مقالات – مؤسسة تراث الشهيد الحكيم https://al-hakim.com مؤسسة تراث الشهيد الحكيم Wed, 23 Apr 2014 05:32:50 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.4 كيف تواصل شهيد المحراب بالشهيد الصدر اثناء الاقامة الجبرية؟ https://al-hakim.com/?p=1122 https://al-hakim.com/?p=1122#respond Wed, 23 Apr 2014 05:18:06 +0000 http://al-hakim.com/hakim/?p=1122 كيف تواصل شهيد المحراب بالشهيد الصدر اثناء الاقامة الجبرية؟

كريم النوري

makalat[1]

الولاء والانتماء للاسلام لا يخلو من ضريبة احياناً تكون باهظة ومكلفة وقد لا تتكشف طبائع هذا الولاء والانتماء او تتأكد في ظروف الرخاء والسراء فان الجميع قادر في مثل هذه الظروف من الادعاء والتظاهر بالانتماء والولاء لاهل البيت. بل يتمحص هذا الولاء في ظروف الشدة والبلاء وقد يتزلزل المؤمنون ويتساقط الحركيون في مواطن الاختبار والامتحان وقد شاهدنا كيف تساقط الكثير من الاسلاميين في اقبية التحقيق في الامن العامة ودهاليز المخابرات الصدامية وتحولوا الى مساعي حميدة بين الجلادين والضحايا من طلائع الحركة الاسلامية وقد وظفتهم المخابرات والامن العامة بنزع الاعترافات عن المعتقلين بطريقة الاقناع والخداع والذي لا مجال لسردها في هذا المجال وقد نخصص مقالاً مستقلاً عن أسباب هذا التساقط في وسط الاسلاميين. وهناك نمطان في هذا الانتماء الاصيل نمط يدفع ثمن هذا الانتماء واخر يربح ثمن انتمائه عبر الاستغلال السيىء والانتهازي ويتجسد هذا المعنى في قول الامام الحسين(ع) “الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحيطونه ما درت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون”. ويمكن القول ان النمط الذي دفع ثمن انتمائه بوضوح في التأريخ المعاصر هو السيد الشهيد محمد باقر الصدر وشهيد المحراب وغيرهما من مراجع الدين وفقهاء الشريعة وطلائع التحرك الاسلامي من الشهداء والسجناء السياسيين. واما الذين ربحوا ثمن هذا الانتماء فهم كثيرون لا حاجة للاشارة اليهم ولا جدوى من ذلك.

ومن هنا فان طبيعة العلاقة بين شهيد المحراب والسيد الشهيد محمد باقر الصدر لم تكن علاقات طبيعية مبنية على تبادل المصالح المشتركة او الفائدة العلمية والتدريسية بين الاستاذ والتلميذ، او هي علاقات اجتماعية بين علماء وفقهاء تخضع لظروف معينة وتضعف وتتعمق بحسب هذه الظروف والمناسبات سواء طبيعة الاقامة والمنطقة او طبيعة الدرس والهموم الحوزوية. كانت هذه العلاقات قد بدأت في ظروف طبيعية من التدريس والتحصيل الحوزوي ولم تضعف اثناء الظروف الصعبة التي مرت بها النجف الاشرف بل توطدت اكثر في اصعب الظروف واخطرها. هناك حقيقة جديرة بالاشارة والبحث والتوقف وهي ان طبيعة مرجعية الامام الراحل اية الله العظمى السيد محسن الحكيم زعيم الطائفة مرجعية أخذت بالتوسع والامتداد ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى العالم الاسلامي والعربي فكان مقلدوه ومريدوه يملأون الافاق في الباكستان وايران والبحرين والكويت والاحساء والقطيف وبعض مناطق الهند فضلاً عن العراقيين بشكل عام. وقد تكون مثل هذه المرجعيات الكبيرة حساسة ودقيقة في التوغل في مساحات تبدو محظورة وممنوعة سياسياً وامنياً واجتماعياً وقد تكون حريصة تمام الحرص على حركة ابنائها المقربين باعتبار ان اية حركة او توجه غير ملزم شرعياً وان كان ضمن دائرة المباحات ستكون تداعياته وانعاكساته على هذه المرجعيات خطيرة باعتبارها تعمل في اطار الافتاء الفقهي والتوجيه الديني والعقائدي والدفاع عن المذهب. ومرجعية الامام الحكيم لم تؤصد الابواب بوجه هذا الفقيه المبدع والفيلسوف المتطلع (السيد الشهيد محمد باقر الصدر) الذي بدا يخوض في الفلسفة والاقتصاد ويلامس هموم السياسة في سن مبكرة او تتحسس منه حفاظاً على سياقات المرجعيات الكلاسيكية التي لا تتدخل عادة في الشأن السياسي الذي قد يبعدها عن اهتماماتها الراهنة في تلك المرحلة.

بل أنفتحت هذه المرجعية عبر ابنائها الفاعلين امثال الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم الذي اتهمتها الحكومة البعثية باتهامات باطلة ورخيصة والسيد شهيد المحراب الذي تم اعتقاله فيما بعد في تهمة التحريض وقيادة انتفاضة صفر، ولم ينفكا عن السيد الشهيد الصدر رغم ظروف العراق الصعبة وابتعاد البعض عنه خوفاً او احترازاً من تربص الحكومات.

تفاعل ابناء اهم مرجعية في النجف الاشرف (الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم وشهيد المحراب) مع طروحات وافكار السيد الشهيد الصدر دون حساسية او خيفة من عواقب هذا التحرك على مرجعية الامام الحكيم يحتاج الى وقفة منصفة ورؤية شجاعة وتحليل معمق لا ان نغمط هذه المرجعية حقها ونحاول تشويه مواقفها عبر الافتراء والتحليل البائس كما وجدنا في كتابات عادل رؤوف واشباهه ممن حاولوا تحريف وتزييف الحقائق والتلاعب بمواقف التأريخ المرجعي المعاصر.

ولم يتراجع شهيد المحراب والعلامة السيد الشهيد مهدي الحكيم او يترددا من الدخول في مشروع السيد الشهيد الصدر في تأسيس حزب اسلامي يأخذ دوره في التصدي والدعوة الى الله بل كان لهما الحضور الفاعل ولم يتأثرا بالواقع المرجعي الديني الذي يفرض احياناً التزامات على ابنائه بعدم الخوض او التقرب من هذا الميدان التنظيمي الحركي. والملفت في علاقة شهيد المحراب بالسيد الشهيد الصدر انها لم تضعف او يكتنفها البرود في سنوات المواجهة العنيدة مع النظام البعثي الحاكم ويشير شهيد المحراب الى هذه العلاقة في الايام الاخيرة بقوله واما استمرار هذه العلاقة فقد استمرت ولله الحمد حتى الايام الاخيرة من حياته ولا اعلم ما في نفسه لان ذلك مما يعلمه الله تعالى، ولكن ما كان يبديه من حب ولطف وما ذكره في وكالته الاخيرة التي نقلتها الشهيد بنت الهدى وهو في الاحتجاز وهم تحت الرقابة.

ويضيف شهيد المحراب وكانت تمثل وثيقة قتل بنظر البعثيين وما تحملته من مخاطر في إدامة الاتصال والمشورة وابلاغ اوامره ووصاياه في اللحظات الاخيرة يؤكد كل ذلك. ويشير شهيد المحراب الى اسباب خروجه من العراق بالقول: “ان خروجي من العراق كان أحد اسبابه هو تحمل مسؤوليتي تجاه الشهيد الصدر ودمه الشريف والا فانني اشعر – على الاقل – اني يمكنني ان استمر في البقاء في العراق لولا الشعور بالمسؤولية والله تعالى يوفقني للقيام بهذا الواجب وانه هو الناصر وهو نعم المولى ونعم النصير.

كريم النوري

]]>
https://al-hakim.com/?feed=rss2&p=1122 0
الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم كان رجلا بامة https://al-hakim.com/?p=1109 https://al-hakim.com/?p=1109#respond Wed, 23 Apr 2014 04:31:48 +0000 http://al-hakim.com/hakim/?p=1109 الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم كان رجلا بامة

امير جابر

makalat[1]

من يعرف الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم عن قرب يعرف جيدا مقدار الخسارة التي خسرها العراقيون بافتقادة فقد كان يحمل العلم الغزير ويمزج ذلك العلم بالعمل وكأنه المصداق لقول امير المؤمنين (فمن علامة احدهم انك ترى له قوة في دين وحزما ي لين وايمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال ونشاطا في هدى وتحرجا في طمع يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل يمسى وهمه الشكر ويصبح وهمه الذكر يمزج الحلم بالعمل والقول بالعمل تراه قريبا امله قليلا زلله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا اكله سهلا امره حريزا دينه ميتة شهوته مكضوما غيظه الخير منه مأمول والشر منه مامون في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لايحيف على من يبغض لايضيع مااستحفظ ولاينسى ماذكر ولاينابز بالالقاب ولايشمت بالمصائب ولايدخل في الباطل ولايخرج من الحق وان بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له بعده عمن تباعده عنه زهد ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولادنوه بمكر وخديعة).

وانا تعمدت ان انقل قسم من صفاةالمتقين التي ذكرها امير المؤمنين والتي تنطبق عليه والتي شاهدتها بنفسي حتى انقل ماعلمته يقينا واستطيع الاجابة عنها يوم لاينفع مال ولابنون فمن قودة دينه اننا كنا نستلهم منه الافكار والمعلومات الغزيرة التي يكتبها في العديد من المجلات والجرائد والمحاضرات وخاصة مجلة رسالة الثقلين وكان صابرا على سنوات المحنة في المهجر وكان متجملا في الفاقة ولم يظهر على وجهة التعب والملل اما الخشوع في العبادة فلم ينسى ذلك العظيم المستحبات على الاطلاق رغم كثرة مشاغلة فكنت اتعجب واسال المقربين منه كيف يستطيع ان يكتب بمثل هذه الغزارة والبحوث التي تحتاج الى تفرغ وهو مشغول بالقضايا السياسية ومقابلة السفراء والعلماء وتراسه للعديد من المؤتمرات والمعاهد والقاء المحاضرات ومقابلة الكثير من المسؤلين والناس العاديين فقالوا لي انه يكتب حتى وهو في السفر واثناء سير السيارة كان قائدا بحق فاي شخص يقابله يشعر بالقوة وتجددالعزيمة والامل واتذكر جيدا عندما قابلته بعد فشل الانتفاضة وكنت في حينها شبه يائس فوجته كالجبل الاشم مرفوع الراس وامتلات منه التصميم الاكيد على السير حتى اخر المشوار، حقا كان في الزلازل وقور وفي المكاره صبور (اعتقل صدام الخيرة من ال الحكيم وارسل احد شيبتهم كي يتوقف عن محاربة الظالمين فوقف كما وقف جده الحسين في كربلاء وفضل ايثار مصلحة الاسلام وتخليص العراقيين من جور الظالمين على اعزته واحبائه).

كان لاينسى من ذكره اذا قابله شخص مره واحدة ففي المرة القادمة ورغم مرور الاعوام يتذكره ويتذكر اسمه وعمله ويملاه شحنة ايمانية رغم مقابلته للالاف من الناس عندما علم ان العراقيين في اوربا اشتغلوا في الصراعات المدمرة والتحزبات المهلكة قال مانصه وفي موسم الحج في مكة لقد تاكد لي ان العمل السياسي في الغرب اضر بالمجموعة الصالحة لاتباع اهل البيت ولهذا اوصيكم بالتخلي عن العمل السياسي والتركيز على العمل الثقافي.

كان يعرف العاملون المخلصون وهو من يبادر بالسؤال عنهم ويعرف مقدارهم ويستفيد من تجاربهم ويساعدهم بما يستطيع وعلى عكس مانراه الان كان جامعا موحدا ذو نظرة ثاقبة وبعيدة لم اسمع منه كلمة واحدة تدل على تعصبه لطائفة اولحزب فكانت له علاقات ممتازة مع الاكراد ومع السنة وحتى مع غير المسلمين وكان حقا لايحيف على من يبغض اسيئ اليه في المهجر فم يرد على الاساءة على الاطلاق كان خيمة للجميع يعرف الواقع في عالمنا الاسلامي فينزل علمه الغزير على ذلك الواقع كانت كلماته التي يسطرها في الكتابات التي تصلنا وكانها بلسم الشفاء في ظل الغربة والامها فسلام على من اختار له ربه الشهادة في الشهر الحرام وفي اليوم الحرام وفي المكان المقدس وجمعنا الله واياه عند مليك مقتدر.

امير جابر

]]>
https://al-hakim.com/?feed=rss2&p=1109 0
قصيدة محتاجيك (إلى شهيد المحراب) https://al-hakim.com/?p=1105 https://al-hakim.com/?p=1105#respond Wed, 23 Apr 2014 04:21:03 +0000 http://al-hakim.com/hakim/?p=1105 قصيدة محتاجيك (إلى شهيد المحراب)

نظم: الأخت الكريمة العلوية روافد الياسري

makalat[1]

غمگت الجروح إجروح

وخليت الوطن مذبوح

محتاجيك

ليش تروح

محتاجيك … يلقدوة منو مثلك إنجمعن بيه

سياسة و دين والتقوى

شهامة وزود والنخوة

منو مثلك رعب صدام بالقوة

ينور العين

يركن الدين

عگبك هلركن مطروح

محتاجيك ليش تروح

محتاجيك يلنوماس

يهيبتنه ويرفعة راس

وسفة وغدروا الأنجاس

لا جسم البگه

ولا راس

بس چفك مثل عباس

تضوي وبعطرها تفوح

محتاجيك ليش تروح

محتاجيك يلمهيوب

عدوك خايف ومرعوب

من صوتك غدة مرهوب

تشهدلك هذيج السوح

محتاجيك ليش تروح

محتاجيك ومحتاجين لعلومك

وتجديدك ومفهومك

عشاگك

وخصومك

متوسفة وعليك تنوح

محتاجيك ليش تروح

هيهات ونذل هيهات

تهتف وعالية الصرخات

ضوگت العدو الويلات

بصوتك والصدى مبحوح

محتاجيك ليش تروح

ذَكّرتْ الغدر بينه

بهتافك يم ابو سكينه

(وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه )

وغفلة تغيب

وفجأة تروح

ما مسموح ابد والله ما مسموح

محتاجيك ليش تروح

الفرحوا بموتك معيدين

گللهم يتاج الدين

يزيد المات موش حسين

مسجل وباعالي اللوح

عدوك جاهل ومفضوح

لاچن ليش ليش تروح

محتاجيك ليش تروح

يا شمس الوطن يا حيف

مثلك غيباه الحيف

رديت وبچنك طيف

يظل طيفك يهيد الروح

وتظل شمسك بسمانه تلوح

لاچن ليش ليش تروح

محتاجيك ليش تروح

 

الأخت الكريمة العلوية روافد الياسري

(نظمت هذى الكلمات في سنة استشهاد شهيد المحراب)

]]>
https://al-hakim.com/?feed=rss2&p=1105 0
اغتيال شهيد المحراب.. اغتيال للاعتدال والعقلانية والوطنية الصادقة https://al-hakim.com/?p=1092 https://al-hakim.com/?p=1092#respond Tue, 22 Apr 2014 10:26:44 +0000 http://al-hakim.com/hakim/?p=1092 اغتيال شهيد المحراب……اغتيال للاعتدال والعقلانية والوطنية الصادقة

احمد عبد الرحمن

makalat[1]

كان شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قبل وقت قصير من استشهاده يقول في خطبة صلاة الجمعة الرابعة عشر والاخيرة داخل الحرم العلوي الشريف بمحافظة النجف الاشرف، وامام الالاف من المصلين ان قوات الاحتلال الاميركي والبريطاني تتحمل مسؤولية انعدام الامن والاعتداءات التي تحصل على مراجع وعلماء الدين والاماكن المقدسة. وكان يتناول بالشرح والتحليل ملابسات محاولة اغتيال المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم التي وقعت قبل بضعة ايام من ذلك اليوم.

هذه القراءة الدقيقة للشهيد السعيد حول الواقع القائم عبرت عن نفسها بكل وضوح بعد اقل من ساعة عندما خرج من الحرم العلوي الشريف محاطا بأعداد كبيرة من المصلين، واذا بيد الغدر الاثمة تمتد اليه والى العشرات من الابرياء. وقد لانكون بحاجة الى تكرار التساؤل التقليدي المعروف للجميع وهو .. من المسؤول عن المأساة التي حصلت في مدينة النجف الاشرف في ظهر يوم الجمعة، الاول من شهر رجب، التاسع والعشرين من شهر اب-اغسطس من عام 2003، وتسببت بأستشهاد السيد الحكيم وعشرات المؤمنين، وذلك لان السيد الشهيد اسهب في الاجابة على ذلك التساؤل اكثر من مرة، ولم يعد هناك اي غموض يحيط به.

اما لماذا نقول ان قوات الاحتلال المتواجدة في العراق، وفيما بعد القوات متعددة الجنسيات هي المسؤولة عن حفظ ارواح الناس في هذا البلد وممتلكاتهم، وحفظ حرمة وقدسية اماكن العبادة وقدسية علماء الدين والمراجع الكبار، وذلك لان قيادات هذه القوات اعلنت منذ وقت مبكر انها ستتولى كل زمام الامور، وستعالج كل السلبيات والاخطاء وتأمن وتوفر كل مطاليب ابناء المجتمع واحتياجاتهم، وتعيد اليهم حقوقهم المهضومة من قبل نظام صدام البائد، سواء كانت تلك الحقوق مادية او معنوية.

وقد ابدت قوات الاحتلال – او بتعبير ادق قياداتها – رفضا لمشاركة اي طرف معها لانجاز هذه المهام المعقدة والصعبة والخطيرة، لا من العراقيين ولا من غير العراقيين، وحتى الجزء القليل من القبول الذي كانت تبديه في هذا الشأن كان يقترن مع شرط العمل تحت مظلتها ووفقا لتوجيهاتها واوامرها. ولكن يوما بعد يوما كان يتضح خطأ هذا المنهج، خصوصا وان الاميركان والبريطانيون كانوا يحرصون على حياة جنودهم وضباطهم ومعداتهم العسكرية في العراق بصورة اكبر بكثير من حرصهم على ارواح وممتلكات ومصالح العراقيين، وللاسف فأن الدعوات المستمرة التي كان يطلقها الكثير من العراقيين، وفي مقدمتهم الشهيد اية الله الحكيم الى القوات الاميركية والبريطانية بالسماح للعراقيين بلعب دور في ترتيب اوضاع بلدهم، للاسف لم تجد تلك الدعوات اذانا صاغية.

وكان نتيجة ذلك هو تفاقم المشكلات الامنية، رغم ان حالة الفوضى العامة انحسرت نوعا ما، وفضلا عن المشكلات الامنية فأن الجانب التخريبي فيما يتعلق بالخدمات العامة بقي يشكل هاجسا مقلقا لمعظم العراقيين. ولعل عملية تفجير السفارة الاردنية، وتفجير مكتب الامم المتحدة ومقتل ممثل الامين العام للمظمة السيد ديميلو، ومن ثم محاولة اغتيال المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، وبعدها بأيام قلائل الحادثة المفجعة المتمثلة بأغتيال اية اله السيد محمد باقر الحكيم والعشرات من الابرياء.

كل ذلك اذا كان يعبر عن شيء فأنه في واقع الامر كان يعبر عن وجود خلل كبير وفراغ امني فاضح تولد عن سقوط نظام صدام، واستمر بسبب المنهج الخاطيء الذي حاولت الولايات المتحدة الاميركية فرضه كواقع قائم، والتي راحت فيما بعد تحاول التنصل من تبعاته بالادعاء انه لم يطلب منها توفير الحماية للشخصيات الدينية والاماكن المقدسة في مدينة النجف الاشرف.

ان عملية اغتيال اية الله السيد الحكيم، وبالطريقة الوحشية التي جرت فيها وضعت الجميع امام استحقاق كبير جدا، وحتمت عليهم التوقف طويلا ازاء ماحصل، لاجل ان لاتتحول الى ظاهرة يصبح حينئذ من الصعب استئصالها والقضاء عليها. وحينما يلقى اللوم وتحمل المسؤولية على الولايات المتحدة الاميركية، فأن ذلك ينطلق من اسباب وعوامل عديدة من بينها، انها كانت الطرف الرئيسي الذي يمسك بزمام الامور في العراق، من خلال الاعداد الكبيرة لقواتها المتواجدة في هذا البلد منذ الحرب التي ادت الى اسقاط نظام المجرم صدام قبل ما ينيف على اربعة اعوام. وكان من الطبيعي ازاء ذلك ان تبرز ردود فعل واسعة في الولايات المتحدة الاميركية مثلما برزت من انحاء العالم المختلفة حول عملية الاغتيال البشعة .

وبعض ردود الافعال تلك مثلت تنديدا شديدا بالعملية بأعتبار انها تأتي ضمن مسلسل الارهاب العالمي الذي تعهدت الولايات المتحدة بالتصدي له واجتثاثه من الجذور بعدما تعرضت الى ضربة قاصمة في الحادي عشر من شهر ايلول – سبتمبر من عام الفين وواحد، وقد جاءت التنديدات الاميركية على لسان الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته ووزير دفاعه واخرين من كبار المسؤولين في الادارة الاميركية.

وبعض ردود الافعال الاميركية جاء على شكل نوع من الاعتراف والاقرار بالعجز الاميركي عن تحقيق الامن في العراق، وكذلك الاعتراف والاقرار بأن واشنطن منيت بضربة قاسية جديدة في يوم الجمعة بأستشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم الزعيم الوطني الشيعي المعتدل – مثلما وصفه خبراء اميركان. وفي حينه قال سياسيون اميركان بعضهم في مواقع صنع القرار ان اعتداء النجف الذي أودى بحياة العشرات من الاشخاص واصاب المئات غيرهم بجروح بعضها خطيرة ودمر عددا من المباني والبيوت وخلق موجة من الذعر والخوف والغضب لدى الناس، ان هذا الاعتداء كشف مرة اخرى عن الصعوبات التي يواجهها التحالف الأميركي البريطاني في الوفاء بوعوده في إعادة الوضع في العراق إلى طبيعته.

في ذات الوقت فأن من بين هؤلاء من اقر بأن الولايات المتحدة الاميركية بصفتها قوة احتلال للعراق تتحمل مسؤولية توفير الأمن في البلاد التي تعيش اوضاعا مضطربة وقلقة جدا.  فالقوات الاميركية فشلت في الحؤول دون وقوع احداث خطيرة من قبيل تفجير السفارة الاردنية، وتفجير مكتب منظمة الامم المتحدة في العاصمة العراقية، ومحاولة اغتيال المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، وغيرها من الاحداث المؤلمة. وفي هذا الشأن قال سايمون سرفات الباحث السياسي الاستراتيجي في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن “نحن نشهد وضعا متفاقما, وتدهورا لا يبدو له قرار، والقوة العسكرية الأميركية تبدو متخلفة عن الأحداث في بلد يتجه نحو الهاوية”.

اما ماري جين ديب الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأميركية فقد قالت إن آية الله الحكيم كان يريد منع التصادم بين الشيعة والأميركيين, وبين الإيرانيين والأميركيين, وبين الشيعة والسنة، وأنه كان يمثل شخصية دينية بارزة معتدلة نظرا لأنه كان حريصا على الحفاظ على الهدوء والعمل بتأن وإن كان  هدفه النهائي كمن في إقامة جمهورية إسلامية.

ومثل هذه الاقوال تشير الى حقيقتين، الاولى هي الاعتراف الواضح والصريح من قبل الكثيرين في واشنطن بخطأ التعاطي الاميركي مع الملف العراقي، والحقيقة الثانية، تتمثل بالاقرار بالمكانة البارزة والمهمة التي كان يحظى بها السيد الشهيد الحكيم ودوره الفاعل والمؤثر في دفع البلد الى الاستقرار والهدوء بعد عقود من الظلم لاستبداد والديكتاتورية المقيتة.

احمد عبد الرحمن

]]>
https://al-hakim.com/?feed=rss2&p=1092 0
شهيد المحراب………..مواقف و جهاد https://al-hakim.com/?p=579 https://al-hakim.com/?p=579#respond Wed, 05 Feb 2014 07:10:13 +0000 http://al-hakim.com/hakim/?p=579 شهيد المحراب………..مواقف و جهاد

 الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

 makalat

   لربما من الصعب أن نتحدث في هذا الوقت عن شخصية كبيرة كشخصية سماحة السيد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم (طيب الله ثراه)، والتي نبعت شخصيته من ارث عائلة تاريخية دينية علمية عراقية عريقة عُرفت بالمواقف والجهاد والصبر والمصابرة… فكلنا قرأ موقف سماحة آية العظمى السيد محسن الحكيم المرجع الديني في ذلك الوقت من قضية فلسطين، وكلنا قرأ موقفه الصارم والصريح في دفاعه عن الأكراد السنّة وحرمت دمائهم حينما قمعوا في فتره من الفترات، وحينئذ حينما نتحدث عن سماحة السيد محمد باقر الحكيم إنما نتحدث عن سلسلة متواصلة من الخير والعطاء، فهو خير خلف لخير سلف.

   فالحديث عنه هو حديث عن مجموع صفات تركبت وتعشقت في شخصيته، فإذا تحدثت عن العلم وطلبه فقد فاق أقرانه بالعلم والمعرفة، وأخذ الصدارة في فن الخطابة والتدريس في الحوزة العلمية في النجف الأشراف. وإذا تحدثت عن شجاعته فهو في مقدمة المجاهدين الذين قارعوا الظلم والظالمين وصبروا على الأذى والمؤذين. وإذا تحدث عن موقفه فهو صاحب المواقف العظيمة وقد عاش ثلث حياته أو نصفها غريبا عن أهله ووطنه؛ بسبب مواقفه تجاه الأنظمة الحاكمة التي حاربت الإسلام والمسلمين، فكان لها بالمرصاد وأُدخل إلى السجن أكثر من مرة وعذب وكسرت يده وحورب شتى أنواع الحروب النفسية والجسدية؛ لأنه كان يحمل همَّ دين ووطن؛ ولأنه ابن العراق، فقد عمل للعراق وللعراقيين جميعا دون أن ينظر إلى دين أو مذهب أو قومية، وبقي سنواته يعيش همَّ وطنه ومواطنيه ويذهب هنا وهناك يتجول بين البلدان لشرح قضية العراق ومأساة أهله إلى أن قدر الله وسقط النظام وكُشفت الحجب، وكان القدر أن يدخل من مدينة البصرة من مدينتي التي ولدت فيها وعشت فيها وأتمنى أن أموت فيها، ولربما كنت أنا الشخصية الوحيدة من أقراني وأتباع مذهبي حينما ذهبت إلى الشلامجة ـ المنطقة الحدودية بين البصرة وإيران ـ لاستقبال سماحته، وكانت بدعوة كريمة من سماحة السيد عبد الكريم الجزائري (ممثل السيد الحكيم حاليا)، وحين ألقى خطبته على جماهير البصرة ازددت معرفة إلى معرفتي أن الرجل الذي يخطب أمامي هو رجل أمة تغَرّب عن بلده، وتحمل آهات السجن وتعذيب الجلادين لأجل العراقيين جميعا، فهو لن ولم يركع لهم أبدا وإطلاقا.

   نعم، كان يعمل عملا دؤبا، لكنه لم يعمل عملا لمذهبه فحسب إنما كان يعمل للعراقيين جميعا، وهنا أدركت أنه كان رمزا للوحدة الوطنية والدينية، وهذه هي صفة القائد، وهذا هو الإرث الذي حمله لكي يدافع عن أبناء شعبه، وكان الله تعالى قد قدر له أن يرى النصر بعينيه، وان يتذوق ثمرة الجهد والجهاد الذي بذله ولهذا استهدفه المجرمون وختم له حياته في خطبة كان يدافع فيها عن الإنسانية حينما تحدث في صحن سيدنا علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه وأرضاه).

   وكان يُوبخ قتلة ممثل الأمين العام (منديلوا) الذي استهدفه المجرمون؛ لأن سماحته كان يحمل منهجا وفكرا عالميا بهما يأخد بيد العراقيين وما أصابهم من ويلات الحروب والفتن، ولكن الأمل لم ينقطع، بل أودعه بأخيه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم، وولده الأجل السيد عمار الحكيم.

   وهنا لابد من عتب أقدمه للإخوة المنظمين في النجف الذين نظموا المؤتمر بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد السيد الحكيم، والعتب هنا؛ لأنهم لم يقدموا لنا دعوة لحضور هذا المؤتمر التاريخي… ألم نكن نحن الذين سبقنا غيرنا بمواقفنا الصريحة والشجاعة حينما تصدينا لزمر وعصابات القاعدة؟ ألم نكن نحن الذين وقفنا بوجه شيوخ الذبح والسلخ وعلى رأسهم شيطانهم الكبير الزرقاوي ومن لف لفه؟ ألم تدوي منابرنا التي حرمنا منها ونحن ندافع عن شيعة أهل البيت خاصة والعراقيين عامة، وهم يقتلون بمفخخات القاعدة وبقايا النظام البائد؟ ألم ندفع الثمن باهظا لأجل هذه المواقف التي يعرفها القاصي والداني؟

   وهنا ارفع حزني وتعجبي لسماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، ونجله المجاهد عمار الحكيم لأسألهما: لماذا لم تقدم الدعوة لجماعة علماء العراق؛ لكي نحضر هذا المؤتمر؟ وهذا العتب عتب المحب لأحبابه، فإننا نؤمن ونعتقد أن سماحة السيد الحكيم (طيب الله ثراه) هو للعراق كله، وأتمنى أن تصل مقالتي هذه لأبصار آل الحكيم لينصفونا في هذا الموقف الذي ظلمنا فيه، وسنبقى لسانا ناطقا وقلبا نابضا للدفاع عن قضيه العراق والعراقيين، وسيبقى قلمنا ومنبرنا يجاهد ويصارع خطوط الظلام والإرهاب والتكفير التي تظهر هنا وهناك… ورحم الله شهيد العراق، وحبيب العراق، وابن العراق سماحة السيد محمد باقر الحكيم (طيب الله ثراه) ورزقنا الشهادة كما رزقه وأطال الله بقاء السيد الحكيم… وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب

‏الجمعة‏، 4‏ تموز‏ 2008 ـ ‏1‏ رجب‏ 1429

]]>
https://al-hakim.com/?feed=rss2&p=579 0