الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين حكمة التشريع ورؤى التطبيق

motmar1

بحث شارك في المؤتر الأول لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم

الباحث: أ. م. د. عهود عبد الواحد العكيلي 

             رئيس قسم اللغة العربية 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين حكمة التشريع ورؤى التطبيق

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين.

وبعد… فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة مهمة من شعائر ديننا الحنيف، أكّدها الله تعالى في كتابه العزيز، وحثّ عليها، ووصف المؤمنين بأنهم: (الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ)[1] وحثّ عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وحذّر سبحانه وتعالى من تركها، ووصف المنافقين بأنهم: (يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)[2].

وبالالتزام بهذه الشعيرة تصلح المجتمعات،وبتركها تهلك قال الإمام علي (عليه السلام): «إنما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، وأنهم لمّا تمادوا في المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وأعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقرّبا أجلاً، ولم يقطعا رزقاً»[3].

وكان الفقهاء والمصلحون والدعاة الإسلاميون يؤكدون ضرورة الالتزام بهذه الشعيرة، ومنهم: شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) الذي ما أنفك يدعو الناس للالتزام بهذه الشعيرة، مؤكداً فوائدها وحسناتها،ومبيناً الضرر الكبير الذي يعم المجتمع الإسلامي بتركها والتهاون بها.

لذا رغبت أن يكون بحثي لهذا المؤتمر في هذه الشعيرة المقدسة، وقد وسمته بـ(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين حكمة التشريع ورؤى التطبيق).

وجعلته في مبحثين:

المبحث الأول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الكتاب والسنة.

المبحث الثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في رؤية شهيد المحراب (قدس سره) ومنهجه.

وقد أستعنت بمصادر توزعت بين كتب الحديث الشريف، والكتب التراثية، وكتب شهيد المحراب (قدس سره) آملة أن يوفقني الله لإظهار جانب من فكر هذا الرجل العظيم الذي قدّم روحه الطاهرة قربانا لخدمة هذا الوطن العزيز.

تغمده الله بواسع رحمته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المبحث الأول

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الكتاب والسنة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة مقدسة من شعائر ديننا الحنيف أكدها الله تعالى في محكم كتابه في عشرة مواضع، منها ثلاثة مواضع وردت في سورة آل عمران، كما في قوله تعالى في خطاب المؤمنين:

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر)[4]، وخاطبهم بعد ذلك بقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)[5].

والملاحظ أنّ الله تعالى في هذه الآية قدّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله تعالى؛ لأهمية هذه الشعيرة، ولكون المتصف بها هو الشخص المهيّأ فعلاً للإيمان الحقيقي بالله تعالى. فما كانت هذه الأمة خير أمة إلاّ باتصافها بهذه الصفة التي تعدّل ما أعوج من أحوال المجتمع من خلال التنبيه إليه وتعيينه وإصلاحه.

وحين تحدّث تعالى في الموضع الثالث من هذه السورة عن أهل الكتاب أوضح سبحانه أنهم ليسوا سواء فـ(مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)[6] ثم يخصّ المؤمنين منهم بالحديث بقوله سبحانه: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)[7].

وقد جعل سبحانه صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تالية لصفة تلاوة كتاب الله، والسجود له، والإيمان بالله واليوم الآخر في وصف أهل الكتاب؛ لكي يُستبعد ما علق في الأذهان عن أهل الكتاب من اليهود من صفات الغدر، والخيانة، ونكث الإيمان، وتحريف الكتاب التي وردت في مواضع من كتاب الله العزيز؛ وليثبت أن المقصودين هنا هم خلّص العبّاد من أهل الكتاب، ومن الثابتين على الإيمان بالله من الذين أخلصوا النية لله تعالى.

وقد وردت في سورة الحج في صفة المؤمنين الأوائل الذين ثبتوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن قالوا: ربّنا الله، قوله تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ)[8] يقول الطباطبائي: (إن من صفتهم أنهم إن تمكنوا في الأرض وأعطوا الحرية في اختيار ما يستحبونه من نحو الحياة عقدوا مجتمعا صالحا تقام فيه الصلاة من بين الجهات العبادية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر)[9].

وقد وردت ثلاثة مواضع في سورة التوبة في شأن المنافقين والمؤمنين بقوله تعالى في شأن المنافقين: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[10].

