آثار شهيد المحراب (قدس سره) الفكرية والتربوية

motmar1

بحث شارك في المؤتمر الأول لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكريم

الباحث: الأستاذ المساعد الدكتور سعد علي زاير 

            جامعة بغداد ـ كلية التربية 2005

آثار شهيد المحراب (قدس سره) الفكرية والتربوية

الإهداء…

إلى آل الحكيم جميعا….

ولاسيما سيدي عبد العزيز وعمار، أطال الله في عمريهما.

                                                                              الباحث

مقدمة

ما أسعدك سيدي؟! وما أبهاك؟! بل ما أشرف شهادة أنت إستشهدت فيها، وقد تنبأت بها نفسك الزكية، محتسبا، مفرطا في اللامبالاة لملايين الكفرة. وهل سواك سيدي من يستفز الظالمين، ويخذل الجبابرة الأرض؟ فأنت تلميذ النجف الاشرف، وخريج جامعة الإمامة الحوزة الشريفة.

وما أسعدني اليوم وأنا أكتب عنك سيدي، فقد جعلتك قدوة لي استنادا إلى قول سيد البلغاء الأمير علي بن أبي طالب (عليه السلام): «الا وان لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضئ بنور علمه» وقد أرجعت أمري إليك سيدي في أمسي ويومي وغدي مستندا إلى ما ورد في التوقيع المعتبر لصاحب الأمر الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف): «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله».

سعدت كثيرا عندما دعيت إلى المشاركة في هذا المؤتمر، وكتبت بحثا متواضعا تكوّن من الآتي:

الفصل الأول: وتناولت فيه نبذة مختصرة عن شهيد المحراب (قدس سره) من حيث الولادة المباركة، والنسب الشريف، والنشأة والتربية، والدراسة العلمية والعطاء الفكري، والتدريس.

الفصل الثاني: وتناولت فيه الآثار المطبوعة لشهيد المحراب (قدس سره) من كتب ومؤلفات ومخطوطات.

الفصل الثالث: وتناولت فيه الآثار الفكرية لشهيد المحراب (قدس سره) من خلال جوانب العقيدة (التوحيد، والرسالة، والعدل، والإمامة).

الفصل الرابع: وتناولت فيه الآثار التربوية لشهيد المحراب في بعض النقاط، أي: العلوم والمبادئ.

الفصل الخامس: ووضعت فيه عددا من الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات.

الفصل الأول

نبذة مختصرة عن شهيد المحراب (قدس سره)[1]

الولادة المباركة

ولد آية الله المجاهد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في الخامس والعشرين من شهر جمادي الأولى عام 1358ﻫ الموافق 1939م، في مدينة النجف الاشرف، مركز المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية، إذ توجد فيها اكبر جامعة علمية للمسلمين الشيعة.

والسيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) هو نجل آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) المرجع الديني الأعلى العام للشيعة في العالم كله منذ أواخر الخمسينات حتى وفاته في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1390ﻫ الموافق 1970م، وهو ابن السيد مهدي بن السيد صالح بن السيد احمد بن السيد محمود الحكيم.

النسب الشريف

أسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى، وهي عائلة عراقية أصيلة (آل طباطبا)، إذ استوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري، ثم انتشروا بفعل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بالعراق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مثل: اليمن، وإيران، وشمال إفريقيا، وغيرها من البلدان.

وأسرة آل الحكيم من الأسر الشهيرة في العراق ذائعة الصيت، وقد برز منها علماء مشهورون في الطب والأخلاق والفقه والأصول، وعرف منهم العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم، والد الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره) الذي هاجر في أواخر حياته إلى بنت جبيل: من قرى جبل عامل في لبنان، بطلب من أهلها، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد محمد سعيد الحبوبي، وقد تخرج في الأخلاق على يده الشيخ حسين قلي همداني (قدس سره) صاحب المدرسة الأخلاقية المعروفة، وقد توفي في لبنان يوم الجمعة الموافق الثامن من صفر سنة 1312ﻫ، وله في تلك البقاع مدفن يزار، وعرف منهم كذلك آية الله المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره)، وعدد كبير من العلماء وأساتذة الحوزة لا مجال لحصرهم وهم كثر، وتحظى هذه الأسرة اليوم كما كانت أمس بحب العراقيين، واحترام ملايين المسلمين، سواء أكان في العراق أم في خارجه.

وقد جسدت هذه الأسرة مظلومية والمؤمنين، ولاسيما الأسر العلمية منهم في أجلِّ صورها، إذ تحملت ما تحملت من المصائب والآلام، لا لشئ أو ذنب فعلته سوى انتمائها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها بوجه الطاغية؛ ولأن من رجالها أبطالاً تحملوا مسؤلية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم، فهتف بندائه وصرخ في وجه الطاغية بـ(لا) ذلك هو آية الله المجاهد محمد باقر الحكيم (قدس سره).

نشأته

نشأ السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) يتوسط أخوته التسعة في التسلسل؛ إذ كان الخامس فيهم أحضان والده العظيم آية الله الإمام محسن الحكيم (قدس سره)، حيث التقى والورع والجهاد، فتشرب منذ نعومة إظفاره وطفولته معاني الصبر والصمود.

فقد كانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية، وما نتج عن هذه الحرب من ويلات ومعاناة في وقت كان فيه والده الإمام الحكيم (قدس سره) من كبار المجتهدين في النجف الاشرف، وممن يشار إليهم بالبنان. وفي مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الإسلامي نشأ سماحة سيدنا المجاهد (رضوان الله تعالى عليه)، فكان بحق خير خلف لخير سلف.

والى جانب ما سبق كله كانت النجف تعج بمجالس الأدب والعلم ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية، وفي مثل هذه الأجواء تربي السيد المجاهد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه).

الدراسة العلمية والعطاء الفكري

تلقى السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) علومه الأولية في كتاتيب النجف الاشرف، ثم درس الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية، وفيها أنهى الصف الرابع، حيث تركها عندما نشأت فيه الرغبة للدخول في الدراسة الحوزوية بصورة مبكرة، وبدأ دراسته الحوزوية وهو في سن الثانية عشرة من عمره، إذ كان ذلك في سنة 1370ﻫ الموافق 1951م.

درس في بداية حياته الحوزوية (قطر الندى) و(الفية أبن مالك) وجزء من (مغني اللبيب) في النحو. ودرس (حاشية الملا عبد الله)، في المنطق، و(المختصر)، وجزء من (المطوّل) في البيان، و(اللمعة الدمشقية) في الفقه، و(المعالم) في الأصول، وقد درس ما سبق ذكره كله عند آية الله العظمى السيد محمد سعيد بن السيد محمد علي الحكيم (دام ظلّه)، عدا اللمعة الدمشقية، فقد درسها عند آية الله السيد محمد حسين بن السيد سعيد الحكيم، وقد أنهاها سنة 1375ﻫ الموافق 1956م.

وحضر دروس (السطح العالي) سنة 1375ﻫ فدرس الرسائل عند سماحة آية الله السيد محمد حسين الحكيم، والجزء الأول من الكفاية عند أخيه الأكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم (قدس سره)، وواصل دراسة الكفاية، وجزء من المكاسب عند آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) فكان زملاؤه في الدراسة كل من حجة الإسلام السيد نور الدين الاشكوري، والسيد فخر الدين العاملي الموسوي، والسيد طالب الرفاعي.

وقد حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار المجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)، وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره).

وقد عرف السيد المجاهد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي، وقدرته الذهنية والفكرية العالية، فحضي باحترام كبار العلماء، إذ نال في أوائل شبابه شهادة الاجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن من المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين، وكان ذلك سنة 1384ﻫ.

ولم يتحدد سماحة السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) بتعلم الفقه والأصول، إذ أضاف إلى ذلك العلوم الحديثة، وكان يطلع ـ في شبابه ـ على الأفكار الجديدة التي أخذت تدخل إلى أوساط المجتمع العراقي عبر الكتب والمجلات والصحف، فمنحه ذلك القدرة على التواصل من التطورات الحديثة على الأصعدة المختلفة، وكان قارئا لا يمل القراءة في كتب متنوعة، مثل: التاريخ، والتراث، والسيرة، وقد سئل ذات مرة عن خلفيات معرفته التاريخية الثاقبة الناقدة التحليلية، فأجاب بما مضمونه: إنه في شبابه قرأ مجموعات تاريخية كاملة، كتاريخ الطبري، وغيره من الموسوعات التاريخية والسيرة، وانه لم يكن يكتفي بالقراءة بل كان يقرأ ويتأمل فيما كان يقرأه.

التدريس

وبسبب ذيوع صيته طرح عليه التدريس في كلية أصول الدين، فوافق سماحته على انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين في بغداد؛ من أجل تحقيق نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والثقافي لعلماء الدين في انفتاح الحوزة العلمية على الجامعة من ناحية، وتربية النخبة من المثقفين بالثقافة الدينية الحديثة من ناحية أخرى، ودرس سماحته علوم القرآن، والشريعة، والفقه المقارن، واستمر في ذلك من عام 1964م حتى عام 1975م، إذ توقف عن التدريس في هذه الكلية بعد مصادرتها من النظام السابق.

وأرى أن دخول العالم الحوزوي إلى عالم التدريس الجامعي يمثل نقلة نوعية وشجاعة فائقة في إصدار حدث مهم على صعيد العمل الاجتماعي، فكيف ذلك إذا كان الأمر يتعلق بابن المرجع الأعلى نفسه، وهو سماحة السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه)؟!

وعلى صعيد التدريس أيضا درس سماحته البحث الخارج على مستوى الاجتهاد في إيران بشكل محدود؛ بسبب انشغاله وممارسته القيادة السياسية، فضلا عن تدريسه التفسير سنوات عدة حتى موعد استشهاده، ويتمثل ذلك بالتفسير الموضوعي، والتفسير التجزيئي الاجتماعي.

الفصل الثاني 

آثار الشهيد السعيد (قدس سره)

1 ـ علوم القرآن: مجموعة محاضرات ألقاها سماحته على طلبته في كلية أصول الدين، وقد نقحها، وأضاف عليها، وأعيد طبعها في عام 1417ﻫ وهو كتاب كبير ومهم، وترجم إلى اللغة الفارسية.

2 ـ مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد، كتاب كبير ومهم، أصبح منهجا يدرس في الجامعة الدولية للعلوم الإسلامية في جمهورية إيران الإسلامية، يجري العمل الان لترجمة إلى اللغة الفارسية من قبل إحدى دور النشر في طهران.

3 ـ الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير، وهو في الأصل بحث كتبه سماحته لأحد مؤتمرات الفكر الإسلامي المنعقدة في جمهورية إيران الإسلامية، ثم وسعه ونقحه، فصار كتابا مستقلا.

4 ـ القصص القرآني: وقد تناول سماحته في هذا الكتاب قصص أولي العزم ضمن منهج اعتمد فيه على القرآن وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) مستبعدا الإسرائيليات التي وردت في الحديث عن الأنبياء، ويجري العمل لترجمته إلى اللغة الفارسية من قبل إحدى دور النشر في طهران.

5 ـ المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن: وهو كتاب ألفه سماحته في الستينات، وطبع في العراق أواخر السبعينات، وهو مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي ألقاها على طلبته في كلية أصول الدين ببغداد.

6 ـ دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة: مجلدان من موسوعة أهل البيت (عليهم السلام)، كتاب مهم يجري العمل الآن على ترجمته إلى اللغة الفارسية، وهو يتناول حياة أهل البيت (عليهم السلام).

7 ـ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام).

8 ـ الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين: وهو كتاب مهم، طبع عدة طبعات، منها: طبعة مصر سنة 2001م، وأخرها طبعة المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) سنة 1425ﻫ.

9 ـ حوارات (1) و (2): وهو كتاب ضم مجموعة من الحوارات السياسية والثقافية والاجتماعية التي أجريت مع سماحته على مدى سنين مختلفة، وهو في جزئين.

10 ـ المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي: كتاب مهم، يتناول البناء العام للجماعة الصالحة من حيث النظام الفكري والثقافي والأخلاقي لهم، وهو في حقيقة مجموعة من محاضرات ألقاها سماحته على مجموعة من العلماء والمبلغين والمثقفين.

11 ـ وبشر الصابرين: وهو كراس طبع من قبل مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره) ضمن سلسلة منهجنا. وقد عالج فيه مفردة (الصبر).

12 ـ موسوعة الحوزة والمرجعية: موسوعة تتكون من خمسة أجزاء، يتناول الأول منها: خلاصة رؤى شهيد المحراب (قدس سره) عن المؤسسة الأولى في الإسلام وهي الحوزة الدينية.

13 ـ الأربع عشرة مناهج ورؤى: كتاب يتضمن خطب الجمعة التي ألقاها شهيد المحراب (قدس سره) في الصحن الحيدري الشريف.

14 ـ انتفاضة صفر وشهيد المحراب: كراس يضم لقاءً صحفيا للشهيد الحكيم (قدس سره) يسلط فيه الضوء على دور الأمة في مواجهة الطغاة.

15 ـ ضوء على القتل: كراس صدر ضمن سلسلة الكبائر لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، تناول فيه السيد الشهيد حقيقة القتل وآثاره على المجتمع.

16 ـ الحب في الله: كراس صدر ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، وهو عدد من محاضرات الشهيد حول دور الحب في طاعة الله.

17 ـ نافذة على الانفاق: كراس صدر ضمن سلسلة (الطريق إلى الله) لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، وهو مجموعة محاضرات عالج فيها السيد الشهيد بعض جوانب الأزمة الاقتصادية.

18 ـ رفض الطغيان: كراس صدر ضمن سلسلة (منهجنا) لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، وهو مجموعة محاضرات لشهيد المحراب حول الطاغوت.

19 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كراس صدر ضمن سلسلة (منهجنا) لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، وهو مجموعة محاضرات قيمة لشهيد المحراب يتناول فيها دور الرقابة الفردية والجماعية على السلوك.

20 ـ منهج التزكية في القرآن.                                                                                       (مطبوع)

21 ـ أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في الدفاع عن الإسلام.                                          (مطبوع)

22 ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.                                                                     (مطبوع)

23 ـ دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي                                                                               (مطبوع)

24 ـ حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية.                                                                      (مطبوع)

25 ـ النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي.                                                                   (مطبوع)

26 ـ النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية.                                                                (مطبوع)

27 ـ لمحة عن مرجعية الإمام الحكيم (قدس سره).                                                            (مطبوع)

28 ـ دعبل بن علي الخزاعي، شاعر أهل البيت (عليهم السلام).                                           (مطبوع)

29 ـ أفكار ونظرات جماعة العلماء.                                                                                   (مطبوع)

30 ـ العلاقة بين القيادة الإسلامية والأمة.                                                                         (مطبوع)

31 ـ القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية.                                                                      (مطبوع)

32 ـ الوجه الأخر للنظام العراقي.                                                                                    (مطبوع)

33 ـ النظرية السياسية للشهيد الصدر.                                                                            (مطبوع)

34 ـ الكفاح المسلح في الإسلام.                                                                                   (مطبوع)

35 ـ الصراع الحضاري والقضية الفلسطينية.                                                                       (مطبوع)

36 ـ العراق تصورات الحاضر والمستقبل.                                                                           (مطبوع)

37 ـ الشيعة والتشيع.                                                                                                 (مطبوع)

38 ـ الحجة والولاية.                                                                                                     (مطبوع)

39 ـ الأمانة وأهل البيت (عليهم السلام).                                                                          (مطبوع)

40 ـ المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.                                                                        (مطبوع)

41 ـ مأساة الحسين (عليه السلام) وتصعيد روح المقاومة.                             (خطبة مطبوعة في كراس)

42 ـ المرجعية الدينية ودورها في الأمة.                                                     (خطبة مطبوعة في كراس)

43 ـ آثار مرجعية الإمام الحكيم (قدس سره).                                              (خطبة مطبوعة في كراس)

44 ـ المرجعية، الوحدة، الجهاد.                                                               (خطبة مطبوعة في كراس)

45 ـ السيد النقوي ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام).                               (خطبة مطبوعة في كراس)

46 ـ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم وحركة حزب الله.                             (خطبة مطبوعة في كراس)

47 ـ السيد محمد مهدي الحكيم (قدس سره) الجهاد، الهجرة، الشهادة.           (خطبة مطبوعة في كراس)

48 ـ العمل الجهادي والغطاء السياسي.                                                    (خطبة مطبوعة في كراس)

49 ـ إستراتيجيتنا المستقبلية.                                                                (خطبة مطبوعة في كراس)

50 ـ المشروع السياسي الفكري.                                                           (خطبة مطبوعة في كراس)

51 ـ انتفاضة الشعب العراقي 15 شعبان تجسيد الولاء للإسلام.                      (خطبة مطبوعة في كراس)

52 ـ تفسير سورة الصف.                                                                                              (مخطوط)

53 ـ تفسير سورة الجمعة.                                                                                            (مخطوط)

54 ـ تفسير سورة المنافقون.                                                                                         (مخطوط)

55 ـ تفسير سورة الحشر.                                                                                            (مخطوط)

56 ـ تفسير سورة التغابن.                                                                                            (مخطوط)

57 ـ تفسير سورة المجادلة.                                                                                          (مخطوط)

58 ـ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): كتاب صدر ضمن سلسلة في ظلال أهل البيت (عليهم السلام) لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي، وهو يضم مجموعة خطب وأحاديث شهيد المحراب (قدس سره) عن الرسول الأعظم.

الفصل الثالث

الآثار الفكرية المستنبطة من فكر شهيد المحراب (قدس سره)

إن التركيب العقائدي للتربية الإسلامية عند الشيعة يستند إلى أساس الإيمان بالله وصفاته، ويجعل من الله هدفا للمسيرة وغاية للتحرك الحضاري الصالح على الأرض، ومن ثم فهو يمدّ الحركة الحضارية للإنسان بوقود لا ينفد. (القزويني، 1986، ص33).

ويرى السيد الشهيد محمد باقر الصدر أن (إنسان الدولة الإسلامية الذي انطلق في مطلع هذه الأمة؛ لكي يصنع التاريخ من جديد، لم تنطفئ الشعلة في نفسه طيلة المدة التي كان الله تعالى هدفه الحقيقي فيها، بل كان يستمد من العدل المطلق الذي يمثله هذا الهدف العظيم وقود معركته التي لا تنتهي، وتحركه لبناء مجتمع عادل لا يخمد ضد ظلم الظالمين وجبروت الطغاة وتحرير المظلومين، وهذا يعني: أن العدل المطلق لا ينفد، وأن الهدف المطلق يظل دائما قادرا على التحريك والعطاء) الصدر، منابع القدرة في الدولة الإسلامية، مجلة صوت الأمة، 1980، ص20).

وقد استهدف الإسلام قبل كل شئ ربط الإنسان بربه ومعاده، فمن الناحية الأولى ربط الإنسان بالإله الواحد الحق، الذي تشير إليه الفطرة، وأكد وحدانية الله، وشدّد على ذلك؛ لكي يقضي على كل ألوان التأله المصطنع حتى جعل كلمة التوحيد (لا اله إلا الله) شعاره الرئيسي (الصدر، موجز أصول الدين ب.ت،ص 73)، وفي هذا الأساس يستطيع الإنسان أن يجزم بأن هذه العبودية لله هي أساس التحرر الإنساني؛ لان العبودية والتجرد لله لو صدقت فسوف تحرر الإنسان من كل حاجة من حاجات الدنيا. (عبود، 1977، ص58).

وفي المفردة العقائدية التي تمثل الركن الأول في بناء الجماعة الصالحة والثقافة الاجتماعية السياسية لها، يرى السيد شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) انه لابد من ملاحظة خصيصتين في الأمور العقائدي:

الأولى: تأكيد الجانب الاجتماعي للتوحيد، وهو الجانب الذي أهتم به القرآن الكريم بصورة خاصة؛ لان القرآن إنما نزل من أجل بناء الجماعة الصالحة، وإيجاد القاعدة البشرية المؤمنة بالله تعالى، وكتبه ورسله، ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) (سورة الصف، الآيات 2 – 4).

الثانية: إن ما أهتم به القرآن الكريم من الجانب الاجتماعي والعلمي، كان من الخصائص العقائدية التي امتازت بها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ومذهبهم في فهم الإيمان، والإسلام على بعض المدارس والمذاهب الأخرى (الحكيم، المنهاج، ص 23 – 24).

التوحيد

وعن قول الإمامية في التوحيد يذكر العلامة الحلي (إن الله تعالى واحد لا قديم سواه ولا اله غيره، ولا يشبه الأشياء، ولا يجوز عليه ما يصح عليها من التحرك والسكون، وانه لم يزل حيا قادرا عالما مدركا لا يحتاج إلى أشياء يعلم بها، ويقدر ويحيي، وانه لما خلق الخلق أمرهم ونهاهم، ولم يكن آمرا ولا ناهيا قبل خلقه لهم) (المظفر، 1979، ص 199).

وقد استدل الشيعة على وحدانية الله بان أكثر العقلاء على انه سبحانه واحد، والدليل على ذلك النقل والعقل، أما العقل فلوجوب وجوده فانه يدل على وحدته؛ لأنه لو كان هناك واجب وجود أخر لتشاركا في مفهوم كون كل واحد منها واجب الوجود، فإما ان يتميزوا أو لا، والثاني يستلزم المطلوب وهو انتفاء الشركة، والأول يستلزم التركيب وهو باطل وإلا لكان كل واحد منهما ممكنا، وقد فرض انه واجب الوجود وهذا خلاف الفرض على وفق رأي العلامة الحلي (الحلي، 1979، ص 316) وفي ذلك يذكر الصدوق: الحمد لله الذي توحد بالوحدانية وتفرد بالإلهية، وفطر العباد على معرفتهن، وكلّت الألسن عن صفته، وحجب الأبصار عن رؤيته (الصدوق، 1980،ص1).

ويذكر الكليني (انه عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم) (الكليني، ب.ت، ص1) وقد سلك الشيعة في فلسفة التوحيد نهج أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فهو المنهج الأصيل عندهم الذي أتحدث فيه كلمة أهل البيت (عليهم السلام)، ودافعوا عنه (فضل الله، 1972، ص222) ولهذا يستدلون على التوحيد بأقوال أئمتهم، كقول الإمام علي (عليه السلام) «أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه» (البحراني، 1378ﻫ، ص 106 ـ 107). ويرى شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) إننا في مجال التوحيد نحتاج إلى بحث الأمور الآتية:

أولا: التوحيد الصفاتي

لان أحد الأبعاد المهمة في بحث توحيد الله تعالى، قضية توحيده في صفاته، التي هي عين ذاته، فتتجسد فيه صورة الكمال المطلق.

وهذا الكمال المطلق يمكن أن يصل إليه الإنسان أو يقترب منه، من خلال حركته الدنيوية، عندما ينتقل إلى الله تعالى في اليوم الأخر، وعندما يتجرد من علاقته بهذه الدنيا وآثارها وتبعاتها وضغوطها وشهواتها، ومن خلال سعيه في هذه الدنيا وآثارها وتبعاتها وضغوطها وشهواتها، فهو يسعى ويكدح من اجل تحقيق هدف الوصول إلى الله تعالى الذي قال: (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى) (سورة الليل، 4 ـ 7).

ثانيا: التوحيد الذاتي

وهو في مقابل تعدد الإلهة، والشرك بالله تعالى، والبحث في هذا المجال يرتبط بجانبين هما:

1 ـ التوحيد في الولاء، جانب الولاء والحب والمثل الأعلى والقدوة التي يضعها الإنسان أمامه في حركته، إذ إن تعدد الإلهة وتعدد الولاءات يؤدي إلى تمزيق المجتمع، وتفرقه، وتشتته.

2 ـ التوحيد في العبادة، والعبادة لابد من فهمها من خلال جوهرها ومضمونها في أنها ليست أمرا مفصولا عن المجتمع الإنساني، بل هي جزء من حركته، إذ يمكن أن يتحول كل عمل صالح يقرب إلى الله تعالى، من خلال قصد التقرب إليه تعالى بالعمل، وبذلك يكون عبادة.

3 ـ التوحيد لله في العمل والطاعة: ويوضح السيد الشهيد (رضوان الله تعالى عليه) هذا الجانب بنقاط متعددة منها:

ـ الحب لله تعالى في مقابل الحب للأهل، والعشيرة، والمال، والسكن، والتجارة….

ـ التسليم لأمر الله تعالى في العمل.

ـ الطاعة لله تعالى في السلوك الخارجي، ولرسوله، ولأولي الأمر. – الدعوة إلى الله تعالى في العمل السياسي. (الحكيم، المنهاج، ص 25 ـ 43)

العدل

يعتقد الشيعة بعدل الله المطلق، وانه عادل حكيم، وليس بظالم، وقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) «التوحيد أن لا تتوهمه، والعدل ان لا تتهمه» فالعدل هو: (اعتقاد انه تعالى عادل في مخلوقاته غير ظالم لهم، لا يفعل قبيحا، ولا يخل بواجب، ولا يجور في قضائه، ولا يحيف في حكمه وابتلائه يثيب المطيعين، وله أن يعاقب العاصين) (شبر، 1956، ص 73).

وان مسألة العدل الإلهي ترتبط ارتباطا وثيقا بمسألة الإرادة الإنسانية، والحسن والقبح، أو الخير والشر.

ويرى شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) أن في الإنسان خصوصية مهمة، وهي ضرورة أن يلاحظ نفسه، ويراقب تصرفاته ومواقفه في كل لحظة؛ لأنه يختلف عن بقية المخلوقات بشئ ثمين وهو العقل. ومن العدل الإلهي سريان الامتحانات أو الاختبارات على الإنسان في مختلف الأزمنة، وأن اشد الناس امتحانا وابتلاء هم أقربهم إلى الله سبحانه وتعالى؛ لان الله يختص برحمته أولئك العباد الذين هم قريبون منه، والذين كلما امتحنهم وقفوا إلى جانب الخير وساروا في طريق الصلاح، حتى يصلوا إلى درجة لا يمكن تجاوزها.

وهذه الامتحانات ترقى بالإنسان درجات عالية، وذلك عندما يكون مالكا لإرادته، ومالكا لنفسه ونوازعه وعواطفه. (الحكيم، وبشر الصابرين، ص 15، 22)، والإنسان الذي يمتلك الإرادة لديه حرية يفضّل فيها مصلحة مجموع الناس على مصالحه الخاصة، ويرى السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أن الحرية من هذا النوع لها شروط رئيسة هي:

الشرط الأول: تحرير إرادة الأمة. ويعبر عن هذه الإرادة الحرة الكاملة من خلال توفر العناصر الآتية:

1 ـ تحرير إرادة الأمة من الهيمنة الأجنبية، والتسلط الخارجي ألاستكباري.

2 ـ التحرر من الطغيان والاستبداد الداخلي.

3 ـ تحرير إرادة الأمة من سيطرة الشهوات والميول والأهواء.

الشرط الثاني: ان لا تتحول الحرية إلى حالة الصراع والاحتكاك والاصطدام، بحيث يصبح المجتمع منقسما، متفرقا، متصارعا.

الشرط الثالث: أن لا يؤدي الاختلاف في الرأي إلى وهن وضعف الجماعة المسلمة، بحيث يجعلها في خطر هيمنة الأعداء وتسلطهم.

الشرط الرابع: أن تكون هذه الحرية ضمن الحدود الشرعية.

الشرط الخامس: أن لا تكون هذه الحرية مضرة بالمصالح الإسلامية.

(الحكيم، الأمر بالمعروف، ص 25 ـ 37)

الرسالة

تمثل النبوة (الرسالة) عند الشيعة رسالة ثورية وعملا تغييريا للجماعة الإنسانية؛ لكي تقوم بدورها الصالح بان يستلم شخص النبي المرسل الخلافة العامة ليحقق للثورة أهدافها في القضاء على الجاهلية والاستغلال (الصدر، خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء 1399ﻫ، ص41).

وقد قسم السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) مسؤليات الرسالة اعتمادا على تقسيم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وعلى ما تبدو في القرآن الكريم، على النحو الأتي:

المسؤلية الأولى: إبلاغ الرسالة الذي يعبر عنه في القرآن الكريم: بالبلاغ، قال تعالى: (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ) (سورة المائدة، الآية 99)، وتوجد في هذه المسؤلية عدة أبعاد هي:

1 ـ البلاغ واجب من الواجبات الإلهية بصرف النظر عن مدى استجابة الناس لذلك، فلا يصح أن يلوم المبلّغ نفسه، ويؤذيها لمجرد عدم الاستجابة له، وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم في مواضع عديدة، مثل قوله تعالى: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (سورة الشعراء، الآيتان 2 ـ 3).

2 ـ الاستمرار في البلاغ مهما بدا للرسول إعراض الناس، ومهما تصور أنهم لن يستجيبوا له، ولذلك يشير القرآن الكريم في عدد من آياته إلى أن النصر قد يأتي في لحظة يبدو فيها أن لا أمل في النصر، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (سورة يوسف، الآية 110).

3 ـ إبلاغ الرسالة بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، واستخدام كل الوسائل المؤثرة والممكنة في الإبلاغ.

المسؤلية الثانية: التزكية والتطهير، على ما جاء في سورة الجمعة: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).

المسؤلية الثالثة: تعليم الرسالة للناس، فليس المطلوب تأثير الرسالة في نفوس الناس، وتفاعلهم معها فحسب، وإنما لابد من تعليمهم هذه الرسالة.

قال تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (سورة البقرة، الآية 129). (الحكيم، المنهاج، ص50 ـ 66).

الإمامة

يتفق الشيعة الإمامية كلهم على وجوب الإمامة عن طريق العقل والشرع، وان اختيار الإمام يعود إلى الله وحده؛ لان وجود الإمام لطف من الله، يقرب الناس من الطاعات ويصدهم عن المعاصي والمنكرات، واللطف واجب عليه سبحانه بالعقل (الحسني، 1977، ص167).

ويرى شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) أن مفهوم الإمامة ودور أهل البيت (عليهم السلام) أوسع واشمل من قضية تولي الحكم وإدارته.

ويرى أن الرسالة الإسلامية أعظم الرسالات الإلهية، ويراد لها الاستمرار والدوام أكثر من الرسالات الأخرى، ولكن من ناحية أخرى يجد أن هذه المسألة لم توضع لها ضمانات للاستمرار والبقاء من خلال إرسال الأنبياء التابعين، كما وضعت ضمانات للرسالات السابقة التي جاء بها الأنبياء أولوا العزم، إذ إن هؤلاء الأنبياء التابعين كانوا يؤدون مهمة إدامة زخم تلك الرسالة، ومتابعة الإشراف على تطبيقها، ودعوة الناس إليها، وكان الله سبحانه وتعالى يرسل الأنبياء التابعين من اجل إدامة حركة الرسالة ومسيرتها.

وهنا يطرح السؤال الذي يفرض الحديث عن قضية ضرورة وجود الإمامة وموقع ودور أئمة الهدى أهل البيت (عليهم السلام) من الرسالة الخاتمة، إذ شاء الله تعالى أن يكون استمرارها عن طريق نظرية الإمامة، وان تكون الإمامة في أهل البيت (عليهم السلام).

ومن خلال الرجوع إلى أحاديث الأئمة (عليهم السلام) استنبط السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) سبعة أهداف أو ادوار رئيسة هي:

1 ـ حفظ الحياة الإنسانية.

2 ـ قيادة التجربة والحكم الإسلامي.

3 ـ المرجعية الدينية والفكرية للمسلمين.

4 ـ المحافظة على الشريعة الإسلامية.

5 ـ المحافظة على وجود الأمة الإسلامية ووحدتها وحيويتها.

6 ـ بناء الجماعة الصالحة.

7 ـ تجسيد القدوة والأسوة في السلوك الإسلامي الراقي، وإيجاد المثال الخارجي له. (الحكيم، المنهاج، 72 ـ 76).

الفصل الرابع

الآثار التربوية المستنبطة من فكر شهيد المحراب (قدس سره)

الأخلاق

لقد كتب السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) بحثا رائعا في الأخلاق وذلك في الجزء الأول من كتابه (المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي) ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأوردها في بحثه هذا.

وسأعرض هنا بشكل موجز أقسام الأخلاق على ما يراها شهيد المحراب (قدس سره)، وهي:

القسم الأول: أخلاق الصفوة: وهي تلك الأخلاق والمواصفات التي لابد أن تتصف بها الصفوة من الناس الذين يكون دورهم خاصاً.

القسم الثاني: الأخلاق الشخصية: وهي المواصفات الشخصية التي يحسن أن يتمتع بها الإنسان، ويكتسب بها امتيازا ذاتيا في الواقع وفي نظر المجتمع، وتعبر عن الجانب الكمالي الإنساني، مثل: الشجاعة، والكرم، والذكاء…

القسم الثالث: الأخلاق الاجتماعية، وهي الأخلاق ذات العلاقة بما نعبر عنه: بالمجاملة، وحسن المعاشرة، ومداراة الناس، مثل: بشاشة الوجه، ولين الحديث، وحسن اللقاء، كالبدء بالسلام، أو التوسعة في المجلس، وغير ذلك.

القسم الرابع: الأخلاق التغييرية (السياسية)، وهي الأخلاق التي يحتاج إليها الإنسان الذي يتصدى إلى العمل الاجتماعي التغييري العام، الذي نعبر عنه (بالعمل السياسي). (الحكيم، المنهاج، ص 162 ـ 165).

علاقات الأسرة

يرى شهيد المحراب (قدس سره) أن العلاقات الأسرية يمكن أن تتم في إحكامها، كما حثَّ الإسلام على ذلك من خلال الزواج والعلاقات الزوجية المستندة إلى أساس الحقوق المتبادلة، وتهيئة ظروف الاستقرار والسكن والمودة والرحمة، وكذلك من خلال الارتباط بين العشائر والقبائل والأسر المختلفة، ولذلك كان من الاتجاهات في تكوين الأسرة أن يتزوج الإنسان من خارج دائرة الأقربين؛ لإيجاد حالة التكامل الاجتماعي العام بين المفردات الرئيسة في المجتمع، وهي القبائل والأسر، وقد يكون في ذلك أيضا تكامل جسمي (فسيولوجي) كما يذكر الأطباء. (الحكيم، المنهاج، ص 121)

السلوك الإنساني

الإنسان هو محور الوجود على ما يرى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ويرتبط بتغيرات أساسية بالجانب النفسي والروحي، وليس بالجانب الاقتصادي أو العلمي أو المعاشي، وان المفردة التي تمثل المحور الرئيسي في التغيير فهي الجانب الروحي والنفسي للإنسان.

وسلوك الإنسان هو محور التغيير في الكون، والإيمان (العقيدة والتقوى) هي خلاصة المسيرة السلوكية الأخلاقية ذات العلاقة بتغيير وضع الإنسان. (الحكيم، المنهاج /ص 156)

ولضيق المجال في هذا البحث أوردت الأمثلة أعلاه بشكل موجز عن بعض العلوم والمبادئ التربوية والفكرية للسيد الشهيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه)، ومآثر السيد الشهيد (قدس سره) في المجالين التربوي والفكري كثيرة جدا، ومنها على سبيل المثال:

علوم القرآن

نستدل على آثار شهيد المحراب في هذا المجال من خلال مؤلفاته (علوم القرآن، القصص القرآني، الهدف من نزول القرآن، تفسير سورة الحمد، وتفسير سورة الصف، والجمعة، والمنافقون، والحشر، والتغابن، والمجادلة، المستشرقون وشبهاتهم، الظاهرة الطاغوتية في القرآن، وغير ذلك).

أئمة الهدى (عليهم السلام)

للسيد الشهيد (قدس سره) بحوث كثيرة ومؤلفات تدور حول أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مثل: أهل البيت ودورهم في الدفاع عن الإسلام، دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة، ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، مأساة الحسين (عليه السلام) وتصعيد روح المقاومة، وأهل البيت، وغير ذلك.

القانون

له (قدس سره) كتاب قيم بعنوان الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.

حقوق الإنسان، خير دليل على آثاره في هذا المجال كتابه (قدس سره) (حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية).

الاقتصاد

له (قدس سره) كتاب بعنوان (دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي)

السيرة

كتب شهيد المحراب (قدس سره) مؤلفات في هذا المجال مثل: (الإمام الحكيم، دعبل بن علي الخزاعي،الشهيد الصدر، الإمام الخميني).

وكتب كذلك (رضوان الله تعالى عليه) في القضية الكردية، والنظريات السياسية والاجتماعية، والاستراتيجيات، وغير ذلك مما يحقق فائدة للمجتمع الإنساني بصورة عامة والإسلامي بصورة خاصة.

الفصل الخامس

الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات

الإستنتاجات

1 ـ إن فكر السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) نابع من فكر أهل البيت (عليهم السلام).

2 ـ إن شهيد المحراب (قدس سره) كان موسوعة علمية تربوية من خلال الاطلاع على مؤلفاته.

3 ـ إن شهيد المحراب (قدس سره) كان كثيرا ما يخاطب العقل أكثر من العاطفة (العقل) وهو أسلوب تربوي علمي.

التوصيات

1- تضمين مناهج أقسام التربية الإسلامية في كليات التربية في العراق عدد من مؤلفاته.

2- إعتماد بعض الكراسات التربوية مثل: (الحب في الله) و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في المدارس الابتدائية والمتوسطة.

3- تأليف كتاب عن حياة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) من قبل المقربين وصحبه دروب العلم والجهاد.

المقترحات

1 ـ إجراء دراسة تحليلية لمضامين الخطب الأربع عشرة التي ألقاها شهيد المحراب في الصحن الحيدري الشريف.

2 ـ دراسة وصفية لتعرف الطرائق والأساليب التدريسية التي كان يتبعها شهيد المحراب (قدس سره) في تعليم طلبته.

3 ـ دراسة مقارنة في الفكر التربوي لدى شهيد المحراب (قدس سره) وأحد علماء الغرب.

4 ـ دراسة لتعرف الأصول الفلسفية لفكر شهيد المحراب (قدس سره).

المصادر

ـ القرآن الكريم.

1 ـ البحراني، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم.

شرح نهج البلاغة، الجزء الأول، مؤسسة النصر، طهران، 1378ﻫ.

2 ـ الحسني، هاشم معروف.

الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة، ط1، دار القلم، بيروت 1977م، 1397ﻫ.

3 ـ الحكيم، محمد باقر.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سلسلة منهجنا (2)، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، النجف الاشرف.

ـ وبشر الصابرين، سلسلة منهجنا (3)، مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره)، النجف الاشرف.

4 ـ الحلي، جمال الدين بن يوسف بن علي بن المطهر العلامة.

كشف المراد في شرح تجديد الاعتقاد، ط1، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1979م، 1399ﻫ.

5 ـ شبر، عبد الله.

حق اليقين في معرفة أصول الدين، ط2، المطبعة الحيدرية، النجف، 1956م، 1375ﻫ.

6 ـ الصدر، محمد باقر.

ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية، مجلة صوت الأمة، العدد 4، السنة الأولى، رجب،1980م، 1400ﻫ.

ـ موجز في أصول الدين، مطابع صوت الخليج، بدون تاريخ.

ـ خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء، مطبعة الخيام، قم، إيران، 1399ﻫ.

7 ـ الصدوق، أبو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي.

الخصال، دار التعارف، بيروت، 1389ﻫ.

8 ـ عبود، عبد الغني.

في التربية الإسلامية، ط1، دار الفكر العربي، 1977.

9 ـ فضل الله، محمد جواد.

الإمام الرضا تاريخ ودراسة، دار الزهراء، بيروت، 1973.

10 ـ القزويني، علاء الدين السيد أمير محمد.

الفكر التربوي عند الشيعة الإمامية، مكتبة الفقيه، الكويت، 1986.

11 ـ الكليني، أبو جعفر بن محمد بن يعقوب بن إسحاق.

أصول الكافي، الجزء الأول مطبعة حيدري، إيران، بدون تاريخ.

12 ـ المظفر، محمد حسن.

دلائل الصدق، المطبعة الحيدرية في النجف، 1979.

13 ـ الانترنت.

منتديات موقع يا حسين ـ شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه).

[1] كتب هذا الفصل استنادا إلى معلومات الانترنت.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى