات هائلة وآفاق واسعة فقد كان يغوص في النص القرآني مستعرضاً وجوه الآراء، وقد عُرِفَ عنه أنه كان قوي الحجة، عميق الاستدلال مناقشاً الآراء تارة ناقضاً أخرى، وبين هذا وذاك يعطي رأيه، ويتميز كذلك بالعمق والموضوعية والأصالة فقد كان لديه طموح في وضع تفسير شامل للقرآن الكريم ولكن ظروف الهجرة، ونشاطه السياسي حالت دون إكمال مشروعه الكبير[45]، وبالرغم من هذا كله فقد ابتدعت أنامله الشريفة تفاسير في سور قرآنية قامت بنشرها مؤسسة تراث الشهيد الحكيم مثل: (الصف، والحديد، والممتحنة)، وكذا كتابه (تفسير سورة الحمد) الذي نشره المجمع العالمي لأهل البيت فضلاً عن تفسيره سور أخرى مثل: البقرة، والحجر، والمجادلة، والجمعة، والمنافقون، والتغابن[46] ستسعى مؤسسة تراث الشهيد الحكيم إلى إخراجها إلى النور.

 كان الشهيد الحكيم (قدس سره) يرى أن تفسير القرآن الكريم من أعظم الأعمال العلمية والتربوية والدينية، وفي الوقت نفسه يعده من أدق الأعمال وأشقها كما أن له رأياً خاصاً في طرح من مناهج قديمها وحديثها فهو يؤكد أن كثرة المناهج واختلاف أبعادها واهتماماتها في إيجازها وإطنابها في عصورها المتعددة أضحت الحاجة قائمة لتجديد القرآن الكريم سواء في المنهج والأسلوب أو في الاستنباط والفهم أو في التطبيق والتأويل[47].

 إن مما يميز تفسير السيد الشهيد (قدس سره) للسور القرآنية أنه نهج نهجاً خاصاً كان أقرب إلى الجانب الأكاديمي إذ يعمد إلى انتقاء المفردات التي تحتاج إلى إيضاح، وقد يلجأ إلى ذكر مجموعة من الاحتمالات التي تشير إليها المفردة القرآنية من أجل إزالة الإبهام وتوضيح النص ثم يقوم بتقسيم السورة إلى مقاطع يحمل كل مقطع وحدة دلالية أو موضوعاً محدداً تصب جميعها بالهدف العام التي ترمي إليه تلك السورة ثم يحكم الربط بينها وبين ما تحمله من مضامين سياسية، واجتماعية، وتربوية، وغيرها من المقاصد القرآنية[48]، فمثلاً في تفسيره أوائل سورة الصف نجده يركّز على جهتين هما: (بحث المفردات)، و(البحث التفسيري) ففي بحثه المفردات يركّز على المفردات التي تحتاج إلى بيان وتوضيح إذ يبدأ بمفردة (التسبيح) ويأخذ معناها اللغوي ثم يتناول صيغها في القرآن الكريم واختلاف الواحدة عن الأخرى تبعاً لاختلاف السياق القرآني الذي ترد فيه، بعدها ينتقل إلى مفردة ثانية هي (المقت) ويبحثها لغوياً ودلالياً في التركيب القرآني ثم يصل إلى مفردة ثالثة هي مفردة (القتال في سبيل الله) باحثاً مفهوم القتال في سبيل الله رابطاً ذلك بمراحل تطور الرسالة، بعدها يورد مفردة رابعة هي مفردة (الصف) ويذكر معناها اللغوي رابطاً سبب تسمية السورة بورود هذه اللفظة القرآنية ثم ينتهي بمفردة خامسة هي (مرصوص) الواردة في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ)[49] إذ يذكر المراد من كلمة (المرصوص)، وأصلها اللغوي، ودقة اختيار اللفظة القرآنية فقد اختيرت للبيان والكناية عن الإحكام والإتقان والوثوق في الأشياء[50]، وهو بهذا يكون قد نهج نهجاً ترتيبياً، ونراه يمزج التفسير التجزيئي (الترتيبي) بالتفسير الموضوعي؛ لأنه لا يستغني عن الأخير في بحثه التفسيري عند تقسيمه السورة إلى مقاطع كل مقطع يعطيه وحدة دلالية معينة ثم تقسيمه المقطع إلى آيات كل آية لها موضوع خاص بها فموضوع الآية الأولى من سورة الصف: التسبيح والعزة والحكمة، وموضوع الآية الثانية: خطورة التراجع عند مرحلة الحسم واضعاً يده على احتمالات عديدة تحتملها آية (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)[51]، وموضوع الآية الثالثة: المقت الإلهي وأبعاده أما الآية الرابعة فيجعل موضوعها (دور الصبر والثبات) واضعاً يده على استفادات عامة من الآية فالاستفادة الأولى: ظاهرة النفاق وأبعادها وموقف الإسلام منها، والثانية: ظواهر المقت الإلهي، والثالثة: الكيفية القتالية للمسلمين، والرابعة: المعادلة الإسلامية في النصر على أنه قد جعل الآيات الأوائل من سورة الصف مقطعاً عنوانه (التأكيد على القتال المنظم)[52]، وبعد أن ينتهي من هذه التفصيلات في هذا المقطع يأتي على مقطع آخر ويفعل معه ما فعل في المقطع الأول، وهذا يدلنا على أن الشهيد الحكيم (قدس سره) يميل إلى تفسير السور تفسيراً موضوعاتياً إيماناً منه بأن النص القرآني نص مترابط ذو موضوع واحد تتفرع منه عدة مواضيع تترابط مع بعضها[53].

