د.سامي الخالدي 1446/7/1

الحكيم... من الحوزة وإليها

« من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا », مأساة كبرى اعتصرت قلوبنا ألما وحسرة على فقدنا لعزيز ليس على اهل العراق او على اتباعه ومؤيديه في الكثير من بقاع العالم فقط، بل وعلى اهل الكويت الذين تشرفوا باستقباله في العشر الاواخر من شهر رمضان في كل عام، فللشهيد المجاهد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم مكانة عزيزة وموقع متميز في قلوبنا.

تلك الشخصية العلمية الجهادية التي تركت بصمات كبيرة على تاريخ الحركة الاسلامية منذ بداية نهضتها قبل نصف قرن في بعديها السياسي والحركي، ورسمت طريقا حافلة بالانجازات ابتداء من مواجهة الشهيد للافكار الشيوعية الفاشية في الخمسينات، ومرورا بنظام عبد الكريم قاسم الديكتاتوري في مطلع الستينات وانتهاء باستهدافه للنظام البعثي منذ ان استلم السلطة قبل اكثر من ثلاثة عقود والى يوم سقوطه.

تلك الشخصية العلمية الجهادية التي تركت بصمات كبيرة على تاريخ الحركة الاسلامية منذ بداية نهضتها قبل نصف قرن في بعديها السياسي والحركي، ورسمت طريقا حافلة بالانجازات ابتداء من مواجهة الشهيد للافكار الشيوعية الفاشية في الخمسينات، ومرورا بنظام عبد الكريم قاسم الديكتاتوري في مطلع الستينات وانتهاء باستهدافه للنظام البعثي منذ ان استلم السلطة قبل اكثر من ثلاثة عقود والى يوم سقوطه.

وعندما سقط النظام العراقي هرول من هرول من سياسيي المعارضة العراقية من عواصم الشرق والغرب الى بغداد للمشاركة في توزيع مناصب الحكم، بينما سار الشهيد الحكيم الى النجف الاشرف معقل الجهاد والمجاهدين وبيت العلم والعلماء، ومنها انطلق في خطابه للشعب العراقي داعيا الى الوحدة الوطنية وتجنب الصراع بين طوائفه واعراقه ومطالبا بمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية. انها حقا مرجعية واعية مدركة التزمت تحديد واقع ومستقبل العراق لتتبنى منهجا رساليا عصريا عنوانه التجديد في الخطاب الاسلامي بما ينسجم وتطورات المرحلة مع الحفاظ على اصالة الخط ووضوح المنطلق.

ان شهادة اية الله الحكيم لا يمكن الا اعتبارها كارثة كبرى على مسيرة الرسالة الاسلامية، وما دماء الشهيد برخيصة، ولكن يهون الامر حين يكون هدر الدم هذا حلقة في سلسلة الدماء التي تروي شجرة الاسلام وتعزز مساره. فهنيئا للسيد الحكيم حسن العاقبة، خصوصا وانها جاءت مباشرة بعد اتمامه لصلاة الجمعة في مرقد جده الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) الذي استشهد في محرابه، وإنا لله وانا اليه راجعون. مؤشـــــــــــــر وإشــــــــــــارة

ماذا تفعل قوات الاحتلال الاميركية في العراق عدا ضمان مصالحهم المالية والنفطية وهم المعنيون اليوم بضمان استتباب الأمن والاستقرار؟! وان لم تكن أميركا، فإلى من نشير بالمسؤولية تجاه مهزلة الفوضى التي راح ضحيتها خيرة أبناء العراق وعلماءها؟!