مواصفات القيادة عند شهيد المحراب
بحث شارك في المؤتمر الأول لإحياء التراث الفكري والعلمي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم
الباحث: الدكتور رحيم علي صالح
مواصفات القيادة عند شهيد المحراب
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)
صدق الله العلي العظيم (السجدة: 24)
الإهداء….
إلى:
النهر الخالد…
الجسد الطاهر…
المؤمن الصابر…
مصدقا لقوله تعالى:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
صدق الله العلي العظيم
إلى آل الحكيم الأطهار أهدي هذا الجهد المتواضع…
الولادة المباركة
ولد آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) في الخامس والعشرين من شهر جمادي الأولى عام 1358 ﻫ الموافق 1939م، في مدينة النجف الاشرف، مركز المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية؛ إذ توجد فيها أكبر جامعة علمية للمسلمين الشيعة.
والسيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) هو نجل آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) المرجع الديني الأعلى العام للشيعة في العالم كله منذ أواخر الخمسينات حتى وفاته في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1390ﻫ الموافق 1970م، وهو ابن السيد مهدي بن السيد صالح بن السيد أحمد بن السيد محمود الحكيم (رحمهم الله).
النسب الشريف
أسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى، وهي عائلة عراقية أصيلة، (آل طباطبا)، إذ استوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري، ثم انتشروا بفعل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بالعراق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مثل: اليمن، وإيران، وشمال أفريقيا، وغيرها من البلدان.
وأسرة آل الحكيم من الأسر الشهيرة في العراق ذائعة الصيت، ولاسيما في القرن الرابع الهجري، وقد برز منها علماء مشهورون في الطب والأخلاق والفقه والأصول، وعرف منهم في القرن الثالث عشر الهجري العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم والد الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره) الذي هاجر في أواخر حياته إلى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها، وكان زميلا في الدرس مع آية الله المجاهد محمد سعيد الحبوبي، وقد تخرج في الأخلاق على يد الشيخ حسن قلي همداني (قدس سره) صاحب المدرسة الأخلاقية المعروفة، وقد توفي في لبنان يوم الجمعة الموافق الثامن من صفر سنة 1312ﻫ، وله في تلك البقاع مدفن يزار، وعرف منهم كذلك آية الله المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محسن الحكيم (رضوان الله عليه)، وعدد كبير من العلماء وأساتذة الحوزة، لا مجال لحصرهم وهم كثر، وتحظى هذه الأسرة اليوم كما كانت أمس بحب العراقيين، واحترام ملايين المسلمين سواء أكان في العراق أم في خارجه.
وقد جسدت هذه الأسرة مظلومية المؤمنين، ولاسيما الأسر العلمية منهم في أجلِّ صورها؛ إذ تحملت ما تحملت من المصائب والآلام لا لشئ أو ذنب فعلته سوى انتمائها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها بوجه الطاغية؛ ولأن من رجالها أبطالاً تحملوا مسؤولية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم، هتف منهم بندائه، وصرخ في وجه الطاغية بـ(لا) ذلك هو آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره).
للقيادة الرشيدة الدور الأكبر في توجيه المجتمع، حيث إنها القادرة على تعبئة طاقات المجتمع وتوجيهها إلى الخير والفضيلة والبناء، فلا يمكن بكل حال من الأحوال أن نكتفي بقيادة تدير المجتمع بإمكاناته المادية والمعنوية، بل لابد لها أن تضيف إمكانات جديدة لا تأتي إلا بتفجير طاقات الأمة ومخزونها الفكري والثقافي والتعبوي، وهذا يتطلب منا أن نرسم ملامح الشخصية القيادية المؤمنة الصابرة المجاهدة، والتي تنذر النفس في سبيل وحدة الأمة الإسلامية وصيانة مقدساتها، ومن أجل ذلك لابد من إستقامة المجتمع وتقواه، فمن دون التقوى ومن دون تجسيد القيادة للمثل السماوية العليا، وقدرتها على الصمود أمام الأهواء والميول الذاتية والرغبات، وأمام تحديات مراكز القوى الداخلية وتهديدات القوى الخارجية، من دون ذلك تذوب هذه القيادة في التيارات الداخلية الفاسدة، والتيارات الخارجية الطامعة، وتصبح كالقيادات الفاشلة القائمة حاليا في الكثير من بلادنا.
إن الدين الإسلامي يأمرنا ـ ومن أجل المحافظة على استقامة الأمة وتقدمها ـ بأن يكون قائد هذه الأمة مثالا للتقوى والتوكل والزهد في الدنيا؛ ليتمكن من الإبقاء على أصالة الأمة واستقلالها وخطها في الحياة، هذا فضلا عمّا يجب أن يتمتع به القائد من مؤهلات علمية كافية في مجالي الشريعة والشؤون الحياتية، وهو ما يدعونا إلى التفكير جديا في أن تعطى قيادة المجتمعات الإسلامية إلى من يتمتع بروح الإيمان والتوكل والتقوى، ويحمل هذين النوعين من العلوم، حيث ينبغي أن يكون القائد في المجتمع الإسلامي ملما بأحكام الشريعة اجتهادا واستنباطا، وملما أيضا بمتطلبات إدارة الحياة المعاصرة في مجالات السياسة الحديثة والاقتصاد والعلاقات الدولية وما شاكل.
قبل كل شئ لابد أن نعرف أن القيادة الرسالية هي قيادة القلوب، وليست قيادة الأبدان، هي قيادة الرضا، وليست قيادة التسلط، هي قيادة التسليم، وليست قيادة الإرهاب، ومن إيجاد حالة الرضا التي تشكل أرضية القيادة في المجتمع، يستحيل إيجاد الحالة القيادية في قمة الهرم القيادي، أو القائد الأعلى لهذه الأمة.
المتأمل في شخصية شهيد المحراب المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) يجدها شخصية قيادية، فقد رسخت ملامح القيادة في شخصه وفي سلوكه قولا وفعلا، ومن خلال إتصافه وما يحمل من سمات رجل الدولة، وقائد المسيرة، ومفجر الطاقات، وملهم المؤمنين الصابرين المحتسبين إلى الله.
إن شخصية الإمام الشهيد (قدس سره) كانت مثالا للاقتداء، فقد رسم ـ ومن خلال نضاله ضد الظلم والطاغوت بكل أنواعه وأشكاله ـ ملامح الشخصية القيادية التي لابد لها أن تقود هذه الأمة، وترفع من شأنها؛ كونها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وباستقراء بسيط لهذه الشخصية القيادية لشهيد المحراب (قدس سره) لابد لنا ان نقف ونحلل جانبا من سمات هذه الشخصية المؤمنة العظيمة، فقد كانت تحمل خصائص بيت النبوة وأعلام الهدى وكيف لا، وهو أبنها البار الذي شرب وتغذى من صرح الإيمان، وركن الهدى وأساس التقوى، وتميزت شخصية شهيد المحراب بعدة خصائص منها:
1) الصبر
لقد كان الشهيد (رضوان الله عليه) يتمتع بصفة الصبر، وهي صفة قلما نجدها في شخصية القادة على مختلف مستوياتهم، فصبره كان اكبر من ما يصفه البشر أو يتحمله، فقد كان (رضوان الله تعالى عليه) صبورا كآبائه وأجداده العظام، وقد أكد ذلك سماحة السيد عمار الحكيم (حفظه الله) في مقابلة أجريت معه لمناسبة استشهاد شهيد المحراب، إذ قال: إن من صفاته (رضوان الله تعالى عليه)، الصبر، الصبر على البلاء، الصبر على الشدائد، الصبر عند ضيق الأمور وتكالب الزمن عليه، فقد كان يعرف ويدرك المؤمن الصابر المجاهد الواثق من رضا الله تعالى وجزاءه عن الصابرين مصداقا لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) فقد صبر (رضوان الله تعالى عليه) وعقد العزم والصفقة مع الله، والله ناصر المؤمنين، ومن يكن مع الله فهو حسبه.
2) الرضا بالقدر والقضاء
صفة الرضا هي من أعظم صفات المؤمنين، ويعبر القرآن الحكيم عنها بعدة عبارات متقاربة المضمون قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)[1]
وقوله الحق: بسم الله الرحمن الرحيم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)[2]
فالرضا وهي صفة المؤمنين الصابرين كانت تتمثل في شخصية شهيد المحراب، وهي قبول الواقع الحق والابتداء من منطلق الحق، حيث إن رضوان الله تعالى عليه بدأ بدراسة الواقع وتعابيره المختلفة، ومن ثم عمل على التحرك إلى انتشال ذلك الواقع المرير وتخليصه من الظلم والطغيان.
إن صفة الرضا والطمأنينة والسكينة سمات اتسم بها شهيد المحراب، وهي كبيرة يسعى المؤمنون جميعهم من أجل تحقيقها، ولأن المجتمع المسلم مجتمع الرضا والتسليم فان إطاعة القيادة المشروعة تصبح قضية طبيعية.
3) طاعة الله
إن إطاعة الله سبحانه وتعالى والعمل بأحكامه وترك معاصيه هي من صفات القيادي المؤمن، وهذا ما تمثل في شخصية شهيد المحراب، فقد كان (رضوان الله تعالى عليه) مطيعا لله إطاعة خاصة، فنفسه الزكية تعودت على هذا النوع من الطاعة ويقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[3] وعليه لابد لنا جميعا ان نعمل على إطاعة الإمام (رضوان الله تعالى عليه) من خلال التمسك بمبادئه وفهمه الإيماني الجهادي في محاربة الظلم والطغيان، فقد رسم لنا القائد الأعلى الطريق الصحيح الذي من خلاله نستطيع تحقيق الوحدة الإسلامية وحرية الشعب وعدالة المجتمع، ان إطاعة هذا الإنسان إنما هي إطاعة لله.
4) العلم
لقد تمتع شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) بسمة من سمات القيادة، وهي: سمة العلم، فالعلم الإلهي الذي أودعه الله سبحانه وتعالى في الإنسان، وأعطاه قدرة التعرف على كل ما موجود من خلال التمسك بالقيم الإلهية التي جعلته ينتصر على الشر والطاغوت والظلم والعصيان، مصداقا لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[4].
إن الصفات الأساسية للقيادة الإسلامية هي صفات متفاوتة في درجاتها. وصفة العلم يوصي بها الإسلام، وهي أن لا ترضى أن يقودك إنسان عالم تقي مهما كانت درجة علمه وتقواه، بل يجب أن تبحث عمن يكون في درجات رفيعة من العلم، فتتخذه إماما لك؛ لان الله سبحانه وتعالى قد جعل هذا الإنسان أمامك، فكلما زادت وتكشفت قيمة العلم والتقوى في شخصه كانت قيادته أقوى وأرسخ وأفضل عند الله سبحانه وتعالى.
ولأنه الأضمن والأقرب إلى الحفاظ على الدين والدنيا؛ لذا فأن تأكيد الإنسان على العلم كمحور لحركة الإنسان في الحياة إنما هو لان الحضارة البشرية قائمة على قاعدة العلم، ولأن الإسلام يريد أن يمنح العلم قيمة اجتماعية رفيعة؛ ليكون العلم والعلماء هو محور استقطاب المجتمع، بعيدا عن تأثيرات وضغوطات الثروة والقوة. وهذا ما تجسد في شخصية شهيد المحراب العلمية والدينية والسياسية والقيادية، وهو إمام المسلمين حقا، ومن يقتدي به ويسير على نهجه ويجسد تعاليمه فقد ربح، وفازت أمة تتبع رجلا إماما كشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) وأفلحت لعمري في الدنيا والآخرة.
5) المؤهلات الفقهية
إن القائد في المجتمع الإسلامي يتمتع بجملة مؤهلات، منها ما يرتبط بواقع الحياة، ومنها ما يرتبط بقيم الشريعة، وشهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) كانت له دراية خاصة وعامة، وتفهم عميق مبني على نظرة المؤمن المجاهد في سبيل الله المرتبط مع الله جملة وتفصيلا، وكانت له دراية في الشؤون السياسية للأمة، عالما بأبعادها، ودراية بالدين وأحكامه المرتبطة بالمجالات السياسية، كان يعمل ويرسم ويخطط في كل المجالات: في الاقتصاد، والاجتماع، والتربية، وعلم النفس، وسائر الحقول الإنسانية والاجتماعية الأخرى، كان يؤمن (رضوان الله تعالى عليه) ويؤكد أنه ليس المفترض أن يعرف القائد لهذه الأمور أو القضايا السياسية فقط دون أن يعرف حكم الله في شؤون السياسة، فلا يحق له أن يقود الناس، وأن ينصب نفسه حجة عليهم؛ لأنه لا يعرف حكم الله في مجال السياسة.
6) الفقه ومتغيرات العصر
لقد كانت شخصية الإمام (رضوان الله تعالى عليه) الفقهية شخصية المتفقه الذي يستنبط أحكام الشريعة للحوادث الواقعة في ما يشهده الزمان من متطورات ومتغيرات، والفقه في نظره ـ هنا ـ منفتحا على تطورات الزمن والحقيقة عارفا بمتغيرات العصر؛ لأنه يرى (رضوان الله تعالى عليه) أن قيادة الأمة في عصر مليئ بالمتغيرات يستلزم أن يكون القائد عارفا بشكل كامل ودقيق بهذه المتغيرات، وملما بحكم الشريعة فيها، واذا كان العكس من ذلك فانه لا يستطيع أن يتصدى لقيادة المجتمع؛ لان القيادة وضروراتها تأتي من خلال تطبيق الدين. ويعني ذلك تطبيق القيم الإلهية على متغيرات الزمن.
7) العلماء ورثة الأنبياء
فقد أكدت أكثر الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث النبوية المطهرة على وجوب مبدأ تكريم العلماء؛ كونهم ورثة الأنبياء، من خلال ما يمتلكونه من صفات وسمات في سلوكهم قولا وفعلا، ومن هنا نجد أن الإمام شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) كان خير وريث لآبائه وأجداده من النبيين والأئمة الهاديين المهديين (عليهم السلام) فقد ورث (قدس الله روحه الطاهرة) عنهم معاني الصبر، وسمات الحق، والدفاع عنه ضد الباطل، وما حدث في العراق من إذلال لأكبر طاغوت في العالم، ووقوع الصنم، والحالة الفريدة التي حدثت في مسيرة الشعب العراقي إنما هي نتاج لصبر وتضحيات علمائنا (رضوان الله تعالى عليهم) جميعا.
صفوة الكلام
لقد بدأت حديثي في اختياري لهذا الموضوع، ألا وهو دراسة الصفات القيادية عند شخصية شهيد المحراب، وصفة القيادة بالذات، وعندما تمعنت وقرأت الكتب والمراجع لأستقرء وأحلل هذه الشخصية المباركة، واستخرج منها صفات قيادية يتصف بها شهيد المحراب (رضوان الله تعالى عليه) وجدت أنه قد اتصف بالكثير، وأنا كتبت القليل، فهو الرجل، والقائد، والمعلم، والفقيه، والعالم المتفقه لعلمه ودينه، وهو القائد السياسي المحنك الذي يعرف كيف يدير السياسة ودهاليزها، ويعرف كيف يتعامل مع طواغيت العصر وسياستهم السوداء الدفينة الحاقدة المبنية على حقد أعمى، انه الإنسان الأب والأخ والقائد الذي ضحى بنفسه ودمه الطاهر الشريف من اجل عراق مسلم مسالم أساسه العدل والحرية والمساواة، لقد كان (رضوان الله تعالى عليه) ـ بحق ـ قائدا لمجتمع يحتاج إلى قيادته؛ لان المجتمع لا تقوده القوة ولا يقوده الاقتصاد، بل يقوده من عمل على توجيه ذلك المجتمع بإتباع أحكام الله سبحانه وتعالى، ورفض تبعية الشهوات ومصالح المستكبرين والمتسلطين؛ لذلك أبى (رضوان الله تعالى عليه) أن يكون عبدا للصنم، ورضي بان يكون عبدا لله الواحد القهار، وان يكون في الوقت ذاته بريقا للأمل، وخلاصا للشعب العراقي من الظلم والطاغوت.
فسلام عليك سيدي يوم ولدت، ويوم فاضت روحك الطاهرة، ويوم تبعث حيا، وحشرك الله مع أجدادك وآبائك من الأنبياء والأئمة الهادين المهديين، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
[1] سورة الفجر: 27 ـ 30.
[4] سورة النحل: 99.