على أنه في بداية تفسيره لكل سورة يمهد ببيان قرائن تعينه على فهم السورة مثل: فضل السورة، وسبب النزول أو زمنه، وسبب التسمية، وموضوع السورة العام أو الهدف والغاية أو المضمون العام[54].

ولكنه في ذلك كله يراعي الجانب التربوي والتغييري في القرآن الكريم، وهذا نابع من إيمانه بأن الهدف الأساس من القرآن الكريم هو النهوض بعملية التغيير الجذري للمجتمع، وبيان المنهج الصحيح الذي يهدف إلى إيجاد القاعدة الثورية[55].

وللسيد الشهيد اهتمامات تفسيرية أخرى نوجزها بالآتي[56]:

1 – الاهتمام بالسياق القرآني؛ لأن القرآن رتب ترتيباً معيناً يبدأ من سورة الحمد وينتهي بسورة الناس.

2 – الاهتمام بالظواهر القرآنية التي لا يلتفت إليها الباحث أو الإنسان العادي مثل ظاهرة (البسملة)، وظاهرة ربط الإسلام – وهو الدين الخاتم – بإبراهيم (عليه السلام)، وظاهرة (الاستهلال) بالحروف المقطعة في أوائل السور القرآنية.

3 – الاهتمام بتفسير مفردات النص القرآني، ويتميز بأنه لم يقتصر على تفسير اللفظ بل تعدى ذلك إلى تفسير المعنى.

4 – الاهتمام بالتفسير الموضوعي فضلاً عن اهتمامه بالتفسير التجزيئي.

5 – الاهتمام بالقضايا ذات الخلافات المذهبية – الفكرية أو العقائدية أو الفقهية التي ترتبط بالقرآن الكريم لا الخارجة عنه.

6 – الإشارة إلى المأثور عن المعصومين (عليهم السلام) في تفسير النص القرآني.

الخاتمة

هذا بحث تناولنا فيه منهج مفسر للقرآن الكريم يعد من المفسرين المعاصرين لما تمتع به من عقلية فذة، وقدرات هائلة في تفسير النص القرآني والغوص في معانيه مستفيداً من أساتذته لاسيما أستاذه الشهيد الصدر (قدس سره) الذي فرّق بين المنهجين: التجزيئي، والموضوعي، وقد رجّح الثاني على الأول فأفاد الشهيد الحكيم من رؤى أستاذه الشهيد الصدر وحاول أن يؤسس نظرية قرآنية في التفسير فلم يقتصر على التفسير التجزيئي في كتبه التفسيرية، وإنّما حاول أن يُشرِك التفسير الموضوعي في كتبه التفسيرية الأخرى، وقد رأيناه وهو يفسّر سور: الحديد، والصف، والممتحنة، يضع موضوعات لكل مقطع قرآني ومثله لكل آية قرآنية فلم يتخلص من منهجه الموضوعي حتى في تفسيره التجزيئي، ورأيناه أيضاً يؤسس نظرية للمجتمع الإنساني في كتابه (المجتمع الإنساني في القرآن الكريم) متخذاً من التفسير الموضوعي أداةً للوصول إلى هذه النظرية العملاقة التي أرسى جذورها أستاذه الشهيد الصدر (قدس سره) في كتابه (مجتمعنا) الذي لم يخرج إلى النور بسبب إعدام النظام الصدامي المجرم له، فجاء كتاب تلميذه الشهيد الحكيم (المجتمع الإنساني في القرآن الكريم) ملبياً لطموحات أستاذه من خلال تأسيسه النظرية التي طرحها القرآن الكريم، وهي خلافة الإنسان في الأرض ونشوء المجتمع الإنساني، وأثر الهوى والدين في مسيرته غير متناسٍ لنظرية قرآنية تصب في حركة التأريخ فضلاً عن دور الدين والعلاقات الاجتماعية في بلورة الإنسان وتوحيد عقيدته الدينية.

لقد تفرّد الشهيد الحكيم (قدس سره) في تفسيره برؤاه العميقة ومصطلحاته العصرية، وتقسيمه السور إلى مقاطع والمقاطع إلى آيات، وكل مقطع وآية يحملان موضوعاً محدداً فضلاً عن انتقائه الكلمات التي تحتاج إلى بيان وإيضاح فيورد معانيها اللغوية ثم يعرّج عليها في السياق القرآني في الآية التي يفسّرها وفي الآيات الأخرى، ويقف على دلالتها.



[1] هود: 88.

[2] مختار الصحاح/ الرازي، (نهج) 496.

[3] المائدة: 48.

[4] المعجم الوسيط /إبراهيم مصطفى ومجموعة من المؤلفين، (نهج) 957.

[5] العين: الخليل بن أحمد، (فسر) 7/247.

[6] مفردات ألفاظ القرآن /الراغب الأصفهاني، (فسر) 636.

[7] المعجم الوسيط، (فسر) 688.

[8] التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب/الشيخ المحقق محمد هادي معرفة 1/13.

[9] منهج التفسير عند الشيخ البلاغي، (بحث)، د. علي رمضان، مجلة قضايا إسلامية، ع2، س 1416ﻫ – 1995، ص149.

[10] دروس في المناهج والاتجاهات التفسيرية للقرآن / محمد علي الرضائي 18.

[11] قواعد التفسير لدى الشيعة والسنة/ محمد فاكر الميبدي 17.

[12] مجمع البيان / الشيخ الطبرسي 1/13.

[13] الميزان في تفسير القرآن/ الطباطبائي 1/4.

[14] البيان في تفسير القرآن / السيد الخوئي: 397.

[15] الفرقان: 33.

[16] علوم القرآن / السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): 251 – 252.

[17] حوارات/ السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): 2/56  – 58.

[18] تفسير سورة الحمد/السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، مقدمة المؤلف.

[19] الكوكب الدري  – إطلالة على السيرة الذاتية لشهيد المحراب: 31  – 32.

[20] دروس في المناهج والاتجاهات التفسيرية: 311.

[21] المجتمع الإنساني في القرآن الكريم/ السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): 11.

[22] دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني/ د. أحمد جمال العمري: 43.

[23] ينظر: المجتمع الإنساني في القرآن الكريم: 13.

[24] علوم القرآن: 398.

[25] المدرسة القرآنية/ السيد محمد باقر الصدر (قدس سره): 28 – 35.

[26] تفسير سورة الحمد: 94 – 95.

[27] المدرسة القرآنية: 33 – 34.

[28] نهج البلاغة / أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الخطبة: 158.

[29] المدرسة القرآنية: 34 – 35.

[30] المصدر السابق: 23، وتفسير سورة الحمد: 27.

[31] تفسير سورة الحمد: 97.

[32] المدرسة القرآنية: 24.

[33] تفسير سورة الحمد: 99 – 101.

[34] المصدر السابق: 101.

[35] المصدر السابق: 101 – 102.

[36] المصدر السابق: 103 – 104.

[37] علوم القرآن: 400.

[38] تفسير سورة الحمد: 105.

[39] المصدر السابق: 107 – 108.

[40] تفسير سورة الحمد: 109.

[41] حوارات: 2/70.

[42] المجتمع الإنساني في القرآن الكريم: 16 – 17.

[43] تفسير سورة الحمد: 110 – 114.

[44] علوم القرآن: 257.

[45] كلمة السيد حسن جواد الحكيم التي ألقاها في الندوة الفكرية الثالثة المعنونة ب -(الرؤى القرآنية) للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) المنشورة في صحيفة البلاغ، الأسبوع الرابع، ع177، س 2007، ص 6.

[46] حوارات: 2/71 إذ صرّح السيد بوجود محاضرات له في السور المذكورة بعضها طُبِع والآخر تحت الطبع.

[47] تفسير سورة الحمد، مقدمة المؤلف.

[48] كلمة السيد حسن جواد الحكيم، صحيفة البلاغ، ع 177، س2007، ص 6.

[49] الصف: 4.

[50] تفسير سورة الصف، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): 29 – 37.

[51] الصف: 2

[52] تفسير سورة الصف، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): 37 – 118.

[53] جهود شهيد المحراب في تفسير سورة الحديد، (بحث)، د. شاكر سبع الأسدي، أبحاث المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعلمي للشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره): ص331.

[54] تفسير سورة الحمد: 127 – 136، ومثل ذلك في: تفسير سورة الصف 13 – 23، وتفسير سورة الحديد للسيد محمد باقر الحكيم: 12 – 16، وتفسير سورة الممتحنة للسيد محمد باقر الحكيم: 9  – 15.

[55] تفسير سورة الحمد: 117، وتفسير سورة الممتحنة: 8.

[56] تفسير سورة الحمد: 118 – 122.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى