الفكر الشيعي في المنظور الغربي شهيد المحراب إنموذجاً

tt

بحث شارك في المؤتمر الثاني لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم 

الباحث: الاستاذ المساعد د. خالد سهر الساعدي

استاذ الادب المقارن، كلية الاداب ـ المستنصرية، المنسب لكلية التربية ـ جامعة ميسان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

لقد كان اغتيال شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم حافزا لإثارة العالم نحو القضية الشيعية من خلال هذا الحدث الجلل، مما حدا بالاوساط الثقافية والإعلامية إلى العودة إلى التاريخ لاضاءة تاريخ الشيعة منذ النشأة وحتى اليوم، وربط احداث الحاضر بالمهاداة التاريخية والفكرية، وجاء هذا البحث محاولة متواضعة لابراز صورة الفكر الشيعي في المنظور الغربي في الكتابات الحديثة التي ظهرت مباشرة بعد حادث الاغتيال الاليم او سبقه بسنوات قليلة، وقد انقسم إلى مباحث ثلاثة على النحو الاتي:

المبحث الأول: الانا والاخر في الدراسات الحضارية.

المبحث الثاني: الفكر الشيعي في المنظور الغربي.

المبحث الثالث: صورة شهيد المحراب في المنظور الغربي.

الخاتمة و قائمة المصادر والهوامش

معتمدا في ذلك على المصادر الاصلية غير المترجمة.. ومن الله التوفيق.

المبحث الأول:

الانا والاخر في الدراسات الحضارية

عبر سلسلة طويلة من العلاقات المختلفة تكون الأطراف صورا متقابلة لبعضها البعض، فتتخذ صورة الآخر في الموروث الحضاري لمغايرة أبعادا هي في المحصلة النهائية جزء من الصور الكلية الحضارية، هذه الابعاد قد تكون سياسية واجتماعية وثقافية ودينية……الخ. ولان العالم منقسم منذ القديم إلى شرق وغرب، التغاير التام او حتى شبه التام بين الطرفين هو السمة الغالبة للعلاقة بينهما، فان الحديث عن صورة الآخر غالبا ما ينسحب إلى هذه العلاقة بين الشرق والغرب. ومع ذلك فليس الغرب صورة كلية ثابتة لا تقبل التغيير عبر العصور ولا الشرق كذلك. فاذا أخذنا الجانب الثقافي في الصورة نجده في الغرب متنوعا كما هو في الشرق متنوع، ويتحول الحديث من منظومة ثقافية إلى منظومات ثقافية، ولامر ما وبسبب الدهشة والتغاير يصبح الاطلاع على صورة الانا في منظور الآخر او صورة الآخر في منظور الانا نافعا وفعالا لكلا الطرفين؛ لان من طبيعة التغاير الاتجاه نحو التضاد ومن ثم نحو ترشح الصورة واضحة جلية، هذا بصرف النظر عن مبلغ رضا الانا او الآخر عن صورته وعن مبلغ صدقية هذه الصورة ونزاهة رسمها، وان كان الرضا والصدقية والنزاهة من المكملات البالغة الاهمية لكمال الصورة ونجاعة الاثر الذي يحدثه اكتشافها بكل من الطرفين. فالاخر في ابسط صورة هو مثيل او نقيض «الذات» او «الانا»، وقد سار هذا المصطلح في الدراسات الحديثة في النقد الادبي بعامة والنسوي والثقافي بخاصة، وفي الاستشراق على وجه الخصوص، وان ابرز استخدام له واكثر تبكيرا هو في الفلسفة الفرنسية المعاصرة ولا سيما لدى جان بول سارتر الذي يرى ان «وعي الذات الوجودي يتأسس تحت تحديق الآخر» وان كان سارتر يعتبر «الآخرين» هم الجحيم لأنهم يحدقون في الانا فيعرفونها، ومنذ سارتر وحتى اليوم اتخذت دراسات الآخر مناحي متعددة في الفلسفة والاداب وعلم النفس. ان منطلقات صورة الآخر و (الانا) بين الشرق والغرب سوف ترشح تباينات وصفية عامة، وعليه فسيكون الشرق الإسلامي في مقابل الغرب المسيحي، والشرق المتأمل في مقابل الغرب العملي، والشرق المستعمرَ في مقابل الغرب المستعمِر وهكذا. ان هذه التباينات الوصفية جزء من دائرة يشكل جزءها الآخر مجهود بحثي ودراسي متواصل، فهي أما مسوغات ونتائج مسبقة لدراسات او أنها نتائج ترشحت عن دراسات مسبقة. والكيانان اللذان يمثلان «الانا» و «الآخر» يقتربان من بعضهما ويجسان بعضهما بالدراسة والتأمل والتعرف من قريب او من بعيد، وان الدين جزء من المنظومة الثقافية والحضارية لمجتمع ما، بل هو اهم جزء في هذه المنظومة على الاطلاق، لان الدين بالمعنى الشامل ليس الطقوس التعبدية او المعاملات الفقهية او شكل الحكم السياسي القائم او المطلوب، بل هو موقف وفلسفة في الكون والحياة وتحديد نوع العلاقة بالخالق سبحانه، ولهذا فان تقصي صورة الدين لدى «الانا» في منظور «الآخر» لها من الاهمية ما لا يعدلها فيه أي مجال آخر، وقد وصلت بعض المقاربات حد التصادم الفعلي وأحدث مثال على ذلك احداث 11 ايلول / سبتمبر، التي اصبحت فاصلة بين عالمين، عالم ما قبل 11 ايلول وعالم مابعده. أن احداث 11 ايلول صدمة للعالم بجانبيه الشرقي والغربي، ليس بسبب تأثيرها العسكري او السياسي؛ بل لأنها انتجت نوعاً جديداً من المقاربة بين الشرق والغرب، مقاربة ايقظت الغرب من سباته وجعلته يعيد حساباته، ووضعت الإسلام المعتدل بين كماشتي رحى، مفضية في المحصلة النهائية إلى وضع الإسلام كله في مواجهة العالم كله، وقد حدث ذلك بسرعة هائلة دمرت نتائج ذلك التغلغل الاسلامي الهادئ والبطئ في العالم الغربي وحولتﻫ في المنظور الغربي ـ من فكرة التعايش السلمي الحضاري إلى فكرة الخطر الزاحف.

ولاشك أن تشكيل صورة للاخر قد يشوبها بعض التشويه والتحريف وسوء الفهم في احيان كثيرة وتتلاعب بها عوامل متعددة أيضا، وان تفحص تاريخ العلاقة بين الشرق والغرب على مختلف الصعد الحضارية كفيل باظهار الكثير من امثلة سوء الفهم هذه، كما لابد من التذكير بأن وسائل تشكيل الصورة قد اصابها الكثير من التطوير والتسريع والتحسين بفعل ثورة الاتصالات الكبرى التي نعيش ثمارها اليوم.

المبحث الثاني:

الفكر الشيعي في المنظور الغربي

حينما يتحدث الغرب عن الإسلام تبرز في دوائره الاكثر وعياً وتخصصاً التفاتات إلى مدارسه الفكرية ومذاهبه السياسية والفقهيه، ويصبح الحديث عن بعضها مختلفاً عن بعضها الاخر وهكذا…، وقد تقع بعض الأخطاء بسبب تسارع الاحداث، تلك الأخطاء التي قد يتعلق بعضها بالتاريخ القديم للطائفة او الحركة، وقد يتعلق بعضها بالاحداث الجارية، ولاتعدم هذه الأخطاء من يتصدى لتصحيحها من المنظومة الثقافية والفكرية نفسها.

أن الاحداث المتلاحقة منذ عام 2003م عبأت المؤسسات الغربية لملاحقة المهادات الاولى التي تضيء وتفسر ما يقع من احداث، اذ يذهب المتخصصون والمعنيون بالشان العراقي ـ خاصة ـ إلى التاريخ يسدون به ثغرات تخللت صورة الشرق الاسلامي ـ ومنه الشيعي ـ في الموروث الغربي، واكثر هذه الاحداث حدة ووضوحاً وتأثيراً هو اغتيال اية الله السيد محمد باقر الحكيم في اب 2003. اذ بلغ تأثيره في الاوساط الغربية ما جعل احد هؤلاء المتخصصين وهو يويليام او.بيمان william o.beeman يصفه بأنه: «بداية الحرب الاهلية في العراق»[1]. هذا الحدث اظهر اهتماماً علمياً لدى الاوساط الغربية لتسليط الضوء على التراث الشيعي القديم وابرز ممثليه من القدماء والمعاصرين وامتداد كل ذلك إلى ايامنا هذه.

والحق أن الكثير من هذه الكتابات قد اتسم بالدقة والشمول على الرغم من بعض الأخطاء البسيطة المتعلقة بسوء فهم تاريخي او المبالغة احياناً في تحديد بعض الاطر الفكرية، فهذﻫ مثلاً ـ مجموعة من الباحثين الالمان يصدرون مقالة في صحيفة «دير شبيكل der spiegel» ليوم 1 /9/ 2003 على اثر استشهاد السيد الحكيم، ترقى إلى مستوى البحث العلمي الرصين، يتحدثون فيها عن قضايا مختلفة في الفكر والتاريخ الشيعيين، كالتخوف الغربي ـ مثلاً ـ مما يسمونه بالحزام الشيعي ناقلين وجهه نظر من يسمونه بالخبير الغربي القلق من «حزام شيعي في الشرق الاويط» خاتماً مقالته بـ «شكراً، سيدي بوش»، وفي اثر ذلك ينتقل الباحثون ارقاماً تفسر نسب السكان الشيعية في الدول المختلفة: العراق وايران والباكستان وافغانستان وشرق افريقيا واذربيجان والبحرين ولبنان… الخ. ومما جاء في هذه المقالة قولهم: «لكي نفهم عالم الشيعة وارادتهم في الانغماس في الشهادة وشعورهم بأنهم مختارون، يجب أن يعود المرء إلى الوراء إلى نقطة في التأريخ قبل 1300 سنة. وهذا للكثير من الشيعة ليس عودة إلى ماضٍ سحيق او غامض بل هو جزء من خبرة دينية مستمرة هي مزيج من الفرح والحزن. فقد كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كلمة الله وخاتم النبيين، ولم يدعِ انه الهي او خالد فعالمه جزء من العالم الخارجي (الدنيا).

وبعد أن يسترسلوا في سيرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيته بالولاية للامام علي (عليه السلام)، يضعون اليد على الخلاف الجوهري بين نظام الحكم في الغرب ومثيله في الشرق الإسلامي اذ يقولون:

«على مدى قرون تقبلت المجتمعات المسيحية فكرة وجود قوتين؛ احدهما قوة ممثلي الله والثانية قوة الإمبراطورية، في حين كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يجمع القوتين، وان الفصل بين الدين والدولة أمر غير مقبول في الإسلام في الاقل في أصله الاول».

وفي بحث مفصل للمتخصص الياباني كيكو ساكاي keiko sakai بعنوان «الحداثة والتقليد في الحركات الاسلامية في العراق، التواصل والانقطاع في دور العلماء» الصادر عام 2001 ينقل وجهات نظر العالم الغربي في تاريخ الحركات الاسلامية العراقية وبخاصة الشيعية منها، فبعد أن يتحدث عن نسبة الشيعة في مكونات الشعب العراقي، واختلاف الشيعة عن الاكراد في عدم مطالبتهم بالحكم الذاتي او الاستقلال، يتحدث عن تاريخ نشأة حزب الدعوة الاسلامية، ودور اية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) في تحديث المرجعية وانشاء مواكب الطلبة واستحداث نظام الوكلاء، ويتحدث عن دور الشيخ محمد رضا المظفر في الثلاثينيات من القرن الماضي في تحديث المرجعية أيضا، وعودة المجتمع الشيعي إلى الساحة السياسية بعد عزوفهم عنها في العشرنيات، ثم يتحدث عن دورة العلماء الشيعة وعلاقتهم بجماهيرهم فيقول:

«من النافل ذكر دور العلماء الشيعة في ثورة النجف عام 1918م وعام 1920م ضد البريطانيين، فقد لعب علماء الشيعة دوراً متميزاً في قيادة المجتمع سياسياً، مستثمرين على نحو خاص تأثيرهم الديني والاجتماعي في المجتمع، وهذا فرق واضح بينهم وبين علماء السنة الذين أغلق (باب الاجتهاد) عندهم»

door of ijtihad» had been closed»

ثم يمضي الكاتب في ذكر أسماء هؤلاء العلماء في تلك الحقبة التأريخية مركزاً على تأثيرهم الشخصي الفعال في الجماهير الشيعية والسنية على السواء.

يذكر الكاتب خصائص الفكر السياسي الشيعي الحديث القائم على ثنائيات تكاملية من المحلية والعالمية، من الشعبية والنخبوية، من الحداثوية والتقليد، تلك الثنائيات التي أخذت بها الأحزاب والحركات الدينية كالدعوة والمجلس الأعلى فيما بعد.

يركز الكاتب في تحديده لأطر الفكر الشيعي تأريخياً وسياسياً على المرجعية ودورها، فينقل تعريف ليتفاك Litvak للمرجعية (المثال الأعلى) على أنها:

«نتجت من تطور مفهوم النيابة العامة التي مكنت العلماء من ادعاء السلطة الكارزمية* (الجاذبية الحضورية) المستمدة من الأمام الغائب عبر عمليات سياسية واجتماعية كونت المدرسة الاصولية العقلية الاستنباطية في القرن الثامن عشر، وان المرجع الاعلى Supreme Exemplar يحدد باسبقيته في ثلاث خصائص رئيسية للاجتهاد.. يحوزها هي: العلم (معرفة الشريعة) العدل (العدالة في تطبيق الشريعة)، الورع (التقوى) ومن بين الثلاثة تقف الاعلمية (التفوق في العلم) كأكثرها أهمية»[2] يعمد بعض الباحثين وهم يعملون في مجال الدراسات الدينية إلى تأشير الأخطاء التي يقع فيها أقرانهم والناتجة عن التسرع على النحو الذي نجده في مقالة روي بارفيز متحدة Roy Parviz Mottahedeh المعنونة بـ:

«أبقاء الشيعة على سراطهم» من هذه الأخطاء ما يرد في اسماء الاعلام فقد ورد اسم السيد محمد باقر الحكيم على نحو محمد بكر الحكيم (بالحروف الاتينية) في صحيفة نيويورك تايمز، ويطلب من العالم الناطق بالانكليزية عدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء، ويذكر لذلك مثالاً آخر يقول فيه: «خذ ـ مثلاُ ـ الحوزة في النجف، عرفتها ميكان ك ستاك في لوس انجلوس انجلز تايمز في 29 /4/ 2003 بـ «مجلس العلماء» وعرفها وليام بوث في الواشنطن بوست في  15 /5/ 2003 بـ «الجامعة المفتوحة». في حين هي مختصرة من «الحوزة العلمية» (المنطقة المتعلمة) التي اسسها الطوسي، وتشكل ألان جزءاً من المدينة، حيث تقع فيها عدة مدارس وهي مجازاً خلاصة مجتمع كامل».

واستكمالاً لموضوع الحوزة يذكر تاريخ نشأتها بحدود عام 1057م حيث هاجر عالم شيعي بارز اسمه الطوسي من بغداد بعد أن احرق منزله وكتبه إلى النجف، وبدأ بالتعليم النظامي للفقه الشيعي، ويعده الشيعة الاب لكل هذه المدارس المستمرة إلى اليوم. وقد طور علماء الشيعة منذ نهاية القرن العاشر انظمة من الدراسات الإلهية والفقهية تشبه ما لدى الكاثوليك ولا تشبه ما لدى السنة.

المبحث الثالث:

صورة شهيد المحراب في المنظور الغربي

لاشك أن شخصية مثل السيد الحكيم ستكون موضع اهتمام وعناية من لدن العالم بشقيه الغربي والشرقي، وان صورته ما زالت في بداية تكونها لسيرة حياته المرتبطة بنضاله الشاق ضد القمع والدكتاتورية، ثم عودته إلى العراق، وأفكاره المعتدلة، وموقفه من الاحتلال، ودعوته إلى شكل نظام الحكم، ثم الفاجعة الكبرى باغتياله في صيف عام 2003، كل ذلك يقع في مجرى تكون هذه الصورة، ولعل ما نجده في ردود أفعال الأوساط الغربية اثر استشهاده مما يعزز في تكوين هذه الصورة.

يدركون الغربيون الثقل الديني والاجتماعي الذي تتمتع به عائلة الحكيم في الوسط الإسلامي، كما يدركون بشاعة ما تعرضت له على أيدي نظام الحكم البائد من قتل وتشريد، ولهذا فأن الحديث عن شخصية الشهيد لا ينفصل عن الحديث عن المرجعية والحوزة والكفاح من اجل الحرية وإعلاء كلمة الله.

فأكثر الصحف والمجلات الغربية حملت نعياً غب استشهاده مشفوعاً بسيرته والإشادة بمكانة عائلته ونضالها ضد القمع والظلم، مشيرة إلى فترة مرجعية والده السيد محسن الحكيم بين 1955 ـ 1970، فهذا جوف لورنس Joffe Lawrence ـ مثلاً ـ في مقالته في الكارديان الموسومة باسم السيد الحكيم يضع لها عنواناً فرعياً يقول فيه:

«رجل الدين الشيعي الذي رأس اكبر مجموعة معارضة في العراق والمدافع عن التعددية في مجتمعه».

ثم يعرج بعد ذلك إلى تأثيره في الوسط الشيعي، بعد أن يفصل في سيرته منذ ولادته عام 1939 وحتى يوم استشهاده عام 2003 عن عمر ناهز ال ـ 63 عاماً. ويمضي الكاتب نفسه بوصفه بالشخص الملهم، واصفاً اشراقة وجهه وابتسامته وما يظهره محياه من معاناة، مستعرضاً اراءه وافكاره حول التعددية المتداخلة الابعاد والديمقراطية مركزاً على نسبة السكان الشيعة في العراق. كما يتحدث الكتاب عن امتلاك شخصيته للكارزما (الجاذبية)، من هؤلاء ـ مثلاً ـ كيكو ساكاي اذ يقول:

«أن شخصيته الكارزمية وكذلك سمعة عائلته البارزة بوصفها حفدة علماء كان لها الاثر في قوة المجلس الاعلى».

أن أكثر واوضح ما يرسم ملامح صورة الشهيد في المنظور الغربي اتصافه بالكارزما السياسية والاجتماعية، وامتلاكه وعياً سياسياً قائماً على افكار الديمقراطية والتعددية والاعتدال. فقد غطى ستيفن فاريل Stephen Farrell من صحيفة لندن تايمز عودته إلى العراق وسافر معه شطراً من الرحلة، وقد ابرق فاريل بأن خط السيد واضح ومتماسك وان الدوافع في كل خطاباته هي:

«الإسلام والديمقراطية، الشريعة الاسلامية، الوحدة، الحرية، التسامح مع اهل الديانات الأخرى، كما يمكن اضافة (الوطنية العراقية)» فقد كان سياسياً لامعاً ذا تأثير في الجماهير كبير بما يمتلكه من حضور طاغ وجاذبية.

وهو في الوقت الذي قضى الشطر الأكبر من عمره محارباً ضد الدكتاتورية في العراق، لم يكن يريد الإطاحة بالنظام برسالة قوة خارجية، وقد حظيت خطبه بعناية الكتاب الغربيين فنقلوا منها مقتطفات مطولة، فمما نقله جوف لورنس حول خطبته ضد الحكم الأمريكي في العراق قوله:

«لقد أعطوا المسوغ بأنهم جاءوا بأسم التحرير ولكنهم الان قوة احتلال».

ثم أضاف: «إذا فقد الناس صبرهم فسيكون هناك هياج اجتماعي» ويعمد جوف إلى نقل مقتطفات مطولة من خطبته التي سبقت حادث اغتياله المفجع.

الخاتمة

حاولنا في بحثنا المتواضع هذا تقديم صورة مختصرة للتشيع في الكتابات الغربية الحديثة على اثر حادث اغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم، ضمن بحوث الصورة والصورة المقابلة في تراث الشعوب، ولأنه مجال حديث فأن فيه حاجة إلى اهتمام أكثر من لدن النقاد والباحثين؛ لما له من أهمية في معرفة كيف ينظر إلينا الآخر، وعليه فأن هذا البحث دعوة إلى الاهتمام بهذا النوع من الموضوعات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الهوامش والمصادر

1. دليل الناقد الادبي، د. ميجان الرويلي، د. سعد البازعي، المركز الثقافي العربي، ط3 ـ 2002، المغرب / لبنان، ص 21 ـ 22.

2.  killing of Ayatollah Mohammad Baqir al – Hakim is the start of in Iraqi eivil war. William O. Beewan. Pacific news Service 2sepo3.

3. Dieter Bednarz, Erich follath claus Christian, volkhard windfuhr, and Bernhard z and , ” the scourges of God” Der Spiegel, 1 sept 2003.

4. modernity and tradition in the Islamic movements in Iraq Continuity and Discontinuity in the Role of the Vlama. Keiko Sakai. Arab studies Quarterly (ASQ) 1/1/2007.

5. Ibid

6. keeping the shi’ ites straight Roy parviz Mottahedeh Religion In the News summer 2003, vol.6 NO.2

7. Ayatollah Mohammed Baqir al ـ Hakim. Lawrence Johe. The Guardian. Saturday August 30/ 2003.

8. Modernity and………. Keiko Sakai

9. Keeping the……. Roy

10. Ibid

11. Ayatollab Mohammad …… Lawrence Jotte..

12. Ibi

[1] killing of ayatollah Mohammad baqir al_hakim is the start of an Iraqi civil war. William o. beeman. Pacific news service 2sep03.

* أن اقرب ترجمة للكارزما Charism هي الجاذبية والحضور، لأنه ليس هناك ما يقابلها تماماً في العربية.

[2] ـ Ibid.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى