علم الأخلاق الإسلامي وأثره في بناء الجماعة الصالحة

motmar1

 

بحث شارك في المؤتمر الأول لإحياء التراث الفكري والعملي للشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم

الباحث: الأستاذ الدكتور نعمة محمد إبراهيم

رئيس قسم الفلسفة / كلية الآداب ـ جامعة الكوفة

علم الأخلاق الاسلامي وأثره في بناء الجماعة الصالحة

بسم الله الرحمن الرحيم

(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)

سورة البقرة 2: الآية 285.

(صدق الله العلي العظيم)

بسم الله الرحمن الرحيم

البحث يهدف إلى كشف جزء من فكر الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، وهذا الجزء له أهمية كبيرة في هذا الوقت؛ كوننا بحاجة ماسة له؛ لحماية مجتمعنا الإسلامي من الهجمة الشرسة التي تقاد من قبل أعداء آل البيت (عليهم السلام) وأعداء الإنسانية.

والشهيد الحكيم (قدس سره) من أبرز المفكرين المعاصرين الذين أهتموا بالفكر الاجتماعي الإسلامي، وجانب من فكره حظي بالدراسات الأخلاقية الإسلامية، ولا غرابة إن قلت: نالت جل اهتمامه، بل احتلت هدفه الرئيسي ؛ لكي يبني شخصية الإنسان بناءً إسلامياً صحيحا.

كان يؤكد في خطاباته ومؤلفاته[1] إلى بناء مدرسة أخلاقية تربوية إسلامية، أساسها أخلاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الأطهار (عليهم السلام)، وخريجو هذه المدرسة (الجماعة الصالحة) الذين جعلوا قدوتهم الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الذي مدحه صاحب العزّة والجلالة بقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وأهل بيته الذين قالت فيهم السماء (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثم الذين كانوا معهم من الصحابة النجباء، ومن جاء بعدهم من الصالحين حتى يومنا هذا.

يقول الشهيد الحكيم محمد باقر (قدس سره): (لقد كان للجماعة الصالة دور متميز في المحافظة على المجتمع الإسلامي، سواء في أيام حضور الأئمة (عليهم السلام)، أم بعد الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؛ وذلك أن بناء الجماعة الصالحة لم يكن لمجرد تكثير الأنصار والمهتدين، أو توسعة دائرة الأفراد الصالحين والاستعانة بهم في العمل السياسي الذي كان يمارسه هؤلاء الأئمة فحسب، وإنما كانت هناك أهداف أخرى أعمق ترتبط بالأهداف العامة للأئمة على جميع المستويات والأبعاد، بحيث تؤديها هذه الجماعة الصالحة من خلال وجودها وتماسكها أمة وجماعة أو أفراداً، ومنها المحافظة على وجود المجتمع الإسلامي[2].

وتمّ تقسيم البحث إلى:

الأول: الأخلاق الإسلامية، ومن ثم الجماعة الصالحة وخصائصهم.

الثاني: منهج التزكية، وأيضا جهاد النفس، وأخيراً واجبات الجماعة في الوقت الحاضر.

وضم البحث كذلك الاستنتاجات والتوصيات.

أسأل الله العلي القدير أن يرحم الشهيد الحكيم محمد باقر، وكل الشهداء الذين سقطوا بجوار جده الكرار (عليه السلام)، وينصر جميع أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأن يغمرهم بالطاف وليه ولي العصر  (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

نعمة محمد إبراهيم العرباوي الموسوي

الأخلاق الإسلامية

الأخلاق: جمع خلق. وهي كلمة تستعمل للدلالة على علم معين يتعلق بالإنسان وسلوكه. وتعني أيضا: الصفات الأدبية للإنسان، والخلق يمكن أن يكون مغروزا في طبيعة الإنسان. كذلك فإن بعض الأخلاق طبيعي، والبعض الآخر مكتسب بالعادة.

وقد يكون الخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بيسر من غير حاجة إلى فكر وروية، أو قد يكون الخلق: العادة والسجية والطبع والمروءة والدين. وقد تعني جميع الأفعال الصادرة عن النفس، محمودة كانت أم مذمومة[3].

إن هذه المعاني كلها، وأخرى غيرها يمكن أن تدخل في دائرة الفلسفة، بحسب فروعها القديمة، ويمكن أن تدخل في دائرة العلوم، أو فلسفة العلوم، وبطبيعة الحال فإنها تشكل معها رمزا قويا للعلاقة والجدل بين الفلسفة والعلم، حول الأخلاق… ولو تتبعنا فكر الشهيد الحكيم (قدس سره) لوجدنا تأكيده على الأخلاق الإسلامية التي تقوم على أساس (أن الحُسن الأخلاقي حُسنٌ فطري في الإنسان)، وأن الأخلاق تمثّل الجانب الإنساني المتّجه نحو الكمال الذاتي والاجتماعي. وهذا الحُسن يتكامل في ظل التربية والتوجيه والممارسة المستمرة، وهذا الإحساس يعبر عن دقة التكوين الإنساني، وتنسيق دوافعه الفطرية، لتنظيم الحياة وضبط موازنة الدوافع والمحفّزات السلوكية[4].

ومما يؤكد ذلك هو وجود المنطلقات الأساسية للحُسن الأخلاقي عند أفراد النوع الإنساني كافة. فالضمير[5]، والإحساس بالذنب، والمشاركة الوجدانية، والرغبة في الكمال الذاتي، والسعي إلى التخلص من مظاهر النفس، كلها فطرية وطبيعية يشترك فيها الجميع. والإسلام يؤكد على القيم النابعة من الدين، والقيم ما هي إلا قواعد ومبادئ كلية وعامة، وتنطبق على الجميع وفي كل الظروف والأحوال الاجتماعية والفردية لأنها قوانين طبيعية لا تنتظم الحياة الإنسانية بدونها، ولا تتوازن المواقف السلوكيّة إلا بها. فهي ليست ظواهر اجتماعية، كما تدعي بعض المذاهب المعاصرة، تنشأ نشوءا اجتماعيا يختلف من فرد إلى فرد ومن مجتمع إلى مجتمع.

وإن الأخلاق الإسلامية هي قواعد أخلاقية وسلوكية ثابتة وكلية، لا يمكن أن تتقوم الحياة بغيرها. والتلاعب بها، أو التحايل عليها، وتزييف معانيها أو موضوعاتها إنما هو تحايل على إرادة الخير. ولهذا يجب على الإنسان التمسك بأخلاق الدين؛ لأنها أخلاق الله ورسوله وأوليائه الصالحين.

ويكون التمسك عن طريق المبادئ الآتية:

1. عبادة الله تعالى، وإمكان تحويل جميع تفاصيل حياة الإنسان وسلوكه إلى التعبير عن هذه العبادة، وإدخال قصد القربة فيها. مضافا إلى ذلك ما وضعه الإسلام من تصميم للشعائر العبادية المحضة ومراسيمها العامة، الذي لا نجد نظيراً لها في أي رسالة إلهية.

2. إن القرآن الكريم شهد على عبادة جميع الكون لله تعالى بقوله (جل شأنه): (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً)[6].

وهذه العبادة تعبر عن الإنسان للتخلق بأخلاق الله تعالى (المثل الأعلى المطلق) والمصير إليه في حركة قائمة مستمرة، وبصورة عميقة وشاملة، يتحرّك فيها الإنسان بكل تفاصيل حياته وبصورة يومية[7]. فالأخلاق الإسلامية إذاً قوة بناءة، وليست مجرّد زواجر تقيد إرادة الفرد وتكبت حريته، وتقتل فيه إرادة التغيير والتعبير عن الذات، كما هو تصور الماديين[8].

خصائص الجماعة الصالحة: لابد لنا بعد بيان الأخلاق الإسلامية، وما ينبغي أن يكون عليه الفرد المتمسك بأخلاق الإسلام، حيث أصبح من أهل التقوى وأهل الصبر وأهل السعادة. إذاً بالإمكان أن نلخّص ونفهرس الخصائص التي يختص بها الجماعة الصالحة، وهي:

1. العقيدة[9] السليمة

لقد أهتم أهل البيت (عليهم السلام) بالبناء العقائدي لهذه المجموعة، والحفاظ على معالم العقيدة الإسلامية الأصيلة، بحيث تكون بعيدة عن الانفعال بالمؤثرات الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية التي كانت تواجهها الأمة في بداية دعوة رسالتها[10].

2. الرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام) في معرفة الدين

لا يختلف إثنان حول مسألة معرفة الأئمة الأطهار من أهل البيت (عليهم السلام) للدين، وتركوا لنا تراثا فقهيا يجعل الإنسان الذي يخوض هذا العلم ويحيط به من معرفة، قادراً على استنباط الأحكام الشرعية.

أكد ذلك الشهيد الحكيم (قدس سره) بقوله: (إن قضية الالتزام بالوصول إلى الحكم الشرعي من مصادره الصحيحة، وكذلك الحصول على الموقف الشرعي للفصل في الحكم والخصومات والقضايا المستجّدة ومن خلال الإنسان الصالح (الإمام المعصوم) أو الفقيه العادل، ومن القضايا الأساسية التي تميزت بها الكتلة الصالحة.

فأنه بالرغم من أتفاق المسلمين جميعاً على أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان للشريعة الإسلامية، أمتاز أتباع أهل البيت (عليهم السلام) على بقية المسلمين في هذا المجال بعدة نقاط مهمة)[11]:

فهم القرآن

أ ـ الرجوع إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير القرآن الكريم، وفهم حقائق الدين والإسلام منه، وذلك من خلال معرفة الناسخ والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه، الخاص والعام، والمجمل والمبين، وأسباب النزول.

حيث أجمع أهل العلم على أن الإمام علياً (عليه السلام) وولده الأطهار أعلم الناس بالقرآن، وهذا ما أثبته علماء الفرق الإسلامية[12].

معرفة السنة الشريفة

ب ـ يجب رجوع أهل الفكر أو العلم إلى أهل بيت النبوة الأطهار (عليهم السلام) لمعرفة السنة النبوية الشريفة؛ كونها تعرّضت لمشاكل عديدة، منها: التزوير، أو التحريف؛ بسبب النقل أو التفسير.

وذلك لأن السنة الشريفة في بعض الأحيان أُستخدمت من أجل بقاء السلطان، فأستغلها بعض المنافقين، لتثبيت حكمهم وبقاءهم على عروشهم، فكانوا لعنة على أمتهم، واستحقوا الإثم في التأريخ.

أمّا أتباع أهل البيت (عليهم السلام) حفظوا السنة النبوية بصورتها الشاملة دون أن تكون هناك حاجة للرجوع إلى أدلة ظنية أخرى للوصول إلى الحكم الشرعي. وكل باحث أتبع غير أهل البيت (عليهم السلام) في معرفة السنة النبوية مشكوك في معرفته هذه.

الاتصاف بالدرجة العالية من الكمالات الإنسانية

ج ـ إن هذه المزيّة، مضافاً إلى كونها هدفا إسلاميا للإنسان المسلم، تمثّل في نظر أهل البيت (عليهم السلام) شرطا ضروريا لابدّ لهذه الجماعة أن تتصف به حتى تتمكن من القيام بدورها في التاريخ الإنساني.

لهذا يصبح هؤلاء الجماعة بحثهم على مقدرة من تغيير مسار التأريخ البشري، وصنع النصر، وفتح أبواب البركات على مجتمعاتهم (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)[13].

الاتصاف بالزهد والعبادة

د ـ يجب أن يتصف أهل الجماعة الصالحة بالزهد والعبادة؛ ولهذا نجدهم جميعا متمسكين بزهد الصادقين، وعلم الخائفين من الله، ويقين المتوكلين، وشاكرين الله دوما، وصابرين لكل امتحان دنيوي.

التولي والتبري

ﻫ ـ الإيمان بولاية علي، والبراءة من أعدائه في الدنيا والآخرة. والتمسك بأهل البيت نجاة من النار في الآخرة، وفلاح وتزكية للنفوس والأبدان في عالم الدنيا. لقد شبّه الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته بسفينة نوح التي ينجو من الغرق من ركبها، ويغرق في الأمواج من تخلّف عنها، إذ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) «إنما مثل أهل بيتي كسفينة نوح (عليه السلام) من ركبها نجا، من تخلف عنها غرق»[14].

إذاً، يجب أن يكون عمل الجماعة الصالحة امتداداً لعمل آل بيت النبوة (عليهم السلام).

الإخلاص لله في القلب والعمل

و ـ الإخلاص لله تعالى في العمل والسلوك أو العواطف والإحساسات، وكذلك – سواء في الحركة الفردية الشخصية أم في العلاقات الاجتماعية – الالتزام بمبدأ الحب في الله والبغض في الله، بعيدا عن المؤثرات الأخرى الدنيوية، أو الميول النفسية[15].

سئل أحد العرفانيين عن المحبة؟ قال: دخول صفات المحبوب على البدل من صفات المحب. قيل: هذا على معنى قوله تعالى: (فإذا أحببته كنت له سمعا وبصيراً). وذلك أن المحبة إذا صفت وكملت لا تزال تجذب بوصفها إلى محبوبها، وكمال وصف المحبة إزالة الموانع من المحب، وبكمال وصف المحبة تجذب صفات المحبوب تعطفا على المحب المخلص[16].

والحب الحقيقي لله تعالى التخلق بأخلاق رسول الله وآل بيته الأطهار (عليهم السلام).

الولاء للمؤمنين[17]

ز ـ فالمؤاخاة في الله أصفى من الماء الزلال، وما كان لله فالله مطالب بالصفاء فيه، وكل ما صفا دام، والأصل في دوام صفائه عدم المخالفة، ولا تضيع حق أخيك بما بينك وبينه من المودة والصداقة.

إذاً، يجب أن يكون الفرد صالحاً مناصرا ومنصفا ومتعاضدا مع كل مؤمن من المؤمنين الأحرار. ومن أقوال إمامنا أبي جعفر الصادق (عليه السلام): «إن من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته، ويواري عورته، ويفرّج عن كربته، ويقضي دينه، فإذا مات خلفه في أهل وولده»[18].

الشعور بالمسؤلية العامة

ي ـ على المؤمن نصرة المؤمنين، والتعاون معهم في أمور الدين والدنيا، والحب فيما بينهم في الله، وإيثار الأخ بكل ما يقدر عليه من أمر الدنيا، ويكون شعار كل مؤمن الفداء والتضحية في سبيل الله. ويدعو الجميع لوحدة الكلمة، ولا يناصر من يفرقها[19].

منهج التزكية

أهل الجماعة الصالحة أوفر الناس حظا في الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحقهم بإحياء سنته، والتخلق بأخلاق آل البيت (عليهم السلام)، وهؤلاء طابت نفوسهم، وسكنت الجنة إن شاء الله. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «…من أحيا سنتي فقد أحياني ومن أحياني كان معي في الجنة»، وأتباع آل البيت (عليهم السلام) أحيوا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم وقفوا في بداياتهم لرعاية أقواله، وفي وسط حالهم اقتدوا بأعمالهم، فأثمر لهم ذلك أن التصقوا في نهاياتهم بأخلاقه، وتحسين الأخلاق لا يأتي إلا بعد تزكية النفس، وطريق التزكية بالإذعان لسياسة الشرع، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد: (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) لما كان أشرف الناس وأزكاهم نفسا كان أحسنهم خلقا، قال مجاهد: (وعلى خلق عظيم) أي: على دين عظيم، والدين مجموعة الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة[20].

إذاً، التزكية للنفس، وعدَّ الشهيد الحكيم (قدس سره) تزكية النفوس تكون بالأعمال الصالحة التي أمر الله بها (جل شأنه). وهذه تأتي خلال معرفة الإنسان نفسه، ومعرفة النفس تؤدي إلى معرفة الله، كما جاء في الحديث الشريف «من عرف نفسه عرف ربه» وأن طبيعة هذه المعرفة قائمة على أساس الأضداد والمقابلة، أي: من خلال معرفة الصفات الناقصة للنفس نعرف الصفات الكاملة للرب، وأن معرفة النفس هي أول خطوات جهادها، والجهاد الأكبر هو أعلى مستوى أخلاقي عند الجماعة الصالحة، ومن خلال الجهاد تصبح النفس زكية مطمئنة.

يقول الشهيد الحكيم (قدس سره): لم يترك الأئمة (عليهم السلام) هذا الخط بصفته مطلبا عاما يحثون أتباعهم على الوصول إليه، ويطلبون منهم الالتزام به، وإنما وضعوا أمامهم مجموعة من الخطوط العملية التي تمكنهم عند الالتزام بها من الوصول إلى هذا الهدف، وتحقيق هذه الغاية والمستوى الأخلاقي الرفيع، ومنها: منهج جهاد النفس[21].

بدون شك النفس الزكية قبس من نفس الأنبياء والأولياء، وهي التي تمثل صورة الدين الذي يصبح صاحبها الإسلام عقيدته، والإيمان أساسه في كل عمل يقوم به، واليقين بأن الشريعة الإسلامية هي المنقذة له في دنياه، والعمل الصالح دينه، والصبر في كل خطوة يخطوها لنشر تعاليم الإسلام؛ لأن معرفة الله تصبح روح صاحب النفس المزكاة.

جهاد النفس[22].

إن أول شروط مجاهدة النفس والسير باتجاه الحق (تعالى)، هو التفكر، ويجب على الإنسان إن يفكر في أن خالقه وموجده الذي أخرجه إلى هذه الدنيا، وهيأ له كل أسباب المتعة في هذه الدنيا، ووهب له جسما سليما، وقوى سالمة لكل واحدة منها منافع حيرت معرفتها أهل العقول، هذا وقد أرسل له جميع الأنبياء، وأنزل كل الكتب والرسالات، وأرشده ودعاه صاحب العزة والجلالة إلى الهدى.

فما هو واجبنا تجاه الخالق (جل شأنه)؟ هل أن للأنبياء الكرام، والأولياء العظام، والحكماء، والعلماء في كل أمة يدعون إلى حكم العقل والشرع، ويحذروننا من الشهوات الدنيوية في عالم الوجود الفاني، عداء ضد الناس أم أنهم كانوا مثلنا لا يعلمون طريق صلاحنا نحن الغافلون المنغمسون في عالم الشهوات؟ إن الإنسان المدبر المفكر الواعي إذا فكر بهذه النعم لتأكد بأن الله هو الذي أنعم عليه بكل هؤلاء الرسل والأولياء الصالحين.

يا نفس، فكري بأدلة وجود الرحمن، يا نفس، أحذري من الشيطان وحضوره وأعوانه، والذين يدعونك إلى الشهوات، ويجرونك إلى الدرك الأسفل من هذا العالم المادي. فأطلب من ربك أيها البار أن يهديك إلى مجاهدة الشيطان والنفس الأمارة لكي تنقلها إلى عالم الفوز، عالم التزكية[23].

والشهيد الحكيم محمد باقر (قدس سره) أشار إلى مجاهدة النفس من خلال الأبعاد الآتية:

1. إن الحياة الإنسانية هي حياة ممتدة وطويلة، وليست مقتصرة على الحياة الدنيا، بل هي مرحلة قصيرة ومحدودة بالنسبة إلى الحياة الإنسانية الكاملة، وهذه الدنيا ما هي إلا دار اختبار أو امتحان ما عليك إلا وأن تتحقق الشيء المطلوب المرضي لله جل شأنه.

2. إن محور التكامل في الحياة الإنسانية هو النفس لا الدنيا الفانية، البقاء للنفس، والجسد الحاوي لها مادة فانية تتبدل حسب الإرادة الإلهية، لذلك كان جهادها واجبا عليك أيها الصالح.

3. إن الله تعالى قد خلق الإنسان وأودع فيه العقل، والعلم، والمعرفة لله، والهداية العامة، ومعرفة الحقائق، والمصالح والمفاسد، بصورة إجمالية، كما أودع فيه الملذات الدنيوية البالية، والأخيرة هي أساس الاختبار، فما على الإنسان إلا أن يرجع إلى حكم العقل، الذي يجب أن يكون هو المسيطر على نوازع الإنسان المادية. والعقل الإنساني إذا كان مسيطراً على القوتين المؤثرتين على شخصية الإنسان، وهما: الغضبية، و الشهوية، لأصبح الإنسان بدرجة الكمال، وأصبح بذلك من جند الرحمن (جل شأنه).

4. من اللطف الإلهي ورحمته (جل شأنه) لجميع البشر أن أرسل إليهم من يهديهم، وينقذهم من شرور الدنيا، أرسل إليهم الأنبياء، وجعل من الأولياء والأئمة الأطهار هداة لمعرفة طريق الحق[24] فيقوم هؤلاء الأنبياء والرسل بإبلاغ الرسالة وتزكية الإنسانية وتعليمها الحكم الإلهي وماهية الحكمة والعدل، لكي يحكموا بين الناس وفق الرسالات الإلهية.

5. إذاً أدرك الإنسان الشريعة المحمدية، وفهم جوهرها، تصبح نفسه متكاملة مطمئنة؛ لأنها لا تعمل إلا أعمال الباري التي نفذت من قبل رسله وأوليائه الأطهار (عليهم السلام).

إذا، وضع الإسلام منهجاً دقيقاً لمجاهدة النفس، ولهذا المنهج أركان وأسس وأساليب وصيغ عملية، وهذه الأسس هي:

أ ـ على المؤمن أن يرتبط بالله، ويكون ذلك الارتباط بالذكر الدائم لله جل شأنه الذي يؤدي ذلك إلى الإخلاص في العمل، والخوف منه، والرجاء له.

ب ـ جعل العقل هو الحاكم الأول؛ لأنه يهدي إلى الحق والحقيقة وطاعته، ومنه العلم والمعرفة في مقابل الجهل والهوى والوقوع تحت تأثيرهما. ومن هنا كان العقاب والثواب على قدر العقل، وكان الحث على مشورة العاقل والترجيح لجانب العقل على جانب الشهوة في الأمور التي يواجهها الإنسان في حياته[25]. يقول الإمام علي (عليه السلام): «لا يستعان على الدهر إلاّ بالعقل»[26].

ج ـ إصلاح النفس بالالتزام التام بأحكام الشريعة، والتقوى والعفة عند ميلها للشهوات الدنيوية، واجتناب المعاصي والخطايا والذنوب، ومن ثم تحديد وتشخيص مسير الإنسان وحركته في جهاده لنفسه.

د ـ الصبر على الطاعة والالتزام بالواجبات، والصبر عن المعصية واجتناب المحرمات، والصبر حبس النفس عن الهوى، ولهذا أهل الفكر ربطوا بين الصبر والإيمان. وجعلوه هو الإيمان كله.

ﻫ ـ المحاسبة فهي أن تحاسب نفسك لترى هل أدّيت ما اشترطت على نفسك مع الله، ولم تخنه (جل شأنه) في أي عمل مخالف لأوامره. وتبعد الشيطان في أعمالك كل أعمالك، بدون شك ستكون من أهل الشكر والنعمة.

واجبات الجماعة الصالحة في الوقت الحاضر

من أبرز واجبات الجماعة الصالحة: قيادة الناس قيادة إسلامية، يكون فيها القائد هو الأخ والأب، وكأنه في أسرة واحدة. والناس لا يمكن أن يقادوا إلا من قبلِهم؛ لأنهم مجموعة عادلة قد آمنوا برسالة محمد وآل بيته الأطهار، المنقذين للبشرية.

والجماعة الصالحة تعمل بمبدأ التضحية، وترسخ هذا المبدأ في نفوس الناس، خصوصا الواعي منهم، أو الأشد إيمانا بعقيدة الإسلام عقيدة آل البيت (عليهم السلام). وشريعتنا الإسلامية حثت على اتخاذ الإخوان وانتقائهم مرشدين، مفكرين، ودعت أن يكونوا إخوان ثقة، عونا وجناحا ويدا وعينا، طريقهم طريق الحق جل شأنه في الدنيا، ويراقبون سلوك أخيهم، ويرعون استقامته. ولهذا تصبح وظيفة الفرد من الجماعة الصالحة تجاه المجتمع تحمل المعاناة في وسط الناس، وأن يؤثر فيهم خلال دارسة حالتهم الاجتماعية، وتخيّر أفضل السُبل لهدايتهم، فهو يداريهم، ويتسع صدره لهم، ويحسن إليهم. وجعل من مجتمعه كل فرد يؤمن بأن الجميع إخوان خير وعطاء. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إن ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا، وإن لم يظهروا التودّد بألسنتهم، كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار»[27]. فالمؤاخاة في الله أصفى من الماء الزلال، وما كان لله فالله مطالب بالصفاء فيه، وكل ما صفا دام، والأصل في دوام صفائه عدم المخالفة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعداً فتخلفه»[28].

كذلك اعطى الإسلام لمفهوم الأخوة والمساواة مفهوما عباديا، وليس حاجة اجتماعية أو أمرا توصليا، وقد ذكر ذلك في الروايات، فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «النظر إلى الأخ تودُّه في الله عزوجل عبادة»[29] ومن ثم يجب أن يكون هناك الالتزام بحقوق الأخوة في التزاور، والتعاضد، والتراحم، وقضاء الحاجات، وإرشادهم، وهدايتهم، والمحافظة عليهم[30].

ومن الواجبات الملقاة على الجماعة الصالحة تنبيه مجتمعهم من الأخطار الفكرية الغربية الهادمة للدين والعقيدة، وتنبيههم عن الأمراض التي تتعلق بالأخلاق، كالعُجب، ومخاطرة على عقل الإنسان، والتكبّر المخالف للشريعة ولكرامة الإنسان. والتمسك بسلوك أهل البيت (عليهم السلام)، كما يتحمل كل فرد مسؤلية تزكية الناس وتطهيرهم، وإيجاد وتهيئة العوامل المؤثّرة في ذلك، وإبعادهم وحمايتهم عن العوامل المضرّة والمفسدة لنفوسهم وأرواحهم، كما هو مسؤل عن إبعادهم وحمايتهم عن الأمراض الجسمية، وفرض الرقابة والمتابعة لذلك والشهيد السعيد (رضوان الله تعالى عليه) جعل كل هذه من مسؤلية الحاكم الإسلامي[31]. وبغياب هذا الفرد، أي: الحاكم سيكون المجتمع في حالة فوضى، والحاكم يجب أن يكون أفضل الناس في العلم والمعرفة والصفات الروحية والنفسية والأخلاقية. وأن يكون على درجة عالية من العدالة أو العصمة، ومستوى عال من التجربة والخبرة، وأن يكون أشجع الناس، وأن تكون لديه وسائل المشورة والوصول إلى الحقيقة[32].

التوصيات

1 ـ لكي نبني مجتمعات إسلامية معاصرة يجب أن يتمسك كل فرد من أفراد الجماعة الصالحة بالأخلاق الإسلامية، أخلاق الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الأئمة الأطهار، لكي يكون كل فرد أنموذجا يحتذى به، وأفراد المجتمع هم المرآة الحقيقية له.

2 ـ يجب أن يكون هناك جو عام يعيش الفرد في إطاره، وتحت مظلّة العقل العام الجمعي، فيسير في دائرة التوجيه غير المباشر، وتتم هذه التربية عبر الشعائر العامة، التي تمنح من خلال برامجها الواعية روحية الوحدة وسلوك طريق الموضوعية، وتدعو إلى العمل الصالح، كشعائر الحجّ، وصلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، وكالمناسبات التي تثير في النفس شدة التعلق والارتباط بأصحابها، كيوم المبعث النبوي، ويوم الغدير، ووفيات المعصومين (عليهم السلام) ونضيف إلى ما تقدم يجب أن تعقد المحاضرات التخصصية من قبل العلماء والمفكرين من أجل نشر الثقافة المحمدية، والحث بالتمسك بها عملياً.

3 ـ عقد الندوات والمناسبات؛ لشرح أفكار الشهيد الحكيم محمد باقر (قدس سره) في الموضوعات الآتية:

أـ الإنسان المسلم المعاصر ودوره في بناء الأسرة الإسلامية المعاصرة.

ب ـ خلافة الإنسان، المبررات، والأهداف.

ج ـ الدين والعلاقات الاجتماعية، الأسس والمقومات.

د ـ أهمية الالتفاف حول المرجعية الرشيدة.

4 ـ دعوة أولياء الأمور ورؤساء العشائر، وتوجيههم وحثهم على تربية أولادهم وأفراد عشائرهم، التربية الإسلامية النابعة من مدرسة آل البيت (عليهم السلام).

5 ـ الانفتاح على المؤسسات الأكاديمية العلمية، خصوصا الكليات والمعاهد في كل محافظة من محافظاتنا الوسطى والجنوبية، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تتعلق بفكر الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الحكيم (قدس سره).

6 ـ تشكيل لجان حوزوية وجامعية لإعداد دراسة شاملة تبين السبل لنشر الثقافة الإسلامية، ثقافة آل البيت (عليهم السلام).

 والحمد لله رب العالمين

                                                                                                   النجف / 25 شعبان 1426ﻫ

                                                                                                   28 /9/ 2005م

[1] عرف سماحته (قدس سره) بنبوغه العلمي، وقدرته الذهنية والفكرية العالية، فحظي باحترام كبار العلماء والمفكرين الإسلاميين المعاصرين، حيث صدرت لسماحته الدراسات والأبحاث الآتية:

  1. علوم القرآن (مجموعة محاضرات ألقيت في كلية أصول الدين).
  2. مقدمة التفسير.
  3. منهج التزكية.
  4. المستشرقون وشبهاتهم.
  5. أهل البيت ودورهم في الدفاع عن الإسلام.
  6. دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة ـ جزءان.
  7. المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
  8. ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
  9. دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية.
  10. المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي.
  11. حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية.
  12. النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية.
  13. مرجعية الإمام الحكيم.
  14. العلاقة بين القيادة الإسلامية والأمة.
  15. الوحدة الإسلامية.
  16. العراق… تصورات الحاضر والمستقبل.
  17. القضية الكردية.
  18. المرجعية الدينية ودورها في الامة.
  19. تفسير سورة الصف.
  20. تفسير سورة الجمعة.
  21. تفسير سورة الحشر.
  22. في السياسة للشهيد محمد باقر الصدر.
  23. الكفاح المسلح في الإسلام… وهناك بعض الكتب والمقالات سيتم طبعها إن شاء الله تعالى قريباً.

[2] أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة، الجزء الأول، صفحة 39.

[3] ليست الأخلاق كحالات، بالمعنى اليوناني أي: زيادات، وإنما هي ضرورات، بحيث أن الإنسان أو أتى ضدها، أي: ساءت أخلاقه لعد لا في الأنام، وإنما في الأنعام (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا) ضرورة الخلق للإنسان كضرورة خلقه، سواء بسواء، فلا إنسانية بغير أخلاقية. ينظر عبد الغني مقصود: الأخلاق بين الفلسفة والإسلام، صفحة 10.

[4] ينظر الشيخ مهدي العطار، محاضرات أخلاقية، ص 129 وما بعدها.

[5] الضمير: إنه تلك الوظيفة النفسية التي تقوم بإصدار أحكام خلقية على الأفعال الإنسانية، في حين أن الشعور: هو إدراك مباشرة لحالاتنا النفسية على نحو ما نعيشها. ينظر، زكريا إبراهيم، مبادئ الفلسفة الخلقية، صفحة 124.

[6] الإسراء 17 الآية: 44.

[7] محمد باقر الحكيم، المجتمع الإنساني في القرآن، صفحة 361.

[8] أنظر تفصيلات هذا الموضوع الدكتور توفيق الطويل، الفلسفة الخلقية، مذهب توماس هويز، صفحة 135.

[9] العقيدة: هي الأمر الذي عليه القلب والضمير وجمعها (عقائد) والعقائد: ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل. الجرجاني، التعريفات صفحة 152.

[10] السيد محمد باقر الحكيم، دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة ج1 صفحة 59.

[11] المصدر السابق، صفحة 61

[12] المصدر السابق: صفحة 62. يقول الرازي، نزلت الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه». ينظر التفسير الكبير 12 / 50.

[13] الأعراف 7، الآية 96.

[14] مستدرك الحاكم 2/ 151.

[15] الشهيد الحكيم محمد باقر (قدس سره)، دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة ج1 ص 69 ـ 70.

[16] السهروردي، عوارف المعارف، ص 508.

[17] هناك صفات كثيرة أخرى يذكرها الشهيد الحكيم (قدس سره) في كتابه دور أهل البيت بالصفحات الآتية: 71، 72، 73، 74، 75، 76.

[18] وسائل الشيعة 8: 542 ب 122 كذلك دور أهل البيت (عليهم السلام)، الحكيم، ص 77.

[19] المصدر السابق ص77

[20] المصدر السابق ص 77.

[21] الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة، ج1 ص 108. كذلك ينظر المزيد من التفصيلات حول هذا الموضوع، المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي ج1 ص 155 إلى ما بعدها.

[22] إن معرفة النفس هي أو خطوات جهادها. إذ إن الشهيد السعيد الحكيم (قدس سره)، مثل غيره من علماء المجتهدين والمفكرين الإسلاميين المعاصرين يعدونها العدو الذي يجب مجاهدته، والقضاء على كل مظاهرها الشيطانية، مفسرا قوله جده الإمام الصادق (عليه السلام) أنه علم الأنفس، أي: العلم المظنون والمطلوب من كل مسلم، مستدلا بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر». رواه البيهقي في كتاب الزهد الكبير ص 165، عن جابر (رضي الله عنه) وما جهادها الأكبر قال مجاهدة العبد هواه ينظر تفصيلات ذلك، دور أهل البيت ص 113.

[23] الإمام الخميني (قدس سره)، الأربعون حديثا، تعريب السيد محمد الغروي، ص 28 ـ 30.

[24] الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، دور أهل البيت ج1، ص 109 ـ 110.

[25] المصدر السابق، ص 111.

[26] نهج البلاغة 2: 79.

[27] الشيخ الطوسي، الامالي، 412

[28] السهروردي، عوارف المعارف ص 434.

[29] بحار الأنوار 109: 24.

[30] السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، المنهاج الثقافي السياسي الاجتماعي، ص 238.

[31] المجتمع الإنساني في القرآن الكريم، ص 447.

[32] قارن ذلك بصفات رئيس المدينة الفاضلة للفارابي، آراء أهل المدينة الفاضلة، ص 82، السياسات المدينة، ص 49.

اكتب تعليق

كافة الحقوق محفوظة لمؤسسة تراث الشهيد الحكيم، ولا يجوز الاستفادة من المحتويات دون إذن خطي.

الصعود لأعلى