أي أن المنافقين (بعضهم من بعض على لحوق مقت الله بهم جميعاً)[11] وهذه الآيات جاءت بعد أن بيّن القرآن الكريم أحوال المنافقين، وعرض طرفا من أقوالهم وأعمالهم عرض حقيقتهم بصورة عامة، وبيّن الصفات التي تميزهم من المؤمنين (فهم متشابهون وصفاً وعملاً كأن كلّ واحد عين الآخر)[12].

ووصفهم بأنهم يأمرون بالمنكر، أي: بكل قبيح تنكره النفوس، وأعظمه تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وينهون عن المعروف، والمعروف ما تعارفت عليه النفوس، ويدخل فيه كل حسن، وأعظمه هو الإيمان بالله وبالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)[13].

أما المؤمنون فهم الصورة المقابلة للمنافقين، قال سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[14] (ليدل على أنهم مع كثرتهم وتفرقهم من حيث العدد ومن الذكورة والأنوثة ذوو كينونة واحدة متفقة، لا تشعّب فيها لذلك يتولى بعضهم أمر بعض ويدبره)[15].

وقد استخدم سبحانه الصيغ ذاتها في آيتي المنافقين والمؤمنين مع تقابل الصورتين؛ ليكون التعبير أكثر تأثيراً، وأدلّ على المعنى.

وقد وردت في السورة ذاتها آية وصفت المؤمنين بصفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصيغة أسمية، وهي الصيغة الوحيدة الواردة في هذا الباب، وهي قوله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[16] وقد جاءت هذه الصفة بعد مجموعة صفات حميدة للمؤمنين كلها أسمية؛ لأن الصيغة الأسمية تدل على الثبوت والدوام، فكان هذا التعبير مناسباً لما أراد الله تعالى من ترسيخ معاني هذه الصفات في النفوس.

أما وصايا لقمان الحكيم لأبنه فكان منها: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ)[17] فقد أوصى ولده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنّ ذلك مما يجعل الشخصية مستقيمة صالحة، وهذا ما يريده الحكيم لولده، أمّا في سورة الطلاق فقد وردت صيغة (أتمروا) في قوله تعالى: (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ)[18] وهذه الآية تخص المطلقات اللواتي يرضعن أولادهن، وأزواجهن السابقين (والأئتمار بشيء: تشاور القوم فيه، بحيث يأمر بعضهم فيه بعضا، وهو خطاب للرجل والمرأة، أي: تشاوروا في أمر الولد، وتوافقوا في معروف من العادة، بحيث لا يتضرر الرجل بزيادة الأجر الذي ينفقه، ولا المرأة بنقيصته، ولا الولد ينقص مدة الرضاع إلى غير ذلك)[19].

والملاحظ أن الأفعال التي وردت في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها مبنية للمعلوم، لم تأت مبنية للمجهول؛ وذلك لأن هذا العمل يأتي بإيعاز من النفس، وليس بتأثير أمر خارجي إلزامي.

وقد ورد الحث على هذه الشعيرة في سنة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحذّر من العمل خلافها حيث قال: «كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم، وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفاً؟»[20].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، أو دلّ على خير، أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء، أو دلّ عليه، أو أشار به فهو شريك»[21] وقال: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليلحينّكم الله كما لحيت عصاي هذه ـ لعود في يده» والمراد لينقصنكم الله في النفوس والأموال، وليصيبنكم بالمصائب العظام، فتكونوا كالأغصان التي جردت من أوراقها، وعريت من ألحيتها وألياطها[22].

وقد أوصى الإمام علي (عليه السلام) الحسنين (عليهما السلام) عند وفاته بقوله: «قولا بالحق، وأعملا للأجر، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عوناً… أوصيكما وجميع ولدي وأهلي… بتقوى الله ونظم أمركم… لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم»[23].

المبحث الثاني

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في رؤية شهيد المحراب (قدس سره) ومنهجه

لشهيد المحراب (قدس سره) منهج أصلاحي للمجتمع حدّد من خلاله مواطن الخلل في المجتمع، وبدأ بوضع سبل عملية لإصلاحها، ونظراً لخطورة موضوع (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فقد جعله من أول الموضوعات التي فصَّل الحديث فيها، محدداً تفريعاتها، ومعطيا الحلول المناسبة للمشكلات المطروحة، وقد أفاد كثيراً تأثيره الكبير في نفوس المسلمين من محبيه ومريديه، في ترسيخ أفكاره السديدة، وتحويلها إلى منهج حياة متخذاً من لقاءاته بهم في خطب الجمعة وصلواتها، ولقاءاته الأخرى، ومحاضراته القيمة وسيلة لبيان وجهة نظره وأفكاره التي تمثل وجهة نظر الشارع المقدس في قضايا مهمة، تمس حياة الناس بشكل مباشر.

لقد تناول شهيد المحراب (قدس سره) موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خطب الجمعة الأولى والثالثة والرابعة والخامسة، بالتفصيل ويقول عن سبب تركيزه لهذه الشعيرة: (إن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أهميتها أصبحت ـ وللأسف ـ من الفرائض المعطلة في مجتمعنا الإسلامي بصورة عامة، وحتى في مجتمع المتدينين)[24].

إذ إن هذا المجتمع له خصوصية في نظر السيد الشهيد نظراً لدوره التوجيهي والإصلاحي في المجتمع. (فالمتدينون والملتزمون يؤدون الشعائر الدينية من صلاة، وصوم، وزكاة، وخمس، وحج إلى غير ذلك من الالتزامات الشرعية المعروفة، ولكن حينما يصلون إلى فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي من أهم الفرائض وأسماها يقفون عندها، ولا يؤدونها بصورة مناسبة)[25].

وهو يأسف لما يشاهده من مرور الناس على الذنوب والآثام والمخالفات مرور الرضا والسكوت عنها، وهذا الرضا يتحول إلى رضا جماعي يمثل إثماً عظيماً من الآثام التي تحدث عنها الشارع المقدس[26].

لذا تناول شهيد المحراب (قدس سره) هذه الفريضة بشيء من التفصيل والإيضاح، وتحدّث عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظر الإسلام، إذ أكّد القرآن الكريم هذه الفريضة ـ كما أسلفت في المبحث الأول ـ وقرنها بأهم الفرائض، كالصلاة، والزكاة، وقدّمها عليها أحيانا؛ لذا أشار (قدس سره) إلى أهم نتائجها، وأهدافها الرئيسية في المجتمع، وهي[27]:

أولاً: حفظ الفرائض والشرائع الإسلامية.

ثانياً: حفظ الأمن العام، وهو ما يسمى في الحديث الشريف بـ(تأمين المذاهب).

ثالثاً: حل المكاسب وردّ المظالم.

رابعاً: دفع الأعداء الخارجيين الذين يهددون مجتمعاتنا الإسلامية.

خامساً: المساعدة على التنمية والتطوير أو ما يصطلح عليه بـ(إعمار الأرض).

سادساً: دورها في استقرار الوضع العام، وما يعبر عنه: باستقامة الأمر، وقد أشار إلى أن النظرية الإسلامية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبطة أرتباطاً وثيقاً بالحرية، وجعلها الخصوصية الأولى في هذه النظرية، إذ أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي حدد مدى هذه الحرية، وقسمها على:

1. حرية الفرد.

2. الحرية الاجتماعية ذات العلاقة بحرية الرأي وحرية الموقف السياسي[28].

وتحدّث عن الحرية في المفهوم الغربي، ثم تطرق إلى الرؤية الإسلامية للحرية، مبيناً اختلاف الفكر الإسلامي في هذه النقطة اختلافا رئيسيا وأساسيا عن الفكر الغربي الذي يَعدّ الحرية عنصرا مهما في حركته، ولا يوجد إلى جانب هذه الحرية غير القانون (فليس هناك مشروع اجتماعي له تأثير في ضبط هذه الحرية)[29].

(فالفكر الإسلامي قائم على أساس حكومة الحق والعدل، وليس على أساس الرأي والهوى والميول والرغبات، ومن ثم فالسياسة الإسلامية والموقف والحكم الإسلامي وكل ما يرتبط بالقضية الإسلامية يرتبط بقضية (الحق والعدل) فما يكون حقاً وما يكون عدلاً يكون هو الحاكم في نظر الإسلام حتى وإن كان هذا الحق مما ينكره جميع الناس)[30].

الشروط الأساسية للحرية[31]

لابد من وجود شروط أساسية ورئيسية في فهم معالم الحرية، وأهمها:

أولا: تحرير إرادة الأمة، ولتحقق هذا الشرط لابد من عناصر رئيسية، أهمها:

1. تحرير إرادة الأمة من الهيمنة الأجنبية والتسلط الخارجي الإستكباري.

2. التحرر من الطغيان والأستبداد الداخلي الذي يتمثل بـ:

أ) سيطرة الفرد الواحد على مقدرات الأمور والسلطة.

ب) سيطرة الحزب الواحد وقوى الأمن الداخلي التابعة له.

ج) سيطرة الفئة العسكرية، كطبقة متحكمة، أو طبقة الاشراف والنبلاء، أو العشيرة الواحدة.

3. تحرر إرادة الأمة من سيطرة الشهوات والميول والأهواء والتحول إلى مجتمع التوحيد والتقوى.

ثانياً: أن لا تتحول الحرية إلى حالة الصراع والأحتكاك والاصطدام، بحيث يصبح المجتمع مجتمعا منقسما ومتفرقا ومتصارعا.

ثالثاً: أن لا يؤدي الاختلاف في الرأي إلى وهن وضعف الجماعة المسلمة، بحيث يجعلها في خطر هيمنة الأعداء وتسلطهم.

رابعاً: أن تكون هذه الحرية ضمن الحدود الشرعية المعبر عنها بـ(التقوى السياسية).

خامساً: أن لا تكون هذه الحرية مضرة بالمصالح الإسلامية، يعني أنها: تعطي للأعداء ذرائع وحججاً وأمكانات تستخدم ضد الجماعة المسلمة.

أقسام المعروف والمنكر

إن المعروف والمنكر في الشريعة الإسلامية يقسم على قسمين:[32]

1. المعروف والمنكر اللذان يكونان في السلوك الشخصي للإنسان.

2. المعروف والمنكر اللذان يكونان مرتبطين بالوضع الاجتماعي، وبالحالة الاجتماعية بصورة عامة.

تحدث شهيد المحراب (قدس سره) عن هذه الأقسام، وأكّد ضرورة أن يعرف المؤمن المعروف فيتبعه، والمنكر فينتهي عنه ويتجنبه، ويأمر الآخرين بالمعروف، وينهاهم عن المنكر.

فالمعرفة ضرورية، تمكّن المؤمنين من أداء هذه الوظيفة الشرعية المهمة.

مصاديق المنكر والمعروف الفرديين[33]

لقد أفاد شهيد المحراب (قدس سره) من القاعدة الشعبية بين الجماهير؛ من أجل توجيههم إلى ما قد يقع الفرد من منكر دون أن يشعر به، منبههم (قدس سره) إلى أهم أنواع المنكر الفردي الذي يتمثل بـ:

1. سدّ المعابر العامة ـ التي هي أماكن لتسهيل مرور الناس والعربات مما يشغل هذه المعابر ويسدها هو ـ إثم من الآثام الاجتماعية التي وراءها عقاب وحساب عند الله تعالى.

2. التصرف وسرقة الأموال العامة التي هي أموال المسلمين، سواء أكانت في المؤسسات العامة التي تقدم الخدمات للمسلمين، أم أنها مرتبطة بالأموال العامة للمسلمين.

3. إتلاف وإفساد المرافق العامة.

4. مسألة الوحدة والاختلاف، إذ إن وحدة الجماعة واللزوم لجماعة المؤمنين واجب من الواجبات.

5. التساهل في هتك حرامات المؤمنين، أو هتك حرمة العلماء وحرمة المراجع.

6. الإدعاءات الباطلة، وهي من الآثام التي نراها في السلوك الشخصي العام.

7. السلوك القلبي للإنسان، وهو من جملة الأمور الملاحظة في وسط المؤمنين، ولابد من الانتباه له بدقة، ومن جملة هذه السلوكيات: سوء الظن بالله تعالى، ولاسيما عندما تنزل بنا الشدائد.

المعروف والمنكر في السلوك الاجتماعي[34]

وهذان النوعان يرتبطان بالوضع الاجتماعي وبالحالة الاجتماعية بصورة عامة، بحيث يحتاج أن يمارس بصورة عامة وجماعية، وكلاهما يمارس بصورة عامة وجماعية من خلال التشكيلات والأجهزة والمؤسسات الاجتماعية العامة.

دور المؤسسات في المجتمع الإسلامي

لا يمكن أن تتم الدعوة إلى المعروف والأمر به وتنفيذه بصورة عامة ما لم تكن هناك جماعة من الناس وبصورة جماعية تتصدى للأمر بالمعروف، وكذلك بالنسبة للمنكر؛ لذا دعا شهيد المحراب (قدس سره) إلى تشكيل لجان وجمعيات تقوم بالمهمات العامة، سواء أكانت هذه المهمات واجبات، كإقامة الشعائر الدينية، أم الواجبات الشرعية، أم كانت مهمات مقاومة المنكرات التي يواجهها مجتمعنا. فهناك منكرات[35] ـ وللأسف ـ في مجتمعاتنا تمارس بصورة جماعية، لا يمكن للإنسان الواحد الوقوف أمامها ما لم تتشكل مجموعات تتبنى مواجهتها ومقاومتها وإلغائها من جملتها:

1. الرشوة، وهي ظاهرة شاعت بصورة كبيرة جداً في مجتمعاتنا حتى أصبحت من مظاهر الفساد الإداري والاجتماعي.

2. المعاونة للظالمين والجائرين التي يمارسها الكثير من العناصر الفاسدة، ويعدونها واجباً من الواجبات.

3. إستغلال المناصب والمواقع لذوي النفوذ والقدرة لأغراضهم الشخصية أو العشائرية أو المحلية أو الحزبية.

ومن ثمرة ما نادى به شهيد المحراب (قدس سره) مفوضية النزاهة الحالية.

أما المعروف الجماعي[36]، فالضرورة قائمة في تأسيس مؤسسات تقوم بالأمر به. فمثلا وجوب تأسيس المؤسسات من أجل إقامة الشعائر الدينية الكبيرة، كصلاة الجمعة التي تعدّ من أفضل الشعائر الإسلامية؛ لأن الصلاة من أفضل الشعائر الدينية.

أنواع المنكرات الاجتماعية

1) مجالس المنكر:[37] تحدث شهيد المحراب (قدس سره) عن المنكرات التي تتصف بالحالة الاجتماعية، كمجالس الفسق، والفجور ـ أو المجالس التي يكون فيها الحديث منكراً ـ كما إذا تناول الحديث إماما من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالسوء والنقد والأذى، أو تناول إماما للمجتمع، وكذلك الاجتماعات العامة ذات الطابع الجماهيري، سواء كانت إحتفالات أم تظاهرات أم غير ذلك.

ويهدي شهيد المحراب (قدس سره) المسلمين إلى إتباع ما أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم من ترك المجالس التي تمسّ الدين ورجاله كقوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)[38] وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تحذر من أصدقاء السوء، كقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «المرء على دين خليله وقرينه»[39] وما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس مجلساً ينتقص فيه من أمام أو يعاب فيه مؤمن»[40].

وقال شهيد المحراب (قدس سره): (إذاً، يجب إتخاذ الموقف الحازم تجاه هذه المجالس والاجتماعات العامة التي تتسم بالفسق والفجور والطعن بالأئمة والإسلام والعقائد والمبادئ، وكذلك مجالس الضلالة والانحراف التي تدعو إلى الانحراف والخروج عن الخط الإسلامي، يجب على الإنسان العمل على تغييرها، فإن لم يتمكن فعليه مقاطعة تلك المجالس ولا يقترن فيها)[41].

2) البدعة:[42] (من جملة المنكر الذي يمارس بصورة جماعية ويمس الأوضاع العامة للمجتمع، وقد عرفها المجتمع الإسلامي منذ بداية وجوده وحتى يومنا الحاضر، وسوف تبقى من المفردات التي يتعرض لها المجتمع الإسلامي في مجال المنكر)[43].

إن المجتمع الإسلامي عندما يكون مجتمعاً متديناً ملتزماً بالإسلام تصبح قضية الإدعاءات الدينية، والنسبة إلى الدين قضية رائجة فيه؛ لإهتمامه بالدين، والتزامه به، لذا يستغله إثنان: أحدهما: يريد النفوذ في المجتمع الإسلامي، والآخر: يريد تضليله وخداعه، ويحاول كلاهما أن يأتي تحت شعار الدين، وبأسم الدين، ويطرح القضايا الدينية وكأنها من صلب الإسلام والشريعة الإسلامية، وهذه القضية من مفردات الامتحان الإلهي للمجتمع.

وتحدّث (قدس سره) عن الأحاديث الموثقة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الباب، وما ورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

مسؤلية الأمة تجاه البدع[44]

تساءل الشهيد (قدس سره) عن الموقف الشرعي تجاه البدعة، وتحدث عن أربعة مواقف أساسية لابد أن يتخذها المؤمن تجاه البدعة:

1 ـ فضح البدعة وكشفها وبيان بعدها عن الدين، وعدم الإرتباط به.

2 ـ فضح المبتدع وكشفه وإتهامه، بحيث يكون هذا الإنسان معزولا في المجتمع الإسلامي.

3 ـ البراءة من البدعة والمبتدعين.

4 ـ أن يظهر العالم علمه، وهذا موقف خاص بالعلماء، وبأهل المعرفة ـ فالعالم يجب أن يظهر علمه، ويبيّنه من أجل فضح البدعة، وإنقاذ الناس من الضلالة والوقوع في الشبهات والشكوك والأبتعاد عن الدين. ويورد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، ومن لم يفعل فعليه لعنة الله»[45].

3) الإفتاء بغير علم: ظاهرة أشار إليها القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[46].

وقد تحدث عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يعذب الله اللسان بعذاب لم تعذب به شيئاً، فيقال له خرجت منك كلمة، فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وأنتهب بها المال الحرام، وأنتهك بها الفرج الحرام، وعزتي وجلالي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك»[47].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «إياك وخصلتين، ففيهما هلك من هلك، إياك أن تغني الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم»[48].

يقول شهيد المحراب (قدس سره) عن هذه الظاهرة: (وهي من أخطر الظواهر التي شهدتها، ولا زالت تشهدها مجتمعاتنا الإسلامية، حيث يأتي إنسان لا يكون لديه علم بالشريعة الإسلامية ولا بعقيدة الإسلام ومعارفها ولا يعرف القرآن الكريم معرفة صحيحة، كما لا يوجد لديه إطلاع كامل على السنة الشريفة، ويفتي الناس برأيه وبذوقه، وحسب ميوله الخاصة والظنون والاستحسانات، ويوجه الناس بفتواه)[49].

الموقف العلمي من ظاهرة الأفتاء

بيّن شهيد المحراب (قدس سره) الموقف العلمي من ظاهرة الإفتاء من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ويخلص بنقطتين[50]:

أحداهما: لابد للإنسان من طلب العلم ومعرفة الحقيقة.

والآخر: أخذ العلم من أهله الذين أشار الله تعالى إليهم بقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[51]، وأشار إلى ضرورة الرجوع إلى المرجعية الصالحة[52] وتحدث عن صفات المراجع التي تجعلهم من أهل العلم، وأهمها[53]:

1 ـ أن يكون المرجع على علم بمستوى تناول القرآن الكريم والسنة النبوية تناولا كاملا من جميع الأطراف، ويستنبط من ذلك الحكم الشرعي.

2 ـ أن يكون المرجع عادلا ومتقياً.

3 ـ أن يكون خبيرا بشؤون المجتمع وقضاياه.

4 ـ أن يكون على بصيرة من أمره.

4) البغي: من أنواع المنكر الذي يجب أن ينهى عنه (البغي) وقد أشار إليه تعالى في محكم كتابه الكريم بقوله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ)[54].

يعرفه شهيد المحراب (قدس سره) بقوله: (البغي ـ بحسب مفهومه اللغوي ـ هو التطاول والخروج على الموازين والحدود المعروفة المقننة المتعارفة في المجتمع، ويتسم هذا الخروج بالعدوان على الآخرين)[55].

وأشار (قدس سره) إلى موقف الإسلام تجاه البغي ولخّصه بـ:[56]

1 ـ إن البغي يعدّ من أعظم الآثام والكبائر والمحرمات، بحيث يصل إلى مستوى الشرك بالله تعالى.

2 ـ إن البغي يرجع على صاحبه، وبعقوبة هي أسرع ما تكون لصاحب البغي.

3 ـ إن الإسلام دعا إلى مقاومة البغي.

المصادر

ـ القرآن الكريم

1 ـ الأربع عشرة مناهج ورؤى، خطب الجمعة للمرجع الديني شهيد المحراب آية الله محمد باقر الحكيم. مطبعة بهمن / إيران، ط1/ 1425 ﻫ ـ 2004م.

2 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم. مط الرائد للطباعة والتصميم ط: 2005 نشرته مؤسسة تراث الشهيد الحكيم (قدس سره).

3 ـ سنن النبي/ قسم الحديث مجمع البحوث الإسلامية إشراف الأستاذ كاظم مدير شأنه جي مؤسسة الطبع التابعة للإستانة الرضوية المقدسة.

4 ـ كتاب الخصال، للشيخ الجليل الأقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بابويه القمي، صححه وعلّق عليه علي أكبر غفّاري. مكتبة الصدوق 1389ق 1384ﻫ جابخانه حيدري إيران.

5 ـ لغة المنافقين في القرآن د. عبد الفتاح لاشين دار الرائد العربي ـ ط: 5، 14 ـ 1985 بيروت ـ لبنان.

6 ـ المجازات النبوية، لأبي الحسن محمد الرضي الموسوي ـ الشريف الرضي، علّق عليه وتمم أشاراته محمود مصطفى ـ مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1356ﻫ ـ 1937م.

7 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم د. محمد فؤاد عبد الباقي ـ ط/1 ـ 1421 منشورات ذوي القربى ـ إيران.

8 ـ الميزان في تفسير القرآن، للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ـ لبنان ط2 1394 ـ 1974م.

9 ـ نهج البلاغة، وهو مجموع ما أختاره الشريف أبو الحسن محمد الرضي الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ ضبط نصه وأبتكر فهارسه العلميّة د. صبحي الصالح. دار الكتاب اللبناني ط بيروت ـ لبنان 1983م.

[1] سورة التوبة: 112.

[2] سورة التوبة: 67.

[3] سنن النبي: 7/ 480.

[4] سورة آل عمران: 104.

[5] سورة آل عمران: 110.

[6] سورة آل عمران:110.

[7] سورة آل عمران: 114.

[8] سورة الحج: 41.

[9] الميزان في تفسير القرآن: 14/ 386.

[10] سورة التوبة: 67.

[11] مجمع البيان في تفسير القرآن: 5/ 73.

[12] لغة المنافقين في القرآن: 211.

[13] ينظر لغة المنافقين في القرآن: 211.

[14] سورة التوبة: 71.

[15] الميزان في تفسير القرآن: 9/ 338.

[16] سورة التوبة: 112.

[17] سورة لقمان: 17.

[18] سورة الطلاق: 6.

[19] الميزان في تفسير القرآن: 19 / 317.

[20] سنن النبي: 7/ 480.

[21] سنن النبي: 7 /482.

[22] المجازات النبوية: 260 الحديث رقم 271.

[23] نهج البلاغة: 421، 422 الخطبة: 47.

[24] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 13.

[25] المصدر السابق: 13.

[26] ينظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 13.

[27] المصدر السابق: 16، 17.

[28] الأربع عشرة مناهج ورؤى: 70، 71.

[29] المصدر السابق: 72.

[30]الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 25.

[31] ينظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 30، 37.

[32] ينظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 38.

[33] ينظر: الأربع عشرة، مناهج ورؤى: 118، 120.

[34] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 43.

[35] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 46، 48.

[36] المصدر السابق: 48.

[37] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 49، 53.

[38] سورة الأنعام: 68.

[39] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 50.

[40] المصدر السابق: 51. والنص وارد في سنن النبي: 7/ 548.

[41] الأربع عشرة: 163.

[42] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 53، 58.

[43] المصدر السابق: 53.

[44] الأربع عشرة: 191.

[45] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 59، وقد ورد الحديث في سنن النبي: 7/ 552.

[46] سورة الإسراء: 36.

[47] الكافي: 2/115 باب الصمت وحفظ اللسان: ح 16.

[48] المصدر السابق: 1/42 النهي عن القول بغير علم: ح2.

[49] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 60.

[50] ينظر: المصدر السابق: 62، 63.

[51] سورة النحل: 43.

[52] ينظر: الأمر بالمعروف: 63، 64.

[53] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 64.

[54] سورة النحل: 90.

[55] الأربع عشرة: 290.

[56] ينظر: المصدر السابق: 293.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى